آراء حول تدخل التحالف الاسلامي السني بقيادة السعودية في سوريا – (6)

ان التدخل العسكري في سوريا بات وشيكاً من قبل التحالف الإسلامي السني بقيادة”
السعودية ” لكن هل سيكون لهذا التدخل انعكاساته الايجابية على القضية الكردية في
سوريا أم سلبية , في ظل سيطرة محور ” إيران ” على مساحات واسعة من الاراضي السورية
..؟؟؟
سؤال تم توجيهه من قبل الصحفي حسين أحمد الى بعض السياسيين والنخب
الثقافية.. واليكم القسم السادس من الردود.

 

 نارين عمر: إذا رأت القوى العظمى أنّه
من مصلحتها حلّ القضيّة الكرديّة في سوريّا، واسترجاع حقوقنا المسلوبة، فإنّها
ستفعل ذلك من دون حسيب أو رقيب.
التّدخل السّعودي،
التّركي كان ملازماً للتّدخل الايراني، الرّوسي منذ البداية، وتحديداً .عند انحراف
الثّورة من مسارها الحقيقيّ. أصلاً هذه الدّول مجتمعة دفنت ما كنّا نظنّها ثورة
لأنّ كلّاً منهما تحاول أن تتزعّم السّنة في العالمين العربيّ والإسلامي، وتنشئ
الخلافة الإسلاميّة التي يسعون إلى تحقيقها. سوريّا تحوّلت إلى حلبة مصارعة وملاكمة
لمختلف دول العالم العظمى منها والصّغيرة في الشّرق والغرب، وميداناً لتصفية
الحسابات، والخاسر الوحيد كان وما يزال نحن، الشّعب السّوريّ المسكين والمغلوب على
أمره بكلّ فئاته وقوميّاته وأطيافه في ظلّ انعدام معارضة حقيقيّة أو مخلصة، تتمتّع
بالحنكة السّياسيّة، والدّبلوماسيّة. أمّا بالنّسبة إلى التّدخل العسكريّ من قبل
التّحالف الإسلاميّ فهذا عائد إلى الدّول والقوى العظمى في العالم التي تتحكّم
بمصير الدّول والشّعوب طبقاً لمصالحها الخاصة، ومصالح شعوبها، ووفقاً لرؤى أفكارها
وأهدافها، فإن أرادت أن توقف الحرب، وتنهي مآسي السّوريّين ونكباتهم، سيفعلون، وإلا
سيطيلون أمد الحرب لأعوام وأعوم من دون رحمة أو شفقة بنا، وسوف يأمرون أصحاب هذا
التّحالف بتنفيذه. والأمر ذاته بالنّسبة إلى الشّعب الكرديّ، إذا رأت هذه القوى
أنّه من مصلحتها وفي مصلحتها حلّ القضيّة الكرديّة في سوريّا، واسترجاع حقوقنا
المسلوبة، فإنّها ستفعل ذلك من دون حسيب أو رقيب، فهم يقيسون الأمور وفق مصالحهم
وتصوّراتهم، ويفصّلون ما يحلو لهم، ويلبسون كلّ فئة أو شعب أو قوم الثّوب الذي
يرونه هم مناسباً له وعلى مقاسه. الأمور كلّها باتت معلّقة، ويبدو أنّ هذه الدّول
حتى وإن أرادت أن تفعل شيئاً يطفو على السّطح أمر آخر يرونه مضافاً إلى قائمة
مصالحهم ورؤاهم. مستقبل الكرد في سوريا وفي الأجزاء الأخرى إذاً مركون في بهو هذه
الدّول والقوى ومصالحها، وبكلّ التّأكيد هي تنتظر ما يحلو لها..

 

  شهناز كلو: أعتقد ان
شعبنا سيعاني أكثر عند التدخل

.

 

هناك كلمات بالرغم أننا مللنا من تكرارها وقولها
الا اننا لا نرى مخرجا من دونها وهي الوحدة وتوحيد الصفوف وتوحيد القوى الكردية حيث
انه يجب على الكرد جميعا ان يؤمنوا بان اليد الواحدة لاتصفق ، وأنه ليس للكردي الا
أخيه الكردي مهما اختلفت الاراء والمعتقدات ، فعندما نكون قوة واحدة وعندما تعمل
هذه القوة من اجل المشروع الكردي فقط لاغيره حيث أنه لايهمنا ككرد في هذا الصراع
المشروع السني ولا المشروع الشيعي بل يهمنا فقط ان نحصل على حقوقنا القومية بالدرجة
الاولى وهذا بالطبع تتطلب الوحدة بين قوات الحماية الشعبية ( الكردية ) وبين
بيشمركة روزأفا ونبذ كافة الخلافات من اجل المصلحة القومية والدفاع معا عن مناطقنا
بقدر المستطاع حينها سنكون مرتاحي الضمير حتى لو هلكنا جميعا معا ، وأعتقد عندها
سنشكل قوة أساسية في المنطقة ، وسيحسب لنا حساب في كل المفاوضات ، ولكن ان بقيت
حالة التشرذم والانقسام بين الكرد فلن يحل علينا غير الكوارث والانتكاسات والخسائر
في ظل التدخلات من قبل الكثير من الدول ولن يبقى لنا الا الحلول الدولية … أعتقد
ان شعبنا سيعاني أكثر عند التدخل .

