لابد ان تتحول مسألة الشعارات الى حقائق قانونية وشرعية وتتجسد مفاهيمها على الارض باتفاق سياسي مع الفصائل الكردية الرئيسية في البلاد والتي طرحت قضية الفيدرالية سابقاً وفي ظل تحديد واقع النظام السوري اين يكمن دوره وبقائه على الارض وكيف يمكن اعلان الفيدرالية من جهة سياسية لوحدها بمعزل عن تحديد واقع الدولة السورية ؟؟ ملف للحوار طرحه الصحفي حسين أحمد على المهتمين وفيما يلي القسم الثاني من المشاركات:
ابراهيم اليوسف : هذه النسخة المزورة من الفيدرالية لم تأت مدروسة.. انها استباقية وردة فعل على من يمثل -وفق وجهة نظري- أكثرية شعبنا
عند أي حديث عن الفيدرالية لابد أن نتناولها في مستويين، أحدهما الفيدرالية التي تم الإعلان عنها على عجل، وهي في رأيي نسخة مشوهة عن الفيدرالية المتوخاة، وثانيهما الفيدرالية كمطلب ملح للكرد في سوريا، نتيجة الأوضاع التي تمر بها البلاد، وباتت الحل الوحيد الذي هو في جوهره رد على تقسيم سوريا، لا مدعاة لتقسيمها، كما يزعم الكثيرون من الشوفينيين الذين بدؤوا العويل و ذرف دموع التماسيح التي لو كانت -صحيحة- لكان في إمكان هؤلاء تحرير “فلسطين” و” اللواء” و” الجولان، أو تحقيق أهداف:” أمة واحدة ذات رسالة خالدة”…غير أن هؤلاء ليسوا إلا مجرد حاقدين على الشعب الكردي، ولا يمكن لأحد منهم تصور الكردي و هو يتحدث بلغة غير لغته، ويسمى باسم بغير لغته، ويتعلم أطفاله في المدرسة بغير لغته إلخ. إن سعار هؤلاء الشوفينيين الذين وجدوا في-النسخة المشوهة- التي أعلن عنها من الفيدرالية فرصة لتفريغ سمومهم ضد الكرد ليؤكدوا أن العيش معهم ضرب من المحال، حتى وإن راحوا يزينون طروحاتهم مقدمين أنفسهم حماة للقومية العربية، ناهيك عن أن المعارضة في كل محطاتها-و إلى الآن- لا تستقر على إيجاد حل جذري للقضية الكردية في سوريا شأن النظام بما يؤكد أن كل من يتطير من الكرد إنما قد رضع والنظام من حليب- الضغينة- على الكرد نفسه..!. الفيدرالية المعلنة قلت فيها كلمتي على أنها -استباقية- ، وردة فعل على من يمثل -وفق وجهة نظري- أكثرية شعبنا، وقد جاءت مباغتة، على خلاف التصريحات التي صدرت من قبل هذا الطرف مؤكدة أن -الإدارة الذاتية- الحل النهائي في مرحلة ما قبل نهاية هذه الحرب اللعينة، بل إن هذه النسخة من الفيدرالية-سواء أدرك ذلك المغامرون بالإقدام على إطلاقها أو لم يعرفوا جاءت لإجهاض مجرد اقتراح دولي نسب إلى ممثل الخارجية الروسية، وهو قد جاء لتعقيد أية فيدرالية حقيقية، بل لنسفها، أو تأجيلها. هذه النسخة المزورة من الفيدرالية لم تأت مدروسة، ولا نتيجة لسبر آراء أبناء شعبنا، بل إنها قد أعلنت من قبل طرف واحد “وإن كانت هناك تنظيمات” عديدة تلتف في فلك زعم إدارتها، لدواع معروفة، أو نتيجة الانخداع ببريق الشعارات و لا رصيد جماهيريا لها جميعا، وهي جاءت محرجة للبسطاء الذين لم يتمكنوا من إبداء آرائهم بها، لاسيما في ظل حملات التخوين التي يقوم بها بعض بلطجية الإعلام الطارئين.
كنت أتمنى من الاتحاد الديمقراطي أن يفكر بحكمة هذه المرة، لا أن ينفذ ما يملى عليه من تكتيكات مضرة به، فقد كان عليه دراسة الأمر جيدا بعد الإقرار بأنه ليس أكثر من مجرد حزب من عشرات الأحزاب الكردية- ولا يمثل في الحقيقة إلا أقل بكثير من ال10% من شعبنا، لا أن يسوغ لنفسه اتخاذ قراراته تحت سطوة القوة التي يمتلكها نتيجة أسباب نعرفها جميعاً..
