مقابلة مع الأستاذ فهد المصري المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني في سورية

أجرى المقابلة: جان كورد
س 1 – الأستاذ فهد المصري، لقد وضعتم على بوستر موقعكم الإعلامي الجميل عبارة (استقلال القرار السوري)، فهل هذا حلم في هذا الواقع المرير، أم أنه هدف سياسي تعملون له، وما هي أبرز صفات هذا العمل، باختصار؟ 
جواب: استعادة القرار الوطني السوري حلم كل السوريين بعد اغتصاب القرار السوري منذ عهد الوحدة السورية المصرية والتي كانت اول جريمة ترتكب بحق العصر الديمقراطي في سورية فالعواطف جرت بعض القيادات السورية للقبول بشروط جمال عبد الناصر الذي اشترط حينها حل الأحزاب وتقييد الاعلام والحريات العامة فكانت البداية لبناء حكم نظام المخابرات في سورية واغتيال الديمقراطية الوليدة بعد الاستقلال وذلك ساعد الاسد للاستيلاء على السلطة ونهب سورية وتدمير مقدراتها وتقزيمها وقمع شعبها وتهجير كوادرها ورؤوس الأموال الوطنية.   
مع انطلاق الثورة السورية المجيدة سقطت كل الاقنعة والشعارات والاوهام الكاذبة التي عاش عليها السوريون نصف قرن فالجميع خان الشعب السوري والجميع طعنوه في الظهر وكل من فتح السوريون بيوتهم وقلوبهم لمساعدتهم طعنوه في الظهر وخانوه بدءا من الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين بل وحتى جميع الدول العربية والإقليمية وقفت ضد ارادته لنيل حريته فالجميع يخشى انتصار ثورة السوريين ويخشون قيام دولة ديمقراطية في سورية. 
دول الخليج وعلى رأسها السعودية ارادت استنزاف إيران وادواتها في سورية وهناك من أعطى الاسد الضوء الأخضر وقدم له الحماية لارتكاب كل المجازر بهدف تحويل سورية لدولة فاشلة واستنزاف قوى وأدوات اقليمية في سورية ولإفشال ثورة السوريين تم تجميع قمامة العالم من ارهابيين ومتطرفين على الارض السورية. بعد ان استفادوا من خطة النظام في عسكرة وأسلمة الثورة وتنفيذه لسيناريو دولة صيدنايا الاسلامية الذي تم اعداده في سجن صيدنايا بين 2005 و2008 وهو السيناريو الذي كان أعده النظام عندما كان يخشى الإطاحة به بعد اغتيال الحريري وبالتالي كان النظام مستعدا لمواجهة الثورة فقام بتنفيذ هذا المخطط منذ إطلاقه لسراح مئات المعتقلين الإسلاميين من سجن صيدنايا في حزيران 2011 وجميع هؤلاء الإسلاميين أصبحوا في فترة زمنية قياسية قادة المجموعات الاسلامية المسلحة. 
استعادة القرار الوطني السوري حلم كل سوري بعد ان تحولت سورية الى مسرح لتصفية حسابات قوى إقليمية ودولية والصراع فيما بينها على مشاريعها واجنداتها ونفوذها.
هناك خمس مشاريع تتصارع في المنطقة المشروع الإيراني والمشروع التركي والمشروع الامريكي والمشروع الاسرائيلي وأخيرا المشروع الروسي. 
اليوم سنشهد تصفية المشروع الإيراني في سورية والمنطقة بعد ان حقق الدور الإيراني ما هو مرسوم له وانتهاء دوره ثم سيليه تصفية المشروع الروسي الحالم باستعادة نفوذ الاتحاد السوفيتي. 
ما هو مطلوب من الذين سيقودون سورية ان يدركوا ان سورية ممرا ومعبرا لنفوذ ومصالح قوى إقليمية ودولية ومعرفة إدارة هذه المصالح العابرة لسورية دون ان تصطدم فيما بينها وبما يتناسب ويصب في مصلحة الشعب السوري وأمنه واستقراره.  
للأسف الحرب في سورية أبرزت بشكل قبيح للغاية مدى ضعف وهشاشة وأنانية الكثيرين ممن تصدروا المشهد والذين سقطوا سريعا وتحولوا لأدوات في يد اللاعبين الإقليميين والدوليين بل وبات الجميع يعلم دور المال السياسي والوصايات الخارجية كيف تلاعبت بدماء السوريين وهي تتحمل المسؤولية عن المحرقة والمذبحة في سورية بنفس المقدار الذي يتحمله النظام السوري. 
الغالبية العظمى ممن تصدروا المشهد السوري لا علاقة لهم بالثورة ولا بالنضال السياسي وجلهم لم يكونوا أساسا معارضين وللأسف فإن انانية وجشع وطمع وانتهازية واستبداد الاخوان المسلمين جعل من اغلب من تصدروا المشهد مجموعات من المرتزقة تتلاعب وتقذف بهم مصالح اللاعبين.  
استعادة القرار الوطني تتطلب وجود شخصيات يمتلكون فكر وشجاعة القادة ومشروع وطني متكامل يسعون لإنجازه وفق خطة عمل استراتيجية مدروسة. 
نحن امام مفترق طريق حاليا بعد وصول الرئيس دونالد ترامب فإما ان نتمكن من صناعة التاريخ وبناء مرحلة تاريخية جديدة من عمر سورية والمنطقة وإلا سيقودنا الاقزام ونبقى نداس تحت الأقدام والجبناء لا يصنعون التاريخ. 
