صفية عمر *
منذ بداية الثورة السورية بدأت تنسيقيات الشباب الكورد والاحزاب الكوردية بالتحرك في المناطق الكوردية تضامنا مع الثورة السورية كباقي مكونات الشعب السوري من ناحية ولضمان الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي من ناحية اخرى، الأمر الذي دفع بالنظام إلى وضع خطة مفادها تقسيم الشعب الكوردي وتهجير المناطق الكوردية من سكانها بدون الإعداد لاي حرب كما التي حصلت بباقي المدن السورية و فتح الطريق أمام التنظيم الكوردي في قنديل وعمد إلى تسليحهم وجعلهم اجندات من أجل خدمة النظام وتنفيذ الخطة المرجوة، في الوقت الذي كان الشعب الكوردي وأحزابها السياسية تعمل بجدية كبيرة للإتفاق مع المعارضة السورية من اجل بناء دولة ديمقراطية مدنية تكون لكل السوريين وتتحقق فيها الفيدرالية للشعب الكردي وتتحقق الحقوق القومية له كان تنظيم البيدي يعمل في مسار آخر للسيطرة على المنطقة الكردية تحت شعارات لا تحمل أي طابع كردي وهنا بدات المؤامرة الكبيرة ضد الشعب الكردي وقضيته القومية
وبالفعل عندما كانت الأحزاب الكوردية مهتمة بالمظاهرات المعادية للاسد ونظامه كان النظام واستخباراته يشكل جيشا مختلطاً موازياً لجيشه وموالياً له من مكونات المنطقة الكردية بهدف السعي للسيطرة على المنطقة الكردية وعلى الشعب الكردي وعزلها عن محيطها السوري وعن الثورة السورية وبدأت هذه المؤامرة على شكل قمع المظاهرات التي كانت تنظمها الشريحة الشبابية ومن ثم تصفية القادة الذين كانوا يشكلون خطرا كبيرا على مصالحهم وبدأوا بتهديد الشباب وتحويل معظم الشباب الكرد المنتسبين في صفوف الابوجية من جبال قنديل الى سوريا وتنظيمهم وتسليحهم ومن ثم تسليم النظام كل المفارز الأمنية في المحافظة لهم مع كامل العتاد والسلاح والبدء بتنظيم مجالسهم المحلية والغاية منها تشكيل مفارز أمنية مساندة لحزب الاتحاد الديمقراطي للسيطرة على الواقع الكردي ومنع التظاهرات وإعلان إدارتهم الذاتية والمشاركة في معارك تخدم سياسة النظام وبالتالي قتل المئات من الشباب الكرد المدرب في الجبال وحرق مكاتب الاحزاب واعتقال قيادات الاحزاب الكردية المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي ومحاربة الناس بلقمة عيشهم كما أن التفجيرات التي حصلت في العديد من المناطق الكردية سببت الفزع للشعب والخوف من وصول الحرب وأسلحة الدمار إلى المنطقة الكردية والعمل على تجنيد الشباب وخاصة الذين هم تحت السن القانوني من أجل السيطرة على عقولهم الشابة بشعارات رنانة ودفعهم إلى ساحات القتال ليعودوا إلى ذويهم جثثا هامدة ومن ثم أعلنوا التجنيد الإجباري مما دفع الكثير من العائلات إلى تهجير أبنائهم خوفا عليهم من الموت لمصلحة الاسد كل ذلك ساهم في التهجير القسري للسكان حيث بلغت نسبة التهجير اكثر من ٥٠٪ وهذه اخطر سياسة مارسها البيدي ضد شعبنا .
في الوقت الذي كان الشعب الكوردي ومن خلال احزابه ومنظماته يعمل على إزالة المشاريع الشوفينية بحقه كمشروعي الإحصاء والحزام العربي وإعادة تشكيل دستور جديد يحفظ حقوقه في المنطقة الكوردية يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي بتنفيذ خطة جديدة تساهم في إنهاء القضية الكردية و في هذه المرحلة الحساسة من المراحل الخطيرة التي يمر بها شعبنا الكردي هو القيام بعملية الإحصاء الخطير هذا المشروع الذي يعتبر تكملة لمشروع النظام العنصري والذي نفذه عام ١٩٦٢ والذي سمي بوقتها مشروع محمد طلب هلال والغاية الرئيسية منه هو التغيير الديمغرافي لخريطة كردستان سوريا ولم يتمكن النظام وقتها ان ينفذ هذا المشروع لمقاومة الاحزاب الكردية و الشعب الكردي له ولكن ما يفعله البيدي استطاع من خلال سياساته التهجير القسري وخاصة الفئة الشبابية منها، وقد ازدادت نسبة الوجود العربي بشكل كبير مما ساهم ذلك بالتغيير الديمغرافي الذي خطط له النظام وان تنفيذ الإحصاء السكاني في هذه المرحلة بالذات من قبل الادارة الذاتية وفي ظل التهجير القسري وازدياد نسبة العرب ما هي الا تنفيذ لمخطط للنظام في التغيير الديمغرافي في كردستان سوريا، وما هي الا استكمال لمشروع محمد طلب هلال العنصري .
ولم يجرى في العادة الإحصاء السكاني في مراحل الحروب بل يجرى في مراحل الهدوء والاستقرار السكاني وهذا دليل إضافي على تفيد البيدي لإجندات النظام .
وان هذا الحزب ومن خلال مؤسساته الوهمية يعمل على تنفيذ خطة الاسد ليؤكد للمجتمع الدولي أن الكورد لا يشكلون الا جزءا بسيطا من المجتمع السوري بل ويؤكد أن لا وطن لهم في سوريا إنما هم أقليات مجرة من دول الجوار.
* عضو ممثلية اوربا للمجلس الوطني الكردي في سوريا