د عبدالحكيم بشار
عندما نتحدث عن ال pkk فاننا نتحدث عن الحزب الام واذرعه في سوريا وغيرها التابعة له بشكل مطلق
لقد غير ال pkk الكثير الكثير من استرتيجيته منذ تأسيسه وحتى الان والكثير من مصطلحاته بل يمكن تسميته باكثر المنظمات تقلبا في استراتجياتها وتغييرا في مصطلحاتها تلك المصطلحات التي لا يعرف معناها القسم الاعظم من انصارها ولذلك ينتشر ال pkk بين فئة الجاهلين من المجتمع الكردي اضافة الى فئات انتهازية تتبع مصالحها ولكن ذلك لا يعني خلوها من اناس مؤمنين تماما بعقيدته عن وعي واعتقد ان هؤلاء يشكلون القلة القليلة من اعضاء وعناصر الحزب.
لقد اعتمد ال pkk في البداية شعار اقامة دولة كردية تضم اجزاء كردستان الاربعة وكل من ينادي دون ذلك فهو اما عميل او خائن ولا يستحق شرف الادعاء والانتماء الى الحركة التحررية الكردية وفي سبيل ذلك ضحى بدماء عشرات الالاف من الكرد وتسبب في دمار اكثر من 4000 قرية في كردستان تركيا وتراجع حاد في البنية التحتية والخدمات والتعليم والصحة وغيرها لانه تم تحويل كردستان تركيا الى ساحة حرب ،ثم بدأ رويدا رويدا بالتراجع عن هذا الشعار الى نقيضه تماما حيث يعتبر الحالة القومية هي حالة بدائية قد تجاوزها العصر وتخلى عن كل مطلب قومي كردي في طرحه النظري وعقيدته المستمدة من فلسفة السيد اوج الان بل اعتبر ان المطالبة بالحقوق القومية هي اضرار بمصالح وتعايش شعوب المنطقة لذا يستوجب محاربة كل من يطالب بالحقوق القومية رغم ان الكرد هم المضطهدون بالدرجة الاساس قوميا في المنطقة وبدؤوا بطرح شعارات مبهمة وغير متماسكة ومتناقضة على سبيل الاركولوجيا والمنوفولوجيا والببكلوجيا والامة الديمقراطية وغيرها من المصطلحات الفارغة المضمون والتي لاتمت اي منها بالواقع السياسي بصلة
ولكن رغم التحولات العميقة في استراتيجيات ال pkk من كردستان موحدة الى محاربة الحقوق القومية للكرد نجد هناك ثابتتين في استراتيجية ال pkk لا يمكنها الاستغناء عنهما بل انهما مرتبطان عضويا باستمرار ال pkk كوجود
الاول: الصراع المسلح من اجل الصراع
ان الصراع المسلح القائم على العنف والقتل مرتبط وجوديا باستمرار ال pkk حيث لا يمكن لهذا الحزب الاستغناء عنه لاي سبب
لان الاستغناء عنه يعني تحوله لحزب سياسي ولغياب اية برامج وطنية او قومية او ديمقراطية مقنعة للشارع الكردي لدى هذا الحزب لذلك سيفقد رصيده بشكل كامل بل سيفقد ما تبقى من عناصره لان الحزب بنى استراتيجيته على العنف ومن خلاله نجح في الحفاظ على رفاقه لان الذي يترك صفوفه قد يواجه الموت وكذلك من خلال العنف نجح في الهيمنة على جزء من المجتمع الكردي،
وهذا الصراع المسلح غير مرتبط بالحقوق القومية للكرد ولا بالديمقراطية بل هي اساس فلسفة الحزب وصيرورته لذلك تجده دائما يبحث عن ساحات لفتح الصراع المسلح فيها
سواء كانت تركيا او الاحزاب الكردية والكردستانية ليس لتحقيق هدف سياسي نبيل يتعلق بالحقوق بل للحفاظ على الذات
لذلك تجد معظم حروبه عبثية لا معنى لها ولا فائدة وطنية او قومية يرتجى منها
الثاني: المتاجرة بالدم الكردي نتيجة لغياب برامج سياسية حقيقية واضحة الاهداف والمعالم للشعب الكردي ولكي لا يعيش حالة فراغ فانه يستكمل استرتيجيته. الاولى (الحرب العبثية) باستراتيجية مكملة بدفع المزيد من الشباب الكرد للقتال لاهداف مبهمة والتضحية بالمزيد منهم لتتحول دماء هؤلاء الشباب الذين ضحوا من اجل لاشيء الى استراتيجية ثابتة تحت اسم حزب الشهداء ودم الشهداء وعوائل الشهداء.
اننا في الوقت الذي ننحني اجلالا لاولئك الذين ضحوا بارواحهم في اعتقاد منهم انه يدافعون عن شعب وقضية وفي الوقت الذي نقدر باحترام كبير اسر الشهداء الذين قبلوا التضحية بفلذات اكبادهم لذات السبب فاننا نسأل القيمين على الpkk وفروعه ما الاهداف المتوخاة من دفع المزيد من الشباب الكرد للاستشهاد واين مصلحة الكرد فيها او مصلحة الوطن او الديمقراطية
لقد تحول الدم الكردي الى تجارة ثابتة في نهج حزب العمال الكردستاني وذراعه في سوريا، وبات من الثوابت التي لا تقبل المساس بها في ظل افتقار الحزب لاية برامج سياسية مقنعة.
ان العنف والصراع المسلح العبثي والمتاجرة بالدم الكردي هما من الثوابت المرتبطة بوجود حزب العمال الكردستاني وباستمراريتها بشكل عضوي، ومن ضمنه الاغتيالات السياسية في ظل افتقار الحزب لاية برامج سياسية واضحة تنسجم مع المرحلة.
لذلك لن تبحث ال pkk عن اية حلول للقضية الكردية ولن تقبل باية حلول مهما كانت في خدمة الشعب الكرد وقضيته لان حل القضية الكردية يعني انتهاء دور ال pkk بل وانتهاء وجوده تماما