جان كورد
كافحت أمتنا الكوردية المضطهدة ولاتزال تكافح
منذ مئات السنين من أجل الحرية والاستقلال والعيش في أمانٍ على أرض وطنها كوردستان،
شامخة الرأس مثل كل الأمم الحرة، وسط جيرانها، في عالم يسوده السلام والعدل
والرخاء. ولقد ضحت بخيرة رجالها وقادتها الكرام الذين لم يبخلوا عليها بثمن الحرية
الباهظ حقاً، كما قدمت الملايين من أفرادها، وبخاصةٍ من المدنيين الذين راحوا ضحايا
الثورات والانتكاسات والهزائم المريرة عبر التاريخ، بل ليس هناك جبل أو وادٍ أو سهل
في كوردستان كلها لم يشهد مجازر مرعبة ارتكبها أعداء الإنسانية والحرية ضد أبناء
وبنات هذه الأمة التي تعرضت بسبب الحروب الدينية والمذهبية والغزوات الكبرى ومن ثم
بسبب المطامح الاستعمارية إلى التقسيم والتجزئة لتصبح أكبر أمةٍ ليس لها كيان سياسي
وحدود سياسية معترف بها دولياً،
منذ مئات السنين من أجل الحرية والاستقلال والعيش في أمانٍ على أرض وطنها كوردستان،
شامخة الرأس مثل كل الأمم الحرة، وسط جيرانها، في عالم يسوده السلام والعدل
والرخاء. ولقد ضحت بخيرة رجالها وقادتها الكرام الذين لم يبخلوا عليها بثمن الحرية
الباهظ حقاً، كما قدمت الملايين من أفرادها، وبخاصةٍ من المدنيين الذين راحوا ضحايا
الثورات والانتكاسات والهزائم المريرة عبر التاريخ، بل ليس هناك جبل أو وادٍ أو سهل
في كوردستان كلها لم يشهد مجازر مرعبة ارتكبها أعداء الإنسانية والحرية ضد أبناء
وبنات هذه الأمة التي تعرضت بسبب الحروب الدينية والمذهبية والغزوات الكبرى ومن ثم
بسبب المطامح الاستعمارية إلى التقسيم والتجزئة لتصبح أكبر أمةٍ ليس لها كيان سياسي
وحدود سياسية معترف بها دولياً،
بل واستمرت السياسات العنصرية التي تسلمت أجزاء كوردستان الجريحة من الاستعمارين
البريطاني والفرنسي وهي في حالٍ يرثى لها، وفي ضعفٍ لامثيل له، ليستمر التهجير
والتقتيل والتعريب والتفريس والتتريك ضد الوجود القومي الكوردي، وكأن هذه الأمة
ليست موجودة أصلاً، وكل ما يتم ضدها من إجراءات عنصرية وتمييز وتحقير وسلب ونهب
لثرواتها “حلالٌ” حسب الشرائع والقوانين الدولية، بل صار المستعمرون الجدد، الذين
تشكلت دولهم في أحضان المستعمرين أولاً يسمون أجزاء كوردستان (الشرقية والغربية
والشمالية والجنوبية) بغرب إيران وشرق تركيا وشمال سوريا وشمال العراق، فلا ذكر
لكوردستان (وطن الكورد منذ فجر التاريخ الإنساني، ولا ذكر لحقوق الكورد ولا اعتبار
للغتهم أو تاريخهم أو تضحياتهم أو حتى وجودهم كمجموعة بشرية متميزة الخصائص بين
المجموعات البشرية (التركية والعربية والفارسية) في المنطقة، وقرر المستعمرون
بالنيابة عن الأمة الكوردية أن (الدين هو الجامع) في حين أنهم اغتصبوا أرض الكورد
وأنكروا وجوده القومي ونهبوا ثروات كوردستان وعملوا السيف والنار في الأمة الكوردية
باسم الدين ذاته لقرونٍ من الزمن، بل مكنوا أنفسهم للتمتّع بقومياتهم والتغني
بأمجادها في ظل الدين ذاته، فالمقصود ب”الأخوة الدينية” لدى معظم من يتسترون بالدين
مسح الوجود الكوردي وتذويبهم في بوتقات القوميات العربية والفارسية
والطورانية.
البريطاني والفرنسي وهي في حالٍ يرثى لها، وفي ضعفٍ لامثيل له، ليستمر التهجير
والتقتيل والتعريب والتفريس والتتريك ضد الوجود القومي الكوردي، وكأن هذه الأمة
ليست موجودة أصلاً، وكل ما يتم ضدها من إجراءات عنصرية وتمييز وتحقير وسلب ونهب
لثرواتها “حلالٌ” حسب الشرائع والقوانين الدولية، بل صار المستعمرون الجدد، الذين
تشكلت دولهم في أحضان المستعمرين أولاً يسمون أجزاء كوردستان (الشرقية والغربية
والشمالية والجنوبية) بغرب إيران وشرق تركيا وشمال سوريا وشمال العراق، فلا ذكر
لكوردستان (وطن الكورد منذ فجر التاريخ الإنساني، ولا ذكر لحقوق الكورد ولا اعتبار
للغتهم أو تاريخهم أو تضحياتهم أو حتى وجودهم كمجموعة بشرية متميزة الخصائص بين
المجموعات البشرية (التركية والعربية والفارسية) في المنطقة، وقرر المستعمرون
بالنيابة عن الأمة الكوردية أن (الدين هو الجامع) في حين أنهم اغتصبوا أرض الكورد
وأنكروا وجوده القومي ونهبوا ثروات كوردستان وعملوا السيف والنار في الأمة الكوردية
باسم الدين ذاته لقرونٍ من الزمن، بل مكنوا أنفسهم للتمتّع بقومياتهم والتغني
بأمجادها في ظل الدين ذاته، فالمقصود ب”الأخوة الدينية” لدى معظم من يتسترون بالدين
مسح الوجود الكوردي وتذويبهم في بوتقات القوميات العربية والفارسية
والطورانية.
