جان كورد
05.06.2007
التهديدات التركية باحتلال جنوب كوردستان، رغم كل التحذيرات الكوردية والأمريكية والعالمية، لاتزال مستمرة، والقوات العسكرية المقتربة من الحدود العراقية – التركية في تزايد، والتبريرات التي يتقنع بها الاستعمار التركي موجودة دائما، بدءا من الاتفاقيات الدولية القديمة حول “لواء الموصل”،
05.06.2007
التهديدات التركية باحتلال جنوب كوردستان، رغم كل التحذيرات الكوردية والأمريكية والعالمية، لاتزال مستمرة، والقوات العسكرية المقتربة من الحدود العراقية – التركية في تزايد، والتبريرات التي يتقنع بها الاستعمار التركي موجودة دائما، بدءا من الاتفاقيات الدولية القديمة حول “لواء الموصل”،
وما قدمته الحكومات التركية المتعاقبة وتقدمه الحكومة الحالية من ذرائع حول أهمية عدم استعادة الكورد لمدينة كركوك بالنسبة لأمنهم القومي، وتلبيس جنودهم ورجال مخابراتهم أكياس الورق على رؤوسهم من قبل الأمريكان، وما يزعمونه من سخافات إعلامية لا أساس لها حول احتمال تعرض التركمان لمذابح كوردية في حال “قيام دولة كوردية في شمال العراق!” أو توسيع وتمتين النظام الفيدرالي الذي يفضله الزعماء الكورد رغم تمتعهم بتأييد تام من قبل الشعب الكوردي إذا ما أعلنوا استقلال بلادهم… وطبعا: تواجد وحدات عسكرية كوردية لحزب العمال الكوردستاني على تراب وطنها وبين جبالها وطنها كوردستان…
يحاول الجنرالات الترك استغلال فرصة تسليم الملف الأمني في كوردستان إلى حكومة الاقليم ليقولوا للأمريكان شيئين: الأول – أنتم تحثون الكورد بذلك على التصرف بشؤونهم كيفما يشاؤون، والثاني: – أنتم بتسليمكم الملف الأمن للكورد غير موجودين عمليا في “شمال العراق!” وهذا يعني أننا لانتعدى على أحد هو في وصايتكم…
ويجدر بالذكر أن “شمال العراق” هو في الوقت نفسه “جنوب كوردستان” ولكن كلمة كوردستان هي كالصبار في حلوق الترك الطورانيين لايستطيعون التلفظ بها، وإنشاء الله تظل مؤذية لنفوسهم المعقدة حتى يلقوا ربهم الذي سيسألهم عن سبب حقدهم الأعمى للكورد وكوردستان، وهم الغرباء الذي جاؤوا من بعيد إلى هذه البلاد، وليس الكورد…
الكورد من جهتهم أقوياء الآن ، قبل كل شيء لأنهم أصحاب الأرض التي يريد الترك غزوها، وقد دافعوا عن هذه الأرض عبر التاريخ بدمائهم ، والترك يعلمون كغيرهم عن “رجعة العشرة آلاف مرتزق يوناني” الذين قادهم المؤرخ كزينوفون عبر كوردستان، قبل الميلاد، كما يعلمون أن احتلال هذه الأرض التي شهدت الكثير من الثورات والانتفاضات ليست نزهة صوب “قبرص” كما فعلوا في عام 1974… ويعلمون أيضا أن الكورد أقوياء اليوم بوحدتهم الوطنية ووحدة قرارهم حيال تركيا: قرار التصدي، وهو قرار كوردي مائة بالمائة، وليس هناك من أحد أملى عليهم ضرورة مقاومة العدوان التركي الذي قد يبدأ مع بداية الصيف، كما أن الكورد يملكون من خبرات القتال ومن آلة الحرب والقدرة على الاتصالات والتنظيم وتحضير النفس لمثل هذه الظروف، أكثر مما كانوا يملكونه في عهد صدام حسين الدموي الذي لم يتمكن من السيطرة عليهم ودحر مقاومتهم حتى باستخدام السلاح الكيميائي أيضا، وأن للكورد – اليوم – أصدقاء في شتى أنحاء العالم، وجاليات كبيرة في غرب أوروبا قادرة على تحريك الشارع الأوربي بقوة ضد المعتدين… كما أن المجتمع الدولي لن يقبل أيضا بأن يقوم حفنة من الجنرالات الطورانيين بمغامرة قد تسبب للشرق الأوسط كله مشاكل أكبر، هو في غنى عنها الآن… وقد قال الأمريكان كلمتهم في هذا المجال بوضوح : “على تركيا أن لاتفعل ذلك.”
