بقلم : عنايت ديكو
– ” عمر أوسـي ” يؤسس لمنظمة شبيهة بالحشد الشعبي وباسم الكورد .
– المطالبة العلنية والصريحة والواضحة للعميد ” علي مقصود ” الذي ظهر على الإعلام قبل فترة ، وطالب بانسحاب قوات الـ ” YPG ” من حلب وأحيائها الشمالية ، والتي دخلت حيّز التنفيذ . قد أخذت مداها ومقاصدها. فعقب هذا التصريح مباشرة ، رأينا الصور والدوريات المشتركة لقوات النظام مع وحدات الحماية الشعبية التابعة لحزب الـ ” PYD ” جنباً إلى جنب وهي تجول وتصول في شوارع الشيخ مقصود والهلّك والأشرفية وبستان الباشا وغيرها من الأحياء الكوردية في حلب ، وازدادت وتيرة هذه الدوريات خاصة بعد خروج المسلحين من شرقي حلب . حيث بدأت قوات ” جيش النظام ” تعود رويداً رويداً إلى هذه المناطق ثانية ، مرّة عبر الدوريات المشتركة ومرّة عن طريق الظهور باللباس المدني لها ، إلى أن تتم مرحلة التسليم والاستلام تدريجياً وإعطاء المفاتيح مرة أخرى الى أصحابها . وكأننا أمام تلك المقولة التي تقول (( يا الله يا شباب …. خلص العُرسْ … وكل واحد منكم يروح على بيته )) .
– فبموازاة هذه التطورات على الأرض والمطالبات ، خرج علينا ” عمر أوسي ” حاملاً مشروعاً جديداً بين يديه ، معلناً عن تشكيل قوة عسكرية رديفة لقوات الجيش العربي السوري ومُذيّلة باسم الكورد ، لتلعب هذه القوة بدور مماثل لدور الحشد الشعبي في المناطق الشمالية أو لتقوم بالدور الانكشاري تحت الطلب ووقت الطلب ، وقد يُستخدم هذا التشكيل العسكري الجديد في استخداماتٍ كثيرة وفي أمكنة أخرى ، ولربما تلعب في المستقبل دوراً أكبر ، في محاربة ومقاومة ” وحدات الحماية الشعبية ” نفسها ، لأن النظام ينظر إلى علاقاته مع حكمدارية الـ PYD على أنها ليست علاقات استراتيجية تجمع بين الحلفاء ، بل يراها علاقات المصلحة والمصالح ، تفرضها ظروف المعركة والحرب الدائرة في سوريا بين الطرفين ، وفور الانتهاء من هذا الدور المرسوم للـ ” PYD ” ، يمكن للنظام وحلفائه ، الاستغناء عن هذا الدور الذي أنيط به وأُعطي لهذه الجماعة . وإلا … ما معنى تشكيل قوة عسكرية أخرى في المناطق الكوردية إلى جانب وحدات الحماية التابعة للـ ” PYD ” ؟؟
– فلو كانت هناك ثقة بين الطرفين وتعاون وثيق واستراتيجي بين الجيش العربي السوري ووحدات الحماية الشعبية مثلاً ؟ لما سمح النظام لـ ” عمر أوسي ” القيام بمثل هذا العمل وتشكيل قوة عسكرية ثانية باسم الكورد وفي المناطق الكوردية .! فهذا يعني بأن النظام السوري لا يضع ثقته حتى بحلفائه المقربين منه ، وكنتيجة لهذه الارهاصات والمخاضات وعلى ضوء كل هذه التطورات ، خرج علينا ” عمر أوسي ” كما قلنا وعلى الإعلام والفضائيات التابعة للنظام وجماعة حزب الله ، وهو يطرح مشروعه العسكري الجديد ، بعد أن قام طبعاً بالترويج لمنظمته السياسية والتي تُعرف اليوم بـ ” المبادرة الوطنية للكورد السوريين ” طيلة السنوات الماضية . هذه المنظمة التي لعبت دور ” الغرفة الاستخباراتية ” المشتركة بين الـ ” PYD ” والنظام السوري . فظهر ” أوسي ” وكله عزمٌ وإصرار ، ومدافع شرس عن الوطن والوطنية قائلاً : نحن نؤسس لقوة جديدة ولمنطقٍ جديد تحت عنوان ” المقاومة الوطنية السورية الكوردية ” ، وسننتشر في كل المناطق الشمالية من سوريا دون استثناء ، ويجب أن لا نخفي الأشياء ، حيث هناك المئات والمئات من الشباب الكورد بدأوا يتوافدون ويلتحقون وينتسبون إلى هذه القوة المسلحة الجديدة على حدِّ زعمه . وسيكون شعارنا ” العلم الوطني السوري الرسمي ” . وفي هذه الأيام نحن معتكفون على تنظيم هذا العمل الوطني وآلياته ، ومنشغلون بوضع اللبنات الأولى لهذا التشكيل على الأرض ، وسنبدأ أولاً من منطقة ” تل حاصل وتلعرن ” والقرى المحيطة بها ، وبعدئذٍ سيشمل هذا العمل كافة مناطق الريف الحلبي ، موضحاً بقوله : إن الذين ينضمون إلى هذه القوة في هذه الأيام هم مقاتلون من ” عفرين وعين العرب والقامشلي ” وحتى من مدينة حلب نفسها.
