ابراهيم محمود
يلاحَظ في الآونة الأخيرة مدى ظهور كل من
رئيس تركيا ورئيس حكومته، بشكل يومي تقريباً، كما هي نشرات الأخبار، وليس هناك أكثر
من الإشارة إلى كل من ” pkk”، ومن ثم ” ypg “، أو ما بات يعرَف جمعاً بالـ” قنديل ”
الكردي المتحرك والذي يشكّل، في عرف الاثنين ومن معهما، تهديداً للأمن القومي
التركي وأبعد. هذا التركيز يضع دولة كاملة بكامل قدراتها في مواجهة تنظيم كردي
وآخر، امتداد له، وما يترتب على ذلك من إبراز ضراوته، وأن التركيز ذاك يدفع، ربما،
حتى ” أتراكه ” أي أردوغان ” ومن بعده، أو قبله ” داود أوغلو “، إلى تلمُّس حقيقة
أخرى، وهي عدم الاستهانة بالقوة الكردية، لا بل والشك في قدرة الدولة التركية ذات ”
الهيبة ” على حماية لا حدودها فحسب، وإنما داخلها أيضاً.
رئيس تركيا ورئيس حكومته، بشكل يومي تقريباً، كما هي نشرات الأخبار، وليس هناك أكثر
من الإشارة إلى كل من ” pkk”، ومن ثم ” ypg “، أو ما بات يعرَف جمعاً بالـ” قنديل ”
الكردي المتحرك والذي يشكّل، في عرف الاثنين ومن معهما، تهديداً للأمن القومي
التركي وأبعد. هذا التركيز يضع دولة كاملة بكامل قدراتها في مواجهة تنظيم كردي
وآخر، امتداد له، وما يترتب على ذلك من إبراز ضراوته، وأن التركيز ذاك يدفع، ربما،
حتى ” أتراكه ” أي أردوغان ” ومن بعده، أو قبله ” داود أوغلو “، إلى تلمُّس حقيقة
أخرى، وهي عدم الاستهانة بالقوة الكردية، لا بل والشك في قدرة الدولة التركية ذات ”
الهيبة ” على حماية لا حدودها فحسب، وإنما داخلها أيضاً.
لعل تركيا، وهي تستنفر كل إمكاناتها، عبر توجيه الأنظار إلى ” إرهاب ” التنظيم
الكردي ورديفه، تنافس المعارضة السورية التي تشدد على طغيان النظام السوري، ومن
خلال لفت أنظار الدول الكبرى، وأميركا في الواجهة، ليتحول التنظيم الكردي ذاك إلى
كابوس يكبس أنفاسها على مدار الساعة، خصوصاً، حين توجَّه أصابع الاتهام إليه، إثر
كل عملية تفجير في الداخل، أو حتى المس بأمن أي مواطن ” تركي ” فيها، ولا بد أن هذا
الظهور الدوري في وسائل الإعلام التركية المختلفة، وحتى في زيارات إلى دول الجوار
وأبعد، من قبل ساسة أتراك، والإشارة المستمرة إلى ” إرهاب ” التنظيم، والاستغراب من
عدم التجاوب مع ” تحذيراتهم ” خارجاً، لا بد أن في ذلك تقليلاً من مصداقية السياسة
التركية، ومفهوم السلام المنشود بينها وبين الكرد.
الكردي ورديفه، تنافس المعارضة السورية التي تشدد على طغيان النظام السوري، ومن
خلال لفت أنظار الدول الكبرى، وأميركا في الواجهة، ليتحول التنظيم الكردي ذاك إلى
كابوس يكبس أنفاسها على مدار الساعة، خصوصاً، حين توجَّه أصابع الاتهام إليه، إثر
كل عملية تفجير في الداخل، أو حتى المس بأمن أي مواطن ” تركي ” فيها، ولا بد أن هذا
الظهور الدوري في وسائل الإعلام التركية المختلفة، وحتى في زيارات إلى دول الجوار
وأبعد، من قبل ساسة أتراك، والإشارة المستمرة إلى ” إرهاب ” التنظيم، والاستغراب من
عدم التجاوب مع ” تحذيراتهم ” خارجاً، لا بد أن في ذلك تقليلاً من مصداقية السياسة
التركية، ومفهوم السلام المنشود بينها وبين الكرد.
ثمة بعد آخر للموضوع، وهو أن
القنديل الكردي المتحرك، وعلى طريقة تجييش الإعلام التركي، يستقطب الأنظار وحتى
وجدانات ممن لم يكترثوا بما يجري، وأن تركيا تواجه وضعاً شديد التأزم، تكون متحملة
لمسئولياته باعتبارها دولة. أم تراها من خلال تكثيف هذا الحشد السياسي الحكومي
والإعلامي، ترمي إلى ما هو أبعد مما يمكن التفكير فيه، وهو أن في تركيا توجد مسألة
واحدة، كردية العلامة، وهي تحمل بصمة” بككاوية ” وفي إثرها ” بَيَداوية “؟ فلا يكون
من حضور للكرد إلا من هذه الجهة، وما في ذلك من لعبة مخابراتية محكمة، واختزال
القضية الكردية برمتها !
