قهرمان مرعان آغا
مضى أكثر من ثلاث سنوات على خطاب رأس النظام المجرم و هو يصف حلفائه المسلحين من أنصار ب.ك.ك , بالأشاوس وتحديدا بعد أحداث سه رى كانيه (راس العين) في شهر رمضان /تموز/2013 , بعد عدة أشهر من الوئام مع جبهة النصرة التابعة للنظام في المدينة وغيرها من الفصائل المتقاتلة حينذاك, عندما كان النظام المجرم يحاول إستعادة إنفاسه بمساعدة المجموعات المحلية اللصيقة به وفي مقدمتها حزب الله الشيعي اللبناني و لم يكن وقتذاك قد بلورت لديه هو وأوصيائه الايرانيين والروس فكرة التأسيس لظاهرة داعش الأشد إرهاباً وفتكاً , فالمُلفتْ للنظر بعد مصادمات الحسكة , تأكيد أعلام النظام ومسؤوليه على إطلاق تسميات وتوصيفات بعينها مثل الأسايش .. حزب العمال الكوردستاني, لم تكن في السابق تحبِّذ إستخدامها,
يبدو أن الغاية من ذلك التحديد يفيد القائمين على إدارة الأزمة, بأن المشكلة ليست مع مجموعة أجهزة (سازي) حلفائهم سابقاً و لاحقاً, بل مع جهاز محدد وجزئي من الكل (الأسايش) , لتقليص حجم الصراع والتصادم بالتوازي مع تحديد مسؤلية مرتزقة الدفاع الوطني , دون ذكر إسم جيشهم العربي الأسدي , على إعتباره حامي الوطن, بحيث يكون الحل يشمل تصريف أعمال الطرفين المتصادمين إلى أجهزة أخرى وما أكثرها لدى طرف الأمة الديمقراطية و التي أصبحت تفوق بتعدد مهامها أجهزة النظام بدرجتين ونصف إضافيتين, أما التذكير بإسم العمال الكوردستاني, فهو للتمهيد والعودة مع تركيا (أردوغان) إلى تفاهمات أضنة 1998 . للإجهاز معاً على أي تتطلع للشعب الكوردي في تقرير مصيره .
مقابل ذلك خطاب إعلام ب.ك.ك الذي لا يتوانى من تكرار مقولته المفضلة , نظام البعث , دون التقرب من ذكر الأسد بحيث أصبحوا يدورون في فلك تقية إعلامية لا يجوز الإقتراب والدنو من مقدس (سيد الوطن) المفردة النكرة بمضامينها والتي كان يرددها جمهور وريث حافظ أسد , من البعثيين الأوغاد المفغلين الذين أصبحوا خلال الثورة بيئة حاضنة لإرهاب داعش على طرفي الحدود بين سوريا والعراق أو معارضين , بعد أن فقدوا مناصبهم , وأصبحوا يرتزقون على إستمرار شوفنيتهم تجاه قضية الشعب الكوردي العادلة .
النظام حريص على إكتمال التوافق مع أسويائه من غاصبي كوردستان وبخاصة تركيا , التي باتت تضع في سلة علاقاتها مع أمريكا , مكيال عنصري غاصب , عصي الرجحان لصالحها بعد كل هذه الهزات , كدولة متعددة القوميات , تعاني من حرب داخلية على مدى ثلاثين عاماً , ولا زالت تؤكد في ثوابت آتاتوركيتها , أرض واحدة , شعب واحد , علم واحد , دون الإلتفات لحقوق شعب كوردستان القومية , بل يتعدى تآمرها على تطورات قضيتنا في الأجزاء الأخرى وبخاصة كوردستان سوريا .
وكذلك مراهنة ب.ك.ك وأنصاره في غرب كوردستان على جدية الموقف الأمريكي و مدى إستمرار تعاونها مع وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية إلى النهاية , فيما مرتزقة تركيا على أبواب جرابلس (كلكامش) للإحتفاظ بمخلب قط في أوقيانوسيا التقسيم لسوريا , زهرة الشرق على ساحل المتوسط , للحيلولة دون إتساع خريطة دولة كوردستان , وعمقها الحيوي إلى المياة البيضاء الدافئة .
وعلى سبيل التذكير هناك حرص شديد يغلِّفْ الخطاب الإعلامي من قبل الطرفين على التهدئة لحين يتضح الأمور أكثر لهما, كلٌ من منطلقه و رؤياه التي باتت مغبَّشَة من منظور علاقة جدليه تآمرية على المشروع القومي الكوردستاني, سادها مصالح وقتية عابرة , دفع الشعب الكوردي ضريبتها الكبرى, وقد توثقت من خلال الحفاظ على إصنام المجرم حافظ أسد وهو يلوح بيده لفارسه وهو يمتطي ظهر جواد عربي أصيل ليس ب (كر أو كديش) , الذي لم يزل يستخدمه الصعاليك من العرب في الجزيرة في عزواتهم وهم يتأبطون شراً في ديار الكورد , حيث أصبحت خلفيات صور المقاتلين من صنوف ( إجهزة ) فيدرالية روز آفا والشمال يبث رسائل مطمئنة للنظام المجرم بأن الوطن بخير مادامت أصنامه شامخة شموخ المرمر .
دويتش لاند في 2016/8/23