 

 بير رستم: قوات التحالف الإسلامي .. هي لخلافة “داعش”
وإعلان إقليم سني في سوريا!! 

 

إننا ولكي ندرك أبعاد (التدخل السعودي
التركي) _أو ما يعرف بالتحالف الإسلامي السني بقيادة السعودية_ براً إلى الأراضي
السورية وإنعكاساتها العسكرية والسياسية على مجموع الملفات وعدد الأزمات وكذلك
موازين القوى على الأرض وبالأخص ما يتعلق منها بالقضية الكوردية، علينا بدايةً أن
نعرف خريطة القوى والميليشيات وسيطرتهم على المساحات الجغرافية والأهم أن نكون على
إطلاع أو إستقراء ومعرفة بتلك الجغرافية التي ستكون مسموحة لقوات (التحالف الإسلامي
السني) بالتواجد فيها والدفاع عنها. وبالتالي ومن خلال المتابعة للمواقف الدولية
وعلى الأخص الأمريكية والروسية مع حلفائهم فإننا يمكننا القول؛ بأن لا يمكن لتلك
القوات بالدخول إلى الأراضي السورية إلا من خلال إجماع دولي وبقرار من الأمم
المتحدة.. وهذا ما صرح به كل من وزيري خارجية تركيا والسعودية نفسيهما، حيث قال
“مولود جاووش أوغلو”؛ وزير خارجية تركيا، بأننا “لن ندخل براً بدون قرار من الأمم
المتحدة” وأكد على ذلك الوزير السعودي “عادل جبير” وذلك قبل أيام. أما بخصوص موقف
كل من الروس والأمريكان، فهو معلوم للجميع؛ حيث نعلم جميعاً بأن روسيا على خلاف
_وربما نوع من العداء_ مع تركيا وذلك نتيجة الخلاف في عدد من الملفات الإقتصادية
والسياسية وأخيراً العسكرية مع إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا وقد رأينا تفجر
الوضع بين البلدين وبالتالي فكل من الدولتين تحاولان إحباط مشاريع الدولة الأخرى في
سوريا، لكن ومع هيمنة الروس على الأجواء السورية وبضوء أخضر من الحليف _العدو
الصديق_ أمريكا، فإنه من الصعوبة بل الإستحالة؛ أن تسمح لتركيا بالدخول براً
للأراضي السورية وذلك من دون موافقة وقرار دولي وهي تعمل في الفترة الأخيرة لشق
التحالف التركي السعودي وقد قامت بدعوة الملك سلمان مؤخراً لزيارة روسيا. أما
الموقف الأمريكي ورغم تحالفهم الإستراتيجي مع تركيا ضمن حلف ناتو، إلا أنها أفشلت
كل مخططات وسياسات تركيا وحطمت كل خطوط (السطان الحمر)، وذلك إبتداءً من حمص ولن
تنتهي في إعزاز والتي ستشكل تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، بداية تحول
جديد وتشكيل إقليم “الشمال الفيدرالي” ولتكون نواة مرحلة وخارطة الشرق الأوسط
الجديد التي بشرت بها “كونداليزا رايس”؛ وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق وذلك في
كلامها من لبنان أثناء العدوان الإسرائيلي عليه في تموز / آب 2006. وبالتالي وبحسب
ما سبق؛ فأعتقد أن دخول القوات البرية من قوى (التحالف الإسلامي السني) لن يكون
سهلاً، وإذ لا بد، فيجب أن يكون من خلال توافق دولي وبقرار من الأمم المتحدة وكذلك
بغطاء من قوى التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة مع ضمان الموافقة الروسية
وبشروط محددة؛ منها تحديد المنطقة الجغرافية التي سوف تتحرك عليها تلك القوات والتي
باتت شبه معروفة ومحصورة بالمناطق الشرقية؛ من بادية تدمر إلى الحدود العراقية ودون
التعدي على المناطق الكوردية على طول الحدود التركية وكذلك دون الإقتراب من الساحل
أو العاصة دمشق. ما تعنى إن مهمة تلك القوات ستكون مساعدة القوات الدولية براً ودحر
“داعش”، لتشكيل إقليم سني في سوريا وعندها تكون حلقة التقسيم إكتملت ولتكون سوريا
القادمة بثلاث أقاليم جغرافية سياسية؛ إقليم كوردي (الشمال) وإقليم علوي (الساحل
والعاصمة دمشق)، مع إقليم سني في تلك المناطق التي تسيطر عليها داعش حالياً.. وربما
فقط عندها فقط، تجلس كل الأطراف والقوى الدولية والإقليمية وكذلك المحلية للتهنئة
والتوقيع على “تقسيم الكعكة السورية” وإعلان الدولة الفيدرالية.

