المشروع القومي الكوردي وتحدياته

 بهزاد عجمو
إن المشروع القومي الكوردي قد مر منذ بداية القرن الماضي بإحباطات كثيرة لأسباب ذاتية وموضوعية ودولية سواء في جنوب كردستان وشمالها وشرفها وغربها هذه الاحباطات يجب التوقف عندها ودراستها بعمق لأن عدم دراسة التاريخ لا يمكن استشراف المستقبل لست بصدد أسباب هذه الاحباطات وتداعياتها لأن هذا اختصاص مراكز الدراسات الاستراتيجية الكوردية هذا أن وجدت ووجود باحثين أكفاء في هذه المراكز يستطيعون أن يضعوا النقاط على الحروف لكن ما يهمنا دراسة الوضع في الوقت الراهن وألقاء الضوء على المشروع القومي الكوردي وصراعه مع المشاريع المعادية له نعلم أن هذا المشروع حدث فيها قفزة نوعية في بداية التسعينات من القرن الماضي وخاصة بعد حرب الخليج ودخول أمريكا إلى العراق قد أفاق المشروع من سبات عميق وجعله يقف على أرجله ويسير بخطوات بطيئة ومترنحة أحياناً نتيجة الصراعات الداخلية والمصالح الحزبية والشخصية والاختراقات التي حدث في الجسد الكوردي من قبل الطوق
وأيضاً محاربة هذه المشروع من مشاريع الدول المعادية للكورد وكوردستان وعلى رأس هذه المشاريع المشروع الفارسي الذي يريد السيطرة على كل المنطقة وتعيد أمجاد الإمبراطورية الصفوية وباعتبار أن الفرس هم أول من اخترعوا لعبة الشطرنج فهم يحاولون أن يحولوا المنطقة إلى مربعات وأن يكون لهم بيادق في كل المربعات ونقول بكل أسف أنهم وضعوا بيادقهم في المربعات الأربعة لكوردستان أسوة في الكثير من دول الشرق الأوسط هذه البيادق تتحرك وفق مصلحة أيران وتفرض هيمنتها على كل كوردستان وجعل كل جزء من كوردستان ولاية من ولاياتها ويلعبون بهذه البيادق دور حصان طروادة لفتح أبواب كوردستان على مصراعيها من أجل الهيمنة الفارسية وقطع الطريق أمام كل تحرك كوردي متوقع في المستقبل ولا يمكن للمشروع الكوردي أن يتنفس الصعداء ويسير بخطوات متسارعة ما دام ملالي طهران بهذه القوة أما المشروع الثاني فهو المشروع التركي الذي يقوده أردوغان الذي لا يزال يعيش في أوهام الإمبراطورية العثمانية ويريد أن يستعيد أمجادها فهو يريد بشتى الطرق إفشال المشروع القومي الكوردي ولكن هناك عدة أمور تكبله . 
أولاً: العلاقات الاقتصادية مع جنوب كوردستان وما يجر من أرباح على الاقتصاد التركي فهو لا يريد أن يخسر هذه العلاقة الاقتصادية .
ثانياً: الدخول في حرب معلنة مع المشروع الكوردي سيجعل النهضة التنموية للاقتصاد التركي في حالة انكماش. 
ثالثاً: لا يريد إغلاق الباب من أجل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي لأن أعلان الحرب سيغلق امامه باب الاتحاد الأوربي.
 رابعاً: لا يريد أن يخسر علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية لأن هذه الأخيرة تعتبر الكورد حلفاء رئيسيين لها في المنطقة ولا تستطيع الاستغناء عنهم او الأفراط بهم في المدى المنظور هذا ما يجعل المشروع التركي في ضعف ويجعله مكبلاً ولا يكون تأثيره بمستوى خطورة المشروع الفارسي وتأتي في المرتبة الثالثة من ناحية الخطورة المشروع القومي العربي الذي سمته الشوفينية مثل المشروع الفارسي والتركي ولكن هذا المشروع هو في حالة تراجع وضعف أن لم نقل الانهيار نتيجة استبداد وفساد الأنظمة وعدم احترام الحريات والديمقراطيات جعلها في وضع لا يحسد عليه ولذا فأن خطورتها هي أقل بكثير من المشاريع الأخرة المعادية للمشروع القومي الكوردي رغم ذلك أذا نظرنا إلى الخارطة السياسية في الشرق الأوسط فأن الكورد لهم الآن دور بارز وأصبحت القضية الكوردية حديث الفضائيات وربما في العناوين الأولى من الاخبار بعد ما كنا نتمنى في الستينات مجرد ذكر اسك الكورد في الإذاعات ولو انتصار واحد من انتصارات بيشمركة ثورة أيلول لذا فأننا أمام مرحلة تاريخية للكورد أذا استغلوها بشكل جيد وهذا ما يتخوف منه لان هناك من يقول بأن ألد أعداء الإنسان هو عقل الإنسان وما ينتجه من تفكير وأن ألد أعداء المشروع القومي الكوردي هم بعض الكورد الذين يضعون العصي في عجلات المشروع القومي الكوردي نقول ذلك بكل آسى أما السبب الرابع لتعثر المشروع القومي الكوردي فهو العقل الكوردي ليس في الوقت الحاضر فحسب بل حتى في القرون الماضية وما انتجه من تفكير وما اتخذه من قرارات وعدم القدرة على المحاكمة العقلية الصحيحة للواقع وضعف أفق الرؤية لا يتجاوز عتبة باب داره أو حدود قريته أو مدينته وعدم معرفته باستغلال الفرص التي سنحت له وسهولة خداعه وشراء ذمته من قبل الأعداء ووضع مصالحه الشخصية فوق المصلحة الوطنية وإشغال نفسه بالخلافات والمهاترات والخلافات الداخلية وفي المحصلة نستطيع أن نقول لكي يكون أي مشوع ناجحاً يجب أن يكون هناك تخطيط وتنفيذ ومتابعة وتوجيه وهذا ما كنا نعتقده في الماضي ونتمنى أن يحدث ذلك في المستقبل. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…