وليد حاج عبدالقادر
في ذروة صعود حلقات دوامة الصراع وأتون المسألة الشرقية وتصاعد الهجمات المختلفة والمتداخلة وفي التفاف حقيقي على الجماهير والهائهم تقصد للتغطية على امور باتت تنكشف رغم مرارتها كورديا، وهنا ، وبدل المكاشفة والتوضيح كحالة قومية وايجاد ارادات وتوافقات تشاركية ومد جسور حقيقية بينية يمارس المتوحدون في عقلية الإستبداد ويسعون بفظاظة للإنجرار الى صراع تناحري تشي بمقدماتها المتهورة والمرتبكة بوقائعها ودوافعها التي مهما تخفى ادعيائها وتاهوا في استيلاد مسبباتها الهشة والتي تسقط ذرائعها واحدة تلو الأخرى / كمثل تواجد أكثر من قوة عسكرية واسباغها كحالة مرضية بخاصية كوردية ولكنهم تقبلوها وبحميمية مفرطة والتشارك مع الآخرين / والمرتبطة من جذورها بعمق النمطية التي تمأسسوا عليها منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي
وظاهرة النفي الوجوبي على قاعدة البتر الجراحي والإستئصال لأي رأي مخالف / مخالفة تخرج من نطاقية العسكرة الفكرية التي تمظهرت بداية في بنيتها التنظيمية / الحزب ولتأخذ طابعها المناطقي ومناحي بعثرتها وتأزيمها وكشرخ مجتمعي ، ومن ثم التدرج بها في آفاق إقليمية أوسع ، وهنا و على قاعدة الخلط المؤدلج و المتداخل على ارضية تناقضية فظيعة تتقاطع حينا وتتحارب أحيانا، ومن ثم تتناقض مجددا في الممارسة اليومية منها أو المتعددة ايامها فنراها تأخذ من ستالين / مثلا / بنيتها التنظيمية الحزبية وظاهرة التصفية كسلاح للتطويع العقائدي وبرمجتها و تطويرها قمعا مركزيا أفقيا وبتناغم مع البولبوتية في التعاطي إن مع الأطر السياسية المختلفة او حتى البنية المجتمعية تحت ذريعة استهداف حاضنة تلك الأطر في حين أنها تدعي بأن تلك الأطر معلقة بالسحاب لا جذور أرضية لهم ، وكرد فعل ممنهج ، خاصة امام الإخفاقات وفي مجالات عديدة إن لمستوى المعيشة او فقدان الأمن ومعها المصداقية وبالتالي نمو مظاهر طفيلية كفائض قوة زائدة تتغلف بها حلقات ذاتية ومجموعات تنمو داخل كيانية هذا التشكل / التنظيم فتسعى بكل قوتها لاستيلاد عداوات او خلق مبررات لديمومة صراع وهمي يمنهجون من خلالها كذريعة يشرعنون بها كل ممارساتهم ، ولعل أشد حالات التهييج العدائي تتوالد كارتكاس حقيقي لضبابية التوجهات كما الشعارات التي تنكشف ضبابيتها وتناقضاتها في التطبيقات الأولية والممارسات العملية وبالتالي راهنية وبعبارة أصح ذرائعية المتغيرات التي تحدث مياومة ضمن نطاقية هذا التوجه ولتتوائم بالتالي وبوضوح مع المتغيرات التكتيكية / الحركية التي تحدث وتتمحور من جديد وكمركزية كوردستاتية على موقفين قد يبدوان بديهيتين وتختصر ثانية في نطاقية كوردستان ككل بربط مبدأي ومتلازم بين الجوهري في المسألة والعمليات او التكتيكات الآنية و هي هنا الطامة الكبرى كوردستانيا ؟! .. بين مطالب وبإصرار ان توضع النقاط على الحروف وبتفاهمات صريحة وباتفاقات منصوصة توثق بضمانات قوى عظمى قبل البدء بأية خطوة وكتطبيق فعلي للمبدأ الذي قاله السيد الرئيس مسعود