آزادي: بيت نيران أصحابه 2-4

 سردار مراد

في البدء كانت الكلمة ، و عندما تخرج الكلمات من جرح نازف لمقاتل سقط في سبيل حق ما (و ما أكثرها) تحلق في الفضاء لتزين لمن بقي في بيته أو سجنه مؤمن بهذه الحقوق نجوماً نهتدي بها أو على الأقل نمني النفس بأن هناك من يحمل همومنا مضحياً أو يحمل ذاكرة قرون من البؤس و الشقاء عندما نسينا أو حاول غيرنا و بشتى الطرق أن ننسى .
أن انتفاضة 12 آذار جاءت لتزين سماء آذار الحزين الجميل بنجوم تتلألأ لتكشف العري المستوطن في الجسد الكردي حاملة معها من الحقائق التي كنا لا نبارح من سترها بأسمال من قرون مضت و لكن الدماء و صرخات المعتقلين كانت أقوى من أن نستطيع تجاهلها .
إحدى هذه الحقائق التي ما برحت تضج مضاجعنا و حاولنا التغطية عليها حتى آتى من يكشف عنها (أننا في الحركة الكردية و بعد 47 عاماً فشلنا تنظيمياً و سياسياً) من هذا الفشل و محاولة رد جزء ولو بسيط من جميل لشهدائنا كانت فكرة الوحدة التي ما فتئنا نحارب من أجلها مدافعين عن كل عناوينها منتشين بعاطفتنا التي تستيقظ في هذه الحالات لتسيطر على جميع حواسنا دافناً العقل في مناطق بعيدة لا يصل إليها الدم و عندما يستيقظ هذا العقل فاقداً جزءاً من ذاكرته هذا الجزء المهم الذي نكون بأمس الحاجة له لأنه يتناول حالات شبيهة بما ننوي الإقدام عليه.
الاستفاقة الأولى للعقل جاءت في المؤتمر الأخير لحزب “الاتحاد الشعبي” عندما جاءنا (عضوي الأمانة العامة السابقين) باتفاق على مجموعة نقاط و الإصرار على التصويت عليها رزمة واحدة  لا بنداً بنداً كما تستدعي أبسط الممارسات الديمقراطية أي محاولة جعلك أما مع الوحدة أو ضدها و نحن الكرد الذين تعودنا على التوحد مع رياح الشمال و الجنوب و الشرق كيف لا نتحد مع دخان سجائر غرفنا و مع ذلك آبى العقل إلا أن يقول كلمته فرغم وجود أكثر من نقطة استفزت العقل و منها على سبيل المثال تشكيل الأمانة العامة حيث يكون هناك أمين عام و عضوي أمانة و لم يكن الاعتراض على الأمين العام لأننا في ذلك الوقت و على عادة الكرد فضلنا الغريب على القريب الذي يبدو طقساً لقتل الملل و التكرار حتى و إن كان هذا القريب بجميع علله أفضل من ذاك الغريب إلا أن النقطة الأكثر استفزازاً و التي لم نستطع أن نسمح لها بالعبور على جميع مفاهيمنا للوحدة هي انضمام آزادي (للجبهة الكردية) ، فهذا الانضمام الذي كنا نراه استجداءٍ لاعتراف الأطر الموجودة بدل التوجه إلى الجماهير التي هي الحاضن الفعلي لتقوية هذه الوحدة و حمايتها و بتهديد أكثر من ثلث المؤتميرين بمقاطعة أعمال المؤتمر و الانسحاب منه استطعنا حمل إدارة المؤتمر على إعادة التصويت على هذه النقطة تحديداً فكانت نسبة 98% من المؤتمرين ضد فكرة الانضمام إلى الجبهة المذكورة .
في الاجتماع الأول لقيادة آزادي الذي أنعقد في تربسبي كانت المخابرات الحاضر الغائب أي أنها كانت غائبة عن البيت الذي انعقد فيه الاجتماع و كانت حاضرة على تخومه و عند خروج القياديين سجلوا هوياتهم و باركوا لهم الوحدة (و ما أكثر المباركات تلك الليلة!!!) أعلم بأن الكثير سيعترض على ذكر هذه النقطة و لكن أ ليس من حق الجماهير أن تعلم بعد أن علمت بها المخابرات أم أن الجماهير بعاطفتها و وطنيتها ستضر بالحالة الوحدوية أكثر من الآخرين ؟!
أن الوقوف عند الاجتماع الأول يهمني للوصول إلى الاجتماع الأخير لهذه القيادة قبل انعقاد المؤتمر الأول للحزب نتيجة الخلاف الكبير الذي وقع عندما حاولت القيادة وضع تصور لانتخاب أعضاء اللجنة السياسية و عندما تبين أن الأمر سيخرج من يد الأمين العام مارس ما كان خبيراً به و خرج المجتمعون ليذهب الأمين العام إلى بيته و البعض منتشياً إلا مجموعة من الطرفين (الفصيلين السابقين) حاولت التهدئة و بعد مرور ساعات نجحوا في إرجاع الأمين العام و الآخرين إلى الاجتماع ليبدي الأمين العام أسفه و اعتذاره على ما بدر منه من مواقف و كلمات (سيأتي وقت لنشرها علناً) و هنا يجب عدم نسيان بعض الرفاق الذين أقسموا على عدم الوقوف مع أي طرف عند حصول أي حالة تخريبية ، بعد العودة تقدم أحد الرفاق (ممن كنا نسيمهم أو ممن سمتهم أحدى الشخصيات التي احترمها و أقدرها “شيخ الجبل” ) و هو رجل مشهود له بإمكانياته و إخلاصه بتأجيل موعد المؤتمر و ذلك للجو المشحون و بسبب مشاكل تنظيم أوربا هذا التنظيم الذي حاول الأمين العام في زيارته الأولى إلى أوربا إفراغه من رفاقه الأكفاء الذين لهم علاقاتهم و إمكانياتهم الفكرية و الاجتماعية و وضع أشخاص في موقع المسؤولية في هذا التنظيم حسب الولاء لشخصه فقط ، بالإضافة إلى مشاكل تنظيم آزادي في كردستان العراق هذا التنظيم الذي لاقى الويلات أيضاً على أيدي الأمين العام و ذلك أثناء سفر وفد آزادي إلى كردستان و يحضرني هنا أحدى المكالمات التي وردت إلى الأمين العام و هو جالس معنا من أحد الرفاق في كردستان العراق الذي لم نسمع كلامه و لكن كان كلام السيد الأمين العام مسموعاً و واضحاً بعدم الكلام مع أحد غيره بنبرة تهديد واضحة .
06/06/2007
SeRDAAR111@HOTMAIL.COM

——

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…