القنديل الكردي المتحرك، وعلى طريقة تجييش الإعلام التركي، يستقطب الأنظار وحتى
وجدانات ممن لم يكترثوا بما يجري، وأن تركيا تواجه وضعاً شديد التأزم، تكون متحملة
لمسئولياته باعتبارها دولة. أم تراها من خلال تكثيف هذا الحشد السياسي الحكومي
والإعلامي، ترمي إلى ما هو أبعد مما يمكن التفكير فيه، وهو أن في تركيا توجد مسألة
واحدة، كردية العلامة، وهي تحمل بصمة” بككاوية ” وفي إثرها ” بَيَداوية “؟ فلا يكون
من حضور للكرد إلا من هذه الجهة، وما في ذلك من لعبة مخابراتية محكمة، واختزال
القضية الكردية برمتها !
إنها مجموعة من الاحتمالات التي يمكن النقاش حولها في
ضوء المستجدات، حيث تكون تركيا هذه مزكَّية لأسوأ ما يمكن التخوف منه على مستوى ”
أولي أمرها “، أي أن تشهد تقسيماً، وولادة دولة كردية، أو تجزئة لها، كما يمكن
المضي بفكرة كهذه، عند التدقيق في مخاوفها ذات الصلة بمتابعتها المركَّبة:
الإعلامية والعسكرية في شمالي كردستان وغربيها، أي في تصعيد موقفها تجاه ykg،
وتحذيرها بعدم تجاوز نهر الفرات، أو دخول إعزاز، أي بلوغ عفرين، ومن ثم المتوسط،
حيث يكون ذلك بمثابة الموت الزؤام لها.
ضوء المستجدات، حيث تكون تركيا هذه مزكَّية لأسوأ ما يمكن التخوف منه على مستوى ”
أولي أمرها “، أي أن تشهد تقسيماً، وولادة دولة كردية، أو تجزئة لها، كما يمكن
المضي بفكرة كهذه، عند التدقيق في مخاوفها ذات الصلة بمتابعتها المركَّبة:
الإعلامية والعسكرية في شمالي كردستان وغربيها، أي في تصعيد موقفها تجاه ykg،
وتحذيرها بعدم تجاوز نهر الفرات، أو دخول إعزاز، أي بلوغ عفرين، ومن ثم المتوسط،
حيث يكون ذلك بمثابة الموت الزؤام لها.
في الإشارة إلى ” القنديل ” الكردي
المتحرك، ما يمنح الجبل الكردي ذاك خاصية لافتة بصبغتها الأسطورية، واستبصار الطريق
وليس الدخول في متاهة جرّاء المجابهة، ولو أن المترجَم من الخطاب التركي الرسمي، هو
الاستعداد الدائم للقوات الجوية التركية، قبل كل شيء، بجعله هدفاً لها، وتعريضه
للمزيد من الضربات المركَّزة.
المتحرك، ما يمنح الجبل الكردي ذاك خاصية لافتة بصبغتها الأسطورية، واستبصار الطريق
وليس الدخول في متاهة جرّاء المجابهة، ولو أن المترجَم من الخطاب التركي الرسمي، هو
الاستعداد الدائم للقوات الجوية التركية، قبل كل شيء، بجعله هدفاً لها، وتعريضه
للمزيد من الضربات المركَّزة.
على صعيد الجاري كردياً، لا أخفي أنني لا أؤيد
الكثير من السياسات المتَّبعة من قبل ypg في روجآفا، جهة المردود الكردي بالذات،
سوى أنني في المقارنة، لا أخفي تحفظاتي على كل عبارة تتضمن مفردة ” الكردي ” فيها
إذ يتهجأها سياسي تركي: أردوغان أو أوغلو أو غيرهما، حيث لم أتلمس حتى اللحظة ما
يطمئن أي كردي على أن هناك اعترفاً بالكردية: جغرافيا وقومية وحضوراً ديموغرافياً
مميزاً، وربما تجد تركيا نفسها في الحالة هذه، وعلى خلفية من تعقيد الوضع السوري
والدور الكردي فيه، بين أمرين، أحلاهما مر: أن تعترف بالواقع، وهنا عليها أن تستعد
لكل ما ليس متوقعاً، وهي تواجه ماضيها البغيض، أو تستمر في التنكر للواقع، وربما
تكون الصدمة هنا أكبر، حيث لا يُستبعَد أن تخسر الكثير مادياً ومعنوياً من جهة، ومن
ثم تجد نفسها في عراء تاريخها الشديد السواد إنسانياً بامتياز من جهة ثانية
.
الكثير من السياسات المتَّبعة من قبل ypg في روجآفا، جهة المردود الكردي بالذات،
سوى أنني في المقارنة، لا أخفي تحفظاتي على كل عبارة تتضمن مفردة ” الكردي ” فيها
إذ يتهجأها سياسي تركي: أردوغان أو أوغلو أو غيرهما، حيث لم أتلمس حتى اللحظة ما
يطمئن أي كردي على أن هناك اعترفاً بالكردية: جغرافيا وقومية وحضوراً ديموغرافياً
مميزاً، وربما تجد تركيا نفسها في الحالة هذه، وعلى خلفية من تعقيد الوضع السوري
والدور الكردي فيه، بين أمرين، أحلاهما مر: أن تعترف بالواقع، وهنا عليها أن تستعد
لكل ما ليس متوقعاً، وهي تواجه ماضيها البغيض، أو تستمر في التنكر للواقع، وربما
تكون الصدمة هنا أكبر، حيث لا يُستبعَد أن تخسر الكثير مادياً ومعنوياً من جهة، ومن
ثم تجد نفسها في عراء تاريخها الشديد السواد إنسانياً بامتياز من جهة ثانية
.
دهوك- في 17 شباط 2016 .