رسالة مفتوحة إلى الأستاذ ميشيل كيلو.. تحية طيبة وحبّ أكيد .

دهام حسن: كاتب وشاعر ـ سوريا
أنا لم أطّلع على ما قلته عن شعبنا الكردي، فلن أقف بالتالي عمّا قلته، سأحادثك بمشاعر ودّ أكيد.. رسالتي هذه رسالة عاطفية، هي رسالة عتاب محبّ أكثر ما تكون ردّا وجوابا، للحقيقة أقول أنا من المتابعين لحديثك المتلفز، وسررت كونك بالمعارضة، وقلت في نفسي (مازالت الدنيا بخير) بالنسبة لي فثقافتي ماركسية، ولديّ لك أكثر من كتاب مترجم عن الحالة الأوربية وثورات القرن التاسع عشر التي اجتاحت أوربا قاطبة، واستفدت منها كثيرا دون مبالغة ولا مجاملة، فنحن الكرد، وبعضهم يأنف أن يسميه شعبا، أكراد سوريا، أكراد تركيا، أكراد أيران، لأسباب سياسية، للحطّ من شأنهم، وهذا اجتهاد بعض المثقفين عندنا استئناسا ببعض الآراء، وأنت أجدر وأقدر مني بالموضوع، وتعلم أن بوخارين وسواه كثيرين عارضوا على مسألة حقّ الشعوب في تقرير مصيرها، وكانوا يحصرون هذا الحق في البروليتاريا فحسب، ومن هذا المنطلق، ومعارضة لينين لها، وافق لينين –إذا أسعفتني الذاكرة- استقلال فنلدا عن روسيا القيصرية إثر ثورة أكتوبر.. 
السيّد العميد الزعبي بعد أن خفّف من لهجته عن شعبنا الكردي قليلا ما زال إذا تحدّث يذكرهم غمزا ولمزا بـ(القربات) (العابد الرئيس، يوسف العظمة وزير الحربية، إبراهيم هنانو القائد الثائر، الكواكبي الإسلامي المتنور..القاضي محمد قائد ثورة مهاباد في أيران، شيخ سعيد الذي قاد ثورة تحررية في تركيا، شوقي أمير الشعراء وأخيرا وليس آخرا  البرزاني  ملا مصطفى القائد الخالد..إلخ) فهل يمكن وسم هؤلاء بسمات دونية.. علما أنني كهاو للشعر غير معروف في الوسط العربي كتبت نصا شعريا عن (كوباني وشنكال) عرجت على أشبال درعا أثناء الانتفاضة ومن النص هذه الأبيات:
فكم سرنا إلى الملهوف غوثا
أثارتْ خيلنا في الغزو نقعا
فإن كنتم بريبٍ من مقالي
سـلوا عنّا أشبال (درعا)
فقد كنا لهم مـدّا وعونا
وجاء الغوث أعرافا وطبعا
فإنّا معشر جدا ودود
أثرنا في الدّنى صيتا وسمعا..
يسعدني جدا أن تكون أنت وأمثالك صديقا لشعبنا الكردي كمفكر عربي، فما تحقق في أوربا من تغيّر وتقدّم إثر  ثورات في القرن التاسع عشر، حتما سيتحقق في القرن الو احد والعشرين في العالم الثالث، وما الربيع العربي إلا إحدى ثمارها اليانعة، فمثلك أستاذي الكريم لا يؤخذ بردود أفعال شاب مراهق لا يفقه في السياسة إلا لغة التحدي، ويوجد بيننا مثل هؤلاء، ويقابلهم آخرون بنفس الأسلوب التحدي والإلغاء..
إن الديمقراطية كحالة سياسية اجتماعية إنسانية، هي ما تنشدها الشعوب لاسيما المقهورة منها، وإننا ككرد نتطلع إلى أمثالك كمفكر أن يكون صديقا لشعبنا الكردي، مع حقوقه المشروعة، وقد علمت أن عشرات الآلاف من المواطنين الكرد قد جردوا من جنسيتهم السورية إثر إحصاء جائر عام 1962م ..
إنني وغيري من المتابعين كثيرا ما نعترض على بعض الشعارات غير الواقعية التي تطرحها بعض الأحزاب، أو بعض الأقلام، ولكن تعلم أستاذي الكريم أن التحكم في الرأي والفكر غدا غير ممكن جراء توسع انتشار أجهزة التواصل الاجتماعي، حتى  لو كان صاحب الرأي لا يمت إلى الثقافة بشيء.. أنا لست مع لغة التحدّي ..
أعلم أن لك غدا السبت تواصلا مع القامشلي وأني سأخسر متعة الحضور والمشاركة لكن عدم حضوري لأسباب تتعلق بي شخصيا، وهذا ما حداني للكتابة إليك

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…