شــريف علي
ضمن خطة التحالف الغربي والإقليمي لتحرير الموصل من قبضة مسلحي ما تسمى بالدولة الإسلامية (داعش) اعتبرت قوات البيشمرگة الكوردستانية العمود الفقري للقوة الضاربة على الأرض لما أبدته من قوة وبسالة في التصدي للهجمة الإرهابية التي تتعرض لها المنطقة منذ أكثر من سنتين على يد منظمات الإرهاب والإرهاب المضاد صنيعة الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة،ودحرتها على طول جبهات التماس معها الأمر الذي اكسبها ثقة المجتمع الدولي كمرتكز أساسي ضد الإرهاب والفكر التكفيري يعتمد عليه إقليميا وعالميا، وهذا بالضرورة تطلب أن يكون التنسيق قائما بينها ومتمثلة بقيادة الرئيس مسعود بارزاني وبين الأطراف المحورية في التحالف الدولي ضد الإرهاب وعلى أعلى المستويات بحيث باتت هولير محط أنظار المراقبين لما شهدتها عاصمة الإقليم من توافد مستمر لكبار المسؤولين الغربيين والتي توجت أخيرا بالاتفاق الاستراتيجي بين حكومة الإقليم والولايات المتحدة الأمريكية,
التي تضمنت بما تضمنته التأكيد على أهمية المشاركة الكوردية ومن خلال قوات البيشمركة في قوات التحالف الدولي لضرب داعش وتطهير المناطق الكوردية التي باتت تحت سطوة الإرهابيين بحكمة ودراية فائقة من الجانب الكوردي بما يرسخ كوردستانية تلك المناطق التي استهانت بها حكومة بغداد وتركتها بمواطنيها كافة ضحية سهلة لقوى الإرهاب بغية طعن الخاصرة الكوردية، وتأكيد على أن الدم الكوردي لم يكن في يوم من الأيام وطيلة مسيرته النضالية من أجل الحرية، رخيصا ليراق في صراعات خارجية ليس للكورد فيها من شأن لتعود بثمارها إلى الآخرين سيما إذا كان هؤلاء الآخرين ممن يستعبدون الكورد ويسحقونه بكل ما يؤتون من قوة وهمجية .
إن ما يشهده سهل نينوى من معارك ضارية تخوضها قوات البيشمركة ضد الإرهابيين وتتوالى انتصاراتها لتحرر منطقة تلو الأخرى على محوري خازر والكوير باتجاه الموصل بفضل دماء الشهداء من البيشمركة الأبطال وبقيادة ميدانية مباشرة من البيشمركة الرئيس البارزاني هذا كله لي سوى تأكيد من جانب سيادته بأن المهمة المحورية في هذه العمليات التي أنجزت بنجاح وبفضل تضحيات أبناء الشعب الكوردي من البيشمركة ،هي تحرير ما زال باقيا من التراب الكوردستاني في قبضة الإرهابيين وأسيادهم ممن يحاولون جاهدين في إعادة هيمنتهم وسيطرتهم العنصرية على المناطق الكوردستانية تاريخيا ببدائل مرتزقة وطائفية تحت مسميات مختلفة الممولة فكرا وعدة وعتادا من طهران في سياق مشروعها الرامي إلى الهيمنة على مقدرات المنطقة وقراراتها المصيرية عبر سيطرة الميليشيات المسلحة العاملة بإمرتها والتي غزت معظم بلدان المنطقة وباتت مصدر قلق وتهديد لأمن واستقرار شعوبها .وهنا كان القرار الفصل للرئيس البارزاني برفض وضع أية بقعة كوردستانية تحرر بدماء البيشمركة ،تحت سيطرة أية قوة أخرى كائن من كان بما فيها تلك التي تحاول إيران زجها في معارك تحرير الموصل كقوة بديلة عن الحشد المرفوض من غالبية الأطراف العراقية لا سيما أبناء الموصل .