كـــــــــلام مــــــــوجـــــــه

أحمــــــد قاســـــــــم
الإخوة في قيادة حزب الإتحاد الديمقراطي, من منطلق الحرص على قضيتنا القومية ( إن كنتم تؤمنون بهذه القضية وتعملون من أجل إنتصارها ), ومن أجل أن لا تفوتون الفرصة على طرح هذه القضية على مستويات عدة ( إقليمية ودولية, وكذلك داخلياً ) من خلال تشكيل وفد يمثل تمثيلاً حقيقياً عن الكورد وقضيته المشروعة, وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بتوافق بين غالبية أطراف الحركة السياسية ( ولن أقول الكل ) لكي لا أبالغ ولن أتكلم عن المستحيل, وبعبارة أكثر توضيحية ” التوافق السياسي بين ( تف دم والمجلس الوطني الكوردي والتقدمي … ) مع إحترامي للجميع. 
لقد أسميت هذه الأطراف, أعتقد أنه إن تم إزالة الخلافات بين هذه الأطراف الثلاثة, سيتحقق ما نتأمله. وبالتالي سيتحقق مرجعية سياسية مخولة لتشكيل ذلك الوفد الذي نحن بصدده. ومن أجل تحقيق ذلك, من الضروري أن تتخطوا كل الحواجز النفسية والإيديولوجية بما فيها مكتسباتكم على الأرض التي حققتموها بدماء الشهداء وتزيلوا كل العقبات أمام عملية التوافق والوفاق, وبدون ذلك, أعتقد ستخسرون كل مكتسباتكم, وتساهمون في تفويت الفرصة على ما يجب تحقيقه في ظل الظروف التاريخية الراهنة.
وكذلك أوجه كلامي إلى الإخوة في المجلس الوطني الكوردي في سوريا.. عليكم أيضاً تقع مسؤوليات تاريخية لا يمكن أن تجهلونها من أجل المساهمة الفاعلة في لتحقيق التفاهم والوفاق بين أطراف الحركة السياسية كما أسلفت في مستهل توجيه كلامي إلى PYD, عليكم أن لا تنغروا بمشاركاتم الحوارات الإقليمية والدولية ضمن وفد المعارضة وكأنكم حصلتم على شرعية التمثيل الكوردي, وفي كل ملتقى حواري أو تفاوضي نشعر ونحس بمدى ضعفكم وعجزكم عن تأدية واجباتكم وسط هذا الكم من العروبيون والإسلامويون الذين يسعون إلى تجهيل الكورد, باستثناء العدد القليل الذين يقفون إلى جانب قضيتنا وهم لا يقدمون ولا يؤخرون. لذلك, أعتقد أنكم أمام مسؤولية تاريخية كما غيركم مسؤولين تجاه الإستحقاقات, أن تحاولوا من جانبكم وبشكل جدي إزالة كل العوامل النفسية أولاً والتي تعيق إندفاعكم نحو التوافق, وكذلك تجاوز كل ما تعتقدون أنكم قد حققتموها من مكتسبات سياسية ودبلوماسية من أجل التقرب نحو إقامة إطار يجمع الحركة الكوردية خدمة لقضيتنا التي تهم جميع أبناء شعبنا… أما ( Pêşverû ) أعتقد أنه ضحى بكل مكتسباته من أجل تحقيق توافق كوردي ـ كوردي, كون ذلك هو الطريق الوحيد من أجل تأمين إمكانيات الدفاع عن الحقوق القومية للشعب الكوردي في سوريا.
يقيناً أن أي طرف بمفرده مهما عظمت قدراته لايستطيع تحقيق أي جزء من طموحات شعبنا, والذي تعتبرونها مكتسبات اليوم ستزول غداً بجرة قلم عندما تلتقي مصالح الدول بالتوازي مع إيجاد حلول للأزمة السورية تتوافق مع تلك المصالح.. وأن حقوق شعبنا ليست في عداد برامج أحد من الأطراف الدولية إن لم نشكل ضغطاً حقيقياً على طاولة التوافقات, وهذا الضغط لن يتحقق إلا بوحدتنا ووقوف شعبنا إلى جانبنا.
أعتقد أن ستة سنوات من الخلاف تكفينا لنأخذ منها دروساً, وكذلك الصراعات الدولية والإقليمية التي تتجه الآن نحو إيجاد توافق على الحلول تحمل في طياتها مخاطر حقيقية على مستقبل شعبنا من خلال تجاهله وعدم ذكره في كل الأوراق المطروحة للبحث تحت المظلة الدولية.. فلا إمكانيات عسكرية التي يمتلكها PYD على الأرض ولا الدبلوماسية التي يرى المجلس الوطني الكوردي على أنه يحقق من خلالها مكتسبات سياسية تشكل ضغطاً على الأطراف المتفاوضة للفرض على الأطراف مناقشة قضيتنا القومية التي تشكل أهم قضية منذ تأسيس سوريا وهي لم تجد طريقها إلى الحل. لذلك, أعتقد أن التوافق بين القوة العسكرية والمستوى الدبلوماسي الذي لا يمكن التخلي عنه سيكون كفيلاً على نجاح حركتنا السياسية في تحقيق أماني شعبنا في الحرية وتقرير المصير.
——————–
24/1/2017

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف   مرت مئة يوم ويوم على سقوط الأسد، لكن الواقع الذي يعيشه السوريون اليوم يتجاوز بكثير الساعات التي مضت. هذه الأشهر الماضية التي تنوف عن الثلاثة كانت مليئة بالتحولات السياسية غير المنتظرة، إلا أن الواقع الأمني والمعيشي للمواطن السوري لم يتحسن بل ازداد تدهورًا. إذ من المفترض أن يكون تأمين الحياة للمواطن السوري هو أولى الأولويات بعد السقوط،…

شيروان شاهين تحوّل الصراع في سوريا، الذي بدأ منذ 14 سنة كحركة احتجاجات شعبية، من حالة صراع بين ميليشيات مسلحة وسلطة منهكة على مستوى أطراف المدن والأرياف إلى صراع طال شكل الدولة ككل. حيث أفرزت الحرب الأهلية واقعًا وعنوانًا جديدًا في 8 ديسمبر 2024: انهيار دولة البعث وإعلان دولة القاعدة. تميّز حكم البعث، الذي بدأه أمين الحافظ “السني”…

اكرم حسين   طرح الأستاذ عاكف حسن في مقاله هل ما زلنا بحاجة إلى الأحزاب السياسية؟ إشكالية عميقة حول جدوى الأحزاب السياسية اليوم، متسائلاً عمّا إذا كانت لا تزال ضرورة أم أنها تحولت إلى عبء ، ولا شك أن هذا التساؤل يعكس قلقاً مشروعًا حيال واقع حزبي مأزوم، خاصة في سياقنا الكردي السوري، حيث تتكاثر الأحزاب دون أن تنعكس…

صلاح عمر   ثمة وجوه تراها حولك لا تشبه نفسها، تبتسم بقدر ما تقترب من الضوء، وتتجهم حين تبتعد عنه. وجوهٌ لا تعرف لها ملامح ثابتة، تتشكل وفقًا لدرجة النفوذ الذي تقترب منه، وتتلون بلون الكرسي الذي تطمح أن تجلس بقربه. هؤلاء هم “المتسلقون”… لا يزرعون وردًا في القلوب، بل ينثرون شوك الطمع على دروب المصالح. لا تعرفهم في البدايات،…