ما بين الخطوط

أحمـــــــــد قاســـــــــــم
تتقلب المشاهد وتتجدد مع التغير في الأدوار التي تلعبها الأطراف الدولية والإقليمية داخل الملعب السوري الذي بات مفتوحاً أمام الملأ من دون إعتبارات للسيادة التي يتمسك بها النظام, والشرعية التي لم ينزع عن السلطة في دمشق من قبل مجلس الأمن ومؤسساته.
آخر المشاهد التي سيطرت على الساحة وأخذت إهتمامات الأطراف الدولية والإقليمية بين ردود أفعال متباينة وتنشيط دور الأمم المتحدة على خلفيتها التي تركت صورة مرعبة ومفظعة, والتي اعتبر البعض أن كرامة الأمم المتحدة ومجلسها الأمني تلطخت تحت أحذية الميليشيات المذهبية ومرتزقة النظام مع محاصرتها للقسم الشرقي والجنوبي لمدينة حلب وجعل من سكانها رهائن بين خيارين, 
فإما الخروج من حلب وإما الموت المحقق في مواجهة تمطير الصواريخ والبراميل المتفجرة على رؤوسهم لجعل مساكنهم مقابر لهم بحجة تواجد مسلحين إرهابيين بينهم من جبهة النصرة. لكن في حقيقة الأمر هو تنفيذ لمشروع أبعد من أن تكون محاربة الإرهاب, بل هو حلقة من حلقات الحرب الطائفي التي تنتقل من منطقة إلى أخرى وفقاً لأولويات الأطراف المتصارعة, والتي أخذت شكل الصراعات الطائفية على السلطة بعد أن تم تغيير وجهة ” الثورة ” التي تأمل منها الشعب السوري على أن تكون عاملاً ثورياً لتغيير النظام. لكن مع تعاظم وتصاعد وتيرة الفعاليات الدينية والمذهبية, والتي تمسكت بزمام المبادرة ظناً منها على أنها سوف تستغل الإنفعالات الجماهيرية في اللحظات الثورية, وبالتالي ستتمسك بمفاصل السلطة في لحظة إنهيار النظام وخطف الحكم باتجاه الإسلام السياسي وفرض أمر واقع تستسلم له الثورة والثوار لطالما أن النظام قد ” سقط “.
ولقد إستفاد النظام من ذلك كثيراً, وهو بدوره فتح المجال أمام التنظيمات الإرهابية لوضعها في مواجهة ذلك الحراك الثوري, مع فلتان أمني منظم لترك المجال أمام العديد من المجموعات الغير إيديولوجية, والتي تكونت بهدف السطو والخطف والنهب والسرقة… كل ذلك خلق مشهداً مرعباً لدى غالبية الشعب السوري, وكان حافظاً لهم أن يلتزموا الصمت تجاه كل التبدلات الغير متوقعة والمشبعة بالريبة والشكوك. هذا, إلى جانب تأسيس أطر للمعارضات بشكل قسري ومشوه أيضاً من خلال لملمة عناصرها من كل حدب وصوب, مما سَهَلَ للنظام, وكذلك للأطراف الإقليمية دفع عناصرها كأجندات نحو المشاركة في تلك الأطر بفاعلية, والتي لعبت دوراً مؤذياً جداً, ومنع تلك الأطر من لعب دورٍ تاريخي لقيادة الثورة وصياغة مشروع وطني ديمقراطي لسوريا المستقبل تجذب إهتمام كافة مكونات الشعب السوري وعزل النظام من الجماهير والشارع.