رغم هذا ، فقد تحرك القوى الظلامية في المجتمع التركي الحكومة رغما عنها صوب اعطاء الأمر بالهجوم من العسكر، وهي تدري قبل غيرها أن جنوب كوردستان ليس قبرص، وأنها تعرض بذلك وجودها ووحدة بلادها الحالية لخطر التمزق وحتى لحرب أهلية ولهدر أموال كثيرة هي في حاجة إليها، وأن أعداد دباباتها ومدرعاتها سيقل بعد الغزو بنسبة كبيرة جدا لأن الكورد قادرون على تعطيلها وتدميرها، واحدة بعد الأخرى، والعالم الغربي لن يعوضها تلك الخسائر لأنه غير موافق على مثل هذه الحرب العدوانية أصلا، وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن على تركيا تملق الروس والصينيين، واحداث تغيير جوهري في صناعتها العسكرية أو في لوائح مشترياتها وعلاقاتها ضمن الناتو بعد الآن، وكذلك التخلي التام عن فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، ومنح الكورد الحق في تسديد ضربات موجعة لها في المدن التركية وموانئها ومطاراتها ومصانعها وأسواقها، وبخاصة في المدن الغربية الكبيرة مثل اسطنبول وأنقره وازمير، حيث الملايين من الكورد يعيشون فيها، ونسبة كبيرة جدا منهم تنتظر فرصة كهذه لتنتقم لتلك السياسة العنصرية التي مورست حتى الآن بحقهم وجعلتهم يتركون جبالهم وسهولهم وأنهارهم ومزارعهم ليعيشوا في أحياء السلوم القذرة والخانقة والفقيرة حول هذه المدن… وهذا أمر صعب وقرار صعب للحكومة الترركية ولكن الشارع المشحون بالنزعة الطورانية العنصرية يضغط عليها باستمرار ولا يدع لها المجال لتحكيم العقل…
حزب العمال الكوردستاني الذي أعلن وقف القتال من جانب واحد منذ زمن طويل، سينتهز الفرصة لتعميق علاقاته مع الأحزاب الكوردستانية الأخرى، في مختلف أنحاء كوردستان الكبرى، وكذلك مع الحكومة العراقية وحكومة اقليم جنوب كوردستان، بل ومع الأمريكان والأرمن وكل من لايوافق تركيا على مثل هذا العدوان، وسيكون في ذلك خسارة أكيدة للحكومة التركية وهزيمة نكراء لقواتها العنصرية الاستعمارية… وهذه المرة لن يكون حزب العمال الكوردستاني وحده في القتال، وانما القائد البارزاني الذي أبدى استعداده للتضحية بحياته ، أكثر من مرة من أجل أن يبقى علم كوردستان خفاقا فوق ذرى جبال كوردستان، والترك يعلمون بأن العملاق السياسي الكبير مام جلال وكل أبناء وبنات الأمة الكوردية يقفون خلف هذا القائد، رئيس اقليم جنوب كوردستان المنتخب …
