روني علي
نحن شعوب الشرق، أو ما يطلق علينا؛ الخارجون من أحشاء ثقافة البلطجة، تلك التي ترسخت بحكم الحراب والسلاسل، وحولتنا من حيث النتيجة؛ إلى مطبلين ومهللين لكل ما هو خارج عن فعلنا وإرادتنا، أو دائرين في فلك مخاضات، نفتقد فيها إلى بوصلة النجاة، ما زلنا نلهو على حلبات لم تستقر بها الوضع والمقام
وذلك كنوع من مواساة الذات، الغارق في إفرازات ما تدفعه إلينا لعبة السياسة والتوازنات، من حالات شد أو تجازف، دون أن نحاول استقراء ما نحمله من درنات التشوه التي تلاحق كينونتا، وندفع بالحقيقة، التي نهاب مواجهتها، كي تحتل حيزاً من الفعل في أدائنا وبنياننا السياسي والمعرفي ..
ولعل السمة الطاغية على المشهد السياسي/ الثقافي الكردي، هي الادعاء بالبحث عن الحقيقة، أو محاولة تقويم الواقع، عبر رصد مكامن الخلل ونقاط الضعف، وهو ما نرنو إليه ونبتغيه، ولكن لم نحاول يوماً الوقوف على الآليات التي نستخدمها في مبتغانا، أو أن نجري عملية مقاربة بين ما نمارسه وما ندعيه، وبين الحامل الثقافي الذي نستند إليه، وما نطالب به الغير من آفاق وآمال، وكأن بنا نحاول أن نخلق في الواقع، وعبر ما نسلكه من آليات وأدوات، فيه المساس بالغير أو التحامل عليه، واقعاً لا ندرك حقيقةً مفرداته ونقاط الارتكاز فيه، بمعنى آخر، نحاول القفز على قوانين ترسخت في الذهنية المجتمعية بحكم الممارسة، وحولته بحكم ثقافة القوة، إلى ما يشبه الأداة ولا شيء سواه ..
بالطبع إن الواجب يفرض علينا أن نجابه ونواجه، وأن نحاول – قدر المستطاع – الدفع بعجلة الواقع كي يقترب من تخوم ما تفرضه ثقافة العصر من مفاهيم ومرتكزات، لكن مع ذلك ينبغي أن لا ننسى ذواتنا والحقل الذي نعمل فيه، أي أن نكون مدركين بأن ما يقف بالمرصاد لنا، هو الواقع بتراكماته وتجلياته، وكذلك الذهنية التي تفرض شروطها عبر ما جسدتها من ثقافة، تحولت إلى ما يمكن أن نسميه بالقيم الاجتماعية أو قوانين المجتمع، ومن هنا، فإن المطلوب، إذا ما حاولنا أن نعيد الحق إلى الحقيقة، وأن نضع القدم في سكة المستقبل، هو أن نحلل الواقع أولاً، ونعيد قراءة مفردات الحياة، وما يعانيه إنساننا من إرهاصات وتشوهات، بدل أن ننصب من ذواتنا، وعبر ما نمتلكه من بعض المفردات، التي تأخذ طريقها إلى النشر دون تأن أو مراجعة، سلطة إضافية على صدر الإنسان الأعزل والمجرد من كل أدوات المواجهة، وذلك بحكم الآليات التي تتحكم فينا جمعياً بالرغم عن إرادتنا ..
فكلنا ندفع ضريبة التاريخ والقمع والاستبداد، وهذه التراكمية، عجنتنا من حيث ندري أو لا ندري في شكل وقالب، لا يبتعد كثيراً عما هو سائد في الشارع، وإن كان للبعض منا ألقابه، وللبعض الآخر أهواله، ولكن وإذا ما حاولنا الدخول في مقدمات المعالجة، أعتقد أنه من حيث المبدأ علينا التصالح مع الذات أولاً وأخيراً، لنجد ذواتنا في مرآة الآخرين، خاصةً أولئك الذين ينهشون في الآخر ويكيلون له – وبمقاسات معينة – التهم والإسقاطات، دون أن يعيدوا النظر، ومرةً أخرى، في جدلية العلاقة بين الإنسان والواقع، ليتساءل في دخيلة نفسه ماذا يريد، وماذا يهدف من وراء ما يقدم عليه، أفهذا هو الأسلوب الأنجع في معالجة القضايا، أم أن هذه السلوكيات تحلينا إلى القرف والاشمئزاز، كون الذي يهاجم، لم يحدد بعد موقعه على الخارطة، ولم يدفع إلينا برؤيته عن المستقبل وإلى ماذا يهدف ..!.
