لجنة التنسيق الكوردية تقيم مهرجاناً خطابياً في ذكرى اليوبيل الذهبي لتأسيس أول حزب كوردي

درباسية/ بركفري – ولاتي مه
توجه المئات من أبناء الشعب الكوردي ومن مختلف المناطق الكوردية نحو مدينة درباسييه, ثم إلى قرية بركفري, حيث مقبرة الشهداء وفيها ضريح المناضل أوصمان صبري, للمشاركة في المهرجان الخطابي التي دعت إليه لجنة التنسيق الكوردية بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس أول تنظيم كردي في سوريا.

قبل البدء بفعاليات المهرجان, توجهت الجموع نحو ضريح المناضل أوصمان صبري حاملين أكاليل من الزهور والورود ووضعوها على قبره, باسم عدد من الأحزاب الكوردية المشاركة والفرق الفلكلورية وبعض الشخصيات الوطنية.

و بدأ المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء انتفاضة آذار المجيدة, وعلى روح المناضل الكبير أوصمان صبري, وبعدها عزف النشيد القومي الكوردي (أي رقيب) ورددها الجميع معاً.

– وتلى أحد مقدمي الحفل نبذة تاريخية عن حياة المناضل أوصمان صبري:

(أوصمان صبري من مواليد 5/10/1905, قرية نارنجه- كوردستان تركيا, تزوج مرتين, أنجبت الأولى ثلاث أولاد, توفي اثنين منهم, وقتل الثالث وهو في السابعة والأربعين من عمره, وكان أسمه ولات.

وكان له من الزوجة الثانية ثلاث أولاد: هوشنك, هوشين وهفال, وبنتين: هنكور وهيف, وتبنى ابنة أخيه كوي.

ساهم المناضل أوصمان صبري في: تأسيس جمعية خويبون ونادي كوردستان وأول حزب كوردي, ثم أصبح سكرتيراً للقطب اليساري بعد انشقاق 1965, وترك الحزب في عام 1969.

ومن نتاجاته: باهوز, دردي ما, جار لهنك وأبجديتين كورديتين, إحداها بـ 29 حرفاً والأخرى بـ 33 حرف.

تعرض للاعتقال ثمانية عشر مرة, في تركيا, العراق, لبنان, واثني عشر مرة في سوريا.

توفي في 11-10-1993, ودفن في مقبرة بركفري – درباسييه).

– ثم ألقى السيد محمود بدران عضو الهيئة القيادية لحزب آزادي, كلمة باسم منظمات لجنة التنسيق الكوردية في درباسييه, مرحباً بالضيوف وخصوصاً القادمين من المناطق البعيدة, وأشار إلى النظرة الثاقبة والمستقبلية للمرحوم أوصمان صبري, عندما دعا إلى تأسيس حزب كوردي لتمثيل ثاني قومية في سوريا, وفي الختام شكر أهل قرية بركفري على احتضانها لرفاة العديد من الشهداء الكورد, وعلى الأخص أوصمان صبري.

– وقصيدة شعرية لأحد الشباب.

– ثم كلمة حزب آزادي الكوردي ألقاها سكرتير الحزب خيرالدين مراد, وجاءت في كلمته:

(وفي مثل هذا اليوم 14/6/1957, أعلن عدد من المناضلين الأوائل عن تأسيس البارتي الديمقراطي الكوردستاني في سوريا, وكان للمناضل أوصمان صبري (آبو) الدور الريادي والبارز في ذلك…), وتطرق الأستاذ مراد إلى محاولات حزب آزادي في بناء المرجعية الكوردية لتوحيد الخطاب الكوردي قائلاً: (إن حزبنا وبالتنسيق مع شركائنا في لجنة التنسيق الكوردية, وبالتعاون مع الأطراف والأحزاب الكوردية الأخرى, ومن منطلق الشعور العالي بالمسؤولية التاريخية اتجاه شعبنا ولإيمانه الراسخ في ضرورة توحيد الخطاب والرؤية الكوردية المشتركة, بذل مؤخراً جهوداً مضنية من أجل التوصل إلى الرؤية المشتركة وإعلانها…).
– ثم ألقى سليمان أوسو عضو اللجنة السياسية, كلمة حزب يكيتي الكوردي, تحدث خلالها عن الظروف التي أدت إلى تأسيس أول تنظيم سياسي كوردي رداً على التيارات القومية العروبية (فالاستئثار بالقرار السياسي في مرحلة ما بعد الاستقلال وتنامي النزعة القومية الإقصائية والالغائية التي سعت إلى فرض العروبة قصراً وإكراهاً على شعبنا الكوردي الذي بقي متمسكاً وفي مختلف مراحل تطور الدولة السورية الناشئة بمبادئ الأخوة التاريخية وتحقيق المساواة ورفض التمييز القومي العنصري ….), وبسبب شدة موجة العنف والقمع والاضطهاد على شعبنا الكوردي, (… ازدادت معها روح المقاومة والإصرار على النضال من قبل هؤلاء المناضلين الذين جعلوا من الشعب الكوردي رقماً صعباً في المعادلة السياسية في البلاد, الذي أثبت قدرته في الدفاع عن حقوقه ورفضه للسياسات الشوفينية الإقصائية رغم القمع والاستبداد الذي يخيم على البلاد منذ عقود طويلة…).
– وألقى الأستاذ مشعل التمو كلمة تيار المستقبل الكوردي قائلاً: (الحضور الكريم, الذي تجشم عناء السفر من أمكنة بعيدة, من هنا وهناك, لنقف إجلالاً واحتراماً لمن قام بتسطير أول اسم لكوردستان في صفحات التاريخ السوري من هذا الجزء من كوردستان……, سأل مرةً الدكتور نورالدين ظاظا, أحد أهم المثقفين الكورد الذين أُقصي عن هذه الحالة, سأًل أثناء التحقيق, عندما كان معتقلاً, لماذا قمتم بتأسيس هذا الحزب, فأجاب: أسسنا البارتي رداً على العنصرية العربية التي تحاول صهر هويتنا القومية..)