س 2 – أصدر الرئيس الأمريكي الجديد مرسوماً رئاسياً بمنع مواطني7 دول تعرفونها من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، والسجال حول القرار لايزال مستمراً من طرف رجال القانون والسياسة في العالم الغربي، فأي بلدٍ من هذه البلدان المذكورة في قراره أولى بالخضوع للمنع من قبل السوريين، في حال تخلصهم من نظام الأسد المترنح لكثرة جرائمه ضد الإنسانية؟
جواب: في سورية الجديدة سواء كانت السلطة في يدنا او مشاركين فيها او حتى ولو كنّا في المعارضة فسورية الجديدة لن تشبه سورية السابقة أبدا ولا حتى في علاقاتها العربية او الإقليمية او الدولية.
دون شك العدو الإيراني سيخرج وأدواته من سورية وهذه العلاقة مع إيران انتهت وللأبد وعندما يكون هناك نظام جديد في إيران يتم تحديد الخيارات ودون شك فإن ايران ومواطنيها سيمنعون من دخول الاراضي السورية لسنوات ولن يكون هناك سفارة لإيران بل شعبة تمثيل مصالح و بواسطة دولة اخرى وسيتم فرض عقوبات على إيران ومتابعتها قانونيا ومتابعة قياداتها عبر الطرق القضائية الدولية والمطالبة بتعويضات مالية كبيرة نتيجة دورها في تدمير سورية وتشريد السوريين.
المشكلة في العلاقة مع لبنان وكذلك العراق دون شك لم تعد علاقة دول جارة بل تجاوزتها لتصبح مشكلة عربية واقليمية ودولية وسيتم تخفيض التمثيل الدبلوماسي الى أدنى مستوياته الى مستوى شعبة مصالح ودون شك سيتم فرض حزمة عقوبات متنوعة عليهما والمطالبة ايضا بالتعويضات وملاحقة العديد من الشخصيات.  
في سورية الجديدة لن يدخل الاراضي السورية مواطنو اي دولة عربية او إقليمية او دولية دون تأشيرة دخول (فيزا) ودون شك هناك الكثيرين من لبنان والعراق ودوّل اخرى سيحرمون لسنوات طويلة من شرف دخول الاراضي السورية.
سورية الجديدة يجب ان تنسحب نهائيا من جامعة الدول العربية وعلاقة سورية مع الجميع لن تكون الا من خلال ما يتناسب مع المصالح العليا للأمة السورية واضعين في عين الاعتبار اننا ندخل مرحلة تاريخية جديدة ومهمة نصنعها بأيدينا. 
سورية بحكم الجغرافيا تقع بين دولتين إقليميتين كبيرتين وهما تركيا وإسرائيل وسورية يمكنها ان تكون جسرا بريا استراتيجيا لعبور المصالح والاستفادة منها وبما يحقق النمو الاقتصادي والأمن والاستقرار. 
نحن حريصون ان تكون علاقة سورية بتركيا وان تكون هذه العلاقة متميزة مع احترام خصوصيات الأمة السورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وكما تركيا حريصة على أمنها القومي فإن سورية ايضا ستكون حريصة على أمنها القومي وأمن جميع اطياف الأمة السورية وسلامة ووحدة الاراضي السورية ونعتقد ان التركمان السوريين يمكن ان يكونوا جسرا لتوطيد هذه العلاقة وتحقيق مصلحة الدولتين.
القضية الكردية في سورية شأن داخلي سوري لن نسمح لأي قوة إقليمية او دولية التلاعب فيها ونحن وضحنا في رؤية كاملة موقفنا من القضية الكردية في سورية وسبل حلها لأننا لا نعتبر الكرد السوريين الا جزءا لا يتجزأ من المجتمع السوري وهم مواطنون إصلاء وليسوا دخلاء وهم شركاء لنا في سورية الجديدة ويجب رفع كافة أشكال وأنواع الظلم التي وقعت عليهم ولا يمكن ان نسمح لأي طرف كردي من خارج الحدود  ولا لأي قوة اقليمية او دولية ان يتحكم بمصير ومستقبل كرد سورية ولا يمكن ان نقبل ان يفرض فصيل كردي مسلح أجنداته وأجندات مشغليه على الكرد في سورية او على الشعب السوري عموما. 
تركيا دولة اقليمية مهمة قدمت دون شك الكثير للاجئين السوريين لكنها ايضا قامت بدور سلبي في السماح بعبور المقاتلين العرب والأجانب الى سورية عبر حدودها وعبر دعمها لجماعة الاخوان المسلمين وبالتالي نحن ندعو تركيا للانتقال من السلبية للإيجابية لبناء علاقات استراتيجية متميزة لمستقبل أفضل لكلا الدولتين الجارتين المستقلتين واحترام سيادة وقرار الشعب السوري. 
س 3 –  ابران هي أول دولة فتحت في عاصمتها سفارة لفلسطين، وهي تدعم أطرافاً مما يسميه العرب بجبهة “الممانعة” وحزب الله اللبناني، الذي يعتبر نفسه أهم المحاربين لإسرائيل، والإيرانيون يهددون إسرائيل ويتهمون العرب بالتخاذل، لماذا لا يعتبرها العرب دولة صديقة؟ 
 جواب: ايران استخدمت الملف الفلسطيني خدمة لمشروعها لعبور نفوذها في المنطقة واستخدمت شعارات المقاومة والممانعة والعداء لإسرائيل ايضا ضمن نفس الإطار.
ايران لم تكن يوما معادية لإسرائيل بل هناك تنافس بين المشروعين الإيراني والاسرائيلي وبرز ايضا التنافس بين المشروع الإيراني والمشروع التركي. 
ايران تريد استعادة امجاد إمبراطوريتها الغابرة عبر بوابة استخدام الملف الفلسطيني واستخدام الشيعة العرب كأدوات في تنفيذ مشروعها. 
أكبر خطر وعدو للعرب بل وللعالم هي ايران واكبر دهاة و دهاقنة السياسة هم إيرانيون. 
