اعلان للطامحين… للباحثين عن الشهرة.. للتوثيق… فرصتكم في سوريا …!

 دراسة وتقديم: م.عاصم عمر *
الى هواة المغامرات , متسلقي قمم الجبال, الى صانعي أفلام الرعب , لم يعد لكم حاجة  ماسة الى استيديوهات هوليود لفبركة مناظر الرعب ولا الى كبار الكتاب للسيناريوهات,لاستلهام القصص والتراجيديات وكتابة ملاحم الشعوب في الأدب والانتقام , والاحداث ستتلاحق, الى حماة البيئة والمهتمين بالايكولوجيا لتوثيق الدماروالحرائق,تجسيد مشاهد الحربين العالميتين الأولى والثانية  بشكل حي, الى دعاة حقوق الانسان وحماية الطفولة, الجثث أو أشلاء الجثث, والمحترقة الرؤوس المقطعة والمرمية بعيدة عن أجسادها مخلفات داعش وقصف الطائرات الحربية.الى كتاب الروايات والقصص ,الى مكاتب الدراسات , المحللين, علماء الاجتماع, الأخلاق, الى الأطباء والاطباء العسكريين فرصة للتدريب على الأعمال الجراحية بل واجراء التجارب البشرية بشكل حي , الى معامل الأدوية لم يعد لكم حاجة الى الحيوانات المخبرية , الى خبراء الاسلحة سوريا ساحة لتجارب الاسلحة , للطامحين الى الشهرة والابداع  ,  والأهم من ذلك الى هواة المغامرات والمغامرات التفاعلية أي مقارعة القدر.. وفرصة لايضاهى من التحدي.. الى كل هؤلاء يقدم لكم وبدون فخر “المسرح التفاعلي-رباعية الابعاد” مختبر ( الجحيم ..أو…) على مسرح سوريا راجع خارطة العالم السياسية –ا تأليف وأعداد و افتتاح جلالة الملك المبدع المفدى بالدم (أستفتاء بيعة الولاء بالدم ) السيد بشار الأسد وعقيلته أسماء خانم , وبرعاية ومساعدة فخرية ومرتبة شرف ممن ساعدوه في تعميد كرسيه بدماء السوريين  من السيد “خمنائي” قدس الله سره, والسيد “بوتين” القيصر الروسي الآتي من عالم الآخرة ليكون معاصرا,… العرض مباح.. والمشاركة التفاعلية مباحة… لسنا مسؤولين عن النتائج (تنبيه لمن يخاف المناظر القاسية..). مدة العرض غير محددة. والدعوة عامة ومجانا.لا تدعوا الفرصة تفوتكم “هومروس, شيكسبير, ودانتي… و..” سيصبحون في طي النسيان.. وهذا.. انذار أخير من قائد ثورة العبيد “سبارتاكوس”. لمن لديهم خطة للانقاذ..!
مسرح الأحداث في سوريا البيئة المثالية لكلما ذكر ,والتوثيق لا يمكن شراؤه بثمن .
 كان “بوتين” القيصر المعاصر يحلم انه قد يعبر بروسيا الى المجد والغنى ,لكن خاب سوق النفط, والروبل ينهار الى أقل من ثلثي قيمته…؟ فهل سيبقي هذا المخابراتي المصارع العالم بأمان بينما هو ومن خلفه روسيا جائعة…. انه يطمح الى تطوير صناعة الموت  في ايجاد البدائل كالترويج للأسلحة الروسية المتطورة من أجل بيعها..!… أوجد امتداد استراتيجيا له الى البحر المتوسط عن طريق “أيران – العظمى”…!.. ولا يزال يمتلك العديد من الخيارات الأخرى…. ومنها… كيفية. جعل سوريا معركة تكتيكية لحرب المستقبل وورقة ضغط على الأوروبيين الآن. القيصر يهمه جدا تنفيذ قراره وبلوغ غايته مهما كانت التكاليف. .. انه القيصر الملهم…!. ويبدو لي ان طموح القيصر المعاصر وغطرسته سيؤدي الى حرب شاملة اذا لم يتم وضع حد لغطرسته وطموحه اللانهائي..!
روسيا تقوم بتدريب واختبار طواقم خبرائها وفرق عمل الاستطلاع وادارتها وفاعلية المعلومات الاستخباراتية وعمليات التنسيق في التجربة الحية لفاعلية أسلحتها التنافسية الجديدة مستنفرة كل طواقمها السينمائية لعرض اللقطات المثيرة في تجاربها لأجل الدعاية لآخر منتوجاتها العسكرية واظهارالقدرة التدميرية الهائلة لها,….. ثم ربما لتعويض خسارتهم في البلقان, ليبيا, وهضم ما ابتلعته في القرم .. و…. لكن العقوبات الأوروبية والتي أسميها باللدغة.. أصابته بالامساك, لذلك فهو يسعى الى التعويض عن خسائر العقوبات بتوسيع سوق السلاح, وعلى المستوى الدولي, اعادة ثقة حلفائه به بعد الخذلان في يوغسلافيا وغيرها , تهديد أوربا بالسير على سياسة حافة الهاوية . فرض هيبته الشخصية وسيزداد رعونته مع ازدياد جوع الشعب الروسي, اذ ان الدولار الواحد صار يساوي,61, 86 روبلا (خسر ثلثي قيمته) ..لذا على أوربا الغربية وأمريكا التي تقبع على جبال من العسل والزبدة أن تقدم لروسيا الذي جوعها بوتين  حاجتها من  الرفاه والا فان روسيا قد تقلب الطاولة على رأس الغرب و العالم أجمع . وقد يعتقد الغرب لو انه ترك الروس مشغولا ببعض الفتاة في أوكرانيا وسوريا فقد يلهيه هذا عن هدفه الرئيسي…لكن القيصر ذهب الى أبعد من ذلك. فهو, أيران, والأسد من أبدعوا داعش في المختبرات السورية …. وجعلوها فزاعة….. لذلك. دعوه يدمر سوريا. نصرة لشريكه وشبيهه السياسي…. انه يضخم الفزاعة التي التهبت بها أوربا كلها .نعم انه دب ذكي وجائع ولكنه لن يتسول بل سوف يلزم الآخرين لملء مائدته… على الأوروبيين ان يبحثوا عن حلول واقعية لايقاف الدب الجائع ,….. والغريب في انه ينوي اطعام الأيرانيين قبل الروس … انه لمفارقة حقا…… ولكن لا أدري حقا من سيكون المستفيد الأكبر من الفوضى هذه وهل سيكون فعلا فوضى خلاقة وعلى حساب مآسي السوريين .. وهل سينعم الأسد الذي عمد كرسيه بدم عموم أبناء سوريا بعد ذلك. بالبقاء على الكرسي.!.. انه يعيش على آمال تجربة أبيه….
