لم أحضر المؤتمر – 2/2

الدكتور محمود عباس  
نعود إلى إتمام السلبيات التي رافقت المؤتمر والرابطة سابقاً:
3-  وبما أنه استثنائي، غيبت فيه الانتخابات، ولم يحصل تغيير في الهيئة الإدارية، والتي هي من أحد أهم النقاط التي يجب أن تعتزلها الحركة الكردية الثقافية قبل السياسية، وأقصد التمسك بالمنصب، ولا بد من تجديد الهيئة وعلى فترات زمنية قصيرة، ولا شك استمرارية الهيئة القديمة رغم ضخها بشخصيات جديدة، حصل، وهي خطوة تقلل من الخطأ لكن لا تزيله، وتبريرنا بأنه: المؤتمر كان استثنائيا، ولم يكن للداخل حضور. نحن على أمل أن لن يتكرر هذا في المؤتمر العام القادم.
من حيث المنطق، نجاح المؤتمر أو فشله، لا تحدده مجريات اللحظة، والذي استمر يوم أو أيام بعده أو قبله، فمظم المؤتمرات في العالم ناجحة بشكل أو آخر، ونادرا جدا ما يقال بأنه فشل. وفي الواقع النجاح الحقيقي يكمن بما ستقدمه الهيئة الراعية للمؤتمر، والشريحة الثقافية المكونة لجسم الاتحاد، مستقبلاً للشعب الكردي، وللحركتين الثقافية والسياسية، من التوعية وتنوير الدروب، وإلى أي مدى ستتمكن من خلق تغيير في الروتين المدمر للحركة السياسية والثقافية ومنذ أكثر من نصف قرن، وكيف ستعمل لإزالة الثقافة الموبوءة المتراكمة، والتي رسختها الأنظمة المحتلة لكردستان، ومدى قدرتها على خلق تقارب بين الأطراف المشتتة من الحركة الثقافية في غربي كردستان، وهل ستتمكن من خلق حوارات شاملة ومثمرة بين أطرافها. عندها وهناك في القادم من الزمن، يمكن وضع التقييم الصحيح، وحينها يستطيع الناقد الحكم على الهيئة أو الاتحاد بأنه فشل أو نجح.
  الاتحاد العام، جزء من الحركة الكردية، قدمت ما تمكنت منه، لكن هي وغيرها لم يكونوا على سوية متطلبات الشعب الكردي، لكنها، حتى الأن، أفضل من غيرها، لأنها استطاعت أن تخلق مفهوما نوعيا بين الحركة الثقافية، وهي الاستقلالية في الرأي، والجرأة في القول، دون توسيع هوة الخلافات بين أطراف الحركة السياسية الكردية، بل كانت ولا تزال تعمل على خلق التقارب، وإبراز الإيجابيات عند أية جهة كانت، ونقد الأخطاء دون التحيز المطلق لجهة معينة، ورغم ما تلقفته كهيئة أو أشخاص منها، موجات من التهجم بلغت حد التشهير، لكن لم تفقد توازنها، وبقيت تمتص الصدمات قدر الإمكان، ولا تزال متمسكة بمبدأ الإخوة في المعاملة مع كل الأطراف، ومن ضمنهم الإخوة في الحركة الثقافية، الذين وتحت ظروف معينة ومنها معاناة الداخل، خلقوا البدائل للاتحاد العام، وشكلوا اتحادات  للكتاب في الداخل، غربي كردستان وانقسموا عن بعضهم وتحت ظروف، لسنا بصددها، لكننا تفهمناها لأنها كانت نتيجة معاناة قاسية وعميقة، ومثلها للصحفيين، ونبهناهم في حينها، وبينا أخطائهم، ولتفهمنا للظروف التي يمرون فيها وما هم فيه من المصاعب، طلبنا حينها، ولا نزال ونؤكد عليه، بأننا سنبقي الأبواب مشرعة بيننا لجميع أنواع الحوارات، والانتقادات، والنقاشات، علنا نتوصل إلى إجماع فيما بيننا، رغم الأجواء القاسية المخيمة على شعبنا ومنطقتنا، حتى ولو لم يكن الإجماع على سوية مؤتمر عام، فبالإمكان أن تكون على سوية اجتماعات دورية على الإنترنيت بين الهيئات وقد تكون أوسع، من الداخل والخارج، تشمل شريحة واسعة من الكتاب والصحفيين والمثقفين، منظمين أو مستقلين،، لأننا على قناعة بأن المؤتمر في الداخل لا يلبي  الحاجة، والأسباب معروفة، كما وأن الإخوة في الداخل لا يملكون أمكانيات الحضور إلى الخارج، لكن ورغم ذلك لا يمنع من أن نركز على خلق حوارات متواصلة، وجلسات متنوعة، ونتبادل الأفكار، ونعمل معا ضمن مجالات معينة نتناقش عليها مسبقاً، والأخ إبراهيم يوسف مخول في هذا المجال مع مشاركة الأخرين من الهيئة إذا دعت الضرورة، وهو دائم الحضور كممثل عن العلاقات الخارجية للاتحاد العام. 