لم تدخل ايران بنفوذها الى دولة الا دمرتها وصنعت دولة داخل الدولة وهناك نماذج حية على ذلك من لبنان للعراق ثم سورية و اليمن والخطر الإيراني مازال قائما بل في أشد حالاته واعتقد ان الخليج العربي وعلى راْسه السعودية ربما سيسير قريبا نحو المواجهة العسكرية المباشرة.
دون شك هناك متغيرات عميقة ستحدث في دول خليجية وعربية بعد التغيير في سورية ودون شك ايضا فإن ايران ايضا على موعد مع التغيير بعد انتهاء دورها في المنطقة ونهاية دور حزب الله وانا شخصيا انتظر حربا ستسحق ما تبقى من قوة بشرية وعسكرية لحزب الله في سورية ولبنان وبعدها سيكون هناك حزب الله دون أظافر او أذرع عسكرية وبقيادة جديدة وشكل جديد.
سقوط المشروع الإيراني في سورية يعني سقوطه في لبنان وكذلك العراق ثم في كل المنطقة وسيتراجع نفوذها الى حدودها فموعد ايران من ازمتها الداخلية قد اقترب.
س4 – معلوم أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات كان أوّل زعيم عربي زار إسرائيل وخطب في الكنيست وعقد مع الإسرائيليين اتفاق هدنة فسلامٍ فعلاقاتٍ دبلوماسية واقتصادية، واسترد على أثر تلك الزيارة سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967م، فلماذا لم يفعل ذلك الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد؟ فهل كان أشد عروبة من السادات الذي اغتاله المتطرفون الإسلاميون، أم أنه كان عليماً بمدى حقد الشارع العربي على إسرائيل؟ أم أن هناك اتفاقاً سرياً عقده الأسد مع إسرائيل من دون استرداد الجولان المحتل منذ 1967 أيضا، فهل توضح لنا هذه المسألة؟
جواب: في حديثي المباشر مع إيهود باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق قال لي باراك ان الاسد تهرب من توقيع اتفاق السلام مع اسرائيل رغم ان الاتفاق كان شبه كامل وما تبقى فقط مسألة تقنية اقل من ثانوية والسبب برأيه ان الاسد لا يريد ان يقال ان من وقع اتفاق السلام محسوب على الأقلية العلوية لكني قاطعت السيد باراك وقلت له ان ذلك غير دقيق فالأسد لم يوقع اتفاق السلام لأنه لا يريد التوقيع أساسا لان التوقيع على اتفاق السلام يعني سقوط منظومة التبرير والاسباب القائم عليها حكم الاسد وحينها سيكون مضطرا للالتفات للإصلاح السياسي والاقتصادي وهذا لا يريده الاسد لان ذلك يعني نهاية حكمه.  
شعوب المنطقة تم تخديرها وتضليلها بالشعارات والاوهام الكاذبة من قبل النظم العربية بهدف المحافظة على السلطة والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تماهت مع هذه النظم لأنه كلن هناك مصالح متبادلة من خلق حالة العداء هذه وكان الاسد ذكيا وداهية ويعلم كيف يحقق مصلحة بقاءه في السلطة ولا اعتقد ان هناك اتفاقا سريا لكن كان هناك تفاهمات وتبادل لمصالح مشتركة لكن هذه الحالة الان انتهت ونحن ندخل مرحلة تاريخية جديدة بعد سقوط حقبة الشعارات والاوهام وبالتالي النتائج ستكون حالة جديدة صحية خالية من الدجل والتضليل. 
اليهودية جزء لا يتجزأ من هوية وثقافة وتاريخ المنطقة وجميعنا يذكر دور اليهود في الدول العربية فهم جزء من المجتمعات التي عاشوا فيها واليهود العرب تم اضطهادهم والتضييق عليهم ونحن في جبهة الإنقاذ الوطني قمنا بأول مبادرة من نوعها في تاريخ ما يسمع الوطن العربي وقمنا بالتواصل مع اليهود العرب في اسرائيل وبشكل خاص اليهود السوريين في اسرائيل وفِي الولايات المتحدة الامريكية وانضم الى الجبهة عدد منهم لأنهم يرتبطون بسورية وطنهم الام مثل اي مواطن سوري ولا يمكن لأحد ان يحرمهم من حقهم بالعودة او زيارة مدنهم وبيوتهم ورعاية معابدهم ومقابرهم والمساهمة في اعادة البناء فهم سوريون اولا حتى ولو حملوا الجنسية الإسرائيلية او اي جنسية أخرى.
لا بد من تعرية الاكاذيب والاوهام التي صنعها النظام العربي ولابد من نبذ العنصرية والكراهية ومحاربة معاداة السامية.
س5 – الفلسطينيون، رغم كل المشاكل العالقة بين حكومتهم وحكومة نتانياهو مصممون على الاستمرار على طريق السلم مع الإسرائيليين بهدف بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، فلماذا لا يزال السوريون يعتبرون إسرائيل “البعبع”، وفي المنطقة من هو أخطر من اسرائيل على سوريا؟  ألن يساهم السلام بين سوريا المستقبل وإسرائيل في إيقاف النزيف الفلسطيني – الإسرائيلي، وفي دعم الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة؟
 جواب: من لا يزال يروج لهذه الاكاذيب والشعارات هم نظم الممانعة والمقاومة في سورية وإيران و التيارات السياسية الفلسطينية الفاسدة بمجملها والتي تعتاش على آلام الفلسطينيين وبيعهم اوهام المقاومة وحق العودة ودون شك فإن السلام بين سورية وإسرائيل لن يكون سلاما فقط حبر على ورق بل سلاما حقيقيا بين شعبين وهذا ما نسعى اليه ونسعى ان تتحول الجولان الى حديقة وواحة للأمن والسلام والعيش المشترك والاستثمارات الاقتصادية وهذا سينعكس بالنمو الاقتصادي لكل المنطقة الجنوبية في سورية وايضاً سيستفيد منه سكان شمال اسرائيل ونعتقد ان السلام بين سورية وإسرائيل سيفتح أفق علاقات اجتماعية واقتصادية مهمة للغاية وواسعة النطاق فإلى متى سيبقى اهلنا النازحين من القنيطرة ومن الجولان نسميهم نازحين ؟ والى متى سيبقى اهلنا في محافظة السويداء محرومين من اللقاء بأقاربهم في الجولان والى متى سنبقى في حالة اللا حرب و اللا سلم مع اسرائيل. نحن بفضل الثورة السورية أصبحنا في حالة وعي وإعادة تقييم لكل الأفكار والمفاهيم والثورة السورية ليست فقط ما شهدناه من حراك شعبي بل هي حركة مجتمع عميقة تراكمت على مدار عقود لتصل الى جملة جديدة من المفاهيم والأفكار وسينتج عنها قرارات وسلوكيات جديدة متطورة لأنها حالة وعي متكاملة وعاقلة.  
