هيرو إبراهيم أحمد في خضم لعبة توريث الزعامة الكردية

هوشنك أوسي 
بروكسل- “كان عمري وقتذاك 24 عاماً. توجّهنا إلى العمارة التي كان يسكن فيها البارزاني، وصعدنا بواسطة المصعد من غير أن أنتبه في أيّ طابق كان. ودق أحد المرافقين الجرس، ففوجئت أن ملا مصطفى البارزاني فتح الباب بنفسه، حييته. ثم عانقني، فأغمي عليّ من شدة الفرحة. ذلك أن البارزاني يمثّل، بالنسبة إليّ، رمزاً كبيراً وأسطورة في نضالنا الكردي”.
هذا الكلام هو لمام جلال الطالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني والرئيس العراقي السابق، واصفاً علاقته العميقة والوثيقة مع زعيمه التاريخي. هذا الحديث كان في منتصف أغسطس من العام 2009، وقد نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، بينما جرى الحدث سنة 1957، وفي موسكو السوفييتية، أثناء اللقاء الأوّل الذي جمع ما بين الطالباني بوصفه عضو اللجنة المركزيّة للحزب الديمقراطي الكردستاني، ورئيس اتحاد طلبة كردستان، وزعيم الحزب.
ولكن، كيف تغير هذا الحبّ الجمّ الذي هو أقرب إلى تعلّق المريد بشيخه، أكثر منه احترام المسؤول الحزبي لزعيمه، ليتحوّل إلى انشقاق وخصومة سنة 1964؟ وهل هنالك أسباب اجتماعيّة ساهمت في خلق الشقاق بين الطالباني والبازراني الأب-الزعيم؟ ذلك أنه إلى جانب الخلافات في الطرائق الصوفيّة (القادرية: آل الطالباني، والنقشبنديّة: آل البارزاني) والخلافات الفكريّة والسياسيّة التي استجدّت سنة 1964 بين سكرتير المكتب السياسي للحزب برئاسة إبراهيم أحمد وزعيم الحزب الملا مصطفى، هنالك عوامل أخرى، ساهمت في تعميق شقّة الخلاف بين الطالباني وزعيمه؟
مناسبة هذا السؤال، هو الحديث عن زوجة المام جلال، مدام هيرو إبراهيم أحمد التي تدير الآن شؤون حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وتحضّر نجلها قباد لتسلّم منصب والده. فمن هي هيرو إبراهيم أحمد؟
هيرو هي ابنة الكاتب والروائي والشاعر والقاضي الكردي وسكرتير المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني إبراهيم أحمد (1914-2000). ولِدت في السليمانية سنة 1948. وقد اعتقل والدها في سجن أبوغريب، على خلفية مواقفه السياسية، وانتسب إلى الديمقراطي الكردستاني سنة 1947 وأصبح سكرتيره سنة 1953.
نفيت عائلتها من السليمانية إلى كركوك سنة 1951، وأخضعت للإقامة الجبرية لغاية 1954، حيث عادت مجدداً إلى السليمانية. أصيب والدها في محاولة اغتيال. انتقلت العائلة إلى بغداد سنة 1958، ولم تستطع إكمال تعليمها بسبب الانقلاب العسكري الذي قاده عبدالكريم قاسم على النظام الملكي، فهربت عائلتها إلى إيران.
عام 1970 تزوجت هيرو من الطالباني رغم فارق السنّ بينهما (15 سنة). وبعد عامين عادت واستكملت تعليمها، وحصلت على إجازة في علم النفس من الجامعة المستنصرية ببغداد، وأنجبت ابنها الأول بافل. انتقلت للعيش مع زوجها في دمشق وبيروت ومصر ولندن. وأرسلت ولديها للعيش مع جدهما الذي استقر في لندن سنة 1975. بينما عادت هي إلى كردستان في مطلع الثمانينات من القرن العشرين، لتكون إلى جانب زوجها الطالباني الذي بدأ حزبه حملة عسكرية جديدة ضد الحكومة العراقية سنة 1977.