ثم تناول الأستاذ التمو تسمية الأحزاب الكوردية قائلاً: (مؤسفٌ جداً, أن نقف الآن ونحن نقول بلاحقات تضم كل أحزابنا وهي الكوردي وليست الكوردستاني, مؤسفٌ جداً أن يتم تغيير صفةٍ كانت صحيحة لمجرد إرضاء نظامٍ حاكم…).

– ثم ألقى أبو داوود كلمة الحزب الشيوعي السوري, شاكراً أحزاب لجنة التنسيق الكوردية على الدعوة الكريمة لحزبه, وداعياً إلى تنشيط اللقاءات والحوارات بما فيه خير الشعب السوري وتقدمه, وقال: (نحن الشيوعيون السوريون نكن الود والاحترام والتقدير لمختلف الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والاجتماعية والدينية, وان اختلفنا بيننا في الرأي حول هذه المسألة أو تلك, واختلاف الآراء والقناعات أمر إيجابي في حياة الشعوب والحياة السياسية في سبيل الوصول إلى الحقيقة …..).

– وألقى السيد عباس خلو كلمة الاتحاد الديمقراطي PYD, متحدثاً عن الشهادة والتضحية في سبيل القضية وقيمتها عند الشعوب والأمم, ثم تعرض لنضالات أوصمان صبري قائلاً: ( رحل المناضل الكبير والقائد العظيم عثمان صبري عن عمرٍ ناهز الثمانية وثمانون عاماً قضى معظمها في النضال الدؤوب خدمةً لنضال شعبه الكوردي وحقوقه الوطنية المشروعة, وبذل من أجل ذلك تضحيات كبيرة, كما شارك في بعض الانتفاضات الكوردية في كوردستان الشمالية, وتعرض إثر ذلك للسجن والملاحقة …..).
– وألقى شاب معاق كلمة حركة الشباب الكورد, وأيضاً كلمة للعلامة ملا عبدالله ملا رشيد.

– وجاء الدور للشيخ محمد مراد محمد معشوق الخزنوي, واستُقبل بتصفيقٍ حار, تحدث الشيخ عن التشتت الكوردي, وعن سبب إبعاد المناضلين عن الأطر التنظيمية قائلاً: (يقولون أثناء مغادرة الانكليز لبلادنا, توجه أحدهم لأحد أكبر الضباط الانكليز متسائلاً: كيف تتركون هذه المنطقة الغنية والثرية وتغادرونها, فأجابه الضابط: دعنا نغادر, فإن الذي تركنا لهم, لن يتحرروا منها بعد مائتين وخمسون عاماً, فعندما أتذكر هذا القول, أضرب اللكمات على رأسي، طبعاً شخصٌ مثلي كرجل دين, وصاحب لفافة وعباءة لا يجوز أن يلكم الضربات على رأسه, لكني أفعلها, ليس لأجل جواب ذاك الضابط, بل من حسرتي على شعبي, فأسأل نفسي كم سنة تلزمنا حتى نتحرر من الأخطاء والسلبيات.

من واجبنا أن نعبر بحرية عن رأينا ونقول الحقيقة هما كانت مُرة.

اليوم لسنا متوحدين, ولسنا متعاونين, بل ندير ظهورنا للبعض, الاختلاف في الرأي جائز, فالاختلاف لا يفسد للود قضية, لكن العداوة والتصرفات الخاطئة هي الخراب, للأسف.

