محمد رشيد*
يقال على لسان الفنان الكردي سعيد يوسف (ابو زورو) عندما كان لديه محل لبيع أشرطة الموسيقا والاغاني في القامشلي في بداية الثمانينات من القرن المنصرم بان احدهم سأله : هل يوجد لديه شريط للمطرب فارس ابو فراس ؟
فأجابه ابو زورو : هل تريد شريط أبو فراس الذي أخرجه أمس في الصباح أم في المساء !.
دلالة على ان المطرب أبو فراس يسجل ويصدر شريطين كل يوم .
اتصلت هاتفيا مع استعلامات إدارة الفندق متسائلا عن السيد سيامند ابراهيم , فكان الجواب : بأنه لايوجد لدينا نزيل بهكذا اسم , جربت مرة ثانية بان يدقق جيدا بأسماء النزلاء من الجنسية السورية فكان الجواب بأنه يوجد أكثر من خمس نزلاء سوريين ولا يوجد احد بهذا الاسم .
تنبهت بان الاسم ربما يكون حركيا , توجهت إلى الفندق وسالت عن اسم النزيل , فكان الجواب جازما بعد ان تم التدقيق في دفتر السجلات والكومبيوتر و ارشيف الفندق وكانت خالية من الاسم المذكور , ولكن مدير الفندق أشار بأنه لربما يكون الشخص الذي تبحث عنه في مطعم الفندق , وبحكم إن مقالات السيد سيامند تنشر مرفقة بصورته الشخصية , استجمعت الذاكرة على ان أميزه من بين الآخرين وكان ان تعرفت عليه في مطعم الفندق , ولربما من جهته أيضا استطاع ان يميزني للتشابه بيني وبين أخي الذي يكبرني والذي تربطه بعلاقة مع السيد سيامند في قامشلو .
تم التعارف وتبادل المجاملات ومن انني متابع لمقالاته التي تنشر على صفحات الانترنيت , والسؤال عن الأقرباء والمعارف والأصدقاء والخلان.
توجهنا سوية الى مكان آخر أكثر هدوءا وراحة , وهكذا تم التعارف وتبادل هموم وشجون الغربة والافتراق والابتعاد عن الوطن متحفظا على نفسي وفي قرار داخلي على الكلمة التي خرجت على لساني من انني متابع لمقالاته , والذي بدوره اضفى على ذلك بانه خلال سنة واحدة كتب اكثر من سبعمائة مقال , بكلماته هذه شعرت براحة البال وبانه سوف لن يسألني عن مقالاته التي قرأتها , معللا بانه ربما لايتذكر هو نفسه عنوان المقالات التي يكتبها جريا على الحسبة بانه يكتب في كل يوم مقالتان او مقالاتان ونصف على وزن أغاني المطرب فارس ابو فراس.
ماشدني على كتابة هذا المقال هو الذي كتبه السيد سيامند بشان السيد عبد الحليم خدام وبان” ….
المتحالفين معه او الذين يسيرون في ركبه سذج او بلهاء (جمع ابله) ” .
لااخفي بانني توددت الى السيد سيامند اثناء تواجده في كردستان واللقاء به لعدة مرات اغلبه برابطة كاوا وخاصة عندما الح برغبته بالالتقاء مع البعض من معارفه الكرد السوريين وتهرب اولائك منه بدواعي لااعرفها , متجاذبا معه اطراف الحديث عن هموم وشجون الحركة السياسية الكردية والذي بدوره اضفى بان قلمه في خدمة ابناء الشعب الكردي , غير آبه أو خائف من ازلام وادوات النظام وخاصة الاجهزة الامنية منها , وبانه استدعى لعدة مرات الى فروع تلك الاجهزة , مشهرا قلمه ورافعا سبابته بانه سيامند ابراهيم متحديا ..
بطبيعة الحال وفي هكذا احوال اتذكر دائما المثل البدوي العربي ” مداح بحالو طجعان ” , ولااخفي ايضا بانني افشيت للسيد سيامند بانني مسافر الى بروكسل – بلجيكا لحضور جلسات ونقاشات المعارضة السورية ولالتقاء مع اقطاب جبهة الخلاص الوطني من السيد عبد الحليم خدام الى السيد علي البيانوني المراقب العام للاخوان المسلمين الى الاستاذ صلاح بدر الدين الى نجيب الغضبان وغسان المفلح وغيرهم , كونه يستوجب علينا نحن الكرد المتواجدون في الخارج بان نثبت تواجدنا وحضورنا , والالتقاء والنقاش والحوار مع جميع اطياف المعارضة السورية , طارحين قضيتنا واراءنا ومواقفنا حول مستقبل سوريا وحقوق شعبنا الكردي العادلة.
