في هذا الملف يستطلع الصحفي حسين أحمد آراء بعض المثقفين والسياسيين الكورد حول القرار الذي اتخذه رئيس اقليم كوردستان “مسعود البارزاني” باجراء الاستفتاء على حق تقرير المصير واستقلال اقليم كوردستان بتاريخ 25 ايلول 2017، وننشر فيما يلي الآراء التالية:
– مصطفى جمعة: اعتقد أن الاستفتاء يوفر للقيادة الكردستانية أرضية صلبة لإعلان الاستقلال في الوقت المناسب
– ابراهيم اليوسف : إرادة الشعوب التواقة للتحرر هي الأعظم وهي التي تصنع مسارات التاريخ..!
– المحامي عبدالرحمن نجار: اﻷجواء مهيأة ﻹجراء اﻹستفتاء.
– محمد سعيد آلوجي: قرار إعلان استقلال كوردستان لن يمر على بساط رحماني, وهو ما سيفرض على الكورد التحلي بمنتهى الحكمة والصبر.
– كفاح محمود: الاستفتاء ونتائجه سيضع الدول الديمقراطية المتحضرة على محك في مصداقيتها الانسانية والمدنية والديمقراطية.
– عبدالرحمن ابو: سيمضي شعب كوردستان في خطوته المصيرية لتحقيق غده المشرق المستقل.
– عبدالرحمن كلو: من حق شعب كوردستان استثمار اللحظة التاريخية الانتقالية وتحقيق طموح الدولة الوطنية.
– كوهدرز تمر: الظروف متاحة اكثر من اي وقت مضى من ناحية ضعف و تشتت اعداء الكورد و كوردستان.
مصطفى جمعة: اعتقد أن الاستفتاء يوفر للقيادة الكردستانية أرضية صلبة لإعلان الاستقلال في الوقت المناسب
بداية أقول : إن الاستفتاء حق ديمقراطي مشروع ، توفرت ظروفه وشروطه ، عبر التضحيات الكبيرة التي قدمها شعبنا الكردي على مسار الدفاع عن الحقوق القومية ، واكتسب مشروعية أكثر بالنص الدستوري ، وبالإدارة السياسية الناجحة ، وبعدم امكانية العيش المشترك مع المكون الآخر الذي تهرب دائما من المسؤولية القانونية تجاه الإقليم ، وعدم حل المشاكل المعلقة مع الحكومة المركزية ، وأخيرا بالدفاع المشرف عن مكتسبات الإقليم ودحر الإرهاب والتطرف. كما أنه يأتي ضمن المواثيق والعهود الدولية التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها . أما إذا كانت الأجواء مهيأة أم لا ، فأعتقد أنها كذلك. فالإقليم يتمتع بوضع سياسي وعلاقات خارجية مرموقة ، إضافة إلى الوضع الداخلي المستقر بقيادة الرئيس مسعود البارزاني ، ووجود القوة العسكرية (البيشمركة) المهيأة للدفاع والحفاظ على أمن وسلامة الإقليم ، وكذلك البنية الاقتصادية المتطورة والمقبولة ، مستندا كل ذلك إلى القرار السياسي الجماعي الذي شارك فيه كل الأحزاب باستثناء حركة كوران والجماعة الإسلامية . حسب قراءتي للإشارات والمعطيات السياسية، وللتوجهات الدولية والإقليمية، أرى أن كردستان ستغدو من أهم عوامل الاستقرار في المنطقة في حال تملك أمرها