أثناء تواجدها في الجبال قامت بتصوير الطيران العراقي بكاميرا فيديو قديمة وهو يقصف القرى الكردية سنة 1987. وتحوّلت هذه المشاهد والتسجيلات إلى مادة وثائقية مهمّة تناقلتها وسائل الإعلام كوثيقة تدين النظام العراقي السابق على قمعه للكرد. وعرضت هذه المشاهد في المملكة المتحدة سنة 1988، ما دفع السفير العراقي في لندن وقتذاك إلى تكذيبها. لكن تلك اللقطات خلقت نوعاً من التضامن مع المأساة الكردية في أوروبا وقتذاك. أسست هيرو أواخر الثمانينات من القرن الماضي الجناح النسائي التابع للاتحاد الوطني الكردستاني. وأطلقت بعد أعوام مؤسسة إعلاميّة باسم خاك (الارض) تتبعها قناة تلفزيونيّة محليّة وصحف ومجلاّت، وفي سنة 2000 أطلقت قناة “كردسات” الفضائية التابعة للحزب.
وصية ملا مصطفى
رغم خلافه الشديد مع إبراهيم أحمد، إلا أن الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني بقي يكنّ التقدير للطالباني ويثق به. بل إنه كلّفه وفوّضه بأمور حساسة مطلع السبعينات من القرن الماضي وهو صهر قائد الانشقاق عن الديمقراطي الكردستاني. وفي إحدى جولات الصراع والمعارك بين القوات التابعة للبارزاني الأب ومجموعة إبراهيم أحمد، يقال إن الملا مصطفى أوصى الأخير بعدم إلحاق الأذى بجلال الطالباني، وقال بأنه “سيخدم مستقبل الشعب الكردي، أو سيستفيد منه الشعب الكردي مستقبلاً”. ورحل البارزاني سنة 1979 ولم يشهد تنصيب جلال الطالباني على كرسي رئاسة جمهورية العراق.
حتى قبل انتخاب زوجها رئيساً للعراق في نيسان 2005، اتجهت هيرو إلى الاهتمام بالأمور الإعلاميّة وبالمنظمات الخدميّة والاجتماعيّة المعنية بشؤون المرأة والطفولة والمنظمات الخيرية التي تقدّم خدمات إغاثية للاجئين. وكذلك أولت اهتماماً كبيراً بالأمور الثقافية والفنيّة التشكيليّة والموسيقيّة، وأنفقت أموالا طائلة بهذا الخصوص، إلى درجة أنها كانت تشتري كل لوحات المعارض التشكيلية التي تقام في السليمانية، ثم تقدّم هذه الأعمال كهدايا لزوّاها من الأجانب والعرب. وفي يوم الرابع من مايو من العام 2008 تعرّض موكب هيرو لهجوم في بغداد لكنها نجت منه ليتم انتخابها بعد عامين في المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني عضواً في المكتب السياسي.

خيار الأب
وضع والد هيرو، إبراهيم أحمد نصب عينيه ذلك الشاب السياسي الذي كان يثق به ملا مصطفى البارزاني ثقةً شديدة، ونجح في مسعى استمالته إلى فريقه السياسي ولأسرته أيضاً. وبذلك استطاعت هيرو تغيير مسار حياة الطالباني ومعه قامت بتغيير مسار الحركة التحررية الكردية في العراق.
بعد إصابة زوجها بجلطة دماغية في ديسمبر من العام 2012 وسفره إلى ألمانيا وعودته إلى السليمانيّة بعد قرابة العامين، ثم سفره إلى النمسا لإجراء فحوصات طبية وعودته مجدداً إلى السليمانية وابتعاده عن المشهد السياسي، بدأ جناح هيرو بالسيطرة على الاتحاد الوطني الكردستاني ومقدّراته الماليّة وقراره السياسي، وعاونها في ذلك نسيب العائلة وعضو المكتب السياسي ملا بختيار (حكمت محمد كريم)، بالإضافة إلى قيادات أخرى بارزة في الحزب كعادل مراد وعدنان المفتي وسعدي مهدي بيره، في مواجهة جناح نائبي زعيم الحزب؛ برهم صالح وكوسرت رسول علي.