ما أود قوله؛ هو أن النقد يمهد للإصلاح، وأن الوقوف على القضايا الإشكالية تساهم في بلورة الرؤى، لكن مع كل ذلك علينا أن نكون مدركين بأننا ككل، نشكل الضحية الحقيقية لهذا الواقع الذي يكبله قوانين المجتمع وثقافة الاستبداد، وبالتالي فإن ما نحتاج إليه، هو إعادة الصياغة لمفاهيمنا حول شكل الصراع وآليات المعالجة، بدل أن ندخل في أتون معارك لا تتحملها واقعنا وكذلك ثقافتنا، لأن هذه الوسيلة ستجعل منا – شئناً أم أبينا – إلى جنوداً في معسكرات متخاصمة لا تخدم معاركها الطاحنة سوى الواقع نفسه بتراكماته واحتقاناته، ولا تضيف إلينا شيئاً، سوى المزيد من الخجل من أنفسنا، خاصةً ونحن ندعي تعاملنا وتفاعلنا مع الكلمة الواعية ..
مرةً أخرى أقول؛ كفانا الاستيقاظ على ما تتحفنا به مواقعنا الإلكترونية من قواميس للمسبات، والنوم على ما تقذفه إلينا أدواتنا النضالية بمزيد من الاتهامات، بل علينا أن نرحم الأجيال اللاحقة وننقذهم من ثقافة التشكيك والتخوين، فإذا كنا نمتلك ما نقدمه من وعي وثقافة كان بها، وإلا فإن ذواتنا أولى بنا في المراجعة ..
لأننا والحقيقة تقال؛ نحتار حين نحاول أن نمهد لتأسيس جسور التواصل بين ما ندعيه وما نمارسه، كون المناخ لم يزل مفترشاً بأشواك الذات المتضخم، الذي لا يألو في دفاعه عن نفسه بشتى السبل والأساليب، حتى وإن كان على حساب تقزيم الآخرين، وهنا تكمن مصيبتنا، نحن الذين لم نزل حائرين في بحثنا عن موقعنا ورسالتنا..
ولعل السمة الطاغية على المشهد السياسي/ الثقافي الكردي، هي الادعاء بالبحث عن الحقيقة، أو محاولة تقويم الواقع، عبر رصد مكامن الخلل ونقاط الضعف، وهو ما نرنو إليه ونبتغيه، ولكن لم نحاول يوماً الوقوف على الآليات التي نستخدمها في مبتغانا، أو أن نجري عملية مقاربة بين ما نمارسه وما ندعيه، وبين الحامل الثقافي الذي نستند إليه، وما نطالب به الغير من آفاق وآمال، وكأن بنا نحاول أن نخلق في الواقع، وعبر ما نسلكه من آليات وأدوات، فيه المساس بالغير أو التحامل عليه، واقعاً لا ندرك حقيقةً مفرداته ونقاط الارتكاز فيه، بمعنى آخر، نحاول القفز على قوانين ترسخت في الذهنية المجتمعية بحكم الممارسة، وحولته بحكم ثقافة القوة، إلى ما يشبه الأداة ولا شيء سواه ..
بالطبع إن الواجب يفرض علينا أن نجابه ونواجه، وأن نحاول – قدر المستطاع – الدفع بعجلة الواقع كي يقترب من تخوم ما تفرضه ثقافة العصر من مفاهيم ومرتكزات، لكن مع ذلك ينبغي أن لا ننسى ذواتنا والحقل الذي نعمل فيه، أي أن نكون مدركين بأن ما يقف بالمرصاد لنا، هو الواقع بتراكماته وتجلياته، وكذلك الذهنية التي تفرض شروطها عبر ما جسدتها من ثقافة، تحولت إلى ما يمكن أن نسميه بالقيم الاجتماعية أو قوانين المجتمع، ومن هنا، فإن المطلوب، إذا ما حاولنا أن نعيد الحق إلى الحقيقة، وأن نضع القدم في سكة المستقبل، هو أن نحلل الواقع أولاً، ونعيد قراءة مفردات الحياة، وما يعانيه إنساننا من إرهاصات وتشوهات، بدل أن ننصب من ذواتنا، وعبر ما نمتلكه من بعض المفردات، التي تأخذ طريقها إلى النشر دون تأن أو مراجعة، سلطة إضافية على صدر الإنسان الأعزل والمجرد من كل أدوات المواجهة، وذلك بحكم الآليات التي تتحكم فينا جمعياً بالرغم عن إرادتنا ..
