بهية مارديني: يلتقي جون كيري وزير الخارجية الاميركي ووفد يضم أعضاء في الهيئة العليا للتفاوض في الرياض لمحاولة الضغط باتجاه اضافة أسماء على الوفد التفاوضي من ضمن القائمة التي وضعتها روسيا، والتخفيف من تمثيل الجيش السوري الحر ضمن الوفد أو استبعادهم في المراحل الأولى للتفاوض.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات أعلنت عن القائمة الأساسية لوفد المفاوضات المرتقبة نهاية الشهر الجاري في جنيف مع وفد النظام، وضمّت 17 شخصاً بينهم عسكريون، وكبير المفاوضين هو رئيس المكتب السياسي لـ”جيش الإسلام”.
ووفق مصادر الهيئة العليا، فإن الوفد المفاوض الكلّي سيتكون من نحو 60 شخصية تتوزع على الوفد الأساسي والاحتياطي، بالإضافة لوفد من المستشارين والخبراء.
وحول سبب الضغوط الأميركية على الهيئة، تحدّث القيادي الكردي صلاح بدر الدين لـ”إيلاف” عن “وجود انقسام دولي حاد حول موضوع الأسماء وهناك أسماء ترغب بإضافتها روسيا ومن بينها صالح مسلم رئيس الاتحاد الديمقراطي الكردي”.
وقال بدر الدين: “هناك تنافس اميركي روسي على احتواء واستغلال جماعات -ب ك ك- في سوريا وقد تابعنا تنافس الطرفين في التواجد العسكري في مناطق سيطرة تلك الجماعات (مطار القامشلي) و(المطار الزراعي في رميلان)”.
وحول مفاوضات جنيف وفرص نجاحها، أضاف: “قبل مناقشة هل سيتحقق السلام عبر جنيف 3 أم لا، علينا الاجابة على السؤال المفصلي التالي: عن أي سلام نبحث ؟ هل بتحقيق وقف اطلاق النار وهو أمر مطلوب لأنه يوقف النزيف السوري ولكن بأية شروط؟ هل باعتبار أن قوى النظام هي من بدأت بالقتل والتدمير وقامت الثورة التي اندلعت سلمية وتصدت لهجوم واعتداءات السلطة ؟
وتساءل بدر الدين: “ماذا عن سلام ما بعد وقف النار هل هو سلام النظام الذي يزعم أنه علماني ويواجه الارهاب والظلاميين وحامي كل الفئات أم سلام الشعب الذي يقضي بإزالة الاستبداد والدكتاتورية وتفكيك السلطة القمعية وتحرير البلاد من الحكم الفئوي القاتل واعادة بناء سوريا الجديدة التعددية التشاركية البرلمانية الحرة في ظل دستور مدني جديد يضمن وجود وحقوق وسلامة كل المكونات الوطنية من أقوام وأديان ومذاهب؟”
وأكد القيادي الكردي أن “الحقيقة التي يرغب البعض في حجبها هي أن الثورة السورية غائبة عن كل ما يجري الآن وليس هناك هيئة أو منظمة أو تشكيل منتخب يمثلها ويعبر عن أهدافها، وكل ما هنالك وبعد حصارها وتشتيت قواها من جانب الأحزاب والجماعات الآيديولوجية هو أطراف تدعي معارضة النظام بمفاهيمها الخاصة (والتي أصنفها الى حميدة وخبيثة)”، على حدّ تعبيره.
وشدد بالقول إنه “رغم الاختلاف في مسمياتها وتواريخ ظهورها وشعاراتها المبهمة بغالبيتها والمتناقضة في معظم الأحيان والاشكالية دائما وأبدا فانها تتشارك في المسائل الجوهرية، أولها قبول مبدأ الحفاظ على النظام القائم كماهو تحت مسمى (الحفاظ على مؤسسات الدولة) والتفاوض معه من دون شروط مسبقة. وثانيها الاستعداد للتعاون مع السلطة الحاكمة في حكومة مشتركة باسم حكومة الوحدة الوطنية أو الهيئة الانتقالية لافرق من دون أية محاكمة للجرائم التي تقترف في غضون خمسة أعوام”.
واعتبر بدر الدين أن القوى الموجودة اليوم أيضا تتشارك بـ”القبول الضمني بامكانية التعاون مع النظام في مواجهة الارهاب أي وبصورة مكشوفة ازالة صفة ارهاب الدولة عن النظام اضافة الى انتقال كل الأطراف التي تدعي المعارضة من الحالة الوطنية الداخلية الى دائرة تبعية المحاور الاقليمية وعمليات تقديم وتزاحم قوائم الأسماء من جانب الدول المعنية تثبت ذلك بجلاء”.
وقال بدر الدين “ان كل الدلائل تشير إلى أن ما يجري هو فرض سلام النظام الذي يشكل بندا من مشروع المحور الثلاثي الأوسع (دمشق – طهران – موسكو) حيال منطقة الشرق الأوسط بدءا من العراق مرورا بلبنان واليمن وانتهاء بسوريا وجاء الاتفاق النووي والانكفاء الأمريكي وهزالة العامل الذاتي في الثورة السورية الى تسريع تطبيقه وزيادة حظوظه”.
ويؤكد: “انه من حق السوريين أن يأخذوا جانب الحذر من المشهد الراهن ومن ما يخبؤه قادم الأيام”.
ولكنه عبّر عن تفاؤله لأنه بالرغم من كل اختلالات موازين القوى وعلائم الشؤم هنا وهناك، فان الشعب السوري من قواه الحية ووطنيه وثواره بامكانه تغيير المعادلة كما قام بذلك ربيع 2011 اذا ماتحققت شروط صحوة جديدة صوب اعادة البناء على الصعد السياسية أولا وذلك بتهيئة ظروف عقد المؤتمر الوطني السوري المنشود من كل المؤمنين باسقاط الاستبداد والتغيير الديموقراطي والخروج ببرنامج سياسي انقاذي ومجلس سياسي – عسكري يقود المرحلة الجديدة في تاريخ بلادنا، بحسب تعبيره.
ايلاف