فهل الترك سيمنحون الكورد فرصتهم الذهبية لتمزيق تركيا وتحرير جزء آخر من وطنهم: شمال كوردستان، كما منحهم صدام حسين فرصة تحرير جنوب كوردستان بحماقاته التي انتهت بنهاية حكمه الطويل الأمد، الذي أمضى معظمه في الحرب على الشعب الكوردي، وتورط بسبب ذلك في أخطاء مميتة كالحرب على ايران وكالحرب على الكويت، ومن ثم دارت عليه الدوائر فإذا به يقبع في جحر ضب، ويقدم عنقه فيما بعد ثمنا لمغامراته وجرائمه ومذابحه ودكتاتوريته الطائشة… فهل سيقع الترك الطورانيون المدفوعون بقوة وجموح أحلامهم الاستعمارية والذين يؤمنون بأنهم من نسل “ذئب أغبر” في ذات المطبات التي وقع فيها صدام؟
يحاول الجنرالات الترك استغلال فرصة تسليم الملف الأمني في كوردستان إلى حكومة الاقليم ليقولوا للأمريكان شيئين: الأول – أنتم تحثون الكورد بذلك على التصرف بشؤونهم كيفما يشاؤون، والثاني: – أنتم بتسليمكم الملف الأمن للكورد غير موجودين عمليا في “شمال العراق!” وهذا يعني أننا لانتعدى على أحد هو في وصايتكم…
ويجدر بالذكر أن “شمال العراق” هو في الوقت نفسه “جنوب كوردستان” ولكن كلمة كوردستان هي كالصبار في حلوق الترك الطورانيين لايستطيعون التلفظ بها، وإنشاء الله تظل مؤذية لنفوسهم المعقدة حتى يلقوا ربهم الذي سيسألهم عن سبب حقدهم الأعمى للكورد وكوردستان، وهم الغرباء الذي جاؤوا من بعيد إلى هذه البلاد، وليس الكورد…
الكورد من جهتهم أقوياء الآن ، قبل كل شيء لأنهم أصحاب الأرض التي يريد الترك غزوها، وقد دافعوا عن هذه الأرض عبر التاريخ بدمائهم ، والترك يعلمون كغيرهم عن “رجعة العشرة آلاف مرتزق يوناني” الذين قادهم المؤرخ كزينوفون عبر كوردستان، قبل الميلاد، كما يعلمون أن احتلال هذه الأرض التي شهدت الكثير من الثورات والانتفاضات ليست نزهة صوب “قبرص” كما فعلوا في عام 1974… ويعلمون أيضا أن الكورد أقوياء اليوم بوحدتهم الوطنية ووحدة قرارهم حيال تركيا: قرار التصدي، وهو قرار كوردي مائة بالمائة، وليس هناك من أحد أملى عليهم ضرورة مقاومة العدوان التركي الذي قد يبدأ مع بداية الصيف، كما أن الكورد يملكون من خبرات القتال ومن آلة الحرب والقدرة على الاتصالات والتنظيم وتحضير النفس لمثل هذه الظروف، أكثر مما كانوا يملكونه في عهد صدام حسين الدموي الذي لم يتمكن من السيطرة عليهم ودحر مقاومتهم حتى باستخدام السلاح الكيميائي أيضا، وأن للكورد – اليوم – أصدقاء في شتى أنحاء العالم، وجاليات كبيرة في غرب أوروبا قادرة على تحريك الشارع الأوربي بقوة ضد المعتدين… كما أن المجتمع الدولي لن يقبل أيضا بأن يقوم حفنة من الجنرالات الطورانيين بمغامرة قد تسبب للشرق الأوسط كله مشاكل أكبر، هو في غنى عنها الآن… وقد قال الأمريكان كلمتهم في هذا المجال بوضوح : “على تركيا أن لاتفعل ذلك.”