لقد حط جنيف 3 خيمته بمباركة روسية وأمريكية ,الدلائل المتوفرة تشير الى عدم وصول المرحلة الى النضوج لعقد مؤتمر سلام حول سوريا ,فما الغاية من وراء هذ المؤتمر اذا :… محطة أخرى على الطريق. .؟.في حرب الاستنزاف… الذي لن ينتهي قبل المحصلة….بلوغ أيران البحر المتوسط باعلان فدرالية العراق – سوريا – ولبنان الشقيق… (المشروع أيراني بامتياز.. وبتعهد روسي ..). ودائرة الحرب في سوريا تتوسع باستمرار لاستيعاب مشاركين جدد.. أو لإسكات الأصوات المنادية عالميا بانهاء مأساة الحرب في سوريا..؟.. أو تميع القضية في الساحة السورية , فالمجتمع الدولي مل من متابعة. فصول هذه المأساة. .؟ لذلك على الساسة ايجاد حبكة جديدة لاضافة مشهد آخر… ليوصل بالسوريين الى حد الانهاك التام… ولا يبقى لهم ما يتصارعون عليه….. ثم هل يعقل أن تقوم القوى الكبرى بفرض السلام دون محاسبة الجناة,.حيث لا تزال جروح الضحايا تنزف دما ودون معالجة للمظالم…… فستكون هذه مأساة اخلاقية كبرى و دون تحقيق أي انصاف بحق الشعب السوري…!…على كل مهما يكن , اذا كان المجتمع الدولي جادا في الوصول الى حل سياسي للمشكلة السورية لا بد من تضمين خارطة الطريق ازالة الأسد وكذلك وكالات استخباراته الرهيبة. وحينها سينتهي داعش أيضا لانتهاء صلاحيته… والا فان الأسد سيعيد انتاج نفسه ولن يسمح للشعب رسم آفاق سوريا جديدة لكل السوريين ونأمل أن يقدر رعاة المؤتمر القادم هذه الحقيقة. وكذلك المفاوضون..!..؟
عدم استدراك ومعالجة مظالم اليوم, فاننا بذلك نترك لبذور الشر ان تنمو في المستقبل, ذاكرة الفرد  تكمل ذاكرة الجماعات وتبقى حية,ومعالجة الخطأ بالخطأ واستخدام القسر حل غير مستدام, فربما كان الجيل القديم  من الألمان حتى تاريخه من بقايا الحرب العالمية الثانية لايزالون غير راضين عن نتائج هذا الحرب ,ولكنهم مغلوبون على أمرهم , وربما لأنه لم ينجز مافيه الكفاية لاقناعهم بالنتائج بسبب ممارسات الغطرسة من بعض المنتصرين., فان كنا جادين في خدمة السلام, فان اطفاء الحريق ليس كافيا بل معالجة ما تحت الرماد وتسوية الأضرار حتى على المستوى الايكولوجي , وهكذا يجب أن يكون العالم المتحضر غيرذاك الذي يتنافس لتدمير الأيكولوجيا.
للحق أقول نجح الأسد  وحلفاؤه في ابداع “داعش ” وكذلك استطاعوا أن يسوقه عالميا وأن يضعوه في خدمة مشروعهم, على أن الثورة  السورية والمطالبة بالحرية قام بها “داعشيون” ولا علاقة بطغيان الأسد بالموضوع وأصبح ثمن بقاء الأسد عالميا هو القضاء على “داعش” و نسيان موضوع حرية الشعب السوري. الذي تفكك نسيجه الاجتماعي وتوزع على انحاء العالم … حاملا معه ربما أفظع مأساة معاصرة وأسوأ تجربة انسانية.
السياسيون يحكمون الأمم المتحدة.. وهذا تعسف وظلم عالمي سقطت مصداقيته ولذلك الأمم المتحدة عاجزة عن فعل ايجابي منذ زمن .. وأثبتت بأنها لا تمثل  سوى  مصالح القوى العظمى … وحيث فشلت في حماية الايكولوجيا.. كما فشلت في تطبيق الأمن والسلام في العالم… لنسعى جميعا متعاونين الى تحقيق مجلس أمن تكنوقراطي لا يهيمن عليها السياسيون ويحتكرونها لوحدهم.
أتمنى على السادة رعاة المؤتمر, السيد ديمستورا, والسادة المؤتمرين اعتبار وتقدير خطورة هذا الاعلان….!
* (كاتب/معلق/محلل/ومترجم).
اسطنبول.27/01/2016.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…