عبدو خليل
كان بودي كتابة رسالة خاصة للأستاذ و الصديق فؤاد عليكو، حتى لا أتكبد مشقة الكتابة، ولكن لزيادة البون، في الفترة الأخيرة. بين الارستقراطية السياسية الكردية المتشكلة حديثاً على خلفية الوضع السوري. وبين باقي العوام و المسحوقين الذين ننتمي إليهم. لا نملك غير الكتابة، ولست هنا بوارد النيل من شخصية الأستاذ فؤاد. معاذ الله. الرجل أكن له كل احترام، ولدي ثقة أنه من ساسة الكرد القلائل ممن يمزج الحنكة و البداهة بالسياسة على أرضية معرفية خصبة، ولكن لكل حصان كبوة.
فحوى هذه الرسالة. المفترضة، كانت استفساراً حول تصريحاته الاخيرة الرافضة لوصف pyd بالمنظمة الإرهابية، في الوقت الذي لم ينفك فيه جماعة صالح مسلم عن اعتقال و نفي رفاقه، لدرجة أن البعض من إعلاميي حزبه طعنوا بالسكاكين، و البعض الأخر كسرت أصابعه. عدا عن حرق المكاتب و ملاحقة حلفائه في المجلس الوطني الكردي. و سبق للأستاذ فؤاد أن وصف مراراً عبر وسائل الإعلام سلوكيات pyd بالإرهاب، إذاً ما الذي تغير. هناك جملة أسئلة مشروعة بخصوص هذه التفصيلة. هل ثمة وعود من صالح مسلم وزمرته بوعود ما، مثل التخلي عن تعنيف خصومه ؟ أم أن الإرهاب كمصطلح قد تغير في قاموس الاستاذ فؤاد؟ و هل اللذين تعرضوا للضرب والقتل و النفي يتم تسوية اوضاعهم . ببوسة شوارب، قد يكون هذا شأناً خاصاً بين الأستاذ فؤاد و رفاق حزبه، وهذا حق طبيعي بحكم الغريزة الحزبية المستشرية في الحركة الكردية، ولكن ماذا عن العوام من المهجرين قسراً أو ممن قضوا في معتقلات pyd ، أو ممن تبقى في المناطق الكردية تحت رحمة و سطوة جلاوزة صالح مسلم ؟ أقول ماذا عن هؤلاء. العوام. الضحايا، بحكم أن المجلس الكردي يعتبر نفسه الممثل الشرعي لكرد سوريا. سأعتذر كواحد من هؤلاء العوام، في حال أعتبر المجلس نفسه ممثلاً عن مصالح حفنة من السياسيين و المنتفعين، أو بحكم تمثيله لمنطقة كردية بعينها. لن نناقش الأمر، ونعتبره سيان.
من جانب أخر لم نجد تفسيراً لتزامن تصريحات الدكتور عبد الحكيم بشار و وصف ال pyd ليس بالإرهاب فقط إنما حملهُ مقتل رفيقهم نصر الدين برهك، وتضاربت هذه التصريحات مع ما أدلى به الأستاذ عليكو. أقل ما يمكن أن يقال عن هذا التضارب في التصريحات، أن الرؤية. بعد كل هذا الوضع الكارثي، ليست واضحة لدى الأطراف الكردية. حتى تصريحات الدكتور بشار هي محل تساؤلات. لماذا تم التعتيم حول هوية قاتل الشهيد برهك، و من طلب منهم إغلاق الملف لقاء تمرير أربيل واحد وأثنين و من بعدها دهوك.؟
ثمة مشكلة ثانية تبرز مع رفض اعتبار pyd كمنظمة إرهابية . رغم كل حماقاتها وجرائمها، تكمن في أن الاطراف الأخرى من شركاء الاستاذ فؤاد في الائتلاف السوري. خاصة التيار الإسلامي، لهم الحق بالمقابل في رفض اعتبار الفصائل الاسلامية المتزمتة بالإرهابية، وحدث هذا. سابقاً، مع داعش وجبهة النصرة التي اعتبروها لفترة طويلة جزءاً من الثورة السورية، وكانت الفاتورة باهظة على تلك المعارضات التي خسرت الكثير لقاء تلك العقلية. الطائفية بالدرجة الأولى، وهذا يدفعنا لطرح السؤال التالي. هل مازالت الاطراف الكردية التي تقف على النقيض من سياسات صالح مسلم، هل هي على استعداد لدفع المزيد من التكاليف، والدخول في رهانات اثبت التاريخ فشلها وعقمها، و هل مازال وجه المجلس الكردي يتحمل المزيد من الصفع و اللطم. لست على دراية بجلادته و صبره الأيوبي هذا. و هل . أي المجلس، من يدفع بالنهاية هذه التكاليف. أم الشعب الكردي. هذا من جهة ومن أخرى. في مرحلة سابقة. أيضاً رفضت حكومة اقليم كردستان العراق. مراراً، بوصف حزب العمال الكردستاني وملحقاته. مثل pyd، بالإرهاب، و مؤخراً عندما تعرضت مصالحها في شنكال للخطر لمحت سريعاً و دون تردد إلى المواجهة و التصعيد. حتى أن البعض من قادة الديمقراطي الكردستاني العراقي قالوها بصريح العبارة. سنعمل على طردهم بالسلاح. لم نسمع عن حرمة الدم الكردي الكردي. و لا عن ضبط النفس والاحتكام إلى العقل ،كما صدعوا رؤوسنا بذلك طوال سنوات، ومنعوا أية قوة كردية أخرى من القيام بتلك المهمة في المناطق الكردية السورية. عملوا على محاربتها جهاراً و نهاراً، واقصد هنا بعض الاحزاب الكردية السورية التي سالت لعابها امام وهم السلطة والنفوذ. ساهم هؤلاء مع زمرة صالح مسلم في إجهاض تلك القوى والحركات، في الوقت ذاته عملوا على تشكيل قوة بيشمركة روج افا للدخول في محاصصة و مفاوضات مع قوات صالح مسلم. تلك المحاولات التي باءت بالفشل و نتج عنه هذا الوضع الكارثي، لم ينجوا منه سوى بعض قادة تلك الاحزاب، ممن اوجد لنفسه و لعائلته ملاذاً أمناً في اربيل. بينما ترك الشعب يقاسي الأمرين في مخيمات اللجوء، حتى أن البعض من هذه المخيمات صارت مركزاً لممارسة السلطة. كما في مخيم دوميز. حيث الفساد والمحسوبيات، اقل ما يقال أنهم خانوا أمانة البرزاني و أتخذوا من عباءته ستاراً لوضاعتهم، وهذا ما يفسر شراسة البعض منهم في دفاعه عن البرزاني. ليس حباً بالرجل. إنما تزلفاً و رياءاً. ظناً منهم أن البرزاني كما الاسد و كما اوجلان بحاجة لجوقة المصفقين و المهربجين.
بالمحصلة ليس المطلوب اليوم من الاستاذ عليكو الدخول في مواجهات مباشرة، ربما الحمل أثقل مما نتوقعه، والعين بصيرة لكن اليد قصيرة. كما يقال، لكن المطلوب اليوم الشفافية مع الشعب الكردي الملتاع، و أخال أن المرحلة تحتاج لبعض المكاشفة و الجرأة. بعيداً عن المكتسبات الشخصية والحزبية، تلك اللغة التي لم يكن يجيدها الاستاذ عليكو فيما مضى. أيام الضنك و الاعتقالات. أمان الأن في زمن التواصل والتقنيات لا أملك غير إشارة استفهام ؟
انتهت المقالة ، بالأحرى الرسالة.