جمهورية روج آفا .. سكرتير بالوراثة والسيارة المفيمة !!

د. فريد سعدون
كنت عائدا من الحسكة، حين عرجنا على طريق عامودا كانت سيارة سوداء تحاول تجاوزنا، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل بسبب ضيق الطريق وكثرة الحفر فيه وازدحام الشاحنات وصهاريج النفط والحصادات الزراعية، وأخيرا جاءته الفرصة ليحقق حلمه بالتجاوز حينما دخل مسار (كبار الشخصيات) على حاجز هيمو !! وعندما صار بموازاة سيارتنا، فتح نافذته المفيّمة، ونظر إلينا باشمئزاز واستخفاف ثم زفر ما تراكم في صدره من غيظ بصفير متقطّع.
آه، إنه هو، فلان، الذي ورث السكرتيرية (المخترة/ المشيخة) من أبيه عن جده (رحمه الله).
ما شاء الله ! يركب سيارة سوداء فخمة آخر موديل مع سائق ومرافقة !!
إنه أحد زعماء جمهورية روج آفا، علماً أنه لا أحد من مواطني هذه الجمهورية يعرفه أو قد رآه ، إلا القليل النادر من خاصته، أو الذين قد تابعوه على قناة روناهي وهو يرطن بــ (لكنته الشامية) عن بطولاته أو إنجازات حزبه وتاريخه العريق !! 
يتزعم حزبا لا يتجاوز عدد أعضائه عدد أصابع قدميه، بيد أنه يصول ويجول كأحد زعماء الزمن الضليل.
بينما كنت أنظر بين عينيه، شعرت أنه يسمعني وأنا أقول في نفسي: 
(rab û rûnê ji PYD re nimêjk … û her sibeh Gunkê wî Zilamî maçîk ê ku bi xêrka wî kesên wek te bûn زعيم ) !!

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…