وقرارها ، والعكس صحيح . هناك أمران تثيرهما دول الجوار الكردي بشكل خاص في وجه التوجه الكردي نحو الاستقلال ، وهما : التقسيم أولا ، والأمن الداخلي لهذه الدول ثانيا . في الحقيقة هذان الأمران من طبيعة الدول الغاصبة للحقوق الكردية ، والمقتسمة لأرض كردستان ، وستبقى هذه الدول تردد هذه الأسطوانة استنادا الى نتائج الحرب العالمية وتشكل الدول آنذاك ، على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها ، مع ما كان حينئذ من تماثل مع المصالح الحيوية للدول الكبرى . لماذا الإدعاء بأن الكرد يقسمون العراق ، مثلا . لماذا لا يقال بأن العراق وكل دول الجوار يصرون على تقسيم كردستان ، أو بقائه مجزءا ، وحرمان هذا الشعب من حقه في تقرير المصير أسوة بتلك الدول نفسها . أما الأمر الثاني ، فقد نفاه الرئيس البارزاني ، بالقول : أن استقلال كردستان لا يهدف الى زعزعة أمن دول الجوار ، أو التأثير عليه . برأيي ، الأمن الداخلي لهذه الدول ، وتحسين ظروف الحياة الداخلية ، مرتبط جدليا بحل المسألة الكردية فبل أي ادعاء آخر . التعاطي الدولي مع قضايا المنطقة تأخذ منحى جديدا انسجاما مع التغيرات التي تحدث هنا وهناك ، والتوجهات الاستراتيجية للدول الكبرى تلحظ العوامل المستجدة بعين الاعتبار، فما جرى في شمال أفريفيا ، ويجري في سوريا والعراق واليمن ، وحديثا الخليج العربي ، إشارات مهمة الى ترتيبات مستقبلية ، تطال البنية القديمة، والتركيبات القسرية السابقة. يتحتم على دول الجوار الكردي، أو المقتسمة لكردستان، تفهم التطورات المتلاحقة على الصعيدين الدولي والإقليمي ، والإقدام على حل ديمقراطي حضاري لقضاياها الداخلية بدل التغاضي عنها أو تجاهلها . لا أتوقع حدوث مفاجآت ، أو تطورات سلبية جدا بسبب الاستفتاء ؛ لا داخليا ، ولا خارجيا . لكن دول الجوار تدعي تأثير الاستقلال على أمنها الداخلي ، عبر إنماء الشعور القومي الكردي والمطالبة بالمثل ، وتركيا تعتبر نفسها أكثر تضررا من الآخرين ، باعتبارها وريثة العثمانية التي في عهدها عقد مؤتمر سيفر الذي أقر بالحقوق الكردية ، ولهذا فهي تحاول حثيثا التأثير في مجرى الصراع الداخلي في سوريا ، وتقديم التنازلات هنا وهناك ، لمنع الكرد من الاحتفاظ بواقع سياسي خاص . اعتقد أن الاستفتاء يوفر للقيادة الكردستانية أرضية صلبة لإعلان الاستقلال في الوقت المناسب ، وسيحظى بالتأكيد بقبول دولي وإقليمي مرموق ، نظرا لما يمثله من واقع حي وقوة في وجه الإرهاب ، والمساهمة في الأمن والاستقرار في المنطقة .
ابراهيم اليوسف : إرادة الشعوب التواقة للتحرر هي الأعظم وهي التي تصنع مسارات التاريخ..!
