وليد حاج عبدالقادر
بين الفينة والأخرى يطاعنا بعض من ذوي الذهنيات المتكلسة شوڤينية وعنصرية وفي احتكامية مقرفة حتى لأسس التاريخ ومنهجيتها المعرفية في ربطها الجغرافي وبالتالي تحديد او تقرير مصير حركات الشعوب وبالتالي مفهومية المواطنة في تلازم حقيقي مع بقعة تشي بخصائصيتها فيخرج أخيرا لا آخرا امثال دكتور كمال اللبواني وليمتطي ظهرانية تاريخ مأسسها هو وامثاله في ذهنيتهم المترسخة على قاعدة التجزيء واللصق / لا تقربوا الصلاة !! / و .. حتمي هو ليس بموقف شخصي بقدر ماهو موقف متمنهج تبناه غالبية القوى المؤتلفة في المعارضات السورية وايضا البعث وحلفائه الذين أسسوا عليها جميع مشاريعهم ومواقفهم إن لكوردستان الوطن او الشعب الكوردي
والموقف هذا كما اسلفت ، ليس بالجديد ، ففي سنة ١٩٩٣ كنا مجموعة من المعتقلين الكورد في سجن عدرا المركزي مع مجموعات من تيارات شيوعية واحزاب عربية مختلفة وطبيعي ان تكون مواقفهم غامضة وحتى ضبابية بسبب ظروف الاعتقال الطويلة وان بعضهم لربما سمع مجرد سماع بالشعب الكوردي وكوردستان وحتى من كان منهم قد التزم بحق تقرير المصير للشعب الكوردي وتوحيد كوردستان الكبرى كان قد شاب موقفهم الوهن وقد انقسموا داخل منظمتهم او حزبهم الى تيارين / حزب العمل الشيوعي / ، واختصارا أقول : كورديا كنا على إطلاع بمواقفهم والتي اثبتوها من خلال المناقشات ولم نتفاجأ بمواقف الأخوان المسلمين والبعث العراقي فيما جماعة صلاح جديد كان موقفه مموه والحزب الشيوعي تيار رياض الترك ايضا ومعهم العمل الشيوعي بتياريه ، وكانت هناك اتجاهات ناصرية متعددة وكلها تعتبر ذاتها الوصي على الوطن العربي والقومية العربية منها من مجموعة د . هاشم الأتاسي وجماعة حسن عبد العظيم اضافة الى اتجاه آخر وكنتيجة لنقاشات طويلة وايام السجن الأطول طرح واحدهم باسم مجموعته تصور حزبهم والتي استندت / ولاتزال للأسف / على المنطق او القاعدة التي يؤسس عليها امثال هكذا توجهات ، طرحهم الذي رأى بأن / الأكراد / وفدووا المنطقة مع المد السلجوقي ، والمنطقة حسب تعريفهم الجغرافي تشمل كوردستان بثلاثة اجزائها سوى الإيرانية منها ، وهكذا من دون ارتكازية على أية مبحث او مستند جغرافي / تاريخي ، وقدموا لنا مشروعا مطالبين ان نحدد موقفنا ومناقشتها وٱبداء رأينا في ذلك . كورديا وفي المعتقل كنا اربعة عشرة معتقلا ، عشرة من القيادة المشتركة واربعة من رفاقنا في حزب الإتحاد الشعبي الكوردي في سوريا ، وبالرغم من حداثة الإنشقاق ، إلا أننا كنا كأخوة ومناضلين من أجل قضيتنا القومية ، لنا خلافاتنا نتناثرها ونتجاذبها ونعود لتوحدنا جدران المعتقل ، وكانت لنا قراءتنا الكوردية لطرحهم لا الحزبية ، و قررنا أن نرد عليهم بمنطقهم التي أسسوا عليها وجودنا وواقعنا على خلفية وحدث تاريخي ، أن نرد عليهم وايضا بإستنادية تاريخية ، وكلفت من قبل جميع رفاقي بصياغة مسودة / رد تاريخي ، وبالفعل وبالتشارك مع الجميع وبالإستناد الى ما وفرته مكتبة السجن من مراجع وما اختزنته الذاكرة وكذلك الموروث التراثي والشعبي والعادات والتقاليد وكذلك كتب التراث العربي من فتوح البلاذري مرورا بتاريخ الطبري وابن خلكان وابناء الأثير واكثر ما أفادنا كان معجم البلدان لياقوت الحموي اضافة الى كتب التاريخ من وول ديورانت الى توينبي وتواريخ بلاد مابين النهرين والحضارة الفرعونية وباختصار شديد تلمسنا خيوط الأثر الكوردي منذ فجر التاريخ ولغاية انتكاسة ثورة ١٩٧٥ بعد اتفاقية الجزائر في اذار نفس العام ، وقدمناها لهم كحلقة نقاشية كاملة ولبت قيامة بعضهم ولو كانت لهم سجونهم الخاصة لكانوا مارسوها بحقنا اعتقالا مركبا ،بعضهم ناقض حتى كتب تراثه وإرثه وبعضهم ابدى استغرابه من وجود هكذا كم من المعلومات وهم لم ينتبهوا لها ، وبعضهم رغم تقديمنا لهم مراجعهم ايضا ارادوا تكذيبنا / ف . فواز مثلا / ولكننا كنا قد نوهنا مسبقا بأننا لا نحمل معاولنا ونحدد بالتحجير حدودنا بالرغم من أن أجدادنا هم من أسسوا لهكذا نوعية من التحديد والتحجير / أقصد الكاشيون .. اصحاب امبراطورية كاردو نياش وجهات العالم الأربعة / . وهنا وبخصوص ما ذكره المستكشف اللبواني أقول : نعم لقد كان صلاح الدين وعمومته مع جيش نورالدين الزنكي ولكن لا الزنكي قدم ليؤسس دولة زنكية ولا صلاح الدين اخذ منحى قومي ، والشوڤينيون صادقون في نقطة واحدة وهي الشتات الكوردي خارج كوردستان مع / المد السلجوقي / وانتشارهم في بلاد الشام واقصد بها دمشق والاردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان وحتى اليمن بدولتيه الأيوبيتين ، ونتمنى ألا ننجر ونحاكم صلاح الدين بعقلية اليوم لأننا إن فكرنا كورديا وبمنطق / اصحاب النزعات والأنس الأندلسية / اليوم فهم مسؤولون عن انسياح كبير للكورد الى حيث ذكرنا ، وللأسف الشديد والى هذه اللحظة هناك مفكرون عرب وبقامات ثقافية كبيرة اخذت المنحى ذاته في التفسير بالرغم من انهم كانوا عونا لنا في المعتقل ودافعوا عن وجهة نظرنا وأخص بالذكر السيد سلامة كيلة ولنتفاجأ بطرحه المخالف ايضا لكوردستانية المناطق الملحقة بسوريا سايكس بيكو ، وكذلك جزء كبير من كوردستان تركيا ، والمضحك المبكي دفاع واحدهم عن الثورة العربية الكبرى ولما واجهناه بمراسلات حسين مكماهون وفيصل كليمنصو ومجمل اتفاقات ومعاهدات سلطة الإنتداب الفرنسي على سوريا مع دولة اتاتورك ومع هذا بدا إصراره على الحق الإلهي المقدس وقوننة الهبة والإقطاع والمشاع والتي سيكون لنا فيها وقفة خاصة ، أن كل اولئك الذين يتهجمون على صلاح الدين او يتخذونه كمطية ليعبروا بها إن لغايات تاريخية تنمي عن ميلية واضحة للإفرنجة حينذاك ، او ترسيخا لمتلازمة مذهبية والموقف من انهاء الخلافة الفاطمية ناهيك اليوم وشرور النزعة العنصرية / العروبية مع جل التقدير لغالبية ناسها المنفتين على التاريخ وحقائقيته …