أجرى الحوار عبدالباقي حسيني
1. لنبدأ من الآخر، أثار مؤتمركم التأسيسي في مدينة أورفا التاريخية الكثير من اللغط والاستفسارات عند بعض الكورد، لماذا أورفا تحديد، لا سيما ان الوضع الحالي حساس جدا فيما يتعلق الأمر بالحرب الدائرة بين الحكومة التركية و حزب ( ب ك ك). هل من أمور لوجستية معينة كان سببا لانعقاد المؤتمر هنا؟
ج. بداية اسمح لي التوجه بالشكر إليكم على هذا الحوار، وأن أتوجه بالتهاني لجميع كوادر وأعضاء رابطة المستقلين الكرد على إنجاح أعمال المؤتمر التأسيسي للرابطة. لماذا أورفا؟ في الحقيقة كنا نتمنى ان يكون المؤتمر التأسيسي للرابطة بإحدى المناطق الكردية بالداخل، ومع ذلك جرى مناقشة عدة خيارات هل نعقده في هولير، ام نعقده في اعزاز بالداخل، لعدة أسباب توافقنا على عقده بمدينة جد الأنبياء أورفا، مثلنا مثل باقي قوى الثورة والعديد من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات.
2. البيان الختامي للمؤتمر أثار أيضا حفيظة شريحة من شعبنا، وتوقفوا بشكل خاص عند نقطة، “ان المجلس الوطني الكردي هو الممثل الشرعي للشعب الكردي في سوريا”، لماذا هذا الانحياز؟
ج. لماذا ذكرنا بان المجلس الوطني الكردي هو الممثل الشرعي لاننا بالأساس وحتى قبل الثورة ننتمي الى الحراك الوطني الكردي وغالبيتنا ساهم بالثورة بشكل فعلي، وكنا قريبين سياسيا من المجلس، وحدثت مظاهرات كبيرة بالمناطق الكردية أكدت على تمثيل المجلس الوطني الكردي، والان نمر بظروف حساسة ودقيقة يحاول البعض تحييد الكرد وجرهم لأجندات اقليمية ودولية بالتزامن مع مفاوضات التسوية السياسية بجنيف، وبالتالي المجلس الوطني الكردي هي القوة الاقرب لنا سياسيا، علما بأننا حركة مستقلة الارادة والقرار ورغم دعمنا للمجلس لانسعى ان نكون إحدى مكوناته.
3. انتقد البعض الرابطة، بانها غير “مستقلة” بسبب التواجد الكثيف لأعضاء المجلس الوطني الكردي والائتلاف السوري المعارض في المؤتمر، وان الرابطة ربطت مصيرها بمصير هاتين الجهتين، وكما هو معلوم ان شعبية المجلس الكوردي والائتلاف في تناقص يومي، هل من استراتيجية معينة للرابطة لتمسكها بهاتين الجهتين؟
ج. بالنسبة للحضور الكثيف للمجلس والائتلاف وأنا أضيف حضور ممثلي قوى الثورة بالداخل، فهذا أمر طبيعي لاننا جزء من الثورة ومؤمنون باهدافها ومبادئها، ومن الطبيعي ان نبني شراكات بيننا وبين قوى الثورة والمعارضة التي تشبهنا، نحن مستقلون نعم مستقلون بتكويننا، مستقلون بقرارنا، ولسنا حزبا ولن نكون، ولكننا لسنا مستقلين عن الحالة السياسية ولم نكن كذلك يوما، ولانزعم بأننا نمثل جميع المستقلين نحن نضم مجموعة من المستقلين الغير منضوين تحت الاحزاب الكردية والذي قاموا بتاطير جهودهم ونشاطاتهم ضمن هذه الرابطة كحق مشروع لنا، وشرعيتنا تأتي من خلال نشاطنا وانضمام الناس لنا وتاييدنا، فمنذ الان قررت الهيئة العليا للمفاوضات اللقاء بنا في اطار نشاطها الجديد بخصوص التوسعة.
4. الكثيرين كان لهم تصور بان “المستقلين” إذا ما تم تشكيل كيان معين لهم، سيكونون “صمام الأمان” بين أقطاب الحركة السياسية الكردية، هل لكم تصور في المستقبل ان تلعب الرابطة هذا الدور؟
ج. بخصوص الدور المفترض الذي ستلعبه الرابطة، فهو يتعلق اولا بمصلحة الشعب الكردي بشكل خاص والشعب السوري بشكل عام، وبالتالي التواصل مع قوى الثورة لتعزيز السلم الأهلي وتخفيف التوترات العرقية والتأكيد على المصير والعيش المشترك، على قاعدة المساواة وعدم التمييز وضمان الحقوق، عبر مواقف واضحة من نظام الاجرام والعدوان الايراني والروسي وكافة قوى الارهاب المتواجدة على الارض السورية.
5. نعود إلى المؤتمر، البعض اتهمت الرابطة بان تمويلها من الدولة التركية، وان الرابطة هي جزء من اجندة تركيا، هل هذا صحيح، وإذا كان الجواب بالنفي، ماهي مصادر التمويل، من الذي غطى نفقات المؤتمر؟
ج. طبعا لا. بخصوص قضية تمويل الرابطة فأعتقد بان البعض بالغ كثيرا بهذا الأمر، فهم لم يسألوا مؤسسات اخرى عن مصادر تمويلها، بل ركزوا على الرابطة، مع العلم ان المهم هو النشاط والموقف والعمل الذي تقدمه هذه الجهة ليصار الى تقييمها بشكل موضوعي، ومع ذلك اكدنا في المؤتمر بان تمويلنا من رجال اعمال كرد وطنيين موجودين معنا، على الجميع ان يعلم بأن العمل السياسي يحتاج الى ثلاثة أمور اساسية هي الموارد البشرية والموارد المادية والرسالة السياسية المراد ايصالها، ونحن لسنا خارج هذا السياق.
6. ماهي خطط الرابطة في المستقبل القريب والبعيد، لكي تصبح الرابطة رقم صعب في الحراك الجاري، وبالتالي “كتلة سياسية” لا يستهان بها في المستقبل، أم انها ستبقى “منظمة مدينة” مهتمة بالشان العام الوطني والكردي فقط؟
ج. أخذ الحيز السياسي والموقف منه حجما كبيرا وصدى اعلاميا واسعا، لايعني بأننا نعمل بالحقل السياسي وحده، بل لدينا تصورات حول نشاطات مقبلة وقريبة تتعلق بالحقل المجتمعي والتنموي والثقافي والبحثي أيضا، تتعلق باعداد الدراسات وبناء القدرات وحوار المكونات، إضافة الى نشاطات ثقافية واعلامية ومدنية، بالنهاية نحن تجمع مدني طوعي غير تقليدي بطرق وآليات تأسيسه وتنظيمه ويضم جيلين؛ جيل ينتمي الى معارضة ماقبل الثورة وله تاريخ بالنشاط في هذا المجال وجيل شاب ينتمي للثورة، يلتقي كلاهما على اهداف ومبادئ ثورة الحرية والكرامة.
7. الكلمة الأخيرة لك، حبذا لو تضيف لنا بعض المعلومات الهامة و المتعلقة بالرابطة إذا كانت سائهة أو غائبة عنا؟.
ج. نحن كرد سورين ثوار، لن نفرط بحقوقنا القومية المشروعة ولن نتخلى عن الثورة واهدافها ومبادئها في اسقاط النظام، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية لجميع مكوناتها ومواطنيها وفق عقد اجتماعي جديد.
أورفا 17.06.2016