س 6 – كنا نسمع باستمرار من الناشطين العرب بأن على اليهود الخروج من فلسطين والعودة إلى الديار التي جاؤوا منها، وعندما عاد بعض اليهود من إسرائيل إلى المغرب وكوردستان العراق، سواحاً أو لأنهم بالأصل من المغرب والعراق، بدأنا نسمع هدير المدافع الكلامية من ذات المواقع العربية: “أنظروا، ها هم الكورد والمغاربة يفتحون أذرعهم للاسرائيليين!” برأيكم إلى متى سيستمر هذا التناقض في الوعي العربي؟ وهل هناك مصادر أو منابع تغذي هذه الحملة المستعرة المصحوبة بكثير من اللغط والبعد عن الحكمة؟
جواب: هذه السلوكيات نتيجة التخلف والتجهيل في المنطقة فليس من السهل ان تنسف نصف قرن من اجترار الشعارات وهذا يتطلب دور القيادات السياسية الجديدة التي ستحكم بلدان المنطقة ودور المثقفين ودور تنويري لوسائل الاعلام.
س 7 – ما مشروعكم للإبحار في عكس هذا التيار؟ وما مدى قبوله سوريا واسرائيليا وبخاصة ضمن المعارضة السورية، في هذه الأجواء المشحونة بالتوترات المذهبية والدينية واستمرار النغمة البعثية في محافل المعارضة؟
جواب: نحن في جبهة الإنقاذ الوطني قدمنا خارطة طريق للسلام مع اسرائيل ونعتقد ان مجرد البدء بتنفيذ خطواتها على مراحل متعددة سينسف كل مخططات وأسس التخلف التي عاشت عليها المنطقة لعقود وخارطة الطريق تتضمن كل الاجابات عما يمكن ان يخطر في ذهن الشعب الاسرائيلي وقياداته بل ان الكثيرين من شخصيات لها وزنها في المجتمع الاسرائيلي بل وحتى في الحكومة عبر عن دهشتهم من الجرأة في طرح كل شيء وفِي العلن وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل كدولة جارة آمنة وكذلك ما ذكرناه عن الملف الفلسطيني والفصائل الفلسطينية وتجنيس اللاجئين الفلسطينيين. 
خارطة الطريق للسلام التي قدمناها احدثت عاصفة في المجتمع الاسرائيلي وأصبحت حديث الكثير من مواطني دولة اسرائيل بل تصلنا معلومات ان هناك الكثير من الندوات التي عقدت لمناقشتها على المستوى الشعبي والأكاديمي بل وحتى على مستوى الأحزاب والحكومة وهناك قبول واسع النطاق للخارطة في الشارع الاسرائيلي بل وحتى في الداخل السوري هناك قبول وارتياح لتوجهاتنا لأننا نقدم للمواطن السوري مشروعا وطنيا متكاملا اولا ونقدّم له خطاب وطني وخطاب سياسي جديد يحترم عقله ووجوده وحقه في حياة كريمة آمنة ومستقرة بعيدا عن خطابات الشعارات والاوهام. 
العديد من الأطراف التي تحسب نفسها على المعارضة اعتبروا اننا نسحب البساط من تحت اقدام الجميع نظاما ومعارضة لكنهم لم يدركوا أننا في جبهة الإنقاذ الوطني لا نحسب الجبهة على المعارضة ولا على النظام والموالاة جبهة الإنقاذ الوطني في سورية هي جبهة كل السوريين دون اي استثناء او إقصاء او تهميش الا من تلطخت يدهم بالدم والدمار والفساد وأمراء الحرب وتجار الدم والدين.  
امام تعاظم حالة الخطر لابد من ان يتكاتف كل السوريين نحو الحالة الوطنية الأشمل لإنقاذ سورية وشعبها ونحن لا نعتبر الجبهة بديلا او منافسا لأي مجموعة سياسية بل نسعى من خلال لم الشمل في الحالة الوطنية لجمع كل الكوادر الوطنية المدنية والعسكرية ونعتقد اننا بلغنا في مرحلة قياسية لتضم الجبهة آلاف الأعضاء في الداخل والخارج وهذا ما سيسمح لنا في مرحلة قريبة للقول اننا شكلنا البديل عن النظام السوري ونحن نعمل بخطوات هادئة للعمل على تبني مشروعنا دوليا وحاليا المشروع على طاولة عدد من صناع القرار.
س 8 – بعد أن فضحت لجنة العفو الدولية (مسلخ الأسد البشري) وفشلت إيران وروسيا وحزب الله وكل الشبيحة والمرتزقة من مختلف أنحاء العالم في تحقيق تصر نهائي لنظام الأسد على قوى الثورة السورية والمعارضة، فهل تتوقعون تخلي الروس عنه في مؤتمر جنيف القادم لإنقاذ ماء الوجه في المجتمع الدولي أم سيستمر الروس في الدفاع عن نظام الأسد رغم هذا التقرير الخطير، والتقارير التي في أيدي المعارضة السورية وهي عديدة؟
جواب: النظام وقوى اقليمية ودولية استخدمت العديد من ملفات الإعاقة لإفشال ثورة السوريين وكسر ارادتهم لكن جميع ملفات الإعاقة فشلت وفشلت ايران وادواتها بل وحتى روسيا فشلت. 
