علي شمدين
لعل من اهم الجوانب التي لاقت التضليل في مسيرة الحزب من لدن المضللين، هو علاقة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا مع قيادة الثورة الكردية في كردستان العراق ، حيث تم التشويش عليها وتشويهها الى درجة اعتبار الحزب في خندق المعادين للثورة ، في الوقت الذي لم يتردد فيه عن تقديم المساعدات المادية والمعنوية الممكنة ، وقد توقف الرفيق حميد دروويش سكرتير الحزب على هذه العلاقة بموضوعية وبدقة في كتابه (اضواء على الحركة الكردية في سوريا – الصادرفي 2000)
لعل من اهم الجوانب التي لاقت التضليل في مسيرة الحزب من لدن المضللين، هو علاقة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا مع قيادة الثورة الكردية في كردستان العراق ، حيث تم التشويش عليها وتشويهها الى درجة اعتبار الحزب في خندق المعادين للثورة ، في الوقت الذي لم يتردد فيه عن تقديم المساعدات المادية والمعنوية الممكنة ، وقد توقف الرفيق حميد دروويش سكرتير الحزب على هذه العلاقة بموضوعية وبدقة في كتابه (اضواء على الحركة الكردية في سوريا – الصادرفي 2000)
حيث وصل دعم الحزب للثورة الى درجة نزع الالغام من الحدود السورية مع تركيا وارسالها الى قيادة الثورة الكردية في العراق مع بداية اندلاعها وقد ادى ذلك الى استشهاد احد الرفاق في (30/7/1962) بانفجار لغم به وهو يحاول نزعه ، وهو الرفيق المرحوم عبد اللطيف شاكر من قرية اللطيفية التابعة لمنطقة القامشلي ، حيث كان الرفيق حميد هو المعني مباشرة بهذه المهمة بالتعاون مع عدد محدد من الرفاق الذين لم يتجاوزوا اصابع اليد الواحدة ، وكان المرحوم عبد اللطيف شاكر أحدهم حيث كان يقوم بنفسه بنزع الالغام وتجهيزها ومن ثم يقوم الرفيق حميد بنقلها بسيارة المرحوم حسن شيخو الى الحدود العراقية على نهر دجلة ليتم تسليمها للاخوة في قيادة الثورة الكردية في الجانب الاخر ، والحقيقة هي ان مثل هذه المبادرة كانت الاولى من نوعها في تاريخ الثورة الكردية التي لم تكن تملك من سلاح المقاومة انذاك اكثر من البندقية ، مما شكل زرع هذه الالغام مفاجأة للجيش العراقي انذاك..
ولكن التضليل ظل يلاحق مواقف الحزب بدون توقف ولم يفلت من حملاته الشرسة حتى مثل هذه المواقف البطولية ، فقد جاء صلاح بدر الدين على ذكر هذه الحادثة في كتابه (الحركة الكردية في سوريا – رؤية من الداخل) بشكل مشوه للحقيقة لتضليل القراء وخاصة اولئك الذين لم يطلعوا على تفاصيلها..
طبعا صلاح بدر الدين لم ياتي على ذكر هذه الحادثة الا بعد ان ذكرها الاستاذ حميد درويش في مذكراته هذا اولا ، وثانيا: ان مثل هذه الحادثة حصلت اوائل عام 1962 في وقت لم يكن صلاح بدر الدين ضمن صفوف التنظيم بعد ، وانه حتى بعد انضمامه الى التنظيم لم يكن مسؤولا متقدما بل اقصى ما وصل اليه في المسؤولية حتى انشقاق عام 1965هو فقط العضوية في اللجنة الفرعية الطلابية المسؤولة عن قطاع الطلبة في مدينة القامشلي وقد كان انذاك طالبا في الثانوية ، وبذلك لم يكن يشمل مسؤوليته المفترضة قطاع الريف الذي كان يعمل فيه الشهيد لطيف ، ثالثا: ان مثل هذا العمل الحساس والخطير لم يكن يتم في الاطار التنظيمي الاعتيادي وانما ضمن دائرة ضيقة ومغلقة جدا وباقصى درجات المسؤولية والسرية الامر الذي لم يكن من الممكن ان يكلف به عضو غر مثله ، رابعا: ان ما ورد في كتاب بدرالدين حول هذه الحادثة من تشويه لم يثير سخطنا فقط وانما سخط عائلته ايضا واستنكارها ، فان طريقة سرده غير المهذبة يدل على عدم درايته بالموضوع الا بما قراه في مذكرات الرفيق حميد فقط ، فيصف بدر الدين الحادثة في الصفحة 148 من كتابه كمايلي :
– يقول بانه كان انذاك مسؤولا مباشرا عنه .
