عبد الباري عطوان مستمر في عدائه للكورد

جان كورد
 نشر تحت هذا الرابط (http://www.raialyoum.com/?p=564491) الصحافي الفلسطيني الشهير عبد الباري عطوان، يوم 16 نوفمبر 2016، في موقع (رأي اليوم) مقالاً ينفث به الحقد والكره على الشعب الكوردي، وهو الذي يزعم بأنه مناضل من أجل حرية شعبه الفلسطيني، بل يهدد من خلاله قيادة شعبنا المناضلة المتمثلة بالرئيس المحارب، السيد مسعود البارزاني، بأن “البلاء” الأعظم، بعد تحرير الموصل، قد  يكون حرباً عربية – كوردية، يتوحد فيها العرب السنة والشيعة ضد الكورد، وذلك – حسب زعمه – لوقف ما سماه بالتوسع الكوردي. ولذا لا بد من الرد عليه لأنه تمادى فعلاً في عدائه لشعبنا الذي دافع على الدوام عن شعبه الفلسطيني وحقه في الحرية وفي إقامة دولته المستقلة على أرض وطنه. إذ لا يدع حلقةً من حواراته ولا مقالةً عن مشاكل الشرق الأوسط، إلا ويجعلها فرصة للنيل من الكورد وانتقاص حقهم المشروع في إدارة أنفسهم على أرض وطنهم كوردستان… وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ كما تقول العرب. 
أولا -أقول له بأن العرب الذين جاؤوا من صحارى نجد واليمن والحجاز هم الذين قاموا بالتوسع على حساب الشعوب الشمالية، ومنهم الكورد والفرس، فلماذا وكيف ومتى أتى العرب إلى شمال سوريا معروف للقاصي والداني، وتاريخ “فتوحاتهم” مجبول بالدماء والنهب والسلب تحت راية الدين (أنظر كتاب الواقدي: فتوح الشام)، في حين أن الكورد يعيشون في “شمال العراق وسوريا” (أي جنوب وغرب كوردستان) منذ فجر التاريخ (اقرأ كتاب دياكونوف: الميديون)، فهل تستطيع إنكار هذا؟ إذاً كلامك عن التوسعية الكوردية اختلاق وانكار للحقيقة، فإن توحد العرب السنة والشيعة لوقف ما تسميه بالتوسع الكوردي فهذا عدوان وظلم لأن الكورد لا يحررون إلا ما هو ملكهم وأرضهم وجزء من جغرافية وطنهم. 
ثانياً -العرب السنة والشيعة الذين دقت دولة الخميني اسفيناً بينهم، قد يدوم بسببه نزاعهم الطائفي قرناً من الزمان، وها هي نتائجه الخطيرة ظاهرة في اليمن والبحرين وسوريا والعراق ولبنان، ولربما غداً في شمال أفريقيا، رغم قلة تواجد الشيعة فيها، وإن أرادوا التوحد، فثمة أسبابٍ أهم من عدم تخلي الكورد عن حقهم في السيطرة على أراضٍ كانت و لاتزال لهم، فلماذا لا يتحدون ضد أعدائهم الذين يدمرون مدنهم الشهيرة مثل حمص وحلب، ومناطقهم العزيزة على قلوبهم مثل غزة، وما سلبه الآخرون منهم، كما في شط العرب وجزيرتي طمب الكبرى والصغرى في الخليج، ولواء اسكندرون والضفة الغربية والجولان؟ أم أنهم ضعفاء أمام أعدائهم جميعاً وأقوياء على الكورد وحدهم؟ 
ثالثاً –أنت كصحافي عريق تعلم جيداً أن معبودك الهالك صدام خريج “جحر الضب” كان يطرد السكان الكورد عقوداً من الزمن من كركوك وسائر المنطقة التي يطلق عليها العراقيون اسم “المناطق المتنازع عليها” بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم جنوب كوردستان، وكنتَ في ذلك الحين تسكت عن قول الحق (والساكت عن الحق شيطان أخرس)، بل كنتَ تؤيده، لأنه كان يرمي قشور ثروته لبعض زعمائك الفلسطينيين، ونتائج سياسات صدامكَ العنصري المجرم على شعبنا الكوردي كانت مدمرة، إلا أنك الآن تريد توحيد العرب، سنة وشيعة، لإدامة تلك السياسات، ولطرد الكورد من ديارهم، كما في بعشيقة وسنجار وكركوك، أم تريد في الحقيقة فتح بابٍ لك تدلف منه إلى بغداد، عسى حكامها الشيعة يغدقون عليكَ وعلى أمثالك من “ثوار فلسطين البعثيين!” بشيء من المال، بعد أن زال صدام ونظامه من الوجود ونضبت ينابيع دولاراته وديناره…
رابعاً  – أنت تقول بأن “البلاء” قد يشمل عدة دول في المنطقة، ولكن لا توضح السبب، فها أنا ذا أوضحه لقرائك الكرام، الذين منهم من يريد –  فعلاً –  معرفة الحقيقة ولا يطمرها مثلك… السبب هو بقاء قضية الشعب الكوردي في كلٍ من تركيا وسوريا وايران متأججة، وكوردستان التي بسبب ثرواتها الكثيرة، ومياها وبترولها، تندلع الحروب المتتالية، أكبر من فلسطين بعدة مرات، بل أكبر من عدة دول أوروبية مستقلة معاً، من حيث الحجم السكاني والسعة الجغرافية، فإذا كنت منصفاً وعادلاً وفلسطينياً حراً فلماذا هذا العداء السافر للكورد وقضيتهم التي لا تقل عدالةً عن قضايا مختلف شعوب العالم؟ لماذا لا تكون مهنياً وموضوعياً، فتنهش العنصرية العروبية أحشاءك والحسد من عظمة الكفاح الكوردي ومن رئيسه يغلي في صدرك كالقدر المليء بالشورية؟ 
كنا نسكت دائماً عن تجاوزاتك َ أنت وشلة العنصريين المتأنقين في الإعلام العربي، بل في قيادات المعارضة السورية أيضاً، حباً بشعبك العريق واحتراماً لنضالات الأمة العربية، وإيماناً منا بأن شعبك مثل شعبنا الكوردي،  يستحق الحرية والأمن والسلام مع جيرانه، إلا أننا لن نسكت بعد اليوم، فقد صار لشعبنا أيضاً أصدقاء وحلفاء، ومشكلة هذا سني وهذا شيعي، أو هذا مسلم وذاك مسيحي أو يهودي أو يزيدي في كوردستان غير موجودة… وهذا يعني أننا قادرون على الصمود أمام حشودكم الشيعية والسنية المتنازعة فيما بينها، وأقدامنا ثابتة خلف قائدنا البارزاني وبفضل بيشمركة كوردستان وتلاحم شعبنا، على تراب وطننا الذي لن نبخل عليه بدمائنا، فلماذا لا تجتمع حشودك التي تهدد البارزاني بها من أجل تحرير فلسطين؟ 
تهديدك ليس إلا طنين ذباب… فعد إلى رشدك وكن مهنياً واكتب بإنصاف وموضوعية عن تآخي الشعوب والدعوة للسلام والأمن والاستقرار للجميع، واخلع عنك آيديولوجية العنجهية العروبية فإنها نتنة.  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يروي تاريخ الكرد في سوريا حكاية تداخل معقد ومرير بين الصمود والاضطهاد، معكساً تفاعلًا طويل الأمد بين التهميش السياسي والاجتماعي والإصرار على الوجود والهوية. رغم العقود التي حملت سياسات تهجير ممنهجة مثل مشروع الحزام العربي وغيره من سياسات العزل والتغيير الديموغرافي، ظل الكرد راسخين في أرضهم، مدافعين عن ثقافتهم وحقوقهم، وساعين لإقامة سوريا متعددة الثقافات تضمن الكرامة لجميع…