من دون أن يكون للشعب السوري إرادة في تلك المتغيرات التراجيدية, مسطحبة معها صوراً مرعبة للجريمة التي أخذت تطغى على شاشة التلفزة وعلى صفحات الفيسبوك من خلال نشر فيديوهات توضح وبشكل حي ” كيف الإنسان يذبح ويعلق رأسه على العواميد. وكذلك كيف يتم قتل المجاميع على شكل أرتال بالعشرات, ودمائهم تسيل على الأرض من دون أن يتحرك جفن القاتل, إلى جانب عمليات التعذيب الغير مسبوقة للأسرى والمعتقلين والمخطوفين… ” كل ذلك تقوم به كل الأطراف المسلحة على الأرض, من جهة النظام أولاً وكذلك من جهة غالبية الكتائب المسلحة التي سميت نفسها بالمعارضة, وخاصة الكتائب التي كانت وما زالت تعمل تحت أسماء إسلامية, وفي مقدمتهم تنظيم الدولة ” داعش ” وجبهة النصرة. أعتقد أن كل تلك المشاهد كانت هادفة تخاطب ضمير الشعب السوري الذي انكسر على ضفاف فقدان الأمل بالثورة أولاً, والخوف من المجهول. لدفع الحالة إلى القبول بمشروع قد خطط له من قبل دوائر بغياب إرادة شعب قد يكون الأسوأ في تاريخ سوريا منذ نشأتها.
دولياً, الولايات المتحدة الأمريكية نأت بنفسها عن التدخل بشكل مياشر, وذلك توازياً مع التدخل الإيراني إلى جانب السلطة, والإيعاز إلى جميع ميليشياتها التوجه إلى سوريا للدفاع عن النظام بكل قوة, مع تنشيط روسي دبلوماسي على مستوى مجلس الأمن والأمم المتحدة للحفاظ على شرعية بقاء النظام وعدم إتخاذ أي قرار أممي بحق النظام مهما ارتكب من مجازر وقتل وتدمير وبجميع الأسلحة التدميرية حتى الممنوع إستعمالها دولياً.. وهكذ اختلت المعادلة وتأرجحت كف المعادلة لصالح النظام مع عدم قدرة المعارضة بجناحيها السياسية والعسكرية كسر التوازن لصالحها وسط خلط فظيع بين المعارضة المعتدلة والمعارضة المتطرفة والمتشددة والإرهابيين, مما شكل نوع من عدم الثقة بالمعارضة من الطرف الدولي أولاً, وكذلك فتحت مجالاً للنظام في الدفاع عن حربها التي وصفها بالحرب ضد الإرهاب.. ” هذا ما رأيناه بشكل جلي في جنيف2 عندما اشترط وفد النظام على المبعوث الأممي ( ديميستورا ) الحرب ضد الإرهاب أولاً وقبل البحث عن أي ملف آخر “. وقد حصل ذلك بعد اللقاء عندما شكلت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً دولياً ضد الإرهاب بعد إحتلال ” داعش ” لمدينة ( موصل ) والذي شكل منعطفاً آخر قد يكون الأخطر على الساحتين السورية والعراقية, وذلك بعد سيطرة داعش على مدينة ( رقة ).
أما على المستوى الإقليمي, فإن الدول الإقليمية لم تستطع أن تشكل موقفاً حاسماً تجاه النظام من خلال دعم المعارضة بالشكل المطلوب, فجلى من استفادت من المساعدات كانت تلك المعارضات الإسلامية بالدرجة الأولى, مما أدى ذلك إلى إضعاف وتقليل دور المعارضة الليبرالية والمعتدلة, وهذا ما أدى إلى إضافة حجة ومبرر آخر للنظام بأن من يحارب النظام هم السلفيون الإسلامويون والقوى الإرهابية التي تدعمها بعض من الدول الإقليمية, وهذا ما أدى إلى حجب السلاح الإستراتيجي عن المعارضة خوفاً من أن تقع تلك الأسلحة بين أيدي الإرهابيين. هذا المشهد كان كافياً أن يجعل من المعارضة طرفاً مشكوكاً بمصداقيتها لطالما أنها لم تدين أفعال التنظيمات الإسلامية المتطرفة. وأعتقد أن للإخوان المسلمين كان له دوراً فاعلاً في الحفاظ على تلك التنظيمات والكتائب الإسلامية التي أعلنت حربها على النظام, وذلك لطرح نفسه على أنه يشكل الإسلام المعتدل بنظره وقد يحصل على موافقة دولية على أن يكون بديلاً للنظام في حال سقوطه خوفاً من الإسلام المتشدد الذي هو الآخر يملك مشروع دولة.