روسيا تدافع عن مصالحها وليس عن الاسد ولديها استثمارات داخل من تبقى من جيش الاسد من لون طائفي معين ويمكن ان تنتقل من السلبية للإيجابية لا سيما وان هناك قلق روسي من سياسة الرئيس ترامب واعتقد ان شهر آذار المقبل ستبدأ عملية التغيير في سورية وسيتم فرض المناطق الامنة ودخول قوات ردع عربية وتركية تحت إشراف الامم المتحدة وبرعاية أمريكية. 
س 9 –  لماذا لا تستطيع المعارضة العربية السورية، الديموقراطية الوطنية، قبول فكرة النظام الفيدرالي (الاتحادي)، على الرغم من أن غالبية المعارضين من خارج دائرة الشمولية البعثية تدرك جيداً أن النظام الفيدرالي قد أثبت متانته وصلاحيته في العديد من بلدان العالم، وأن سوريا لن تظل كما كانت قبل اندلاع الثورة الشعبية فيها؟ أو حسب مزاج بعض المعارضين الذين يعارضون أي حق قومي للكورد في إدارة أنفسهم. 
جواب: سورية الان في اعلى مراحل الخطر ومن المبكر الحديث عن شكل الدولة ولا يمتلك اي فصيل سياسي الحق في فرض رؤيته لشكل الدولة. لا اختلف معك بأن فكرة النظام الفيدرالي نظام حكم يمكن ان يتفق عليه السوريون ان أرادوا ذلك ولا يمكن ان ننكر تجارب شعوب في العالم قائمة على فكرة الحكم الفيدرالي لكن هذا يتم الموضوع يتم بحثه في إطار المؤتمر الوطني السوري الجامع لكل السوريين وهذا يمكن ان يمهد له ويناقشه ايضا ملتقى المرجعيات الوطنية الذي نسعى لعقده وكذلك مؤتمر الاجندة الوطنية.  
علينا ان لا نستبق الأحداث ولا يجب ان يكون لدى اهلنا الكرد وتياراتهم السياسية اي هاجس حول حقوقهم فجميع حقوقهم ستكون مضمونة ومصانة ونحن قدمنا رؤية متكاملة لحل القضية في سورية ورفع كل انواع واشكال الظلم عن الكرد السوريين ولربما سيفاجئ الكرد في سورية بأننا في جبهة الإنقاذ الوطني في سورية من سيستميت للدفاع عن حقوق الكرد في سورية الجديدة. 
لا نعتقد ان فرض واقع سياسي او اداري في بعض المناطق في سورية بقوة السلاح يخدم قضية الكرد في سورية بل نعتقد ان فرض ذلك بقوة السلاح استعداء مسبق لكل اطياف الشعب السوري. 
 س 10 – تعلمون جيداً أن عاصمة إقليم جنوب كوردستان (هولير – أربيل) أصبحت جاذبة للقوى الكوردية السورية الوطنية والديموقراطية أكثر من ذي قبل تاريخياً، ولها وزن صارخ فيما يجري في الشارع الكوردي السوري، وفي حال إعلان الإقليم استقلاله عن بغداد ستكون ثمة دولة كوردية جارة لسوريا الحالية، فهل حاولتم إجراء لقاءٍ مع المسؤولين في الإقليم بصدد شرح مشروعكم وأهدافكم السورية وموقفكم حيال القضية الكوردية بشكل عام. 
لا نعتقد ان انفصالا سيحدث وهذا شأن داخلي بين العراقيين عربا وكردا لا نتدخل فيه ونحن نثني على دور القيادة الكردية في شمال العراق في تنمية الإقليم وتحقيق أمنه واستقراره وقد كان لي شخصيا قبل نحو ثمان سنوات فرصة اللقاء بالرئيس مسعود برزاني خلال زيارته لباريس. 
انا اتطلع وأتشوق لزيارة أربيل وأتمنى ان تتاح لنا فرصة اللقاء مع الأخ الرئيس برزاني والقيادة الكردية لنقدم رؤيتنا بشكل كامل وواضح وصريح حول القضية الكردية في سورية وستكون ايضا فرصة مهمة لان نلتقي القيادات الكردية السورية المتواجدة هناك.   
 دون شك سنشكل وفدا قياديا من الجبهة لزيارة أربيل في أقرب فرصة ممكنة لأننا نتطلع ايضا الى لقاء اهلنا اللاجئين السوريين في اقليم كردستان العراق والاطلاع على اوضاعهم وتقييمها للعمل على دعمهم وفق الإمكانيات المتاحة.    
——————
موقف الجبهة تجاه القضية
الكوردية في سوريا

ـ تعتبر الوحدة الوطنية والترابية لسورية خطاً أحمر
ـ يعتبر الدم السوري خطاً أحمر.
ـ الكرد مكون أصيل وجزء لا يتجزأ من الشعب السوري
ـ الثقافة والتراث الكردي جزء لا يتجزأ من التراث والهوية الوطنية والإرث الحضاري والإنساني السوري.
 ـ احترام خصوصية المكون الوطني الكردي في سورية أسوة باحترام خصوصية جميع المكونات الوطنية للمجتمع السوري وجميع المواطنين متساوين بالحقوق والواجبات ودون اي تمييز.
