د. محمود عباس
أنصاف الحلول، تتكالب عليها السلطات
الدكتاتورية، للديمومة، مثلما فعلتها سلطة بشار الأسد في بدايات الثورة السورية،
اشتركت معها قسم واسع من المعارضتين السياسية والمسلحة، متغاضيتين عن إسقاط
النظام.
الدكتاتورية، للديمومة، مثلما فعلتها سلطة بشار الأسد في بدايات الثورة السورية،
اشتركت معها قسم واسع من المعارضتين السياسية والمسلحة، متغاضيتين عن إسقاط
النظام.
حروبهما خلقت إلى جانب الدمار عدمية المقترحات المنطقية لبناء سوريا
جديدة بنظام ديمقراطي، كالنظام الفيدرالي ولا مركزية السلطة، والطرفان يتقاطعان على
طمس الهوية السورية الحقيقة، والحفاظ على مركزية الهوية العروبية، يلغون الجميع
أمام العنصر العربي، رافضين الاعتراف بأن سوريا لها هويات، كردية، وسورية أصيلة،
وعربية ظهرت لاحقاً.
جديدة بنظام ديمقراطي، كالنظام الفيدرالي ولا مركزية السلطة، والطرفان يتقاطعان على
طمس الهوية السورية الحقيقة، والحفاظ على مركزية الهوية العروبية، يلغون الجميع
أمام العنصر العربي، رافضين الاعتراف بأن سوريا لها هويات، كردية، وسورية أصيلة،
وعربية ظهرت لاحقاً.
تثبت مجريات الأحداث في سوريا، مع مقارنة بالتجارب المتعددة في معظم دول العالم
المتعددة القوميات والطوائف أن إقامة النظام الفيدرالي، أنسب الأنظمة لبناء الدولة
العصرية، وتحقيق الأفضل لشعوبها، مع ذلك وتحت عوامل وظروف ذاتية، مترسخة من الثقافة
العنصرية، وموضوعية تفرضها الدول الإقليمية، كتركيا والسعودية، تعترض أغلبية
المعارضة، النظام الفيدرالي اللامركزي في سوريا، فهي ستظهر هويات جديدة غير
العربية، ومنها القومية الكردية والطائفة المسيحية، إلى جانب طوائف أخرى ستظهر
كالدرزية والعلوية، بدون المرور بالعنصر العربي، أو تحت البند الثاني من الدستور
السوري، حيث الفرض الإسلامي السني.
المتعددة القوميات والطوائف أن إقامة النظام الفيدرالي، أنسب الأنظمة لبناء الدولة
العصرية، وتحقيق الأفضل لشعوبها، مع ذلك وتحت عوامل وظروف ذاتية، مترسخة من الثقافة
العنصرية، وموضوعية تفرضها الدول الإقليمية، كتركيا والسعودية، تعترض أغلبية
المعارضة، النظام الفيدرالي اللامركزي في سوريا، فهي ستظهر هويات جديدة غير
العربية، ومنها القومية الكردية والطائفة المسيحية، إلى جانب طوائف أخرى ستظهر
كالدرزية والعلوية، بدون المرور بالعنصر العربي، أو تحت البند الثاني من الدستور
السوري، حيث الفرض الإسلامي السني.
ولا شك سلطة بشار الأسد لا تقل عداوة عن
زعماء المعارضة، ويدركون أنها من الأنظمة الأكثر حضارية في العالم، وتستند دساتير
أكثر من 70% من البشرية عليها، بينهم عشرة أكبر الدول في العالم. فبدراسة منطقية،
ودون عنصرية وأحقاد قومية وطائفية، سيجدونه النظام الأكثر مناسبة لخلاص الشعوب
السورية من العدم المطلق التي تنجرف إليه، وإنقاذهم من الثارات وديمومة الحرب، بل
وسوريا قادمة ممزقة، والأخيرة هي ما ترغبه ضمنا قادة المذهبين السني والشيعي، وبعض
المنظمات التكفيرية كداعش، العاملة لخلق كيان سياسي سني تكفيري على أرض سوريا
والعراق.
