ابراهيم محمود
بالنيابة عن الصوت المبحوح والمجروح، بالنيابة عن القلب البعيد عن مراسي الطمأنينة، أكتب جملاً عِللاً:
لوالديّ اللذين لم يتعلما الكردية قط في ذمة متعهد كردية، لم يتقن الكردية المسماة كما يجب، كل عام وأنتما بمزيد من الأسى وأنتما في عهدة ” ضريحيكم ” المصابين بكم.
لأصدقائي الذين يعيشون نكداً، ويتنفسون إحباطات، وتتقاسمهم مسافات لا تقاس من القلق والمخاوف، كل عيد وأنتم بمزيد من النكد ومن ” لؤم ” حاسد إذا حسد بالقرب منكم، بين ظهرانينكم، لتحاطوا بكرديتكم المرئية أكثر.
لشركائي في الهم والغم العصيين على القياس، وقد تشتتوا أيدي سبأ، كل عيد وأنتم بمزيد من الهم والغم وفي عهدة من يتقنون لغتكم الكردية إمعاناً في المزيد من التحسر وانكسار الروح.
لموتاي من الأحياء وأحيائي من الموتى ممن أعرفهم دون وسيط، ممن يعرفونني دون وسيط، وهم مسكونون بأكثر من خيبة أمل، بأكثر من طعنة روحية، كل عيد وأنتم بمزيد من الطعان لتعيشوا أرزاء كرديتكم بفصاحة أكثر.
لغرمائي ممن أعرفهم وأجهلهم، وهم يديرون أمور الكردية في الساحات العامة، كل عيد وأنتم بمزيد من فرص اغتنام الكردية التي تعلي من مقداركم في عراء التاريخ.
لأحبتي المنهوبين المسلوبي الإرادة، ممن يعيشون نزف الكردية، وهول المعيش الإنساني الكردي خصوصاً، أنى كنتم، وأنى تقلبتم على أرواحكم تحت وطأة كردية تستبيح فيها حتى الحد الأدنى من ممتلكاتكم في السكينة، كل عيد وأنتم بمزيد من المنجز المأسوي في انحسار السكينة.
لكرديي الذين يعيشون كرديتهم بمزيد من الخوف من كردية تتربص بهم حتى وهم في بلاد” الكفار “، كل عيد وأنتم بمزيد من الارتطام بكردية مطارَدة فيكم من لدن كرد لا يكفُّون عن تأكيد كرديتهم استناداً إلى إعلان سطوتهم على كل كردية يعيش كرديته بعيداً عن التنميق والتزويق والتلفيق.
للذين نعمتُ بمعرفتهم، وتبادلنا أحزاناً وتواسينا هموماً، والذين لم أنعم بمعرفتهم بعد، وهم في سعي مستمر إلى لقاء نظرائهم في معاقرة الحزن الاضطراري الذي لا مفر منه، والمؤاساة الثقيلة الظل، كل عيد وأنتم بمزيد من ألم الفراق لما تحبون.
للذين يفطرون قلقاً، ويتغدون مكابدات، ويتعشون فقدان الحيلة والوسيلة، في ديار تحمل بصمتهم وتضيق بهم، بكردية لا يُشك في ألفبائها وهي تندب حظهم، كل عام وأنتم بمزيد من الوجع الكردي والفجيعة الكردية.
لجسدي المهزوم في صحته وقلبي المصدوم في يومياته الكردية تحديداً، وصدري المتروس بالهواء المكربن، وإصبعي المبتلية بي في الكتابة الضوئية وهي متلبَّسة بلسعة الكتابة، لكل شلو في كينونتي المتهالكة بعمرها، كل عيد وأنت، وأنتِ وأنتم، وأنتن بمزيد من الصدمات والهواء المكربن واللسعات.
لـ….!
دهوك
في 25-6/2017