 ـ تشكيل هيئة وطنية تكلف بوضع الأطر والأسس الوطنية والسليمة والعادلة التي تضمن وتكفل التعايش الوطني السليم والصحي والصحيح والتي ترضي كل الأطراف والمكونات الوطنية لرفع كافة أشكال وأنواع الظلم التي تعرض لها المواطنون السوريون الكرد.
 ـ رد الاعتبار للمواطنين السوريين الكرد مكتومي القيد والمجردين من الجنسية السورية واعتبارهم مواطنين سوريين لهم جميع الحقوق وعليهم نفس الواجبات كسائر أبناء الشعب السوري ودون أي تمييز ورفع أي تبعات ناجمة عن الأذى الناتج عن حرمانهم من الجنسية السورية.
 ـ اللغة الكردية هي اللغة الثانية في سورية بعد العربية ويمكن أن تدرس في المؤسسات التعليمية في المناطق السورية التي يكون فيها غالبية كردية.
 ـ تستخدم اللغة الكردية كلغة ثانية في جميع معاملات مؤسسات الدولة السورية في المناطق التي يكون فيها غالبية كردية ومن حق المواطنين السوريين الكرد وجميع مكونات الشعب السوري افتتاح المؤسسات التعليمية والثقافية الخاصة وفقا للأطر والقواعد القانونية الناظمة التي تقرها الدولة السورية الجديدة.
 ـ الاعتراف الدستوري بالكرد كمكون قومي ثان للدولة السورية إلى جانب الاعتراف بكل مكونات الشعب السوري.
 ـ تعتمد التسميات الكردية إلى جانب التسميات العربية على جميع القرى والمناطق والمدن التي يشكل الأكراد السوريين كل سكانها أو جزءا منهم. 
ـ اعتبار يوم 21 آذار/مارس وهو اليوم الذي يصادف يوم عيد النوروز (الربيع) وعيد الأم عيداً وطنياً ويوم عطلة رسمي تقره الدولة السورية الجديدة.
ـ التأكيد دستوريا على حرية المعتقد والدين وجميع أنواع الحريات العامة ولجميع المواطنين ودون أي تمييز.
ـ حق المكون الوطني الكردي في الشراكة الوطنية للوصول إلى حل وطني ينقذ سورية.
 ـ إن كان هناك في المرحلة الانتقالية هيئة حكم انتقالي فمن حق المكون الوطني الكردي المشاركة في عضوية الهيئة في المرحلة الانتقالية (هيئة الحكم الانتقالي التي نص عليها جنيف 1 ) وعضوية حكومة الخبراء والبرلمان الانتقالي والمجلس العسكري الأعلى للأمن والدفاع والجيش الوطني السوري وفي شغل المناصب العامة والوظائف وفي مختلف أنواعها ومستوياتها في جميع مؤسسات ودوائر الدولة على أسس الشراكة الوطنية أسوة بسائر مكونات المجتمع السوري .
 ـ رفض أي إقصاء أو تهميش لأي مكون من مكونات المجتمع السوري واعتبار اللامركزية الإدارية (التي تحدد مفهومها وأطرها وقواعدها وصلاحياتها الدولة السورية الجديدة) الطريق الأمثل للشراكة الوطنية والتنمية العادلة لكل لسائر المدن والمحافظات السورية.
 ـ إن الشراكة الوطنية لكل مكونات الشعب السوري تقتضي بالضرورة تفعيل الحياة السياسية ومشاركة كل السوريين في التنمية العادلة لجميع المناطق وفي محتلف الأشكال والمستويات وأنواع التنمية.
 ـ إن اتباع مبدأ الانتخاب الحر و المباشر من المواطنين للمجالس البلدية والمحلية للقرى والبلدات والمناطق والمدن والمحافظات سيتيح للمواطنين اختيار قياداتهم المحلية والمناطقية والوطنية فعندما يكون هناك في قرية أو مدينة أو حتى على مستوى محافظة هناك غالبية الأهالي هم من المكون الكردي على سبيل المثال فإن أغلب المرشحين في الانتخابات في هذه المناطق سيكونوا بالضرورة من المكون الكردي وإن كان هناك مكونات مجتمعية أخرى في هذه المناطق فإن الشراكة الوطنية تقتضي وجود مرشحي سائر المكونات لتفعيل التنمية والشراكة على أسس وطنية سليمة وعلى أن يكون أيضا اختيار المخاتير ورؤساء البلديات والمجالس بطرق الانتخاب المباشر.
 ـ إن تعرض أي قوة محلية أو إقليمية أو دولية بالاعتداء على أي مكون من مكونات الشعب السوري هو اعتداء على الشعب السوري برمته.
 ـ من غير المقبول وتحت أي بند قيام مجموعات مسلحة بممارسات عنفية لفرض أي واقع بالقوة على أي منطقة من التراب الوطني السوري ومن غير المقبول القيام بأي محاولات لإحداث أي تغيير ديمغرافي بالقوة ومن غير المقبول قيام مجموعات مسلحة بفرض أتاوات أو خوات أو فرض رسوم أو ضرائب مهما كانت الأسباب خارج سلطة الدولة السورية ولا يجوز القيام بالاستيلاء على الممتلكات العامة أو الخاصة.
 ـ لا يجوز لأي مكون وطني أو فصيل سياسي أو مجموعات مسلحة فرض أي نوع من التقسيمات السياسية أو الإدارية على أي منطقة من التراب السوري خارج سلطة الدولة السورية الجديدة وإرادة الشعب السوري.
 ـ إن ولاء جميع المواطنين السوريين بكل مكوناتهم يكون للوطن السوري ولدولتهم السورية ولا يجوز لأي مكون وطني سوري التدخل وبكافة الأنواع والأشكال والمستويات في شؤون دول الجوار السوري أو دول أخرى.
