آراء حول تدخل التحالف الاسلامي السني بقيادة السعودية في سوريا – (3)

ان التدخل العسكري في سوريا بات وشيكاً من قبل التحالف الإسلامي السني
بقيادة” السعودية ” لكن هل سيكون لهذا التدخل انعكاساته الايجابية على القضية
الكردية في سوريا أم سلبية , في ظل سيطرة محور ” إيران ” على مساحات واسعة من
الاراضي السورية ..؟؟؟
سؤال تم توجيهه من قبل الصحفي حسين أحمد الى بعض
السياسيين والنخب الثقافية.. واليكم القسم الثالث من الردود.
 كفاح محمود: تبدو فرص غاية في الاهمية امام القضية الكوردية 
هذا يعتمد على دقة الاداء السياسي والعسكري الكوردي
هناك، فليس من مصلحة الكورد ان يكونوا ضمن صراع طائفي او اقليمي كما يحصل الان في
العراق وسوريا، وما هذا الاستقطاب لقوى اقليمية ودولية عظمى الا انعكاس لطبيعة
الصراعات المذهبية والعرقية بين بقايا امبراطوريتان حكمت كل هذه المنطقة ذات يوم
الا وهي العثمانية وجديدها تركيا والفارسية وجديدها ايران.
باعتقادي الموضوع
اليوم تجاوز ما اطلق عليه بالثورة السورية وتحول الى صراع على مناطق نفوذ، ليس في
سوريا فحسب بل في العراق ولبنان واليمن وليبيا وربما تشتعل الامور في بلدان اخرى
لتتسع معها حاجة الاطراف الاقليمية الرئيسية الى مساحات اخرى من النفوذ.
في خضم
ذلك تبدو فرص غاية في الاهمية امام القضية الكوردية لتتحول من انتفاضات وثورات
مناطقية في اجزائها الى واقع على الارض بمؤسسات منتخبة تمثل ارادة شعوبها كما حصل
في اقليم كوردستان العراق وبذلك تكون اكثر مقبولية وتحقق تقدما في خيارها
الديمقراطي المتحضر دونما ان تكون جزءا من صراع مذهبي او ديني او اقليمي.

 

 فيصل اسماعيل: سيكون سبب مباشر لدخول البيشمركة الى
كوردستان سوريا 

 

ماجرت في المنطقة من الويلات والحروب والتي دامت اكثر
من ثلاث عقود ﻻ بد في النهاية ان تتمخض عنها قرارات دولية لصالح الشعوب المغبونة
تاريخيا اعتقد خلط الاوراق لصالح شعبنا وسيكون سبب مباشر لدخول البيشمركة الى
كوردستان سوريا وسيتم كسر الايادي الايرانية في سورية او على اقل تقدير حصرها علي
الساجل السوري { المنطقة العلوية } وبداية مرحلة جديدة في سوريا وسيكون لصالح شعوب
المنطقة المغبونة المهم لابد للكورد حصولهم على جغرافيتهم في هذه المرحلة وتامين
طريق وميناء كوردي على البحر الابيض المتوسط لإيصال النفط الكوردستاني الى العالم
الخارجي.