حين زارت هيرو طهران على رأس وفد رسمي من الاتحاد الوطني في العام 2013 والتقت بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد وبرئيس مجلس الأمن القومي علي لاريجاني، نقلت وسائل إعلاميّة كرديّة وعربيّة احتمال أن تخلف زوجها ليس فقط في رئاسة الحزب وحسب بل في رئاسة العراق أيضا في حال وفاة الطالباني.
دخل هذا الاحتمال دائرة النقاش في قيادة “الاتحاد” والأوساط السياسيّة الكرديّة. ورغم نفيها، إلاّ أن العديد من المصادر أكّدت الأمر، كما أن قيادة الديمقراطي الكردستاني رفضت ذلك، على خلفية الاتفاق الاستراتيجي الذي أبرمه مع الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني، ويقضي بتبادل المناصب السياسية “رئاسة الإقليم ورئاسة العراق” بين الحزبين. وأنه من المفترض أن يخلف البارزاني الطالباني في حال انتهاء ولاية الأخير.
ذلك الخلاف، بالإضافة إلى عدم توافق قيادة الاتحاد الوطني أيضاً على تولي هيرو منصب رئاسة العراق، خاصة أن هنالك منافسين أقوياء لها مثل برهم صالح، كل ذلك أطاح بحلمها أو طموحها في أن تكون أول امرأة عراقية تتولّى منصب رئاسة العراق.
الانشقاق الأول الذي عصف بالاتحاد الوطني الكردستاني كان على خلفية الخلاف بين الطالباني ونائبه نيشيروان مصطفى، حيث انشق الأخير عن الحزب سنة 2006. ثم أسس حركة التغيير “كوران” وخلق منافسة شديدة مع الاتحاد.

مصدر شقاق
مصادر إعلاميّة كرديّة عراقيّة نشرت أن نيشيروان مصطفى، قبل وفاته، أوصى بترك حزبه “كوران” في عهدة هيرو خان إبراهيم أحمد. وفي هذا إشارة واضحة منه بأن المتحّكم بالاتحاد الوطني هو هيرو وليس المكتب السياسي واللجنة المركزيّة للحزب. لكن الانشقاق الثاني، أو ما يشبه الانشقاق، الذي حصل؛ هو انفصال نائبي الطالباني في زعامة الحزب وعضوي المكتب السياسي؛ برهم صالح وكوسرت رسول علي عن قيادة الحزب وتشكيل ما أسمياه “مركز القرار” في الاتحاد الوطني، وذلك في سبتمبر 2016. ووصف “مركز القرار” تيار هيرو بـ”المجموعة المحتكرة” التي قامت “بتشكيل قيادة ومؤسسات ظل تسعى إلى إدارة وتوجيه الاتحاد لمصالحها الشخصية”، مستغلين استخدام “اسم الطالباني في تمرير المشاريع الشخصية داخل الاتحاد” بحسب ما جاء في بيان “مركز القرار”.
اللافت أن الاتحاد الوطني الكردستاني رغم زعمه بأنه حزب اشتراكي ديمقراطي وعلماني منذ تأسيسه عام 1975 وحتى الآن، لم يعقد إلا 3 مؤتمرات بمعدّل مؤتمر كل 14 سنة. ولم يعقد الحزب مؤتمره الرابع خشية حدوث الانشقاق المدوّي الذي يمكن أن يطيح به. في حين أن قيادات الاتحاد الوطني ومنهم هيرو خان تتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بأنه حزب قبلي، عائلي ومتخلّف، لكن حزب البارزاني عقد حتى الآن 13 مؤتمرا بمعدّل مؤتمر كل 5.5 سنوات تقريبا.

مسألة التوريث
تفاقم الخلاف بين نائبي الطالباني وعقيلته منذ أن قامت هيرو بترشيح نجلها قباد الطالباني لمنصب نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، خلافاً للقواعد المعمول بها في الاتحاد الوطني على أن هذا المنصب يجب أن يكون لأحد أعضاء المكتب السياسي. وقباد ليس عضواً فيه.
في أبريل 2014 وأمام حشد جماهيري من الموالين للاتحاد الوطني، خطبت هيرو قائلة “أولئك الذين يثيرون الشائعات حول الوضع الصحّي لمام جلال، وأنه كذا وكذا، اللهم، اجعلهم قرابين لمام جلال. قولوا: آمين”. ما اعتبره مراقبون على أنه طريقة ريفيّة في التعامل مع الآراء التي تناولت مصير الحزب ومآلاته، على خلفيّة مرض زعيمه.