 ـ لا يجوز لأي مكون من المجتمع السوري أو أي مجموعة كانت امتلاك أو استخدام أو استجرار أي نوع من الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها وأشكالها خارج سلطة الدولة السورية الجديدة وإرادة الشعب السوري كما لا يجوز لأي جماعة أو مجموعة من مكونات المجتمع السوري أو من اللاجئين أو المقيمين على الأراضي السورية امتلاك أو استجرار الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها وأشكالها أو تشكيل مجموعات مسلحة أو الاحتفاظ بما تمتلكه من أسلحة أو عتاد عسكري أو الاستمرار بوجود أذرعة وتشكيلات عسكرية أو أمنية خارج سلطة الدولة السورية الجديدة وإرادة الشعب السوري.
 ـ لا يجوز لأي مكون سوري تأمين الحماية أو المكان الآمن لأي مجموعات أو أفراد مسلحين غير سوريين وخارج سلطة الدولة السورية كما لا يجوز لأي مكون من مكونات المجتمع السوري توفير أي شكل أو نوع من أنواع الدعم أو المساعدة لأي أعمال عسكرية أو غيرها وعلى مختلف الأصعدة والأشكال سواء كانت موجهة نحو الداخل السوري أو ضد أي دولة.
 ـ إن جميع القوى السورية المسلحة مدعوة للانضمام والانخراط في مؤسسات الدولة السورية الجديدة العسكرية والأمنية وعلى أسس مهنية ووطنية وبعد استبعاد أي وجود لعناصر قامت بممارسات جرمية وفاسدة وعلى الدولة السورية الجديدة معالجة وإنهاء وجود أي فصيل مسلح لا ينصاع ولا يمتثل للإرادة الوطنية وخيار الشعب السوري في استعادة سيادته وسلطته على كامل أراضيه.
 ـ من حق جميع المواطنين السوريين ومن جميع المكونات الوطنية تأسيس الأحزاب والجمعيات وفقا لقانون الأحزاب الذي تقره الدولة السورية الجديدة.
 ـ من حق جميع المواطنين السوريين ومن جميع المكونات الوطنية تأسيس وإنشاء وسائل الإعلام بمختلف أنواعها وأشكالها وفقا لقانون الإعلام الذي تقره الدولة السورية الجديدة.
 ـ إن جميع مكونات الشعب السوري لها الحق في أن تعكس وسائل الإعلام المملوكة من الدولة السورية هويتها الحضارية والإنسانية والثقافية والفكرية بل وحتى اللغوية  
نبذة عن الأستاذ فهد المصري
إعلامي ومعارض سياسي سوري معروف من أبناء مدينة دمشق من حي الميدان من أسرة دمشقية معروفة ووالده أحد تجار دمشق المعروفين بالنزاهة والاستقامة والعمل الخيري
كانت اول مشكلة تعرض لها مع النظام السوري عندما كان طفلا يافعا عمره 13 سنة طالبا في الصف السابع الإعدادي حيث تعرض للمضايقات والتحقيق من عدد من الأجهزة الأمنية بسبب قيامه بشتيمة حافظ الاسد في مدرسته الإعدادية وكانت هذه الحادثة سببا لتعرضه للطرد من المعهد العالي للعلوم السياسية بدمشق.
تعرض للتوقيف والاعتقال عدة مرات حتى فر من الاراضي السورية في التسعينات باتجاه أوربا ومنذ مغادرته سورية لم يعد لها ولم يلتق أهله من ذلك الحين. 
عام 2005 بعد مقتل الحريري قام بتنظيم مؤتمر للمعارضة في باريس وتعرض منذ ذلك الحين لحملة تشويه مبرمجة من النظام ومن اطياف معارضة مختلفة لكن يحسب لهذا المؤتمر والذي كان اغلب المشاركين فيه من الكرد السوريين انه قام بتحريك المياه الراكدة وحالة السكون في أوساط المعارضة مما دفع  عددا من اطياف المعارضة لتشكيل ما عرف بتنظيم اعلان دمشق وشكل الإعلان عن تنظيم المؤتمر في باريس في ذلك التوقيت رعبا لدى النظام لاعتقاده ان فرنسا تقف وراءه مما دفع اللواء غازي كنعان والذي كان وزيرا للداخلية لإصدار قرار بمنع سفر اكثر من 100 شخصية سورية لمنعهم من المشاركة بالمؤتمر وهو اول مؤتمر يناقش مسودة دستور جديد لسورية ارسله  للمؤتمر المحامي والمناضل أنور البني العضو المراقب في المؤتمر والممنوع من السفر و الذي تعرض للاعتقال بعدها
أصدر مجلة شهرية سياسية ناقدة لاذعة ضد النظام السوري بين 2005 و2008 وتوقف عن إصدارها في تموز 2008 بعد تعرضه للضرب من احد شبيحة النظام في باريس خلال زيارة بشار الاسد لفرنسا في عيدها الوطني بعد فك العزلة الدولية عن الاسد في عهد ساركوزي. 
قدم في لندن برنامجا سياسيا أسبوعيا على تلفزيون قناة بردى الفضائية وقام بالتشجيع للثورة وتحريك الشارع والراي العام السوري مع انطلاق الربيع العربي.  
مع انطلاق الثورة قام بشكل تطوعي بتنظيم 12 مؤتمر صحافي دولي في باريس وبروكسل والقاهرة لأطياف مختلفة من المعارضة لدعمها اعلاميا وتعريف الرأي العام الدولي بقضية الشعب السوري كما قدم دعما اعلاميا كبيرا لتنسيقيات الثورة والحراك السلمي في كافة المحافظات السورية.  