كوردياً, أعتقد أن الكورد هو الآخر لم يستطع قراءة المشهد كما هو, والمآرب التي يربو إليه من خلال التحرك الإقليمي والدولي تجاه الأزمة في سوريا وربطها بالأزمة في العراق. فمن جهة, ومن خلال تفاهم مع النظام استفرد حزب الإتحاد الديمقراطي( المرتبط إستراتيجياً وإيديولوجياً بالحزب العمال الكوردستاني ) بالإستيلاء على المناطق الكوردستانية في سوريا بقوة السلاح التي منحه النظام بشرط أن يستطيع منع الكورد في المشاركة مع المعارضة بالحراك الثوري ضد النظام, وأن يقوم مقام النظام على الأرض في إدارة حياة الناس أمنياً وسياسياً. مما خلق شرخ كبير وعميق بين الحركة السياسية الكوردية, والأخطر من ذلك, هو إتباع سياسة مناهضة لتركيا والقيام مقام الحزب العمال الكوردستاني في حربه ضد الحكومة التركية, وتبني الإعلام الذي يتبعه النظام في دمشق ضد تركيا ومعارضيه, مما أدى إلى تشكيل جبهة عربية ضد طموحات الشعب الكوردي في سوريا والتي تتلخص في تأمين حقوقه حسب مواثيق وقوانين دولية في إطار دولة موحدة تبنى بشكل دستوري تحافظ على حقوق كافة المكونات العرقية والمذهبية… إلا أن إعلان حزب الإتحاد الديمقراطي عن كانتوناته الثلاثة وتشكيل ثلاث حكومات ب 22 وزيراً عن كل كانتون, وكذلك إعلان الفيدرالية من طرف واحد مع مشاركة عدد من منتمي المكونات الأخرى والقريبة عن النظام, شكل ذلك ردود أفعال سلبية مدمرة لدى المعارضة العربية رأت بأن ذلك الإعلان هو بداية لتقسيم سوريا, ومن جهة أخرى, أعلنت تركيا من جانبها أنها سترفض أي شكل من أشكال الإدارة الكوردية المستقلة على حدودها بإدارة حزب الإتحاد الديمقراطي ( المرتبط بالحزب العمال الكوردستاني ) والذي في حالة حرب مع الحكومة التركية. إلى جانب ذلك, هناك المجلس الوطني الكوردي المشكل من العديد من الأحزاب لم يستطع أن يغير شيئاً على الأرض في ظل سيطرة قوات حزب الإتحاد الديمقراطي عسكريا على كامل مفاصل الحياة, وكذلك الأحزاب الأخرى العاملة خارج إطار المجلس هي الأخرى لاتشكل قوة يعتمد عليها لإجراء تغيير جوهري على الأرض.. وسط هذا المشهد وإستحالة التفاهم بين أطراف الحركة السياسية الكوردية تكون قد استبعد الكورد عن المشهد السياسي السوري الناتج عن فعل إقليمي ودولي, حتى وأن تواجد المجلس الوطني الكوردي في إطار الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لا تعوض الكورد عن خسارته الإستراتيجية التي كان يجب أن يكون في مقدمة الحراك السياسي إقليمياً ودولياً كما كان ذلك الكورد في الحالة العراقية.
لنعود إلى ما توصل إليه المشهد مع سيطرة النظام على كامل مدينة حلب وسط مشهد مروع, يندى له جبين الإنسانية. جاء ذلك بعد تفاهم إقليمي بين الدول الثلاث ( روسيا, إيران, تركيا ) على جملة من الأمور الإستراتيجية والمهمة, والتي قد تشكل بداية لبناء مرحلة جديدة تقلب كل التصورات التي كانت سائدة قبل السيطرة على حلب.