لا يمكنني تناول موضوع استقلال كردستان إلا تحت وطأة أمرين، أولهما عقلي ينطلق من قناعتي الكبرى بأن من حق هذا الشعب العريق الذي ظلم عبر التاريخ، نتيجة إخلاصه، فحرم ليس من سيادته على جغرافياه، بل سلب تاريخه، وحضارته، وبدا أبناؤه وكأنهم ضيوفاً في مهادهم نفسه. وثانيهما هو عاطفتي ككردي تجاه شعبي المضطهد، المظلوم، المغبون الذي جرد من أبسط حقوقه أمام مرأى العالم كله، بل نتيجة تواطؤات من نعدهم من الأهلين والأغربين على حد سواء في تصوري الشخصي، أن إعلان قرار التصويت على الاستقلال، كما طرح من لدن إقليم كردستان جاء في توقيته المناسب، بعد أن استنفذ الإقليم كل أشكال الحرص على العيش مع الآخر، الجار، من دون أن يتم تفهم واقع إنسانه وطموحاته. كما هو معروف أن القرار حكيم، وهوشرعي، وإن كنت أقدر دواعيه، وأقدر مسألة البعد النفسي لأي استقلال طرف عن آخر، يكفل حرية الطرف من هو مظلوم في المعادلة، لدى اثنين في الطرف الآخر، أحدهما ممارس السطوة الذي يحس بسقوط هيبته على كائنات فضاء الحقل التجريبي، ويرى في ذلك انتقاصاً لذاته، من دون أن يراجع جذر المشكلة التي بدأت منذ أن بدأت شراكات الخرائط القسرية التي ضمت بموجبها شعوب، من دون موافقتها إلى خرائط أكبر على حساب محو خرائطها، والكرد هم المثال الأكثر حضوراً في الشرق الأوسط كله.. وثاني هؤلاء الشريك الذي يستشعر هول ما تم، وقد ارتبط روحياً بمن يستقل عن فضائه، ولم يكن يستطيع التأثير في المعادلة، نتيجة هيمنة العقل الاستبدادي، سواء أكان هذا الأنموذج امرءاً بسيطاً، أو سياسياً نزيهاً، أو ثقافياً نخبوياً، أو غير كل هؤلاء أيضاً… الاحتمالات كلها مفتوحة على الممكن، من رسم هذه الخريطة عالمياً، أو إقليمياً، أو من تربع للهيمنة عليها محلياً، ليس من السهولة أن يتخذوا موقفاً إنسانياً، منصفاً، يرفع الحيف التاريخي عمن تم ظلمهم طويلاً، ولذلك فإن كلاً وبحسب معيار مصلحته سيتصرف، وثمة من سيعمل على مواجهة ذلك بما أوتي من عنف، لكن إرادة الشعوب التواقة للتحرر هي الأعظم وهي التي تصنع مسارات التاريخ..!
المحامي عبدالرحمن نجار: اﻷجواء مهيأة ﻹجراء اﻹستفتاء
أعتقد أن التصويت لصالح اﻹستقلال أمر ﻻ مفر منه ، ﻹعادة تحديد العلاقة مع بغداد. ﻻ شك أنه داخلياً قد يقدم تيار نوري المالكي ومن لف لفه العمل على اﻹعتراض، ومحاولة إعادة بث الخلاف في صفوف اﻷحزاب الكوردية، بدفع من النظام اﻹيراني .ولكن دون جدوى، كون اﻷمر أصبح محسوماً لدى جميع اﻷحزاب في كوردستان. أما بالنسبة لباقي القوى في العراق ليسوا ضد اﻹستفتاء. أما إقليمياً بالنسبة ﻷنظمة الغاصبة لكوردستان فقط النظام اﻹيراني وتابعيه يعلنون عدائهم لاعلان كوردستان ، ولكن ليس بمقدورها فعل شيء على اﻷرض وأمريكا والغرب موجودون في كوردستان. أما النظام التركي رأيه يحبذ تأجيل الموضوع ولم يظهر عداؤه العلني. وهناك اﻷردن ومصر والسعودية ودول عربية أخرى مع اﻹستفتاء أو على اﻷقل ليس ضد. أما دولياً أمريكا والغرب ليسوا ضد اﻹستفتاء واﻹستقلال كمبدأ، قد يبدي البعض رأيه بالتأجيل فقط. وهذا ﻻيثني كوردستان عن تنفيذ قراره وﻻ يضر به ، ﻷن دول حلفاء سايكس بيكوا شعروا بأنهم أرتكبوا خطأً كبيرً بحق الشعب الكوردي ، أثناء تقسيم منطقة الشرق اﻷوسط عندما وضع الحرب العالمية أوزارها. فالغرب عموماً واﻷمريكان بشكل خاص أدركوا تلك الحقائق واﻵن من أجل التكفير عن الخطأ يعملون على دعم الكورد لنيل حقوقهم خاصة بعد أن أثبت الكورد في تصديه الحضاري الشجاع للحرب اﻹرهابية التي يتعرض العالم له والذي يشنه داعش.
