«روداوو» في دمشق

 بقلم: عنايت ديكو 
مَنْ الذي قال : بأن الذئب والشاة … لا يستطيعان العيش المشترك وإقامة الصداقات والعلاقات الدائمة ، وخاصة في ظل هذه الحرب المستعرة في سوريا حيث نرى الارهابيين والثوار يعيشون جنباً الى جنب والكتف على الكتف ويأكلون وينامون ويسهرون سوياً .؟
ومَنْ الذي قال : بأن الثعلبَ والدجاج … لا يستطيعان إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما وتبادلٍ للسفراء .؟ وخاصة بعد زيارة المالكي الرمادية للسليمانية والإجتماع بالآيكولوجيين الديمقراطيين هناك .
فإذا تابعنا الأحداث والتطورات في المنطقة وخاصة خلال المرحلة الماضية والقريبة وما تلتها من ترتيبات دولية وارهاصات ضاغطة ، وما رافقتها من تطورات وتغييرات وتأثيرات مباشرة وغير مباشرة على السوريين والثورة السورية ، تلك الثورة التي باتت تأكل أبنائها وبناتها وأهلها وأقربائها وجيرانها ، نرى هناك ثمة شيء ما ، يتحرك ويتدحرج بسرعة ، بدءاً بمعارك تحرير الموصل وجرابلس ومنبج ومروراً بالإعتذار التركي لروسيا ومصر وإسرائيل ، والتموضع الجديد لها عبر إنقلابها العسكري الأخير والمفتعل ، الى التهديد العسكري الإيراني المباشر بالتدخل في هولير ، الى دفع معاشات البيشمركة وتوقيع البروتوكول العسكري بين واشنطن وهولير . ففي ظل وخضم هذه التطورات السياسية والعسكرية نرى المصونة RÛDAW سلكت طريق ” دمشق ” الوعر ، وطلَّتْ علينا من هناك بالمقابلات والمشاهدات الحصرية لأعتى الممثلين السوريين عروبيةً وعنصرية ، ضاربة عرض الحائط بكائها وبكاء مذيعيها ومراسليها عندما كانوا ينقلون لنا مشاهداتهم لتراجيديا الحرب السورية . لقد ذهبت فضائية ” روداوو ” الى هناك، وأجرت المقابلات مع الكثيرين من شبيحة النظام وأعوانه ، تحت حجةٍ باهتة ، بأنها قناة محايدة وبعيدة عن التحزّب والتخندق والإنحيازية . فتصوروا … ماذا لو ذهبت قضائية الجزيرة أو العربية أو روناهي الى دمشق وأجرت المقابلات هناك مع شبيحة النظام كما فعلت الخانم ” روداوو ” ؟ فوالله ثم والله لتفجرت كل البراكين في كوردستان والخارج ، ولقلنا : شوفوا … شوفوا … هاي هي القنوات المغرضة والعميلة تذهب الى دمشق وتجتمع من عناصر النظام البعثي .!!! . فكنا نتمنىٰ من فضائية ” روداوو ” ان تنقل لنا الصورة بكل تفاصيلها وهي تُشاهد البراميل المتفجرة وتَعبُر الالغام والاسلاك الشائكة والحواجز والستائر الترابية في طريقها الى حي المهاجرين والبرامكة وڤيللات المزّة ، فكم من جماجمٍ تدحرجت أمام كاميرة ” روداوو ” وهي تُصَورْ … وكم من عظامٍ وأشلاءٍ ودماءٍ شوهدت في الشوارع قبل الدخول الى منازل ” دريد لحام وفطوم حيص بيص وباسم ياخور وغيرهم وغيرهم .
فكلنا نعلم بأن الكثير والكثير من المكاتب والمؤسسات الاعلامية في كوردستان العراق لم تقبض معاشاتها منذ شهور الى اليوم بحجة أن بغداد قد قطعت الحصة المخصصة لكوردستان ، وبأن التقنين هو سيّد الموقف ، وأن الاقليم يعاني اليوم من ضائقة مالية كبيرة . طيب … يا جماعة الخير …  فمنْ الذي صَرَفَ ومَوَّلَ وخطَّطَ وهَرولَ لهذه المقابلات ، ونحن نعرف حق المعرفة بأن أية مقابلة مع أي فنان يجب أن يرافقها ” شيكٌ ” بالدولار . فكَمْ دفترٍ أُعطيَ للسيد ” دريد لحام ” وغيره .؟ 
فبالرغم من محبتنا ل ” روداوو ” وبرامجها ، بسبب الجرأة النسبية التي تتمتع بها وطرحها للقليل من المستور والغائب .! إلا إننا كجمهورٍ متابع لها ، لا نُوقِّع لها على البياض ، ولا نُبارك لها هذه الخطوة المتهورة ، فلتعلم السيدة ” روداوو ” بأننا نحن السوريين لا زلنا نقول : الشعب يريد إسقاط النظام .  
فلنرجع الى عالم الإعلام والسياسة والخفايا والخبايا والتكهنات والتدقيق والتفحيص والتمحيص . 
أولاً : أتت زيارة ” روداوو ” الى دمشق بعد تصريح وزير الخارجية التركي ” بن على يلدريم ” على الاعلام والافصاح علناً عن السياسات التركية الجديدة وعلى رأسها التعاون والتعامل مع النظام السوري وإقامة العلاقات السياسة والدبلوماسية مع هذا النظام والاعتذار علناً من السيد ” بوتين ” . 
ثانياً : بعد ذهاب المالكي الى السليمانية والاجتماع من الايكولوجيين هناك ، شاهدنا قناة ” روداوو ” تزحف الى دمشق خلسة وبدون أية مقدمات ، قاطعة الاسلاك الشائكة والقنابل المزروعة على الطريق والآلاف من الحواجز ، وماشية على عظام الاطفال وجوعهم في شوارع العاصمة السورية دمشق . وترى ” روداوو ” في نفسها اليوم أنها ضربت ضربة المُعلِّم وقامت بسبق صحفي عظيم ونادر بلقاءاتها مع نجوم الدراما العربية السورية . 
وكأن هذه المقابلات المطعّمة بأغنية ” يا مالي الشام ” بصوت ” صباح فخري ” أتت متطابقة وحرفياً لما قاله وزير خارجية تركيا ” يلدريم ” في ضرورة اقامة وعودة العلاقات مع النظام السوري عاجلاً أم آجلاً . 
ثالثاً :  يظهر أن تلك الزيارات المكوكية التي كان يقوم بها المغوار الآيكولوجي ” عمر أوسي ” وزميله الشبيح ” شريف شحادة ” الى ” هولير ” قد أخذت مفعولها التام وساهمت في بناء الجسور وإزالة الجليد بين الطرفين ، وتُوجت هذه العلاقات بإرسال طاقمٍ إعلامي من قناة ” روداوو ” الى قلب عاصمة ” الأمويين ” دمشق ، قلب العروبة النابض ، قلب الصمود والتصدي . 
أخيراً ….. ليس غريباً أن نرى في قادم الأيام القنوات التركية الرسمية هي أيضاً تجول وتصول شوارع حلب وحمص ودمشق وغيرها .
وفي النهاية إليكم صوت المراسلة الناعمة ” ريم معروف ” وهي تقول ما يلي لجمهور ” روداوو : 
من قلب العاصمة السورية …..  دمشق  : JI WE HEZ DIKIM 
– ريم معروف …. في لقاءات حصرية جداً جداً لروداوو  . 
بدي أقول : THANK YO RODAW …. ومنحبكم  من كل قلبنا.
شكراً يا روداوو إنشاء الله منشوفكم بخير .
نحن مع الجرأة …. لكن الجرأة التي لها حدود  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين نحن في حراك ” بزاف ” أصحاب مشروع سياسي قومي ووطني في غاية الوضوح طرحناه للمناقشة منذ اكثر من تسعة أعوام ، وبناء على مخرجات اكثر من تسعين اجتماع للجان تنسيق الحراك، وأربعة لقاءات تشاورية افتراضية واسعة ، ومئات الاتصالات الفردية مع أصحاب الشأن ، تم تعديل المشروع لمرات أربعة ، وتقويم الوسائل ، والمبادرات نحو الأفضل ،…