 نادية خلوف: ما يصيب الأكراد من تدخل
الدّول هو تماماً ما سوف يصيب السّوريين
بالنسبة لي أنا ومنذ بدء
الثورة مع قضيتين، وهما ضد التدّخل الخارجي في سوريّة وضد حمل السّلاح.
لو رفع
الغرب يده عن الأسد لسقط النّظام .
هذا ما تريده أمريكا في سوريّة، وحل القضيّة
الكردية أو قضية داعش أو الأسد بيدها. تركيا والسعوديّة لن تتحرّكا إلا بعد أخذ
الضوء الأخضر من أمريكا، وبالحجم الذي تسمح به.
أما عن القضّية الكرديّة فلا
أعتقد أنّها تنفصل عن القضيّة السّوريّة في الوقت الحالي على الأقل بالنسبة لأكراد
سوريّة ، ويبقى حلم الدولة الكردية في حدود أكبر هو في رسم التّاريخ.
التّدخل
التركي السّعودي هو من أجل إبقاء الشّعب السّوري تحت سيطرة الاستبداد، ويكون الغرب
في راحة لعقود عديدة، كما أنّ التدخل الروسي بإذن أمريكي هو من أجل ضمان بقاء
الدّكتاتوريات في المنطقة العربية وغير العربية، ومن أجل إعطاء الدرس لجميع شعوب
المنطقة.
أودّ التنويه هنا بأن الشّعب السّوري أغلبه مهجّر، والمناطق الكردية
خاوية على عروشها ، والذين يحملون السّلاح في الداخل موزعون في ولاءاتهم بين تركيا،
وإيران، والسعودية، والجميع مرجعهم أمريكا . أي أنّ التّدخل موجود من قبل تركيا
والسعودية.
ما يصيب الأكراد من تدخل الدّول هو تماماً ما سوف يصيب السّوريين،
ومسار القضية الكردية، والسورية متلازم ، وجميع الفئات على الأرض هم ضحايا
النّظام.
أودّ التأكيد بأنّ تركيا والسعودية لن تتدخلا إلا بموافقة أمريكا، وفي
الحدود التي ترسمها، وقضايا الشعوب دائماً تنتصر في النّهاية ، ومنها قضية الشّعب
الكردي .

 

 رفعت حاجي: للظفر بالنتيجة الايجابية مرهونة بوحدة الموقف
والمطلب أولا ,ثم توحيد الصف الكوردي 

 

لاشك ان الثورة
السورية في تحويلها من الداخل الى الاقليمية عبر التدخل المليشياوي الشيعي بزج
ايران قوات حرسها الثوري ، زاد من توسيع حروب المنطقة بشعارات دينية ومذهبية مقيتة.
ومما لاشك فيه ان تعدد الجبهات تضعف تلك القوة وتؤدي الى تخفيض رصيد ايران في
المنطقة، ما استدعى بالتضحية شيئاً لقرينتها العاقة روسيا.
ويتكرر السيناريو
نفسه على نطاق دولي اوسع دفاعاً عن الخليج من البوابة السورية العراقية ، وسيكون
السيناريو الاسوأ في المنطقة , فالمواجهة العسكرية ما ان حدث ، يراها البعض انها
تعزيز للمعارضة السورية و رسالة عالمية بدعم الرياض للمعارضة الموالية لها والتي
تضم الجسم الكوردي الـENKS) الكوردي .
فمع احتدام المعارك العسكرية داخل الاراضي
السورية ، بين الاسد والروس من جهة و قوى الثورة السورية من جهة اخرى ، وتراجع
الاخير في الآونة الأخيرة ، بدأت ترتفع أسهم دخول البيشمركة التي أضحت من الصعب
تجنبها في معادلة معالجة الأزمة السورية ، ومن جانب القوات العسكرية السعودية التي
باتت قاب قوسين او ادنى في التوجه نحو دمشق لتبدأ رحلة مواجهة عسكرية طويلة الأمد
مع غريمتها طهران في الملعب السوري .
اما بالنسبة للكورد .. فهذه اعادة اعطاء
فرصة بعد ان كاد الفرصة الذهبية تنساب من بين اناملهم وتهدر , للظفر بالنتيجة
الايجابية مرهونة بوحدة الموقف والمطلب أولا ,ثم توحيد الصف الكوردي، وخطابه الذي
اضحى بأمس الحاجة لمواكبة الحدث, والتي على ما يبدو انه مع كل تحول مفصلي في الحدث
السوري ،تكون الخانة التي تحتجز للكورد فيها معدةً من قبل الجهات المختصة ، مرسومة
ومفروغاً منها ، والتي تتجسد في ولادة جسم جديد من البطن الكوردي الخصب للإنجاب ،
ليتكفل باستبعاد الكورد من الساحة في معمعة الاتفاقات الذاتية فيما بينهم، فرفع علم
فصيل كوردي في دولة تمطر الشعب السوري بوابل نيران طيرانها ، وفي الجانب الاخر فصيل
يسعى لتناسب الخطاب الكوردي مع الحلفاء الذين يترأسهم قيادة التدخل الزعوم لخلق
توازن سوري كوردي ، تتزامن مع الجسم الكوردي والحديث الولادة المسمى بـ(التحالف)
الذي يزيد غموضاً في انشطار كوردي كثيف .
فالاحداث الاخيرة التي شهدتها الساحة
السورية قد تغير خارطة المشهد وحصرا بعد وداعة سايكس بيكو والبث في تقسيم جوي عوضا
عن الثقسيم الجغرافي ، وما حطت الطائرات السعودية في مطار انجرلك الا للاستعداد
لحجوزات جديدة للسماء السايكس بيكوي، فمن فشل جنيف الى تراجع المعارضة وصولا الى
اعلان وزارة الدفاع الامريكية عن خطة سعودية بدخول قوات برية الى سوريا واستدراج
الفيدرالية من خلال المفوض الدولي ديمستورا و ايضا روسيا ، واستنطاق الاسد بها ولو
انه اودعها في ملعب الشعب والمستقبل ، بات المشهد يؤكد مواجهة عربية ايرانية روسية
على ارض سوريامؤكدا تطابق التوجه الغربي مع قول رئيس اقليم كوردستان ” ان التعايش
القسري تجربة فاشلة وعل حكام العالم ان يعترفو بهذا الخطا ” .