الظروف الذاتية مهيأة: أعتقد أن التصويت لصالح اﻹستقلال أمر ﻻمفر منه، وذلك ﻹعادة تحديد العلاقة مع بغداد، وﻻ يمكن ﻷي حزب كوردي أن يقف ضد اﻹستفتاء كونه من صلب طموحات وحقوق الشعب الكوردي ، وقد تم حل جميع الخلافات البينية العالقة بين اﻷحزاب الكوردستانية، وخاصة موضوع تمديد فترة رئاسة كوردستان، وتداول السلطة بشكل سلمي. وحيث أن تحرير معظم المناطق الكوردستانية التي كانت باقية تحت سيطرة النظام العراقي بأسم المناطق المتنازع عليها، والتي أحتلها داعش فيما بعد ، وعادت ملكيتها إلى كوردستان بعد تحريرها بدماء شهداء كوردستان وسواعد البيشمركة اﻷبطال. وما بناء قواعد عسكرية أمريكية في كوردستان ودعمها وتجهيزها للبيشمركة بأحدث اﻷسلحة كجيش حماية كوردستان ودعمها من قبل الغرب عموماً وأمريكا بشكل خاص، إشارة للقوى إقليمية لعدم اﻹعتداء على كوردستان وشعبها مجدداً .بعد أن أثبت الشعب الكوردي بأنه قادر على دحر اﻹرهاب واﻹرهابيين ، وحماية المنطقة والعالم من شرهم. وإيوائهم لمليوني نازح من شتى اﻷعراق واﻷديان وتعاملهم الحضاري معهم رغم الضائقة المالية، أولئك النازحون الذين فروا من إحتلال داعش لمدنهم وقراهم ، وإرتكاب إبادات جماعية وجرائم حرب بحقهم. هذا ما دفع العالم برمته إلى إعادة النظر في مواقفه من الشعب الكوردي ومطالبه الحضارية التي يصرون عليها بإستخدام لغة الحوار واﻹستفتاء بدﻻً من لغة العنف والدماء. هذا مايدل على أن الظروف الموضوعية: أيضاً ناضجة وجاهزة لصالح حقوق الشعب الكوردي ومطالبه الحضارية . وحيث أن أبناء الشعب الكوردي كانوا قد توجهوا إلى صناديق اﻹقتراع في كانون الثاني من عام 2005 للاختيار بين اﻹستقلال أو البقاء ضمن العراق، ورغم عدم تحقق اﻹجماع في حينها، إﻻ أنه قد منح المفاوضين في بغداد قوة في تحقيق وتأمين حقوق وصلاحيات للشعب الكوردي أصبحت محفوظة اﻵن في الدستور العراقي . فأنا أرى أن اﻷجواء مهيأة ﻹجراء اﻹستفتاء، وفي هذا الوقت تحديدا
المجد لشهداء كوردستان النصر حليف شعبنا الكوردستاني.
محمد سعيد آلوجي: قرار إعلان استقلال كوردستان لن يمر على بساط رحماني, وهو ما سيفرض على الكورد التحلي بمنتهى الحكمة والصبر.
بداية أود أن أشكركم أستاذ حسين أحمد على توجهاتكم واهتماماتكم بمواضيع ذات أهمية لقطاعات واسعة من الشعب. لا سيما وأن موضوع الاستفتاء هذا على حق تقرير مصير الكورد, واستقلال كوردستان في يوم 25 أيلول 2017 , والذي يعد في غاية الأهمية لعموم أبناء شعبنا الكوردي وفي جميع أجزاء كوردستان, وبخصوص هذا الحدث الهام أود أن أقول لكم وباختصار شديد وقبل كل شيء.
بأن الاستفتاء على حق تقرير مصير الشعوب هو حق طبيعي مباح ومصان لكل الشعوب بموج الشراع السماوية والقوانين الدولية, وبناءً عليه. فقد نالت غالبية شعوب العالم حق تقرير مصيرها بنفسها وباعتراف متبادل ليصبح حق تقرير مصيرهم بأنفسهم. حق مصان يمكن الدفاع عنه في كل المحافل الدولية دون عوائق, وهو ما يُجب على الأمم المتحدة أن تدافع عن حقوق كل دولة عضو فيها بشكل اوتوماتيكي إن تعرض حق أي دولة عضو فيها إلى اعتداء وأثبت ذلك.