قام بتنظيم أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري في القاهرة في أيلول سبتمبر 2011 
قام بتنظيم أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري في باريس في أكتوبر 2011
قال لأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي في أيلول 2011 في اول لقاء للمعارضة السورية في جامعة الدول العربية قال حرفيا: ان ترك الشعب السوري دون حماية دولية ولم يحدث تدخل عسكري دولي وخارج مجلس الامن الدولي فإن الشعب السوري سيضطر لحمل السلاح للدفاع عن نفسه وان لم يحدث التدخل العسكري الدولي وخارج مجلس الامن الدولي فإن سورية ستصبح ملاذا للارهابيين والمتطرفين ومن جميع أنحاء العالم وحينها سيدفع الجميع الثمن لإعادة الامن والاستقرار الى سورية.       
في نوفمبر 2011 بدأ متطوعا بتقديم الدعم الإعلامي والسياسي للعسكريين المنشقين عن النظام ودعم انشاء المجلس العسكري الأعلى برئاسة العميد مصطفى الشيخ لكنه توقف بعد شهرين عن دعمه بعد اكتشافه فساد العميد مصطفى الشيخ وانه يعمل من تركيا وليس من الارض الى جانب انه مسؤولية الشيخ عن ترويج اخبار كاذبة لمصلحة النظام مثل اكذوبة انشقاق فاروق الشرع. 
أحد مؤسسي اول قيادة للجيش السوري الحر في الداخل في شهر شباط 2012 وكان اسمها القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل
اول من اطلق من خلال قيادة الجيش السوري الحر في الداخل قبيل عملية خلية الأزمة بدمشق بأيام سلسلة عمليات استراتيجية على مستوى اغلب المحافظات السورية وأطلق عليها اسم “بركان دمشق”، زلزال سورية. 
اول من رفض وجود المقاتلين العرب والأجانب في سورية واول من حذّر من التسميات الاسلامية للفصائل المسلحة ومن سيناريوهات النظام في اسلمة الثورة للقضاء عليها  
اول من كشف سيناريو دولة صيدنايا الإسلامية (بعد إطلاق الاسد سراح مئات الإسلاميين من سجن صيدنايا) التي أعدتها المخابرات السورية وأول من حارب النصرة وداعش عبر وسائل الاعلام. 
اول من فتح حربا إعلامية كبيرة ضد حزب الله قبيل اجتياح القصير وكان له السبق في كشف المقابر الجماعية لعناصر من حزب الله في ريف القصير والتي كان يخفيها الحزب لخشيته من كشف حجم خسائره.
كان له السبق في كشف استلام حزب الله لشحنتين من الأسلحة الكيماوية من النظام السوري وكشف للإعلام الدولي مواقع تخزينها في لبنان وكشف ايضا مواقع واحداثيات مستودعات الأسلحة الاستراتيجية التي يمتلكها حزب الله في لبنان
اول من التقى بالنيابة عن قيادة الجيش السوري الحر بالمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي في باريس وسلمه مشروعا متكاملا للمرحلة الانتقالية 
اول من دخل في حرب إعلامية وسياسية في مواجهة حزب الله وجماعة الاخوان المسلمين
دخل في مواجهة سياسية واعلامية كبيرة مع جماعة الاخوان المسلمين وأصدر باسم الجيش الحر رسالة مفتوحة كشف فيها هيمنة الاخوان والسرقات وعلى السلاح واموال الإغاثة
أصدر بيانا رسميا باسم الجيش الحر في 2013 صنف فيه جماعة الاخوان جماعة ارهابية وتنظيمها تنظيم إرهابي. 
 بعد مواجهة مع الاخوان في إستانبول اعتقل في تركيا لمدة خمسة ايام وأعاده الفرنسيون لباريس بعد مصادرة الامن التركي لجواز سفره.  
في آذار 2014 توقف عن التعاون ودعم الجيش الحر بسبب تشرذمه وضعفه وبسبب هيمنة الاخوان والمال السياسي والاسلمة.
قام بتشكيل مجموعة الإنقاذ الوطني في سورية في نيسان 2014 مع نحو 220 ضابطا منشقا برتب مختلفة وأنشأ ايضا مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية والأمنية حول سورية. 
في ديسمبر 2016 قام بكسر كل الخطوط الحمراء وقام بتوجيه خطاب مفتوح في رسالة فيديو مصورة للشعب الاسرائيلي في سابقة من نوعها شكلت صدمة ومفاجأة للنظام والمعارضة وخلقت تحركا في الشارع الاسرائيلي تجاه ما يحدث في سورية وكانت أولى ثمار الخطاب قيام وزير الدفاع الاسرائيلي بالتصريح ان لا حل في سورية دون رحيل الاسد وخروج ايران وميليشياتها من سورية وكشف المصري عن لقاء سابق جمعه برئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود باراك و برجل الاعمال الاسرائيلي  رئيس المبادرة الإسرائيلية للسلام يوفال راغبين نجل إسحاق رابين. 
 في ديسمبر 2016 بعد ايام من خطابه للشعب الاسرائيلي أعلن عن تشكيل جبهة الإنقاذ الوطني في سورية ومشروعها الوطني بعد ان كانت مجموعة صغيرة من العسكريين والسياسيين وانضم خلال شهرين للجبهة أكثر من 15000 مواطن سوري في الداخل والخارج.
القبول الشعبي لطروحات جبهة الإنقاذ الوطني في سورية والتوجه بخطابه للسلام مع اسرائيل دفع فهد المصري لإعلان خارطة طريق للسلام مع اسرائيل والتي أكد فيها ان سورية الجديدة لن تكون معادية لإسرائيل وان الجولان سيتحول الى حديقة للسلام والعيش المشترك بين الشعبين السوري والاسرائيلي ودعا اسرائيل الى اغتنام الفرصة لبناء مرحلة تاريخية جديدة بين سورية وإسرائيل بعد سقوط وانهيار اكاذيب وأوهام وشعارات المقاومة والممانعة.
في أوائل شباط فبراير 2017 أعلن عن انضمام نحو ثلاثين شخصية من يهود سورية المقيمين في اسرائيل وفِي الولايات المتحدة الامريكية. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…