العديد من المراقبين الكرد ينظرون إلى تجربة هيرو خان إبراهيم أحمد على أنها تشبه تجربة عقيلة خالد بكداش الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي السوري حين تولّت وصال فرحة قيادة الحزب بعد وفاة زوجها، وبدأت بتحضير نجلها عمّار لخلافة أبيه، مع اختلاف أن فرحة تولّت زعامة الحزب بعد وفاة بكداش، بينما هيرو تولّت المنصب فعلياً وليس رسميّاً على حياة زوجها جلال الطالباني.
وليس سرّاً القول إن لهيرو موقفا سلبيا من آل البارزاني، ربما ورثته من والدها الراحل إبراهيم أحمد. ذلك أنه نسب إليها وصفٌ قاسٍ لرئيس الإقليم مسعود البارزاني حيث شبّهته بـ”صدام حسين الثاني”. ويحاول تيّار هيرو، بالتنسيق مع طهران، الحؤول دون أن يمضي رئيس الإقليم مسعود البارزاني في مشروع الاستقلال. حتى أن وسائل الإعلام الكرديّة تداولت أن قيادة الاتحاد الوطني وتحديداً تيّار هيرو خان-ملا بختيار كتبت رسالة إلى الحكومة العراقيّة طالبت فيها بـ”إيقاف صرف ميزانية الإقليم، المقدّرة بـ17 مليار دولار سنويّاً” بهدف إحداث إضرابات وثورة شعبية على حكم عائلة البارزاني في الإقليم. وهذا ما نفته قيادة “الاتحاد الوطني”.
وسائل الإعلام الكرديّة تحدّثت أيضاً عن رسالة وجهتها هيرو إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تطالبه بإيقاف تصدير حصة الإقليم من نفط كركوك (100 ألف برميل يوميّاً) عبر تركيا، وتصديرها عبر مناطق نفوذ الاتحاد الوطني إلى إيران، بحجة أن أهالي كركوك لا يستفيدون من العوائد وأن المستفيد الوحيد هو الديمقراطي الكردستاني.
الحق أن الانتقادات الشديدة الموجّهة لهيرو لا تقتصر على الإعلام الموالي للديمقراطي الكردستاني وحسب، بل من جهات ضمن الاتحاد الوطني أيضاً. وهذه الانتقادات متنوّعة وعلى أكثر من صعيد، منها ما هو متعلّق بمعارضتها الاستقلال وقضايا التوريث والاستئثار بمقدّرات الحزب وتحويلها له إلى مؤسسة أو شركة عائليّة، بحيث يتولّى نجلها بافل الطالباني منصب رئاسة مؤسسة الأمن في الحزب وفي السليمانيّة، وابنها الآخر قباد طالباني (المتزوج من شيري كراهام ابنة الملياردير اليهودي الأميركي) يتسلم منصب نائب رئيس حكومة الإقليم. وكان قبل ذلك ممثلاً للحزب في واشنطن.
ومع ذلك، تزعم هيرو أن الانتقادات الموجّهة لها “غير صحيحة” وأنها “تستند على أرضية ذكورية قبليّة وعشائريّة متخلّفة، باعتبارها سيدة متحررة ومدافعة عن حقوق المرأة إقليم كردستان”. أيّاً يكن من أمر، فإن هيرو إبراهيم أحمد، سيّدة إشكاليّة وسياسيّة كرديّة كان لها دور هام وبارز في تغيير مسار حياة زعيم كردي مهم كجلال الطالباني. فهل يكون لها دور تشكيل زعيم كردي آخر هو نجلها قباد طالباني؟ وفي السياق ذاته، هل يمكن أن نشهد لاحقاً نسخة جديدة من المنافسة بين البارزاني والطالباني في شخص مسرور البارزاني وقباد طالباني؟ وإلى أيّ درجة يمكن أن يتورّط الآباء في توريث الخلاف للأبناء في إقليم كردستان العراق؟
——– 
صحيفة العرب اللندنية
http://www.alarab.co.uk/article/

 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…