وبعلم الجميع ومع كل الأسف بقي الكورد ووطنهم كوردستان مقسماً بين أربعة دول رئيسية حتى تاريخه, وإن استطاع كوردنا في إقليم كوردستان العراق أن يحققوا لهم فدرالية شبه مستقلة بموجب دستور العراق الاتحادي عام 2005 لما بعد صدام. ليأتي قرار الأحزاب الرئيسية في إقليم كوردستان بإجراء استفتاء عام للكورد في يوم 25 أيلول القادم على حق تقرير مصيرهم بأنفسهم كخطوة أولى على الطريق الصحيح لتفعيل حقهم أيضاً وبشكل شرعي أسوة بجميع شعوب العالم التي استطاعت أن تنال استقلالها ضمن وطن خاص بهم.
وإن سألتني ما إذا كان هذا الوقت مناسباً لمثل هذا الحدث الذي يهم كل أبناء شعبنا الكوردي في كل مكان. فسأقول لك نعم بأنه وقت مناسب تماماً ولا داعي أن ينتظر الكورد حتى يظهر في العراق طاغية أخر إضافة لما ظهر فيه سابقاً كأمثال قتلة الحسن والحسين, والحجاج وصدام, والبغدادي حتى يستطيعوا أن يقنعوا العالم بما أصابهم ويصيبهم على الدوام على أيدي الحكومات والسلطات المتعاقبة على حكم بغداد, وذلك.
• لأن الكورد استطاعوا أن يثبتوا لكل المواطنين العراقيين بكل انتماءاتهم قبل غيرهم بأنهم جديرون باحترام حقوقهم, وحقوق كل الأعراق والطوائف المختلفة التي تعيش معاً في وطن واحد أو في وطن خاص بالكورد. كما هو عليه حالهم داخل إقليم كوردستان. لا سيما بعد انتقال الكثيرين منهم للعيش مع الكورد على إثر تعرض مناطقهم ومدنهم وقراهم المختلفة لاحتلال داعش.
• ولأن الكورد استطاعوا وبكل كفاءة أن يحاربوا وباء داعش ليس دفاعاً عن أنفسهم ومناطقهم فحسب, وتحريها ودحرهم. بل دفاعاً عن كل العالم بفضل تضحيات بيشمركة الكورد الأبطال. وإثباتهم لجدارتهم التامة في حماية الأقليات واحترام حقوقهم وصيانة مناطقهم وتسيير أمورهم والمهجرين نحوهم أيضاً مع توفير الخدمات للكل. إضافة إلى مراعاة أمن وسلامة دول الجوار. الكوردستاني ووو
وعلى اعتبار أن علاقات الدولية تبنى على المصالح الاقتصادية والجيوسياسية وغيرها من المصالح الأخرى , ولكون الكورد يتوزعون على عدد من دول الجوار العراقي. فإن إجراء استفتاء الكورد على حقهم لتقرير مصيرهم بأنفسم في إقليمه العراقي سوف يخلق بلا شد ردود أفعال داخلية وخارجية مختلفة في شدتها . ومنها:
1. ردود الأفعال الداخلية:
لا أتوقع أن تحدث مفاجآت كبيرة داخل إقليم كوردستان العراق لتؤثر بشكل سلبي على عملية الاستفتاء أو على نتائجه. بخلاف بعض من الأنشطة السلبية التي قد تصدر هنا وهناك من قبل أفراد يحسبون على بعض من الأحزاب (ككوران والاتحاد الإسلامي). أو من أشخاص آخرين . للتحريض ضد شخص أو عائلة السيد الرئيس مسعود بارزاني أو ضد الحزب الديمقراطي الكوردستان وتهديد مقراته . وأعتقد بأن نتائج الاستفتاء بنعم سوف يبلغ أكثر من 90% لصالح الإعلان على استقلال كوردستان.
