استلاب التاريخ واقتلاع الجغرافيا.. رد على ميشيل كيلو بأنموذجيه العربي والكوردي

وليد حاج عبدالقادر
بالرغم من الموروث الذي نعرفه فكريا وعقائديا عن السيد كيلو ، وبالرغم من أنه بالمحصلة لا يعبر سوى عن تصوره وقراءته المغلوطة والمشوبة بنزعة شوف / عنصرية للتاريخ ومتوالياتها الجغرافية بشقيها السياسي والبشري وبالتالي ارتكازه الأساس على متوالية اشتغل هو عليها في دحض الحق التوراتي المقدس ؟!! .. وبالرغم من توقيع مجموعته المؤطرة ضمن قوى الإئتلاف المعارض ومع هيئة التنسيق بالإعتراف القانوني بالقومية الكوردية ، وفي الوقت الذي يتحتم فيه علينا رد الحجة بالحجة وهنا ما اكثرها ، لابل أن أدلتنا ووثائقنا بثبوتياتها وحيثياتها التاريخية والمترافقة ايضا مع الوجود التأريخي لشعب عاش على أرضه التاريخية مستقرا او متنقلا وفق خصائصية نمطه الإجتماعي / الإقتصادي ، فدشن القرى والتجمعات والبلدات والمدن ونمط / بتشديد الميم / وفق تلكم الخصائصيةلتراث وإرث كما فولكلور اصبح كقناع واق وشديد المقاومة لأعتى الثقافات متصدية للإنصهار ، كما الميموري الأشد خزنا لإرث وتاريخ كما أهازيج وقصص صيرورة هذا الشعب . 
وهنا و بعيدا عن العقد المتأصلة عنده / كيلو / وارتكازه المرهون على نزعته الشوفينية المتكلسة والتي  يستحيل معالجتها او التفاعل معها ولو بالكيمياء رغم المخاضات التي لازالت تعيشها المنطقة ، هذه المخاضات التي يفترض أن ترتج من رداتها وبأفق ديمقراطي كل تلك الطبقات المتكلسة إن في الوعي أو الفهم كما الأفق والمنظور العملياتي سواءا للديمقراطية أم لحق الأمم والشعوب !! .. إن أمثال كيلو وفيصل جلول وغيرهم لابل كل من ساير الفكر القومي العربي وبالرغم من محاولاتهم ولسنين طويلة تغليفها بورق السيلوڤان لغايتين أساسيتين أولها تطويعها تجميليا ولكن في خدمة نطاقية الغاية الثانية وهي الربط السيوزي وظاهرة الإلتحام بين القوم / دينية ، أو العروبة والإسلام ومن ثم المحاولة الفاشلة في السيطرة ، أو بعبارة أدق ، محاولة تطويع الفكر الماركسي لتتوائم وظاهرة هذه النزعة ، وليراهنوا كثيرا ومن خلال تلك التفاسير ومن جديد على قاعدة الحق التوراتي المقدس فيما يخص المد الإسلامي منذ سنة 16 هجرية الى مواصيل اسبانيا والأندلس وبالتالي متناقضة الصراع العربي / الإسرائيلي / مع انحيازي الكامل كقناعة وبمشروعية الحق الفلسطيني وقضيته العادلة / . وهنا وكحتمية تاريخية ، ووفق مآلات الأمور وقضايا الشعوب ، ولعل الأنموذج الأقرب هو الإستفتاء الأخير في بريطانيا ، كانت اللطمة الأشد في وجه كل مزاود او مبتكر لشعارات ديماغوجية وفي اجتراح المصطلحات وبالتالي نواميس فكرية يعجز حتى عن تطبيقها في إطار خلاياه التنظيمية !! فتطير في فضاءات نزعة وضمن نطاقية حق التقديس للآخر والتشبث بقداسته / الآخر / القوموي و .. : كورديا الذوبان كحبات الملح في نهر هائج فتجرف معها كل خصائصياته البشرية ومنها الجغرافية ايضا !! .. وهنا تتبدى ضحالة الموقف كما وشيطنتها ، أي أن أمارس أبشع منها نفيا وجوديا وبتطويب مشرعن وثوري لكل أفق الجغرافيات القائمة ، لابل اعتبر مجرد الخوض فيها وبمنطق اللغو القومي مخططا استعماريا الغاية منها خلق عداءات بين الشعوب وتقطيع اوصال جغرافياتها بدولها مع شرعنة سلسبيل القطع والتمزيق الذي حصل / استعماريا / بحق أمة كاملة ووطن بحجم كوردستان وثقلها ، وهنا ، أوليس من حقنا أن نسأل هؤلاء قبل محاسبة امثال كيلو وكل النزعات العنصرية الفارسية منها او التركية والعربية ؟! . أو ليسوا هم من ينفذون / وبالضرورة / عمليا كل قناعات أمثال كيلو ؟! .. و !! لو لم يكن كيلو مؤطرا ضمن الإئتلاف هل كانوا سيسوقون آراؤه أم كانوا سيحاربون الإئتلاف وبخاصية الطعن في الأنكسي ؟! . وبالتالي !! لما الإستخفاف بالذاكرة المجتمعية وظاهرة نبيل الملحم بأيامه السبعة وانطباعية منذر الموصللي ، لابل وعقيدة الفكر الفكر القومي العروبي والذي اخذ عبدالحميد السراج على عاتقه التبشير بها ولتصبح القاعدة الأساس لغالبية التعاقدات / حتى لا أقول التحالفات / التي بنيت منذ عام ١٩٨٥ وما بعدها والتي أيضا / تلك التعاقدات / التي تمت وتتم هدرجة القضية القومية الكوردية وكوردستان ، أو بعبارة أدق ، تبذل مساع حثيثة لهدرجتها ،وهنا ، لا يهم بالمطلق مواقف كل المعارضات القوم / شوڤينية للدول التي الحقت بها كوردستان بقدر الدور الباطني الذي يقوم به ، أو تلعبه بعض من التوجهات وتحت مسمى قومي وفي الأساس هي جل مساعيها تنصب في كبح جماح أي طموح أو توجه كوردستاني ، لابل أصبح الهم الأساسي هو التصدي للتوجه الكوردستاني وإفشاله واضحت كقضية مركزية لها . وفي العودة لأمثال كيلو وكل من ينحى مناحيه ، ولكونهم نتاج ثقافة عشقت التاريخ ، لابل وترتهن عليها في كلية مطلقة سواءا للسير او التواريخ ومع هذا : فلن أحيلهم لفتوحات البلذري ولا تاريخ الطبري ولن نستعين بالمطلق بأبناء الأثير الجزريون ولا حتى بإبن خلكان ومستغنيا لهم عن معجم ياقوت الحموي ، فقط ، اتمنى لهم العودة الى قراءة المسألة الشرقية بعقلية تأريخية ومنفتحة ويستوعبوا التايفون المستمر والمتأزم كدوامة تعيد انتاج ذاتها في شرقنا التعيس والتي كانت الخطوات الحميدية / السلطان عبدالحميد العثماني / من اسبابها المباشرة لحظة بسط مركزية سلطنته على الأمارات الكوردية شبه المستقلة والثورات التي اندلعت وبالتتابع في كوردستان بعدها ، وحتى لانرهقهم كثيرا : ليتهم أولئك الذين ينفون أية وجود لكوردستان سوريا أن يعودوا لمراسلات الشريف حسين / مكماهون والتي على ارضيتها تمت اعلان الثورة العربية الكبرى عام ١٩١٦ وكذلك اتفاقية فيصل كليمنصو !! .. وبالتأكيد لن يفوتنا التذكير ايضا باتفاق سايكس بيكو . ومن جديد !! وباختصار شديد : إن قراءة متأنية لمجمل التفاهمات البينية التي تمت بين الدولة التركية الوارثة للسلطنة العثمانية ودولة سوريا التي أحدثت وكذلك الإتفاقات التي نظمت فيما عرف لاحقا بكتاب للعقيد صبحي حديدي بعنوان / قوانين الجنسية في الجمهورية العربية السورية / خير دليل بأنه وبالرغم من وأد اتفاق سيفر في لوزان إلا أنها / سيفر / فرضت لمساتها على تلك الإتفاقات .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…