رغم هذا ، فقد تحرك القوى الظلامية في المجتمع التركي الحكومة رغما عنها صوب اعطاء الأمر بالهجوم من العسكر، وهي تدري قبل غيرها أن جنوب كوردستان ليس قبرص، وأنها تعرض بذلك وجودها ووحدة بلادها الحالية لخطر التمزق وحتى لحرب أهلية ولهدر أموال كثيرة هي في حاجة إليها، وأن أعداد دباباتها ومدرعاتها سيقل بعد الغزو بنسبة كبيرة جدا لأن الكورد قادرون على تعطيلها وتدميرها، واحدة بعد الأخرى، والعالم الغربي لن يعوضها تلك الخسائر لأنه غير موافق على مثل هذه الحرب العدوانية أصلا، وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن على تركيا تملق الروس والصينيين، واحداث تغيير جوهري في صناعتها العسكرية أو في لوائح مشترياتها وعلاقاتها ضمن الناتو بعد الآن، وكذلك التخلي التام عن فكرة الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، ومنح الكورد الحق في تسديد ضربات موجعة لها في المدن التركية وموانئها ومطاراتها ومصانعها وأسواقها، وبخاصة في المدن الغربية الكبيرة مثل اسطنبول وأنقره وازمير، حيث الملايين من الكورد يعيشون فيها، ونسبة كبيرة جدا منهم تنتظر فرصة كهذه لتنتقم لتلك السياسة العنصرية التي مورست حتى الآن بحقهم وجعلتهم يتركون جبالهم وسهولهم وأنهارهم ومزارعهم ليعيشوا في أحياء السلوم القذرة والخانقة والفقيرة حول هذه المدن… وهذا أمر صعب وقرار صعب للحكومة الترركية ولكن الشارع المشحون بالنزعة الطورانية العنصرية يضغط عليها باستمرار ولا يدع لها المجال لتحكيم العقل…
حزب العمال الكوردستاني الذي أعلن وقف القتال من جانب واحد منذ زمن طويل، سينتهز الفرصة لتعميق علاقاته مع الأحزاب الكوردستانية الأخرى، في مختلف أنحاء كوردستان الكبرى، وكذلك مع الحكومة العراقية وحكومة اقليم جنوب كوردستان، بل ومع الأمريكان والأرمن وكل من لايوافق تركيا على مثل هذا العدوان، وسيكون في ذلك خسارة أكيدة للحكومة التركية وهزيمة نكراء لقواتها العنصرية الاستعمارية… وهذه المرة لن يكون حزب العمال الكوردستاني وحده في القتال، وانما القائد البارزاني الذي أبدى استعداده للتضحية بحياته ، أكثر من مرة من أجل أن يبقى علم كوردستان خفاقا فوق ذرى جبال كوردستان، والترك يعلمون بأن العملاق السياسي الكبير مام جلال وكل أبناء وبنات الأمة الكوردية يقفون خلف هذا القائد، رئيس اقليم جنوب كوردستان المنتخب …
فهل الترك سيمنحون الكورد فرصتهم الذهبية لتمزيق تركيا وتحرير جزء آخر من وطنهم: شمال كوردستان، كما منحهم صدام حسين فرصة تحرير جنوب كوردستان بحماقاته التي انتهت بنهاية حكمه الطويل الأمد، الذي أمضى معظمه في الحرب على الشعب الكوردي، وتورط بسبب ذلك في أخطاء مميتة كالحرب على ايران وكالحرب على الكويت، ومن ثم دارت عليه الدوائر فإذا به يقبع في جحر ضب، ويقدم عنقه فيما بعد ثمنا لمغامراته وجرائمه ومذابحه ودكتاتوريته الطائشة… فهل سيقع الترك الطورانيون المدفوعون بقوة وجموح أحلامهم الاستعمارية والذين يؤمنون بأنهم من نسل “ذئب أغبر” في ذات المطبات التي وقع فيها صدام؟
الأيام القادمة ستظهر لنا بجلاء عما إذا كان التعداد العكسي لتحرير شمال كوردستان قد بدأ …!