2. أما على صعيد العراق:
فمن المتوقع أن تقع الحكومة العراقية الحالية في نفس الخطأ الذي وقع فيه صدام حسين عندما أعلن الإقليم عن فدراليته على إثر فرض التحالف الدولي منطقة حظر جوي على القوات العراقية وعلى خط العرض 36 في تشرين الاول/ أكتوبر 1991 ليقوم صدام بسحب يده من كوردستان بهدف إحداث بلبلة وفوضى في الإقليم. لكن الكورد استطاعوا أن يبنوا فدراليتهم بكل جدارة ليقر بها لاحقاً في الدستور العراق الاتحادي عام 2005, وبذلك فإن أي خطأ ممثال لما أقدم عليه صدام بشأن الإقليم سوف يكسب الكورد دعماً إضافيا ييساعدهم على كسب حجج إضافية لما هي بين يديهم والتي دفعتهم لإجراء استفتاء لهم على حق تقرير مصيرهم بأنفسهم. ومنها. 1. مماطلة الحكومة العراقية تفعيل المادة الدستورية 140. 2. قطع الحكومة العراقية ميزانية الإقليم, ورواتب البيشمركة وموظفيها. 3. ووقوفها في وجه تسليح البيشمركة والاستفادة من واردها الطبيعية وتصديرها.ووو
هذا ومن المتوقع أن تسارع الحكومة العراقية إلى قطع كل ما تبقى للإقليم عندهم من مستحقات مالية وعسكرية ولوجستية بقصد نشر القلاقل والفوضى في الإقليم وخلق ضغوطات شديدة عليه في الكثير من المجالات.ووو
ـ أما على صعيد المواطنين العراقيين وبعض المنظمات الطائفية. فقد يلجأ المالكي وأمثاله والحكيم إلى تصعيد هجماتهم المعادية ضد الإقليم وبالخصوص ضد الرئيس مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني, ولسوف يحاولون أن يضعوا أحزابهم في مواجه كل ما للإقليم وحقوقهم وحتى حقوق الكورد الذين يعيشون في المدن العراقية لصالح أعداء الكورد كالدولة الإيرانية على سبيل المثال لا الحصر.
3. أما على الصعيد الإقليمي:
فلسوف يتعرض إقليم كوردستان بشكل عام إلى ضغوطات اقتصادية وأمنية وحتى إلى قطع المياه عنه من قبل إيران, ولا يستبعد أن تقوم إيران بإغلاق المنافذ الحدودية من قبلها .
أما ردود الفعل التركية فقد تكون أخف من ردود فعل إيران . لكن در الفعل السوري قد يتمثل في تحريض منظمات متحالفة معها لا أكثر ولا أقل.
4. أم ردود الفعل الدولية:
فلا أتوقع أن تكون شديدة ولسوف تراقب تفاعل ردود أفعال الدول المقتسمة لكوردستان مع ردود أفعال الإقليم المقابلة, ولسوف تتصرف بناء على تفاعلها معاً وفق مصالحها, ولا ننسى بأن هناك دول في الإتحاد الأوربي تعتبر الكورد كأصدقاء لها لكن المصالح هي ما تطغى على علاقات الدول.؟؟
خلاصة القول فإن قرار إعلان استقلال كوردستان لن يمر على بساط رحماني كما يقال , وهو ما سيفرض على الكورد التحلي بمنتهى الحكمة والصبر . وليس بالضرورة أن يحصل الكورد على اعتراف دولي باستقلالهم في سنة أو سنتين أو حتى في خمس سنوات أخرى. لكن ألمهم أن يتمكنوا من أن يصلوا قبل كل شيء إلى تفاهم مع الحكومة العراقية لتعترف من جانبها قبل غيرها بحق الكورد في دولة مستقلة لهم وعندها سوف تحل كل الأمور الأخرى بكل سهولة ويسر.
