محمد صالح قادري: أي جهة او طرف يعادي قرار رئاسة اقليم كردستان في اعلان الدولة الكردية سيلعنه التاريخ ويلعنه الشعب الكردي مستقبلا.

قال محمد صالح قادري “مسؤول العلاقات للحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران في اربيل: ” في لقاء خاص مع القسم الكردي في المكتب الاعلامي للائتلاف ” عندما تقرر رئاسة الاقليم التي هي مرجعية منتخبة من الشعب أي قرار بخصوص اعلان الدولة الكردية, فاننا في الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران سندعمها وفق رؤيتنا الاستراتيجية لأننا كحزب من مدرسة جمهورية مهاباد، واوضح قاردي ان أي جهة او طرف يعادي قرار رئاسة الاقليم الذي يعبر عن ارادة شعب كردستان سيلعنه التاريخ ويلعنه شعب كردستان مستقبلا “.
وتحدث قادري في حواره عن حيثيات قرار الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران ،  استئناف العمليات العسكرية ضد قوات النظام الايراني وكذلك الموقف المنتظر للاحزاب الكردستانية من هذا القرار.
وفيما يلي نص الحوار:
– في البداية حبذا لو تضعنا بصورة وضع الحركة الكردية في كردستان ايران ووضع حزبكم الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران بشكل خاص في ظل ظروف الانشقاقات او الوحدات الاندماجية التي تحصل بين الحين والاخر كما هو الحال في بقية اجزاء كردستان ؟
* نعم للأسف الاحزاب الكردية في كافة اجزاء كردستان تتعرض الى حالات انشقاقية واسبابها ليست سياسية بل لمصالح شخصية او عدم تحمل الاخر وكذلك نتيجة التدخلات من خارج الحزب وتتضرر منها الحركة عموما ، ونحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران نؤمن بالتعددية والاختلاف، ومن لا يستطيع ان يستمر تحت مظلة الحزب بامكانه ان يؤسس حزب اخر ولكن عليه ان يختار اسما مختلفا لكي نستطيع ان نتعاون معه مستقبلا ضمن أي اطار او ائتلاف، ولكن مع الاسف المشكلة تكمن في ان من ينشقون عن الحزب يتمسكون بنفس الاسم الاصلي، ومع ذلك لنا علاقات وحوارات مع جميع الاطراف لإيجاد استراتيجية مشتركة سواء في مواجهة النظام الايراني او من اجل القضية القومية وكذلك للتعاون على الصعيد الدبلوماسي، وكما ترون حاليا عندما دخلت قواتنا في مواجهة مع النظام الايراني نرى الدعم والمساندة من كافة الاحزاب في كردستان ايران وهذه نقطة ايجابية, ومن المعلوم اننا في القوتين الرئيسيتين “الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران وكوملة شورشكيري زحمتكيشي كوردستان – ايران” عقدنا اتفاقا استراتيجيا للعمل سويا في الميدان العملي ومن جهة اخرى اسسنا مع المكونات الاخرى ” الازرين ، بلوج، التركمان والعرب ” مؤتمر باسم ” مؤتمر قوميات ايران الفدرالي” والذي يستند برنامجه على تأسيس نظام ديمقراطي فدرالي ينعم فيه كافة القوميات بحقوقهم القومية. اعتقد ان الاجواء الحالية مهيئة للتعاون بين جميع الاحزاب، والخشية الوحيدة المحتملة هي من طرف حزب “بزاك” المرتبط مع “ب ك ك” الذي له استراتيجية مختلفة .. 

– لقد اتخذ حزبكم قرار استئناف العمليات العسكرية ضد قوات النظام الايراني بعد توقف دام طويلاً . لماذا اوقفتم العميات العسكرية في الفترة الماضية ولماذا قررتم استئنافها؟
*  قرار ايقاف العمل المسلح خلال السنوات العشرين الماضية كانت الغاية منه مراعاة وضع تجربة اقليم كردستان العراق، لكي لا نضع الحجة بايدي نظام طهران لنسف هذه التجربة ولكن كما نرى ان اقليم كردستان وعلى الرغم من انه في هذه الفترة يواجه صعوبات ومشاكل من جانب بغداد ويتعرض لهجمات داعش، فانه يلقى الدعم والحماية من تحالف دولي، لذلك قررنا استئناف الكفاح المسلح لحماية شعبنا.