حقيقة، إن أي قارئ للمشهد السياسي السوري لابد له من أن يرى أن الفيدرالية المبنية على دعامات وأسس صحيحة، بعد كل هذا الدمار والتهجير والقتل الذي تعرضت له البلاد هي الوصفة الناجعة الحالية، والمستقبلية، لسوريا، التعددية، لأنها تعني وحدة البلاد، لا تمزيقها، كما يرى قصار النظر، ممن لا يجدون في سوريا “إلا فضاء ذا لون واحد ” نتيجة إصابتهم ب”عمى الألوان”
محمد سعدون: فيدرالية رميلان هي ليست فيدرالية بمعناها الحقيقي انما هي التفاف على حقوق الشعب االكردي في سوريا
كلنا نعلم ما يجري في الظاهر من مفاوضات بين النظام والمعارضة وكذلك اننا مقتنعون بأن كل القِوى المحاربة ( النظام وأدواته والمعارضة بمختلف اتجاهاتها وكذلك الارهابيين بمختلف تسمياتهم …) مفعول به محلاً والفاعل الحقيقي هم أصحاب المال والنفوذ في الخارج والذين شكلوا فريقين أيضاً حسب اجنداتهم .
وليس خافيٍ على أحد بأن المعارضة متأثرة بفلسفة البعث الشمولي نتيجة حكم حزب البعث لفترة طويلة . وضمن هذه اللقاءات لا توجد غير رؤية المجلس الوطني الكردي والتي تتضمن اللامركزية السياسية ( الفيدرالية ) لسورية اتحادية والتي وافق عليها تف دم من خلال اتفاقيتي هولير ودهوك والتي تحفظ عليها الائتلاف الوطني .
وأما سؤالكم عن فيدرالية رميلان فهي ليست فيدرالية بمعناها الحقيقي فهي عبارة عن عقد اجتماعي ينظم علاقة المكونات الموجودة في هذا الجزء من سوريا ( تطبيق الادارة المحلية بين المحافظات السورية) أي التفاف على حقوق الشعب االكردي في سوريا .
علماً أنه أثبتت تجارب العالم المتحضر ( امريكا ، سويسرا ، المانيا ، والامارات العربية المتحدة ….. ) انه لا استقرار في بلد مؤلف من عدة مكونات ( العراق وسوريا في عهد البعث ) دون حصول كل ذي حق حقه وذلك يكمن في اللامركزية السياسية ( الفيدرالية ) .فالننظر إلى وضع كردستان العراق واستقراره وتقدمه في ظل الدستور العراقي الاتحادي الفيدرالي نموذجاً .
اذاً لا استقرار في سوريا بدون تطبيق الفيدرالية وذلك أفضل نوع من الاتحادات للشعوب . وكان أولى لمؤتمر رميلان بالنداء إلى توحيد الكرد والتمسك برؤيتهم في معمعان هذه المفاوضات كمكون كردي له حقوقه حسب العهود والمواثيق الدولية في سوريا المستقبل كدولة اتحادية فيدرالية .
حسين عمر: انها خطوة تاريخية يجب دعمها
يبدو لي ان قصة الفدرالية تعددت في الوسط الكردي حسب التعاطي والارتباط وامكانية التحقيق ، من جهة الكل مع الفدرالية ولكل منهم شروطه بهذا الخصوص ، ومن جهة أخرى لا يمكن تحقيق اكثر مما تم اعلانه ، فدرالية تضم كافة مناطق الجزء الكردستاني الملحق بسوريا الا بالشكل العمومي الذي ظهر من خلال مؤتمر رميلان ، لاسباب موضوعية واقليمية عديدة ، لان لا طاقة ولا قوة للكرد اعلان فدرالية على اساس جغرافي قومي في هذه المرحلة بالذات ، حتى ان اقرب المعارضين للقضية الكردية يرفضون ذلك ، وما يقوم به بعض قيادات حزبي اليكيتي والديمقراطي الكردستاني ما هي الا للتغطية على عجزهم في ايجاد ارضية توافقية للحالة الراهنة والحقيقة فقد خذلهم حتى الذين اعتمدوا على دعمهم من الائتلاف ،الامر الذي اظهر بانهم يعارضون فقط لاسباب سياسية وتنافسية لانهم لا يملكون البديل ولا الامكانية لتحقيق ما يطرحونه ، الانجازات المتحققة ليست ملك احد بقدر ما هو ارث للشعب الكردي ولهذا فان الفدرالية المعلنة هي خطوة نحو استعادة بعض الحقوق وهي خطوة نحو فرض الامر الواقع وعدم انتظار كما يحاول البعض ترويجه ، انتظار التوافق وكتابة الدستور لان من سيكتب الدستور هو بالاساس لا يؤمن بحق الشعب الكردي في مطالبه ولو الحد الادنى منه ، انها خطوة تاريخية يجب دعمها ، بغض النظر عن من اعلنها
او شكلها ، هي خطوة نحو تحقيق العدالة لشعبنا .