وقال أيضاً وهو يُصعّد من لهجته وخاصة عند ذكره لاسم ” بشار الأسد ” أو قيادته الحكيمة : ان شعارنا في هذا التشكيل العسكري هو حصراً ” علم الجمهورية العربية السورية الرسمي ” إضافة إلى نجمة منفردة . وأكد أيضاً بأنهم حالياً يعقدون الاجتماعات مع بعض القيادات العسكرية على الأرض ، من أجل الترتيبات الأساسية والضرورية اللازمة لمستقبل هذا التشكيل العسكري الجديد . وحول ردّة الفعل أو التعارض مع وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الـ ” PYD ” ، قال أوسي : لا مشكلة لنا معهم ، حيث هناك تفاهم وتنسيق جيدين بيننا وبينهم في هذا الإطار .
وأكد ” عمر أوسي ” أيضاً بأن حكومة الجمهورية العربية السورية تقدّم الدعم الكامل لـ ” وحدات الحماية الشعبية ” رغم وجود بعض الخلافات هنا وهناك والتي تطفوا أحياناً على السطح وتقع بين الجانبين وخاصة في الجانب التعليمي والخدمي ، فهذه الأمور طبيعية ، وأن الحكومة ستقدم الدعم المباشر والمفتوح لأي تيارٍ وطني يحمل السلاح ضد المجموعات الإرهابية على حدّ زعمه ، وعرَّج واستشهد أيضاً بما تَحدَّثَ عنه رأس النظام المجرم ” بشار الأسد ” في حواره مع صحيفة ” الوطن ” التابعة للنظام . حيث قال : ليعلم الجميع بأن ” وحدات الحماية الشعبية ” وبمؤازرة من الجيش العربي السوري استطاعت السيطرة الكاملة على حي ” بستان الباشا والهلك ” في حلب.
وثمّن ” عمر أوسي ” الاجتماعات التي تجري بين قيادات من الجيش العربي السوري وبين قيادات الـ ” YPG ” في محافظة الحسكة وفي مطار حميميم بوساطة روسية .
– وهاجم ” أوسي ” المجلس الوطني الكوردي بسبب رفض الأخير الحوار والجلوس من الجنرال العسكري الروسي في معسكر الـ ” حميميم ” وقال إن هذه الأحزاب الكوردية ترتكب خطأ كبيراً في رفضها للحوار ، وهي تراهن على المشروع الأمريكي في سوريا ، وتابع قائلاً : إن أميركا قد باعت أكراد سوريا إلى تركيا منذ زيارة نائب الرئيس الأميركي، جون بايدن قبل أشهر إلى تركيا .
– في الختام :
– لم يتطرق ” عمر أوسي ” أبداً الى تلك الهياكل السياسية الموجودة على الأرض من كانتونات وفيدرالية الشمال والإدارات الذاتية وقوات السوتورو والصناديد وغيرها . وما هو مشروعه السياسي للكورد في سوريا بشكلْ عام وماذا يريد هو ؟ ، وهل هو ضد الفيدرالية ام مع الفيدرالية .؟ وأيضاً … وبالرغم من وجود الغرف العسكرية المشتركة بين الجيش العربي السوري ( جيش أبو شحاطة ) ووحدات الحماية الشعبية ، فلم يتكلم ” عمر أوسي ” عن اللقاء الأخير الذي تمَّ بين الـ” PYD ” وبين النظام السوري وما دار بينهم من سياسيات ومحاور ونقاشات وأهداف ؟ وهذا ما كشف عنه وأكّده السيد ” أحمد سليمان ” من قيادة الحزب التقدمي الكوردي في سوريا . ولم يتطرق ” عمر أوسي ” لا من قريب ولا من بعيد إلى ذاك الكم الهائل والمرعب من السجناء السياسيين في سجون النظام وسجون الـ PYD ” وضرورة الإفراج عنهم مثلاً ، وأيضاً لم يقل لنا ، كيف سيتمدد بهذا التنظيم العسكري في المناطق الشمالية من سوريا وجماعة الـ ” PYD ” لن تسمح بوجود قوة عسكرية ثانية إلى جانبها ؟ والمثال الأبرز هنا قوات Pêşmergeyên Rojava .