– ما هي طبيعة المواجهة التي ستخوضونها ضد قوات النظام ؟ هل ستكون المقاومة من داخل المدن كما فعله حزب العمال الكردستاني والذي تسبب بتدمير العديد من المدن وتهجير سكانها.
* ان طبيعة نضالنا يختلف عن طبيعة النضال الذي يخوضه ب ك ك ، ونحن نرى عندما يتوفر المجال للنضال السياسي لا حاجة لخوض الكفاح المسلح الذي ينتج القتل والتدمير والتشريد، لان مكاسب الف يوم من القتال لا يضاهي مكاسب يوم من العمل السياسي. في تركيا هناك مجال للعمل السياسي والبرلماني، و اغلاق منافذ العمل السياسي من اجل البدء بالقتال خطأ.. اما في ايران فالوضع مختلف، النظام لم يترك أي مجال للعمل السياسي ولا يسمح لأي شكل من اشكال النضال السياسي، ويمارس القمع ضد معارضيه ولم يسلم من ممارساته حتى مسؤولو منظمات حقوق الانسان او من كان يوما رئيسا للجمهورية، وحتى الرئيس الحالي روحاني ممنوع له الظهور في الاعلام، ومن جهة اخرى لا يوجد في فكر ومناهج النظام اية حقوق يخص القومية الكردية او أي قومية اخرى في ايران ولا يمر يوم دون قمع واعتقالات وملاحقة واعدامات ضد المعارضين لذلك في حالتنا كل اساليب النضال مشروعة ومنها الكفاح المسلح، ونضالنا سيكون من خلال الربط بين نضال الجبل و العمل من داخل المدن وتنظيم الجماهير والقيام بالأعمال الاحتجاجية والمظاهرات وسنعتمد على حرب الانصار والحرص على حماية مصالح واملاك الجماهير وعدم تعرض المدن والقرى للقصف والتدمير وهذا هو الفرق بين سياستنا وسياسة ب ك ك ..

– هل هناك ضرورة لنزول البيشمركة من الجبال لتنظيم الجماهير وخاصة ان حزبكم له تاريخ عريق يمتد لعشرات السنين، الا يوجد للحزب تنظيمات بين الجماهير تنوب عن البيشمركة، تفاديا لاصطدامها مع قوات النظام داخل المدن وتكرار تجربة ب ك ك في كردستان تركيا؟
* البيشمركة هم رمز النضال والتضحية ووجودهم بين الجماهير هو لرفع معنويات الجماهير، علما ان قوات البيشمركة يشكل جزء صغير من التنظيم السياسي للحزب في المدن والارياف الذي يقدر بالآلاف فضلا عن المناصرين والمؤيدين، و وجود البيشمركة بسلاحهم هو لردع النظام وادخال الرعب في قلوبهم من جهة ومن جهة اخرى له تأثير نفسي على الجماهير بعد مرور حوالي عشرين سنة من وقف الكفاح المسلح، ومن يملك القوة يفرض نفسه على الارض، وكمثال لو امتلك المجلس الوطني الكردي القوة على الارض في المناطق الكردية في سوريا لفرض نفسه .
– ما هو موقف”بزاك” المرتبط مع “ب ك ك” من خطوتكم الجديدة باستئناف الاعمال العسكرية؟
* لقد عقدوا قبل سنوات اتفاق مع النظام ، وبموجب الاتفاق يلتزمون بعدم مقاتلة قوات النظام، ثم ان برامجهم السياسية تخلو من أي تعبير يشير الى اسقاط النظام او بديل فدرالي، وقد استغلوا الفترة التي اوقفنا فيها العمليات العسكرية بتجنيد بعض الشباب مستغلين حالتهم النفسية نتيجة تعرضهم للاضطهاد من قبل النظام، واستغلوا علاقات ب ك ك مع النظام الايراني وقاموا بتجنيد هؤلاء الشباب وقد استشهد العديد منهم في معارك ب ك ك في تركيا وسوريا. اما الان ومع دخول قوات حزبنا الذي يملك استراتيجية وبرامج سياسية واضحة سيكون مصدر استقطاب لهؤلاء الشباب والنظام الايراني يدرك هذا الخطر الذي يشكله الحزب الديمقراطي الكردستاني على خلاف قوات “بزاك” الذي لم يتحسس النظام من وجودها طيلة السنوات الماضية .  