كفاح محمود: الاستفتاء ونتائجه سيضع الدول الديمقراطية المتحضرة على محك في مصداقيتها الانسانية والمدنية والديمقراطية
بالتأكيد سيكون حدث بالغ الاهمية خاصة بعد مرور مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت، وهو محاولة جدية للخروج من شباكها التي كبلت كل شعوب الشرق الاوسط وخاصة شعب كوردستان وادغمته في كيانات اصطنعتها الدول الاستعمارية لمصالحها فقط.
الامور تسير بشكل سلس والخطاب السياسي الكوردستاني خطاب عقلاني ديمقراطي متحضر يعتمد الاسس والمواثيق الدولية والاساليب المتحضرة بعيدا عن العنف والصراعات المسلحة، مرتكزا على لغة الحوار والتفاوض من بغداد للوصول الى ما يحقق السلام والتعايش بين الطرفين كجارين صديقين وحليفين بدلا من شراكة هشة مليئة بالالغام.
ان الاستفتاء ونتائجه سيضع الدول الديمقراطية المتحضرة على محك في مصداقيتها الانسانية والمدنية والديمقراطية فيما يتعلق بحقوق الشعوب بحق تقرير المصير، ولذلك اتوقع احتراما كبيرا ومشاركة فعالة بالاشراف على الاستفتاء وقبول نتائجه.
عبدالرحمن ابو: سيمضي شعب كوردستان في خطوته المصيرية لتحقيق غده المشرق المستقل
انتظر شعب كوردستان عقود عدة ليصل إلى المحطة التقريرية لمصيره, بعد هبّات وثورات وانتفاضات شهدتها أرض كوردستان التي أرتوت بأنهر من الدماء الزكية وبسواعد البشمركة الأبطال على درب الحرية والانعتاق وتحقيق الاستقلال الذي يحفظ كرامة الكوردي.. فكان القرار التاريخي الذي صدر عن قيادة المشروع القومي الكوردي والكوردستاني بقيادة الرئيس مسعود بارزاني, وتحديد يوم الفصل / 25أيلول 2017 / الذي لاقى كل الترحاب والتقدير من لدن أبناء شعبنا الكوردي في كوردستان وبلاد الشتات…وكذلك كل الأخيار في العالم…هذا القرار التاريخي لم يأت عن عبث أو منبع عاطفة, بل انطلق من أرضية ( داخلية كوردستانية , وإقليمية, والأساس الدولية ), وتم تحديد نقطة التطبيق والانطلاقة / كوردستان الجنوبية / في المرحلة التدريجية لتحقيق وتطبيق أهداف ومرامي البنود المقررة من قبل المشروع القومي الكوردي..للوصول إلى (( كوردستان الكبرى )).. أعتقد سنشهد ضغوطات مختلفة, وخاصة من جهة الأنظمة الغاصبة والمحتلة لكوردستان بشكل مباشر, بعدما أنهك القرار الدولي الأدوات الإرهابية التي كانت تستخدم نيابةً من قبل أعداء الكورد ( تنظيم داعش الإرهابي ) في الساحتين السورية والعراقية..لكن لن تصل إلى درجة تعطيل قرار الاستفتاء أو حتى تأجيله… بحكم قرار الاستفتاء أعتمد في الأساس على قرار شعب كوردستان وقيادته الجريئة والحكيمة, وجملة التوافقات مع القرار الدولي والمصالح الدولية في المنطقة, والترتيبات القادمة لمنطقة الشرقين الاوسط والأدنى..سيمضي شعب كوردستان في خطوته المصيرية لتحقيق غده المشرق المستقل, وإعلان دولة كوردستان المستقلة, وهو خطوة اساسية في بيئة ناضجة (( لا رجعة فيها )) كما قالها الرئيس مسعود بارزاني
عبدالرحمن كلو: من حق شعب كوردستان استثمار اللحظة التاريخية الانتقالية وتحقيق طموح الدولة الوطنية.