– ويعتبر العمل البطولي الذي اقدم عليه الشهيد في نزع الالغام مجرد مبادرة فردية اعتيادية جاءت في اطار مبادرة اهالي القرى الحدودية الى نزع الالغام .
– ويرى بان الشهيد قد غامر لقيامه لوحده بنزع الالغام ولعدم استعانته بخبير مطلع ، ويقول بانه دفع بذلك ضريبة خطأه .
طبعا الملاحظة الاولى تم تفنيدها فيما تقدم ، والثانية مثيرة للسخرية والاشمئزاز ، اذ كيف يمكن استشارة خبير للالغام في عمل سري بهذا الحجم الخطير ، ناهيك عن كون الشهيد نفسه خبيرا الى حد ما في هذا المجال ، فانه لم يكن ينزعها فقط وانما كان يعالجها ايضا ويقوم بتحويلها الى ما يشبه القنابل اليدوية ايضا ، وهذا ما تشهد عليه عائلته وخاصة اخيه محمد امين شاكر الذي كان رفيقا هو الاخر انذاك ، وابنه الاكبر خوشناف الذي تحدث الينا طويلا عما سمعه من ذكريات والده الشهيد ، وعن حكاية تسميته بخوشناف من قبل الاستاذ حميد درويش الذي كان يتردد على والدهم الشهيد لابل كان يمكث عندهم اسابيع حيث كان ملاحقا ومتواريا عن الانظار، وان عملية نزع الالغام هذه لم تكن مبادرة فردية من الرفيق لطيف طبعا كما يزعم صلاح بدر الدين وانما جاءت في اطار مهمة حزبية مدروسة ومنظمة وفي دائرة ضيقة فقط ، حيث كان هناك الى جانب الشهيد رفيقين آخرين من منطقة الدرباسية كانا يقومان ايضا بنفس المهمة وباشراف مباشر من الرفيق حميد ..
ومثل هذا العمل المقدس الذي زود قيادة الثورة بسلاح اذهل الجيش العراقي وشكلت مفاجأة له لم يكن عملا مغامرا بكل تاكيد بعكس ما يدعيه بدرالدين ، وانما كان بطولة اقدم عليها الشهيد بوعي وشعور عال من المسؤولية وصل الى درجة التضحية بروحه واسترخاصها من اجل تنفيذ مهمة حزبية لم يرتق البعض مع الاسف حتى الان الى مستوى ادراك قدسيتها ، اننا نفتخر به اليوم جميعا وهو يستحق التقدير بدلا من التانيب الذي يوجهه اليه بدرالدين ، اجل انه يستحق التكريم على الاقل من حزبه الذي يحتفل بيوبيله الذهبي ويكرم رفاقه القدامى.
وبالفعل فقد بادر رفاق دربه وفي مقدمتهم الرفيق حميد درويش الى تشييد ضريحه في قريته اللطيفية وقام بتدشينه في يوم (14/6/2007) الذي يصادف ذكرى يوم الاعلان عن تاسيس الحزب ، وذلك بحضور حشد من الرفاق والاهل ، وقال الرفيق حميد بهذه المناسبة كلمة مقتضبة جاء فيها : سنتابع تلك المهمة التي من أجلها استشهدت ايها الرفيق ، ونحن اليوم هنا لإحياء ذكراك التي ستحفظها الأجيال من رفاقك وأبنائك وأحفادك ، وأنا أقف اليوم بكل أجلال أمام ضريحك ، لأنك قدمت أغلى ما يملكه الانسان ، قدمت حياتك ، ولأن تضحية الشهداء هي حياتهم وليس مجرد الكلام فاننا نقف اليوم لننحني أمام ضريحك ..
ولكن التضليل ظل يلاحق مواقف الحزب بدون توقف ولم يفلت من حملاته الشرسة حتى مثل هذه المواقف البطولية ، فقد جاء صلاح بدر الدين على ذكر هذه الحادثة في كتابه (الحركة الكردية في سوريا – رؤية من الداخل) بشكل مشوه للحقيقة لتضليل القراء وخاصة اولئك الذين لم يطلعوا على تفاصيلها..