 

 حميد خلف: لا يمكن للقوات السعودية و التركية ان تتدخل
برياَ في سوريا دون موافقة التحالف الدولي

 

اعلنت كل من تركيا والسعودية
أنها على استعداد لتدخل عسكري بري في سوريا لمحاربة داعش . و لكنه تدخل سيكون له
أبعاد اخرى بالنسبة لتركيا لانها تريد إيقاف التمدد الكردي على حدودها و تعتبر أمر
دعم الأكراد من قبل الولايات المتحدة و روسيا لإقامة كيان كردي على حدودها الجنوبية
خط أحمر سيستلزم تدخل عسكري مباشر لإجهاض هذه المحاولة و قد بدأ بالفعل قصف مدفعي و
جوي تركي على مناطق سيطرة الأكراد في الريف الشمالي لمدينة حلب . أما السعودية
فإنها مضطرة إلى تغيير تكتيك الحرب بالوكالة بعد أن تدخلت روسيا عسكرياَ بطريقة
مباشرة في سوريا و قلبت الموازين إلى صالح نظام الأسد و المليشيات الإيرانية التي
تقف بجانبه . في الوقت الذي أصبحت فيه فصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من
قبل تركيا والسعودية على حافة الإنهيار و الانهزام تحت الضربات الروسية العنيفة و
التي ادت الى تسليم معاقلها للقوات الكوردية في بعض القرى . لا يمكن للقوات
السعودية و التركية ان تتدخل برياَ في سوريا دون موافقة التحالف الدولي و خاصة
موافقة امريكا الحليف القوي للقوات الكوردية . لذا سيكون التدخل السعودي التركي ضمن
شروط و اهداف معينة الا و هي محاربة تنظيم الدولة الاسلامية فقط دون المساس بالقوات
الكوردية او خلق نزاعات و صدامات بينها و بين القوات الكوردية . و بالتالي لا
تستطيع السعودية و تركيا الخروج من سقف هذه الشروط .و اعتقدا ان السعودية و تركيا
قد لا توافقان على هذه شروط .

 

 

 

 جويل
أحمد
: القضية الكردية لها خصوصية خاصة وورقة
الكرد مرتبطة بالدول صانعي القرار.

 

ملامح الحرب
محتملة. وهذا ليس بجديد بعد فشل المحادثات واخفاق حلفاء المعارضة وظهور تقدم المحور
الشيعي على الارض أستوجب تأطير العمل (التحالف)الجديد بقيادة السعودية والدول
الحليفة والمتحالفة لها وان استمرار الحرب الداخلية في سوريا من دون تواصل الى
وقفها لا بحل سياسي ولا بحل عسكري معناه ان التقسيم ات لا محالة وقد لا يتم ذلك الا
بعد تدمير البنية التحتية للدولة السورية القضية الكردية لها خصوصية خاصة وورقة
الكرد مرتبطة بالدول صانعي القرار. وأن الكورد دائما وابدا من الشعوب المظلومة منذ
عقود طويلة نتيجة سياسات دكتاتورية الحاكمة بحق الشعب الكوردي وكانوا شركاء مع
إخوانهم العرب والفرس والترك في المحن وقد شاركوا في تحرير تلك الشعوب من
الاستعمار. وإن القضية الكوردية ليس وليدة اليوم إنما قضية حقوق مغتصبة ولهم أرض
وجغرافية وتاريخ والتراث الحضاري من آلاف السنين وان الكورد ليس لهم علاقة بالصراع
الدائر بين المحورين على حساب دماء الشعب السوري لأن الكورد كانوا مع الثورة
السورية من يوم انطلاقتها ومتمسكين بمبادئهم ونضالهم في سبيل تحقيق سوريا دولة
ديمقراطية مدنية ومع متطلبات واستحقاقات الثورة السورية التي ناضلت من أجلها وأنني
مع الحلول الجزرية للمشاكل المنطقة وليس أنصاف الحلول وتعقيداتها. .
————–

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…