كثيرا ما كنا نتحدث عن الظروف الذاتية والموضوعية وجدلية العلاقة بين عناصر طرفي المعادلة، والآن كل المؤشرات على الصعيد الخارجي تقول أنه الأطراف الدولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي لن تقف بالضد من الاستفتاء, والقيادة الكوردستانية لن تنتظر الموافقات الاستباقية على طبق من ذهب لأن الأمر يتعلق بمصير وطن تاريخي لذا يمكن وضع موضوع الاستفتاء على تقرير المصير والاستقلال في إطار الاستحقاق التاريخي لشعبنا في مرحلة الحرب العالمية على الارهاب، والمجتمع الدولي الذي بمعظمه يشارك في هذه الحرب هو عملياً يقوم بتصحيح ما أفسدته العهود الاستعمارية للقرن الماضي ، وكوردستان الدولة ستكون إحدى أهم ركائز الاستقرار في الشرق الأوسط ، لذلك لن تكون هناك معارضات حقيقية على الاستقلال بقدر ما قد يكون خلافا على التوقيت، ومن المفيد التذكير بأن المعادلة الاقليمية التقليدية للدول التي تقتسم كوردستان فقدت رتابة توازنها التقليدي في ظل تنامي الدور الأمريكي الجديد في المنطقة، والأكثر من ذلك لم تعد للسيادات الوطنية التقليدية في العراق وسوريا أية قيمة في ظل التدخلات الخارجية التي أفشلت مشاريع الدولة الوطنية في المنطقة وأفشلت التجربة الفيدرالية في العراق الذي أصبح امتداداً لدولة ولاية الفقيه في إيران، لذا من غير الممكن ان يقبل شعب كوردستان التبعية لدولة الطائفة والمذهب الأسوأ من مرحلة الدولة القومية في ظل أنظمة القوميين العرب، وباعتبار أن دولتان على الاقل هي العراق وسوريا خرجتا من معادلة القوة الاقليمية ولم تعد لها القوة الكافية لممانعة الطموح الوطني الكوردستاني، لذا فمن حق شعب كوردستان استثمار اللحظة التاريخية الانتقالية وتحقيق طموح الدولة الوطنية خاصة وأنه يشكل جزءاً أساسياً وحيوياً في جبهات الحرب على الارهاب ودفع الثمن غاليا من أرواح خيرة أبناءه.
كوهدرز تمر: الظروف متاحة اكثر من اي وقت مضى من ناحية ضعف و تشتت اعداء الكورد و كوردستان.
الأحزاب الرافضة للاستفتاء في اقليم كوردستان و ادوات المحتلين و الحاقدون سيستمرون في بث المخاوف و إطلاق يد ابواقهم الإعلامية لإثارة مخاوف الشعب في جنوبي كوردستان من عواقب محتملة للاستقلال ، و لا اظنها تنجح في مساعيها و ربما يسعى اعداء الكورد اكثر إلى عمليات ارهابية او هجمات عبر ادواتهم داعش و الحشد الشعبي في مناطق التماس و المحررة حديثا خاصة ، لكن كوردستان قوية بقواها الأمنية و بيشمركتها و من حماها خلال الفترة الماضية و حافظ على امنها و استقرارها لن يمنح الفرصة للحاقدين للعبث بهما . اما المواقف الإقليمية الاخرى فلا اتوقع تدخلا علنيا في ظروف اقليمية عصيبة تتجنب تسعيرها و هي جزء منها و كذلك القوى العظمى التي لا تريد إرباك حليفها القوي الموثوق اقليم كوردستان و اغضابه و هي تراه سائرا بثقة اصرار نحو هدفه. الظروف متاحة اكثر من اي وقت مضى من ناحية ضعف و تشتت اعداء الكورد و كوردستان و تجربة السنين الاخيرة اثبتت أن لا امان و لا تقدم ضمن عراق لن ينتهي صراعه السني الشيعي في الوقت المنظور و حتى عرب و تركمان و كلدواثوريو كوردستان وصلوا الى هذه القناعة بعد بيع الحكومة العراقية و بقيادة المالكي أرواحهم و مدنهم لتنظيم داعش الارهابي و تركهم لقمة سائغة له .