طبعا صلاح بدر الدين لم ياتي على ذكر هذه الحادثة الا بعد ان ذكرها الاستاذ حميد درويش في مذكراته هذا اولا ، وثانيا: ان مثل هذه الحادثة حصلت اوائل عام 1962 في وقت لم يكن صلاح بدر الدين ضمن صفوف التنظيم بعد ، وانه حتى بعد انضمامه الى التنظيم لم يكن مسؤولا متقدما بل اقصى ما وصل اليه في المسؤولية حتى انشقاق عام 1965هو فقط العضوية في اللجنة الفرعية الطلابية المسؤولة عن قطاع الطلبة في مدينة القامشلي وقد كان انذاك طالبا في الثانوية ، وبذلك لم يكن يشمل مسؤوليته المفترضة قطاع الريف الذي كان يعمل فيه الشهيد لطيف ، ثالثا: ان مثل هذا العمل الحساس والخطير لم يكن يتم في الاطار التنظيمي الاعتيادي وانما ضمن دائرة ضيقة ومغلقة جدا وباقصى درجات المسؤولية والسرية الامر الذي لم يكن من الممكن ان يكلف به عضو غر مثله ، رابعا: ان ما ورد في كتاب بدرالدين حول هذه الحادثة من تشويه لم يثير سخطنا فقط وانما سخط عائلته ايضا واستنكارها ، فان طريقة سرده غير المهذبة يدل على عدم درايته بالموضوع الا بما قراه في مذكرات الرفيق حميد فقط ، فيصف بدر الدين الحادثة في الصفحة 148 من كتابه كمايلي :
– يقول بانه كان انذاك مسؤولا مباشرا عنه .
– ويعتبر العمل البطولي الذي اقدم عليه الشهيد في نزع الالغام مجرد مبادرة فردية اعتيادية جاءت في اطار مبادرة اهالي القرى الحدودية الى نزع الالغام .
– ويرى بان الشهيد قد غامر لقيامه لوحده بنزع الالغام ولعدم استعانته بخبير مطلع ، ويقول بانه دفع بذلك ضريبة خطأه .
طبعا الملاحظة الاولى تم تفنيدها فيما تقدم ، والثانية مثيرة للسخرية والاشمئزاز ، اذ كيف يمكن استشارة خبير للالغام في عمل سري بهذا الحجم الخطير ، ناهيك عن كون الشهيد نفسه خبيرا الى حد ما في هذا المجال ، فانه لم يكن ينزعها فقط وانما كان يعالجها ايضا ويقوم بتحويلها الى ما يشبه القنابل اليدوية ايضا ، وهذا ما تشهد عليه عائلته وخاصة اخيه محمد امين شاكر الذي كان رفيقا هو الاخر انذاك ، وابنه الاكبر خوشناف الذي تحدث الينا طويلا عما سمعه من ذكريات والده الشهيد ، وعن حكاية تسميته بخوشناف من قبل الاستاذ حميد درويش الذي كان يتردد على والدهم الشهيد لابل كان يمكث عندهم اسابيع حيث كان ملاحقا ومتواريا عن الانظار، وان عملية نزع الالغام هذه لم تكن مبادرة فردية من الرفيق لطيف طبعا كما يزعم صلاح بدر الدين وانما جاءت في اطار مهمة حزبية مدروسة ومنظمة وفي دائرة ضيقة فقط ، حيث كان هناك الى جانب الشهيد رفيقين آخرين من منطقة الدرباسية كانا يقومان ايضا بنفس المهمة وباشراف مباشر من الرفيق حميد ..
ومثل هذا العمل المقدس الذي زود قيادة الثورة بسلاح اذهل الجيش العراقي وشكلت مفاجأة له لم يكن عملا مغامرا بكل تاكيد بعكس ما يدعيه بدرالدين ، وانما كان بطولة اقدم عليها الشهيد بوعي وشعور عال من المسؤولية وصل الى درجة التضحية بروحه واسترخاصها من اجل تنفيذ مهمة حزبية لم يرتق البعض مع الاسف حتى الان الى مستوى ادراك قدسيتها ، اننا نفتخر به اليوم جميعا وهو يستحق التقدير بدلا من التانيب الذي يوجهه اليه بدرالدين ، اجل انه يستحق التكريم على الاقل من حزبه الذي يحتفل بيوبيله الذهبي ويكرم رفاقه القدامى.
وبالفعل فقد بادر رفاق دربه وفي مقدمتهم الرفيق حميد درويش الى تشييد ضريحه في قريته اللطيفية وقام بتدشينه في يوم (14/6/2007) الذي يصادف ذكرى يوم الاعلان عن تاسيس الحزب ، وذلك بحضور حشد من الرفاق والاهل ، وقال الرفيق حميد بهذه المناسبة كلمة مقتضبة جاء فيها : سنتابع تلك المهمة التي من أجلها استشهدت ايها الرفيق ، ونحن اليوم هنا لإحياء ذكراك التي ستحفظها الأجيال من رفاقك وأبنائك وأحفادك ، وأنا أقف اليوم بكل أجلال أمام ضريحك ، لأنك قدمت أغلى ما يملكه الانسان ، قدمت حياتك ، ولأن تضحية الشهداء هي حياتهم وليس مجرد الكلام فاننا نقف اليوم لننحني أمام ضريحك ..
ملاحظة : مرفق بصورة للشهيد ، وصورة تذكارية لحفل تدشين ضريحه