نحن الآن في الذكرى الخمسون لتأسيس أول تنظيم سياسي كوردي, ولم نفعل شيئاً, ولم نسأل عن حقنا, ولا نعمل من أجل الوحدة, فالأخ الأستاذ خيرالدين قال في كلمته: (هناك العديد من المناضلين خارج الأطر التنظيمية), إذاً فبما أنهم مناضلون, لماذا هم خارج الأطر التنظيمية.

أما الأخ مشعل التمو, تحدث وحمل السلطة كامل المسؤولية لهذه الأوضاع المزرية, وبالفعل أن السلطة تتحمل المسؤولية, لكن السلطة ليست الوحيدة في تحمل مسؤولية استمرار وضعنا هكذا, المسؤولية هي مسؤوليتنا ((وهنا لم يتمالك الشيخ نفسه وأجهش بالبكاء)), لا أبكي على شهداءنا فقط بل أبكي على كل الشهداء الكورد الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير شعبهم, وبالوحدة سنكون وفيين لهم وسنحقق أماني شعبنا في الحرية والسلام…).

– ثم كانت الكلمة للجنة تعليم اللغة الكوردية, ألقاها الأستاذ آرشك بارافي.

– ومن ثم كلمة صديق المرحوم أوصمان صبري, عبدي خلف, ألقاها نجله عبدالحميد.

– والكلمة الرائعة للعلامة الأستاذ عبدالرزاق جنكو, والتي قطعت مرات عديدة من قبل الحضور بالتصفيق والوقوف, فلقد تحدث العلامة جنكو عن العدالة والمساواة والأعمال الخيرة, وتطرق إلى الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له أبناء الشعب الكوردي, وكذلك نضالات القادة الأوائل أمثال أوصمان صبري ورفاقه من أجل تحقيق طموحات الشعب الكردي في التحرر من الظلم والاضطهاد, وتحدث قائلاً: (إن أخي الشيخ مراد, بفتوته الطرية وعاطفته الجياشة, وروحه النظيفة لم يتمالك نفسه, فالدموع سيطرت عليه وبكى, لكن من الممكن أن لا أبكي وذلك بسبب قساوة قلبي, وأتمنى أن أستطيع البكاء..), ثم تطرق إلى التشتت والانقسام الكوردي, مطالباً العمل من أجل الوحدة, واستشهد بالآيات القرآنية, والأشعار الكوردية لكبار الشعراء الكورد أمثال خاني وملايي جزيري والشاعر الكبير جكرخوين وغيرهم, وذلك لدعم حديثه عن الوحدة والنضال.

– ثم ألقى الأستاذ عبدالصمد عمر كلمة, تحدث فيها عن علاقة الدين الإسلامي بالمسائل القومية, مؤكداً أن الدين الإسلامي مع إحقاق الحق لكل الشعوب, مستشهداً بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية, منفياً أن تعاليم الدين الإسلامي معترضة مع النضال من أجل انتزاع حقوق الشعب الكوردي.

– ثم كلمة باسم مجلة روديم وموقع سري كانييه الالكتروني.

– واختتمت الحفل الشاعرة الكوردية نارين متيني بعدة قصائد.

وفي النهاية شكرت لجنة الحفل كل الحضور, ودعتهم إلى التوجه للمقبرة, ووضع أكليل الزهور على ضريح المناضل أوصمان صبري ووداعه.

 

وتلقت اللجنة البرقيات التالية:

– صلاح بدرالدين (رابطة كاوا – هولير)
– إبراهيم اليوسف (كاتب وصحفي)
– عائلة المناضل بافي لورين
– السيد فرحان أبو بيشنك (بيروت)
– جهاد حسن صالح (بيروت)
– محي الدين عيسو (عضو لجان الدفاع عن الحريات والديمقراطية في سوريا)
– الفنان محمود أومري وأورهان أومري
– الصحفي مسعود حامد (فرنسا)
– كوما خابور
– كوما قامشلو
– كوما خلات
– كوما خناف
– كوما  آزادي – قامشلو
– كوما  آزادي – ديريك
– كوما شيخو (منطقة كوجرا)
– كوما درباسييه
– منظمة حقوق الإنسان في سوريا ( maf)
– المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سوريا (DAD)
– اللجنة الكردية لحقوق الإنسان
– اتحاد نساء الكرد في سوريا
– الاتحاد الإعلامي الإلكتروني الكردستاني
– منظمة صحفيون بلا حدود
– مكتبة جلادت بدرخان للثقافة الكردية
– كروبا حسكة للثقافة الكردية
– ملتقى كركي لكي الثقافي
– كوجكا سرهلدانا بنختي – ومديرها كوردو
– موقع كسكسور
– موقع باخرة الكرد
– موقع ولاتي مه
– موقع نسرين
– مكتب يكيتي – بيروت
– منظمة آزادي – ديريك
– منظمة يكيتي- قبرص, الأستاذ كاوا
– برقية وفاء وإخلاص من الجاليات الكوردية في الخارج.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…