زعماء المعارضة، ويدركون أنها من الأنظمة الأكثر حضارية في العالم، وتستند دساتير
أكثر من 70% من البشرية عليها، بينهم عشرة أكبر الدول في العالم. فبدراسة منطقية،
ودون عنصرية وأحقاد قومية وطائفية، سيجدونه النظام الأكثر مناسبة لخلاص الشعوب
السورية من العدم المطلق التي تنجرف إليه، وإنقاذهم من الثارات وديمومة الحرب، بل
وسوريا قادمة ممزقة، والأخيرة هي ما ترغبه ضمنا قادة المذهبين السني والشيعي، وبعض
المنظمات التكفيرية كداعش، العاملة لخلق كيان سياسي سني تكفيري على أرض سوريا
والعراق.
تصدر بين فينة وأخرى تصريحات من زعماء المعارضة السورية، سابقا زعماء
من المجلس الوطني السوري، والأن من الائتلاف الوطني، يتفقون وفي عمقه ما يصرح به
المسؤولون في سلطة بشار الأسد، وبالخطوط العريضة، ومنها معاداتهم لأي نظام لا يشبه
نظام بشار الأسد والبعث سابقاً، تجمعهم خلفية متشابهة، أنتجتها البعث والإسلام
العروبي، وهم لا يختلفون إلا على من سيستلم السلطة، كما هي، وبنفس القوانين الجائرة
ضد القوميات غير العربية والطوائف الأخرى غير السنية أو العلوية، فلا أظن أن
القادم إلى السلطة سيزيل البند الثاني من الدستور السوري وسيسمح لمسيحي أو درزي أو
إسماعيلي بأن يكون رئيساً، حتى ولو كان عبقريا في السياسة والدبلوماسية.
من المجلس الوطني السوري، والأن من الائتلاف الوطني، يتفقون وفي عمقه ما يصرح به
المسؤولون في سلطة بشار الأسد، وبالخطوط العريضة، ومنها معاداتهم لأي نظام لا يشبه
نظام بشار الأسد والبعث سابقاً، تجمعهم خلفية متشابهة، أنتجتها البعث والإسلام
العروبي، وهم لا يختلفون إلا على من سيستلم السلطة، كما هي، وبنفس القوانين الجائرة
ضد القوميات غير العربية والطوائف الأخرى غير السنية أو العلوية، فلا أظن أن
القادم إلى السلطة سيزيل البند الثاني من الدستور السوري وسيسمح لمسيحي أو درزي أو
إسماعيلي بأن يكون رئيساً، حتى ولو كان عبقريا في السياسة والدبلوماسية.
لا أظن
أن زعماء المعارضة السورية المعروفين، ومعظمهم الأن في جنيف-3 يحاورون سلطة بشار
الأسد، الذين تخرجوا من مدارس البعث أو من سجونه، يختلفون عن البعث السابق، أو في
المفاهيم العامة لسلطة بشار الأسد. مجموعتي المعارضة، في الحالتين تشابها في
المفاهيم والنهج، باستثناء أن الثاني يبرر له منحاه الفكري وأسلوبه الجاري، ويحمل
تاريخ وطني، حتى ولو غابت عنه بعد مرحلة سجون الطاغية بشار الأسد ووالده المقبور،
لكنه يبقى وطني النزعة رغم أخطاءه، أما الأول، حاقد وعنصري، بتخطيط وإدراك، ويعمل
لصالح مفاهيم فاشية، يرفض الكل إلا نهجه، وهم كانوا ولايزالون حماة الدستور السوري
البعثي الأسدي.
أن زعماء المعارضة السورية المعروفين، ومعظمهم الأن في جنيف-3 يحاورون سلطة بشار
الأسد، الذين تخرجوا من مدارس البعث أو من سجونه، يختلفون عن البعث السابق، أو في
المفاهيم العامة لسلطة بشار الأسد. مجموعتي المعارضة، في الحالتين تشابها في
المفاهيم والنهج، باستثناء أن الثاني يبرر له منحاه الفكري وأسلوبه الجاري، ويحمل
تاريخ وطني، حتى ولو غابت عنه بعد مرحلة سجون الطاغية بشار الأسد ووالده المقبور،
لكنه يبقى وطني النزعة رغم أخطاءه، أما الأول، حاقد وعنصري، بتخطيط وإدراك، ويعمل
لصالح مفاهيم فاشية، يرفض الكل إلا نهجه، وهم كانوا ولايزالون حماة الدستور السوري
البعثي الأسدي.
