د. فريد سعدون
كنت عائدا من الحسكة، حين عرجنا على طريق عامودا كانت سيارة سوداء تحاول تجاوزنا، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل بسبب ضيق الطريق وكثرة الحفر فيه وازدحام الشاحنات وصهاريج النفط والحصادات الزراعية، وأخيرا جاءته الفرصة ليحقق حلمه بالتجاوز حينما دخل مسار (كبار الشخصيات) على حاجز هيمو !! وعندما صار بموازاة سيارتنا، فتح نافذته المفيّمة، ونظر إلينا باشمئزاز واستخفاف ثم زفر ما تراكم في صدره من غيظ بصفير متقطّع.
آه، إنه هو، فلان، الذي ورث السكرتيرية (المخترة/ المشيخة) من أبيه عن جده (رحمه الله).
ما شاء الله ! يركب سيارة سوداء فخمة آخر موديل مع سائق ومرافقة !!
إنه أحد زعماء جمهورية روج آفا، علماً أنه لا أحد من مواطني هذه الجمهورية يعرفه أو قد رآه ، إلا القليل النادر من خاصته، أو الذين قد تابعوه على قناة روناهي وهو يرطن بــ (لكنته الشامية) عن بطولاته أو إنجازات حزبه وتاريخه العريق !!
يتزعم حزبا لا يتجاوز عدد أعضائه عدد أصابع قدميه، بيد أنه يصول ويجول كأحد زعماء الزمن الضليل.
بينما كنت أنظر بين عينيه، شعرت أنه يسمعني وأنا أقول في نفسي:
(rab û rûnê ji PYD re nimêjk … û her sibeh Gunkê wî Zilamî maçîk ê ku bi xêrka wî kesên wek te bûn زعيم ) !!