البرازاني/ أن الحدود ترسم بالدم / وبالإعتماد العملي على ارادة وموقف جماهير كوردستان والتوق الشديد لتحقيق وتنفيذ مبدأ حق تقرير المصير، ونقيضها ذلك التمدد المنكشف غطاؤها سياسيا سوى مهرجان كلمات أومشاريع تبدو عليها هتافيتها / هتافات المظاهرات / و بالمطلق فأنه حتى تلك الشعارات بحد ذاتها لا تعبر عن أدنى الطموحات القومية الواضحة والصريحة لشعب كوردستان أضف الى ذلك توهانها الصريح بين عبارتي / مصطلحي التفويض والمفاوضات أو وبعبارة أوضح وكخلط مقصود وتمويه لامور تبدو أوضح من سريتها ، تفويض قوى التحالف ليتفاوضوا عنها او التفاوض معها بعد انجاز المهام ومن جديد في تحد صريح لمقولة / لسنا ثوارا تحت الطلب / !! .. إن ما وصلت اليها الأمور في المنطقة ككل ومركزة العاصفة في القلب من كوردستان الوطن وبالتالي فكفكة سلاسل العقد وتآكلها و امام ضيق حلقات المحاور ، وتجذرها والأهم، الذي بات يرتسم في الأفق من سياسة لملمة خيوط الأزمة / المسألة الشرقية ، ومن جديد بالتقهقر والعودة الى بداياتها الإعصارية التي ابتدأت وانطلقت من ازمات البلقان كانت وعبرت لتستقر في القرم وتشحن بطاقة امتدادية أوسع فتغطي نطاقات واسعة عرفت تاريخيا كمسألة شرقية متكئة على فوهة بركان تستولد ذاتها باستمرار لطالما وجد لاعبون أقوياء وطبيعي أن تكون روسي بكافة تشكلاتها أو نظمها واحدة من اللاعبين الرئيسة كحلم مستدام منذ قياصرتها بالوصول والسيطرة على المياه الدافئة ، ولهذا فمن المفترض ألا نتشائم مطلقا في عدم السعي لإيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة العالمية ولعوامل متراكمة ومتعددة تاريخيا: تستبعد كحسم مركزي لعوامل اختلفت تاريخيا، والآن يلوح في الأفق خطة كيري / لافروف بتشعباتها وامتداداتها الأخطبوطية لإيجاد حالة وهن وتصارع اشبه ما تكون بمبارزات هدفها إرهاق الجميع وإضعافهم على قاعدة محاربة الإرهاب والتي باتت حقيقة / محاربة الإرهاب / مهمة الإنسانية جميعها وعلى أرضية هذه الجدلية فان معارك تحرير الرقة والموصل هي ليست حالة عابرة ولا كسر عظم بقدر ماهي آليات عمل ستحطم حلقات ومربعات تليها لربما بتر ناجز لبؤر ونقاط ساخنة جدا وطبيعي ان تكون لها ارتداداتها على التحالفات بصيغها الوقتية او المياومة وباختصار شديد ومكثف: هذه المعطيات كلها توضح لنا بعض من خلفيات فشل جهود انعقاد المؤتمر القومي الكوردستاني وهي العقد ذاتها موجبات الآخر ومطلوبياتها في تشتيت القوة الكوردية وبعثرتها وبالتالي إضاعة الفرصة التاريخية كوردستانيا ، لابل ، وهذه لا يخفونها : التصدي لاية خطوة في هذا المنحى … نعم ، إن معركة الرقة / الموصل هي تحصيل حاصل وتكرار معركتي مرج دابق وجالديران بنسختها المتجددة كوردستانيا وللأسف تسعى بعض من قوانا للإنخراط منهجيا فيها والمساهمة بكل طاقاتها لأدلجتها بعبارات صريحة في الوقوف بالضد من المشروع القومي الكوردستاني وتغليفها بفائض ايديولوجي متغير وعابر لن ينتج بالمحصلة شيئا سوى / ومن جديد / عرقلة النضال القومي الكوردستاني .