أحمد خليف أطلق المركز السوري الاستشاري موقعه الإلكتروني الجديد عبر الرابط sy-cc.net، ليكون منصة تفاعلية تهدف إلى جمع الخبرات والكفاءات السورية داخل الوطن وخارجه. هذه الخطوة تمثل تطوراً مهماً في مسار الجهود المبذولة لإعادة بناء سوريا، من خلال تسهيل التعاون بين الخبراء وأصحاب المشاريع، وتعزيز دورهم في دفع عجلة التنمية. ما هو المركز السوري الاستشاري؟ في ظل التحديات…

خالد ابراهيم إذا كنت صادقًا في حديثك عن محاربة الإرهاب وإنهاء حزب العمال الكردستاني، فلماذا لا تتجه مباشرة إلى قنديل؟ إلى هناك، في قلب الجبال، حيث يتمركز التنظيم وتُنسج خططه؟ لماذا لا تواجههم في معاقلهم بدلًا من أن تصبّ نيرانك على قرى ومدن مليئة بالأبرياء؟ لماذا تهاجم شعبًا أعزل، وتحاول تدمير هويته، في حين أن جذور المشكلة واضحة وتعرفها جيدًا؟…

عبدالحميد جمو منذ طفولتي وأنا أخاف النوم، أخاف الظلمة والظلال، كل شيء أسود يرعبني. صوت المياه يثير قلقي، الحفر والبنايات العالية، الرجال طوال القامة حالقي الرؤوس بنظارات سوداء يدفعونني للاختباء. ببساطة، كل تراكمات الطفولة بقيت تلاحقني كظل ثقيل. ما يزيد معاناتي أن الكوابيس لا تفارقني، خصوصًا ذاك الجاثوم الذي يجلس على صدري، يحبس أنفاسي ويفقدني القدرة على الحركة تمامًا. أجد…