نزعة السلطة المطلقة، مغروزة في ذهن زعماء المعارضة، رغم أن
العديد منهم يدركون ما ستؤول إليه سوريا، حيث التفكك الاجتماعي الطائفي والقومي بلغ
حد القطيعة، ولا يمكن لأية قوة أن تحد من الثارات القادمة حتى ولو عادت سلطة
دكتاتورية مشابهة لسلطة حافظ الأسد أو صدام حسين، فالحروب المرعبة، والقتل على
الهوية واللهجات، والانتماء المناطقي، بلغت سقفا لم يعد بالإمكان إزالتها أو حتى
التغطية عليها بشعارات وطنية براقة، والعداوات الطائفية والقومية تجاوزت حدود الثقة
بالأخر، مهما كثفت المعارضة العروبية الإسلامية السنية، من التصريحات عن الإخوة
والحقوق القومية، فستبقى شبه مستحيلة إعادة الثقة بين الطوائف والمذاهب، بين
الزعماء العروبيون والشعب الكردي بعد كل هذه العقود من الطغيان والخداع، وما يزيد
الطين بلة التصريحات المتتالية، حول الفيدرالية ولا مركزية السلطة، لمجموعات ضمن
المعارضة السورية، المتوقعة مشاركتها في تشكيل حكومة وطنية أو انتقالية مع سلطة
بشار الأسد، العاكسة لنفس المفاهيم والمنطق التي استندت عليها حكام سوريا منذ
عبدالناصر مروراً بالبعث وحتى بشار الأسد.
العديد منهم يدركون ما ستؤول إليه سوريا، حيث التفكك الاجتماعي الطائفي والقومي بلغ
حد القطيعة، ولا يمكن لأية قوة أن تحد من الثارات القادمة حتى ولو عادت سلطة
دكتاتورية مشابهة لسلطة حافظ الأسد أو صدام حسين، فالحروب المرعبة، والقتل على
الهوية واللهجات، والانتماء المناطقي، بلغت سقفا لم يعد بالإمكان إزالتها أو حتى
التغطية عليها بشعارات وطنية براقة، والعداوات الطائفية والقومية تجاوزت حدود الثقة
بالأخر، مهما كثفت المعارضة العروبية الإسلامية السنية، من التصريحات عن الإخوة
والحقوق القومية، فستبقى شبه مستحيلة إعادة الثقة بين الطوائف والمذاهب، بين
الزعماء العروبيون والشعب الكردي بعد كل هذه العقود من الطغيان والخداع، وما يزيد
الطين بلة التصريحات المتتالية، حول الفيدرالية ولا مركزية السلطة، لمجموعات ضمن
المعارضة السورية، المتوقعة مشاركتها في تشكيل حكومة وطنية أو انتقالية مع سلطة
بشار الأسد، العاكسة لنفس المفاهيم والمنطق التي استندت عليها حكام سوريا منذ
عبدالناصر مروراً بالبعث وحتى بشار الأسد.
فزعماء المعارضة هؤلاء بمعاداتهم
للكرد وقضيتهم، المبان من خلال تصريحاتهم المتتالية، يخلقون الضرر للشعب السوري
برمته ويشوهون قضيته وأحلامه ببناء وطن نقي وحضاري. فلم أجد من خلال دراستي
للتاريخين الحديث والقديم معارضة تتفق مع طاغيها في بنوده العامة، وتعمل بشكل غير
مباشر ضد مستقبل شعبه كما تفعله أغلبية زعماء المعارضة السورية، وخاصة مجموعة ضمن
الائتلاف الوطني.
للكرد وقضيتهم، المبان من خلال تصريحاتهم المتتالية، يخلقون الضرر للشعب السوري
برمته ويشوهون قضيته وأحلامه ببناء وطن نقي وحضاري. فلم أجد من خلال دراستي
للتاريخين الحديث والقديم معارضة تتفق مع طاغيها في بنوده العامة، وتعمل بشكل غير
مباشر ضد مستقبل شعبه كما تفعله أغلبية زعماء المعارضة السورية، وخاصة مجموعة ضمن
الائتلاف الوطني.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة
الأمريكية
الأمريكية
12/2/2016