– فضلا عن “ب ك ك” فان للاتحاد الوطني الكردستاني وحركة كوران ايضا لهم علاقات قوية مع ايران، هل سيكون لهذه العلاقات تأثير على تحرككم الجديد ؟
* نعتقد دون ادنى شك ان النظام الايراني سيحاول الضغط على الاحزاب في اقليم كردستان لعرقلة حركتنا ولكن حقيقة، ان الاخلاق المبني على الالتزام القومي يفرض عليهم التضامن مع حركة كردستان ايران، ونقول اذا لم يكن هناك امكانية لدعمنا ولو اعلاميا كالذي يقدمونها الان لـ ” ب ك ك” و “ب ي د” فعلى الاقل لا يخلقوا لنا العراقيل.. في الوقت الذي نرى ان ايران هي التي تغذي الخلافات بين الاطراف السياسية في الاقليم وتحرض بغداد لخلق المشاكل لها وهي التي تقوم بتوجيه داعش للهجوم على الاقليم وتقف في وجه اعلان الدولة، وتتواجد قواتها وجواسيسها في كل مكان، ولا يقفون في وجهها، فأي منطق يقبل منهم اذا حاولوا ان يخلقوا لنا العراقيل في نضالنا ضمن ساحتنا النضالية، وان حصل ذلك ستلقى الادانة والاستنكار من قبل الرأي العام وخاصة في كردستان ايران.
– تحدثت الاخبار عن قيام ايران بإنشاء قاعدة صواريخ ضمن اراضي اقليم كردستان. ما حقيقة ذلك ؟
لا استطيع ان أؤكد او انفي هذا الخبر، ولكن ايران منذ الانتفاضة وخلال السنوات الماضية انشأت مقرات عسكرية واستخباراتية عديدة في الاقليم ومنها تحت مسميات تجارية او من خلال قنصلياتها للقيام بالأعمال الارهابية، واغتالت فعليا المئات من بيشمركة وكوادر كردستان ايران على اراضي الاقليم وهاجمت قواتها على مقرات حزبنا ، ومن جهة اخرى لإيران تواجد فعلي من خلال ما يسمى بالحشد الشعبي والذي يستخدمه للضغط على توجه رئاسة الاقليم نحو اعلان الدولة الكردية.   
– للائتلاف الوطني السوري اتصالات ولقاءات مع بعض الاطراف في المعارضة الايرانية مثل منظمة مجاهدي خلق. هل لديكم كحزب علاقات او قنوات تواصل مع الائتلاف السوري؟ 
* للآسف هناك فراغ في هذا الجانب ونامل أن يكون هذا اللقاء عبر القسم الكردي في موقع الائتلاف فرصة للتواصل مع قيادة الائتلاف الذي يناضل ضد نظام بشار اسد الدكتاتوري ويواجه بشكل اكبر اعوانه من امثال النظام الدكتاتوري في ايران الذي يربطه مع نظام بشار تحالف استراتيجي ولهذا فان النظامين يشكلان عدوا مشتركا لنا، ولكن مع الاسف الى الان لم نتمكن من فتح قنوات التواصل من اجل التعاون والاستفادة معا ضد هذين العدوين، و يسعدنا بل من الضروري ان نسعى لفتح علاقات بيننا ، ففي الوقت الذي يواجه الائتلاف نظام بشار واعوانه فاننا من جانبنا بدأنا بمرحلة جديدة من النضال والمقاومة ضد النظام الدكتاتوري في ايران الذي يقدم الدعم لنظام بشار، وقررنا حماية شعبنا الذي يتعرض الى كافة انواع الظلم والقتل والاعدامات اليومية، وبدأت قواتنا بالانتشار في العديد من المناطق وحصلت اشتباكات بين بيشمركتنا وقوات الباسداران وخاصة في منطقتي شنو وبيرانشهر وتمكنت قواتنا من قتل العديد من الضباط والعناصر وسقط  من جانبنا ستة شهداء بعد مقاومة بطولية حتى استنفاذ ذخيرتهم، وفي هذا الوقت الذي اتحدث اليك، تقوم قوات النظام بالهجوم على اطراف مدينتي سردشت ومهاباد وبدأت بقصف عشوائي للقرى والمزارع لاستهداف قواتنا التي ادخلت الرعب في قلوبهم.