إن دخول قوات تركيا إلى ريف حلب الشمالي بين جرابلس وعزاز, الداعمة لعملية ( درع الفرات ) والتي تهدف إلى محاربة ” داعش ” تحمل معها هدفاً معلناً على أنها ستمنع إقامة أية إدارة كوردية مستقلة يديرها ( حزب الإتحاد الديمقراطي ) المحسوب على الحزب العمال الكوردستاني, في ذلك تزيد تعقيداً على مجمل التعقيدات التي تشابك المشهد السياسي الكوردي, وكذلك العلاقة بين الكورد والمكونات الأخرى من الشعب السوري التي لم تحسم أمرها حتى الآن تجاه الكورد من ( المسيحيين والآشوريين والتركمان والدروز والشراكس… العلويين والسنة والطوائف الأخرى ) مع إنعزال الكورد وانزوائه بين محاور ” الكورد فيها وكأنهم ملحقين بها وليس مؤسسين لها ومديرين “.. والسبب الآخر, هو إفتقاد الكورد لمشروعه السياسي المتفاهم عليه بين الكورد, وعدم إمتلاك الكورد لموقف موحد تجاه مجمل الأحداث والمشاهد على الساحة الوطنية السورية وعلى المستوى الإقليمي. لذلك, فإن الطرف المسؤول عن هذا الخلل الخطير هو حزب الإتحاد الديمقراطي الذي ” يرى نفسه مع إنهاء غيره ” أي أن جوهر سياساته تجاه الطرف الآخر الكوردي هو ( عندما يجب أن يكون موجوداً عليه العمل من أجل القضاء على من يخالفه في الرؤى والفكر ) وبالتالي, فإنه يعمل جاهداً على هدم كل شيء أساسه التفاهم على الرؤى المختلفة على أساس ( كوردايتي ). وبالتالي, لا أعتقد أن تغيراً سيحصل في ظل هذه الظروف السائدة كوردياً.
ولما كانت الريف الشمالي لمحافظة حلب مفتوحة لقوات ( درع الفرات ), والمدينة وقعت تحت سيطرة النظام. المحافظات الأخرى التي تشكل فيها المعارضة المسلحة القوة الضاربة, وفي مقدمة تلك المحافظات هي إدلب وريفها. وما يهمنا هو المحافظات الشرقية التي تعجز قوات النظام السيطرة عليها, وهي محافظات سنية بامتياز ( رقة, ديرالزور, الحسكة ). ففي اللقاء الثلاثي بين ( روسيا وتركيا وإيران ) في موسكو, وإعلانه عن التفاهم المبدأي على البنود الثمانية المعلنة, تكتنفها العديد من التفاهمات على أمور قد تغير المشهد برمتها.. ولما أتت العشرات من الخبراء الإيرانيون إلى مطار قامشلي في 21122016 لمناقشة إمكانية جلب 2000 مقاتل من الحشد الشعبي إلى الحسكة دعماً لقوات النظام, أنها تكون مقدمة لدخول الحشد الشعبي إلى كامل محافظات الجزيرة والسيطرة عليها بعد تحريرها من داعش. وهذا ما ينبئ على أن السيطرة الكوردية على مناطق الجزيرة الكوردستانية تكون في حالة خطر قد تتشابك الحشد مع وحدات الحماية في آخر المطاف وفقاً لتفاهمات تركية إيرانية وبمباركة روسية.. فهل ستتحرك أمريكا للدفاع عن حليفها في الحرب ضد الإرهاب؟
أعتقد أن دعوة روسيا كل من المعارضة والنظام للقاء في ( آستانة ) في الشهر القادم ستحمل هموماً حقيقية وسط تفاهمات ثلاثية بين هذه الدول الفاعلة على الأرض, وبغياب كوردي محقق. لتكون نتائج هذا اللقاء مسودة عمل يمكن العمل بها في لقاء جنيف في 8 شباط القادم. ولما كانت روسيا تمثل النظام, وإيران صاحبة مشروع إستراتيجي في المنطقة, ملامحها الخط الواصل بين طهران وموصل ودمشق وبيروت, مع توافق تركي من خلال تأمين مصالحها الإقليمية وضمان الدفاع عن أمنها الإقليمي روسياً وإرانياً, وذلك على أرضية تحقيق المصالح الروسية في ساحل المتوسط والحفاظ على قواعدها العسكرية لتشكل سوريا عتبة المصالح الروسية في الشرق الأوسط, سنرى أن منتجات اللقاء في جنيف القادم ستختلف عن سابقاتها من خلال تطهير المعارضة من رموز غير مرغوب بهم. يبقى الموقف الأمريكي المنتظر في عهد ترامب الذي بقي مجهولاً حتى الآن.
فهل سيقرأ الكوردي ظلال المشهد قبل إشعاعاتها؟
23/12/2016

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…