فكلنا ندفع ضريبة التاريخ والقمع والاستبداد، وهذه التراكمية، عجنتنا من حيث ندري أو لا ندري في شكل وقالب، لا يبتعد كثيراً عما هو سائد في الشارع، وإن كان للبعض منا ألقابه، وللبعض الآخر أهواله، ولكن وإذا ما حاولنا الدخول في مقدمات المعالجة، أعتقد أنه من حيث المبدأ علينا التصالح مع الذات أولاً وأخيراً، لنجد ذواتنا في مرآة الآخرين، خاصةً أولئك الذين ينهشون في الآخر ويكيلون له – وبمقاسات معينة – التهم والإسقاطات، دون أن يعيدوا النظر، ومرةً أخرى، في جدلية العلاقة بين الإنسان والواقع، ليتساءل في دخيلة نفسه ماذا يريد، وماذا يهدف من وراء ما يقدم عليه، أفهذا هو الأسلوب الأنجع في معالجة القضايا، أم أن هذه السلوكيات تحلينا إلى القرف والاشمئزاز، كون الذي يهاجم، لم يحدد بعد موقعه على الخارطة، ولم يدفع إلينا برؤيته عن المستقبل وإلى ماذا يهدف ..!.
ما أود قوله؛ هو أن النقد يمهد للإصلاح، وأن الوقوف على القضايا الإشكالية تساهم في بلورة الرؤى، لكن مع كل ذلك علينا أن نكون مدركين بأننا ككل، نشكل الضحية الحقيقية لهذا الواقع الذي يكبله قوانين المجتمع وثقافة الاستبداد، وبالتالي فإن ما نحتاج إليه، هو إعادة الصياغة لمفاهيمنا حول شكل الصراع وآليات المعالجة، بدل أن ندخل في أتون معارك لا تتحملها واقعنا وكذلك ثقافتنا، لأن هذه الوسيلة ستجعل منا – شئناً أم أبينا – إلى جنوداً في معسكرات متخاصمة لا تخدم معاركها الطاحنة سوى الواقع نفسه بتراكماته واحتقاناته، ولا تضيف إلينا شيئاً، سوى المزيد من الخجل من أنفسنا، خاصةً ونحن ندعي تعاملنا وتفاعلنا مع الكلمة الواعية ..
مرةً أخرى أقول؛ كفانا الاستيقاظ على ما تتحفنا به مواقعنا الإلكترونية من قواميس للمسبات، والنوم على ما تقذفه إلينا أدواتنا النضالية بمزيد من الاتهامات، بل علينا أن نرحم الأجيال اللاحقة وننقذهم من ثقافة التشكيك والتخوين، فإذا كنا نمتلك ما نقدمه من وعي وثقافة كان بها، وإلا فإن ذواتنا أولى بنا في المراجعة ..
لأننا والحقيقة تقال؛ نحتار حين نحاول أن نمهد لتأسيس جسور التواصل بين ما ندعيه وما نمارسه، كون المناخ لم يزل مفترشاً بأشواك الذات المتضخم، الذي لا يألو في دفاعه عن نفسه بشتى السبل والأساليب، حتى وإن كان على حساب تقزيم الآخرين، وهنا تكمن مصيبتنا، نحن الذين لم نزل حائرين في بحثنا عن موقعنا ورسالتنا..
وأخيراً ما أتمناه؛ ألا يفهم من هذه الوقفة على أنها دعوة إلى لجم النقد أو القفز عليه، وإنما هي دعوة إلى ممارسة النقد ضمن سياقاته وألفاظه وأدواته ..