– كيف هي علاقاتكم مع المجلس الوطني الكردي، ان كانت مع رئاسة المجلس او ممثلية المجلس في اقليم كردستان ؟
* لدينا علاقات جيدة مع المجلس الوطني الكردي وهناك لقاءات مستمرة ان كان على دور الاخ ابراهيم برو او في الدورات السابقة ولنا علاقات مع قوى اخرى خارج المجلس، وندعم وحدة الصف الكردي وكلما كانت الحركة الكردية موحدة ستكون المكاسب اكبر وخاصة في هذه المرحلة، وقد حاولنا ان نقرب بين جميع الاطراف ومن بينهم ب ي د ولكن مع الاسف لم يتحقق.
– كيف تنظرون الى الجهود التي تقوم بها رئاسة الاقليم للإعلان عن الدولة الكردية، وكذلك المواقف المعادية التي تبديها ب ك ك والاطراف الاخرى المحسوبة على محور ايران ؟
* عندما نستعرض التاريخ الطويل لنضال الشعب الكردي في اجزائه الاربعة وما تعرض له من مآسي وويلات ومجازر، نرى ان سببها هي مطالبة هذا الشعب بحقوقه القومية المشروعة، الكورد على مر التاريخ لم يعتدوا على مصالح احد سواء العرب او الفرس او الترك بل دائما الكورد يتعرضون للاعتداء من قبلهم، وجوهر نضال الشعب الكردي هو من اجل الهوية والوطن وان ينعم بممارسة حقه في تقرير مصيره على ارضه التاريخية اسوة ببقية الشعوب، ان مصالح الدول العظمى والاقليمية التي فرضت هذا الواقع خلال القرن الماضي الحق ظلما كبيرا بالشعب الكردي، وكذلك الدول التي يتواجد فيها الكورد لم ترى الاستقرار، بمعنى ان حرمان الكورد من حقوقهم لم يفد القوميات السائدة والانظمة الدكتاتورية ايضا بل ابتلت دولهم بحروب وعدم استقرار، وان مصير الدول التي لا تؤمن بالديمقراطية كـ “سوريا و العراق ” والتي لا تعترف بحقوق مكوناتها مصيرها الانهيار والدور على ايران ايضا. نحن ندعم كل خطوة يعبر عن ارادة الشعب الكردي في اي جزء من كردستان ووفق ظروفها الخاصة، وحان الوقت ان يقرر شعب كردستان مصيره، و في اقليم كردستان عندما تقرر رئاسة الاقليم التي هي مرجعية منتخبة من الشعب أي قرار فاننا في الحزب الديمقراطي الكردستاني – ايران ندعمها وفق رؤيتنا الاستراتيجية لأننا كحزب من مدرسة جمهورية مهاباد، و نرى ان أي جهة او طرف يعادي قرار رئاسة الاقليم الذي يعبر عن ارادة شعب كردستان سيلعنه التاريخ ويلعنه الشعب الكردي مستقبلا، ونحن في الحزب الديمقراطي الكردستاني مثلما اوقفنا العمليات العسكرية من اجل حماية هذا المكسب ووقفنا معهم في مواجهة داعش فاننا سنقف بكل قوة مع أي قرار تتخذه رئاسة الاقليم ونحن على استعداد لتقديم أي دعم حين يتعرض لأي خطر. 
المصدر: الائتلاف 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…