  جريدة (بينوسا نو) الناطقة باسم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، تكون قد ختمت سنتها الخامسة، دون توقف وبنسختيها الكردية والعربية، وبمجهود أمين سر الاتحاد الأخ (خورشيد شوزي)، شاركه في النسخة الكردية سابقا الأخ قادو شيرين، والان الأخ عبدالباقي الحسيني، تفانوا في خدمتها وإصدارها في أوقاتها، وبحلة أجمل في كل مرة، ألتزم الأخ خورشيد بنهج محدد، ولم يحد عنه رغم الضغوطات العديدة، تمكن وخلال السنوات الخمس الماضية من تقديم خدمة ثمينة للثقافة العامة، بنهجها المحايد، والمركز على البعدين الثقافي والاجتماعي، مع استثناءات قليلة عندما تخص الشعب الكردي.
  يفتخر الاتحاد، ورغم انعدام الإمكانيات المادية، بقدرتها الحفاظ على إصدار جريدته بينوسا نو بدون توقف، وإيصالها إلى مرحلة النهج المتوازن، وذلك بجهود محررها الرصين خورشيد شوزي، والإخوة الكتاب والشعراء، والمؤرخين، والفنانين وغيرهم، الذين يشاركون بشكل متواصل في أعدادها، ويضخونها بأراءهم ونتاجاتهم الأدبية والفكرية والاجتماعية والتاريخية والفنية والسياسية أحيانا، ونحن جميعا نشارك في هذا العدد عيد ميلادها السادس، ونطفأ شمعتها الخامسة، أملين لها وللاتحاد دوام الاستمرار والتقدم والنجاح. والافتخار الأهم للاتحاد العام سيأتي عندما يتمكن من تأمين كادر مفرغ متكامل. 
  وفي الواقع التباهي الأهم ليس في: إصدار جريدة فقط، أو عقد مؤتمر استثنائي أو حتى عام، أو نقلها من هيئة رابطة إلى سوية الاتحاد العام، وكثرة عدد الأعضاء، ولا في توفير الإمكانيات المادية، أو زيادة عدد هيئات الداخل والخارج، بل: عندما يتمكن من إيصال الرأي الأصوب للشعب، ويقنع الأحزاب الكردية بعدمية صراعاتها، وأن يستطيع إيجاد تقارب بينهم، ويرشدهم إلى الأساليب الحديثة في مجابهة الأعداء، ويجد الطرق المناسبة بالتحرر من إملاءات القوى الإقليمية. ويؤكد بأنه استطاع أن يقلل من الخلافات بين أطراف الحركة الكردية، في غربي كردستان ويتمكن من تشكيل شريحة ثقافية متراصة، تعرف كيف تواجه مؤامرات الأعداء، ويعملوا معاً في حل القضايا القومية والوطنية بشكل جمعي، ويخلق الثقة عند الشعب الكردي بانه هناك قوة وحركة كردية، تقودها بشكل صحيح وفي الدروب السوية، وقادرة على قيادتها لإبلاغ الغاية، حتى ولو كانت متأخرة. 
الدكتور محمود عباس  
نائب رئيس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
30/4/2016

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…