 

 

ادريس ابراهيم: القضية الكوردية تتبلور بخطى متسارعة
من خلال عامل الزمن

 

لا بُدَّ من الاِعتراف أن المحور
السّني فشل في سورية سياسياً وما التلّويح السّعودي بالخيار العسكري مؤخراً إلّا
لحفظ ماء وجه شركائه على الأرض. ولا شكَّ ان الخيارين السياسي والعسكري صنوان لا
يكادان ينفصلان عن بعضهما ،سيما وان جنيف 3 وضعت خارطة طريق خجولة للأحداث السّورية
والقراءات المختلفة والمتبا ينة من المعارضة والنظام كلٌّ من موضعه يظهر الشّرخ. تلك
الخارطة التي لم تتبنى لا طموحات الشعب ولا الاجندات السّنية التي كانت تمني النفس
بمرحلة اِنتقالية دون الاسد على أضعف تقدير. قبل التطرق والإجابة عن السؤال لابد من
الدراية أن الخط السياسي لجنيف لا يحقق للنظام نصر سياسي فحسب بل يكسبه نصرٌ عسكريّ
من خلال توظيف السياسة ببقاء الاسد على رأس السّلطة في سورية ولو مؤقتاً. من هنا
يمكن قراءة التدخل السعودي المشروط بقيادة أمريكية للتحالف صاحبة -مشروع الشرق
الأوسط – المشروع المتكامل الوحيد في المشرق العربي يأتي لمنع أو تأخر سقوط المحور
السّني على الأرض وبذلك تكون سورية مُقبلة على فصلٍ آخر من فصول الحروب العبثية
وتمديد لها ،فالبيدق السعودي جاء بإشارة من امريكا و لصب الزيت على النار و تمديد
لآمد الحرب ليس إلّا. خُلاصة القول: القضية الكوردية تتبلور بخطى متسارعة من خلال
عامل الزمن وهي بأمس الحاجة لترحيل الحلول بغية مستجدات جديدة من ترتيب البيت
الكوردي بعد المكاسب الحقيقية التي لم تعد تخفى والتي لم تتحقق إلا بعامل الزمن
الذي إنْ لم يكن لّما وجد مشروع الشرق الاوسط الجديد ولا القضية الكوردية لا
إعلامياً ولا دولياً.
 —————-

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…