اسمهان داوود: مجرد بروغندا اعلامية للتشويش على مؤتمر جنيف 3
برائي ان الفيدرالية هي افضل الحلول الان لايجاد حل واتفاق بين مكونات الشعب السوري لضمان الامن والاستقرار كما انها مطلب المجلس الوطني الكردي منذ بدء الثورة السورية وشيء جيد ان يتبنى حزب الاتحاد الديمقراطي الفيدرالية التي كانت رافضة عندهم بشكل مطلق ومتناقضة مع رؤيتهم (الامة الديمقراطية) التي يطالبون بها . ولكن ما روج على الاعلام هذه الايام بان حزب الاتحاد الديمقراطي اعلن الفيدرالية فهي عارية عن الصحة فهي مجرد بروغندا اعلامية للتشويش على مؤتمر جنيف 3 وردة فعل على عدم دعوتهم الى المؤتمر فهذا حالهم مجرد اي حدث دولي هم غير موجودين فيه لتحويل الانظار عن الحدث الى قراراتهم الضبابية . ولذلك ان اعلان الفيدرالية ليست مجرد كلمة ننطقها بل يجب ان تكون باتفاق سياسي مع جميع الفصائل الرئيسة في البلاد وان يتم تثبيتها دستوريا وان تكون على اساس جغرافي قومي ولكل سوريا وليس بالمناطق الكردية فقط وخالية من اي مضمون كردي . ولا يمكن اعلانها من جهة سياسية وحيدة .
جيان مراد : الفيدرالية ليست من اختصاص فصيل بمفرده أو جزء أو حزب أو فئة
السياسات الشوفينية في الأنظمة الشمولية جلبت للكورد في سوريا الويلات والظلم هدفت إلى طمس هوية وثقافة الكورد على أرضهم التاريخية وجعلت منه مكونا غريبا على أرضه في الوقت الذي تستمتع المكونات والقوميات الأخرى المجاورة بانشائهم لكياناتهم . لم يحصل الكورد على أبسط الحقوق حتى وفي ظل الظروف الراهنة هم الضحية الأكبر لذلك يرى بأن النظام الفيدرالي هو الشكل الوحيد الذي يمكن أن يضمن لهم حقوقهم وهو إقليم اتحادي ضمن دولة سورية اتحادية نظامه السياسي جمهوري برلماني ديمقراطي وهذا الشي لا يتوافق مع النظام السوري الذي يرفض ويحذر من المساس بوحدة الأراضي والائتلاف من جهته أبدى رفضه الكامل لمشروع الفيدرالية محذرة من تشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات على الرغم من الخلافات الكبيرة بين النظام والمعارضة إلا أنهما يجتمعان ويتفقان على نقطة واحدة وهي الرفض الكامل للفيدرالية ولا ننسى تركيا التي تخشى بدورها من إقامة حكم ذاتي كوردي على حدودها الفيدرالية أعود وأقول هي الحل الأنسب ولكن أن تطبق بشكل سليم ويجب أن نأخذ تجربة أقليم كوردستان أكبر مثال على ذلك كيف أصبح لها كيان مستقل وقوة عسكرية تحمي هذا الكيان الدول الحضارية تحترم دساتيرها ولا تتجاوزها بعكسنا نحن في الشرق الأوسط الدساتير تتغير وبكل أسف بجرة قلم لذلك هذه القوة ضرورية لتحافظ عليها الفيدرالية ليست من اختصاص فصيل بمفرده أو جزء أو حزب أو فئة بل لابد أن يتم ذلك بين جميع الأحزاب والقوى للمفاوضات إلى مرحلة عقد مؤتمر وليست بهذا الشكل الذي أعلنه حزب الاتحاد الديمقراطي بكل أسف هذا الشيء سيكون له سلبيات كثيرة لأنه سيخلق حالة من التوتر أكثر احتداما بين الفصائل والفئات الموجودة في سوريا وردود أفعال أكثر شراسة وستفتح حروب داخلية وحرب فكرية وهذا الشيء لن يؤدي إلا إلى كارثة أكبر من الذي مضى كلنا نريد الفيدرالية لأنه الحل الأنسب لخلاص الشعب من انتهاكات الحرب وهي لا تخيف كما يخشاها الكثيرون فما من دولة أتبعت الفيدرالية وخاب سعيها والأمة الوحيدة التي لا يتلائم وضعها مع النظام الفيدرالي هي أمة النمل.