ونحن في النهاية بصدد تفاهمات وتوافقات في اطار جامع يمكن عليه مقارعة النظام الاستبدادي الجاثم على صدر شعبنا منذ اكثر من اربعة عقود .
من جهته لم يبدى السيد سيامند اي تعارض بل لم يبدي اي موقف مما تم تداوله من نقاش وكان واضحا أنه متفق معي الى أبعد الحدود , واضاف أنه منشغل اكثر بالشان الثقافي وهمومه وشجونه وخاصة المجلة التي يصدرها (آسو) وتكاليف الطباعة والتوزيع , ولاضع تحت هذه العبارة خطا عريضا عسى ان ينتبه اليها السيد سيامند , لربما يكون للحديث بقية ؟ .
بعيد عودتي الى كردستان علمت بان السيد سيامند عاد بادراجه الى سوريا , وكتب من هناك مقالة تشكيكية ساخرة حول الوضع في كردستان العراق وقد نبهني احد الاصدقاء قبل عدة ايام الى مقالة أخرى عن السيد عبد الحليم خدام والعبارات السوقية المشابهة لمثيلتها قبل سنتين في مجلس الشعب السوري اثناء انشقاق السيد خدام عن النظام وبثت عبر الفضائية السورية المباشرة .
لست هنا بوارد الدفاع عن الرجل فهو أولى من ان يدافع عن نفسه , ولكن ان يجتر السيد سيامند تعابير استهبالية وساذجة واستخفافية بحقي وبحق آخرين من الكرد ممن يتنشطون في صفوف المعارضة الوطنية السورية فهذا ماكان يتامل من مداح لنفسه , ويخرج بمقال بعد سنتين من انشقاق السيد خدام (تماما كما فعلها فرفور آخر قبله كعربون لموالاته للأسياد) , فان وراء الاكمة مايخفى (يحكى بان احدهم ذهب الى حديقة الحيوانات والقى طرفة ” نكتة ” على الحيوانات , فضحكت جميع الحيوانات باستثناء الحمار الذي ظل صامتا.
وفي اليوم الثاني ذهب ايضا الى الحديقة فرأى بان الحيوانات صامتة وهي ترعي باستثناء الحمار.
فسال المشرف عن الحديقة عن سبب نهيق وضحكة الحمار وصمت الحيوانات الباقية.
فاجابه : بان الطرفة التي تكلمت عنها بالامس لم يستوعبها الحمار انذاك بل استوعبها هذا اليوم , وهذا هو سبب نهيقه وضحكته المزعجة).
البادي في خفايا كتابة السيد سيامند بانه استدعى مثله مثل غيره بعيد عودته الى الوطن هذا اذا لم يكن قبيل مغادرته الى احد الفروع الامنية , وعلى شرف وشرب فنجان قهوة وكأس ماء بارد وسيكارة مقدما نفسه وتقريره المفصل راضخا ذليلا خانعا وبانه سيكتب بصدد من تحالف مع خدام ولكن على طريقته الخاصة.
سؤال برسم الاجابة عليه من قبل السيد سيامند ابراهيم وغيره ممن يتبرعون هذه الأيام بتسخير أقلامهم لمصلحة المستبد تحت ذرائع وحجج لا تنطلي على احد في حين ان الأولوية لفضح النظام الدكتاتوري.
لماذا لم تكتب عن السيد عبد الحليم خدام اثناء انشقاقه عن النظام ومرورا بتشكيل جبهة الخلاص الوطني والذي شارك في انشائها شخصيات وطنية كردية معروفة وانتهاء بالاجتماعات التي تعقد لاعضاءها دوريا ؟.
لست بلائم على السيد سيامند فيما يكتب ويقدم ويستعرض , ولكن الم يكن من الأجدى بان يستعمل عبارات اقل وقعا واخف وطأة واسهل مضغا فيما املي عليه من قبل اناس غلاظ تسبقهم ارجلهم وايديهم السنتهم ترحابا بضيوفهم في الاقبية.
ببساطة العبارة انتفي من السيد سيامند الجواب قائلا : مكرها أخاك لابطل , انه الخوف انه الجبن ياصاحبي .
* استاذ في كلية القانون , جامعة صلاح الدين – هولير , كردستان العراق