بوتان زيباري في متاهة التاريخ السوري المعاصر، يبرز صراع مركب بين إرادات متشابكة؛ إرادة تسعى لاستعادة كرامة الوطن، وأخرى أسيرة لأوهام السيطرة المطلقة. عند قراءة كتاب “اغتصاب العقل” لجويت إبراهام ماوريتز ميرلو، ندرك كيف تُستخدم سيكولوجيا التحكم في الفكر وتشويه العقل كأدوات مركزية في توجيه الشعوب، وبالأخص في حالة سوريا حيث تتقاطع المأساة مع العبث السياسي. قد يبدو الحديث…

عبدالرحمن كلو على مدارِ السنواتِ السابِقةِ، وفي مرحلةِ النظامِ السابِقِ، كان العديدُ من الوطنيينَ والشرفاءِ الكوردِ من خارجِ نطاقِ منظومةِ حزبِ العمالِ الكوردستانيِّ (ب ك ك) ومن خارجِ دائرةِ المجلسِ الوطنيِّ الكورديِّ، يُطالبونَ بحمايةٍ دوليةٍ لعفرينَ والمناطقِ الأخرى التي تخضعُ للاحتلالِ التركيِّ. هذهِ المطالبُ جاءتْ كردِّ فعلٍ على ما كان يجري في تلكَ المناطقِ من ممارساتٍ إرهابيةٍ تهدفُ إلى التغييرِ…

فرحان كلش الأسئلة الأكثر إلحاحاً في الراهن الزماني، حول ما ولدته وأفرزته الثورة السورية، تكمن في إمكانية الربط المعرفي بين الثورة كخلق جماهيري والسلطة كناتج ثوروي، إذ يمكننا أن نلقي أسئلتنا في حلقة ضوابط تتعلق بالنشوء والفناء الثوري، هل ما نشهده اليوم من وجود إدارة سياسية في دمشق ناتج موضوعي لما شهدته الثورة السورية، أم هذا تدحرج لفكرة الالتفاف على…