إلا أن الأمة الكوردية، رغم إضعافها وتقسيمها وسلبها كل أسباب القوة
لم ولن تتخلى عن كفاحها من أجل الحرية والوحدة والاستقلال، وستظل صامدةً في وجه كل
المؤامرات التي تستهدف إصرارها ودوام كفاحها، مهما بلغت التضحيات.
لم ولن تتخلى عن كفاحها من أجل الحرية والوحدة والاستقلال، وستظل صامدةً في وجه كل
المؤامرات التي تستهدف إصرارها ودوام كفاحها، مهما بلغت التضحيات.
بعد أن فشل
الغاصبون المعتدون في تسخير الدين والمذهب والطائفة لاستعباد الكورد، وتأثر
المثقفون الكورد بالفكرة القومية من خلال احتكاكهم بالقوميين العرب والفرس والترك،
وكذلك بتأثير المجتمعات الأوروبية التي درس بعضهم فيها، لجأ مستعمرو كوردستان إلى
نشر الأفكار الشيوعية بين أبنائها بشكل خاص، وبالفعل تمكنوا من كسب الملايين من
شبابنا إلى صفوف ما كان يسمى ب”النضال الأممي”، وراح هؤلاء الشباب يقضون أعمارهم في
سبيل اقناع سواهم من بني قومهم بأن “الشيوعية ستؤسس لهم الجنة الأرضية وستزول
الحدود بين الشعوب والقوميات وسيحصل الكورد على ما لهم من حقوق في ظلها”، وانخدعت
الملايين بهذا الحلم وتطور الصراع يوماً بعد يوم بين المد الشيوعي العارم والفكرة
القومية التي كانت تأخذ مكانها في المجتمع الكوردستاني. ثم عندما انهارت الشيوعية
في الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية، وتقلص نفوذ الأحزاب الشيوعية، خرج
المستعمرون في كوردستان بنشر فكرٍ مشوه ومبتذلٍ عن “الديموقراطية” عن طريق أزلامٍ
وجنودٍ لهم من بين الشعب الكوردي، مثلما دفعوا سابقاً زعماء كورد شيوعيين للعمل من
أجل نشر ما يريدون، والغريب أن دعاة هذه “الديموقراطية المبتذلة” التي لا صوت فيها
يعلو فوق صوت “الحزب القائد”، ولا مرجعية قومية أو وطنية سوى “القائد”، ولا مجال
فيها لأي مطلبٍ قومي للأمة الكوردية، بل إن العلم الذي تعشقه هذه الأمة ممنوع،
والكلام عن “كوردستان حرة ومستقلة” أصبح في نظرهم تخلفاً حضارياً، هم أنفسهم الذين
كانوا يعتبرون “الديموقراطية” افتراءً إمبريالياً للسيطرة من خلالها على العالم،
وهم “الديموقراطيون الحقيقيون!” بعد عدائهم التام لها، وإن “إداراتهم الذاتية”
ستصبح مثالاً يقتدى بها في العالم أجمع، مثلما كان التطبيل والتزمير للشيوعية من
قبلهم سابقاً، ولا يحق لأحدٍ تأسيس حزب أو جمعية تخالف لوائحهم التي لا تختلف عن
لوائح الطورانيين والبعثيين بصدد الكورد وكوردستان.
الغاصبون المعتدون في تسخير الدين والمذهب والطائفة لاستعباد الكورد، وتأثر
المثقفون الكورد بالفكرة القومية من خلال احتكاكهم بالقوميين العرب والفرس والترك،
وكذلك بتأثير المجتمعات الأوروبية التي درس بعضهم فيها، لجأ مستعمرو كوردستان إلى
نشر الأفكار الشيوعية بين أبنائها بشكل خاص، وبالفعل تمكنوا من كسب الملايين من
شبابنا إلى صفوف ما كان يسمى ب”النضال الأممي”، وراح هؤلاء الشباب يقضون أعمارهم في
سبيل اقناع سواهم من بني قومهم بأن “الشيوعية ستؤسس لهم الجنة الأرضية وستزول
الحدود بين الشعوب والقوميات وسيحصل الكورد على ما لهم من حقوق في ظلها”، وانخدعت
الملايين بهذا الحلم وتطور الصراع يوماً بعد يوم بين المد الشيوعي العارم والفكرة
القومية التي كانت تأخذ مكانها في المجتمع الكوردستاني. ثم عندما انهارت الشيوعية
في الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية، وتقلص نفوذ الأحزاب الشيوعية، خرج
المستعمرون في كوردستان بنشر فكرٍ مشوه ومبتذلٍ عن “الديموقراطية” عن طريق أزلامٍ
وجنودٍ لهم من بين الشعب الكوردي، مثلما دفعوا سابقاً زعماء كورد شيوعيين للعمل من
أجل نشر ما يريدون، والغريب أن دعاة هذه “الديموقراطية المبتذلة” التي لا صوت فيها
يعلو فوق صوت “الحزب القائد”، ولا مرجعية قومية أو وطنية سوى “القائد”، ولا مجال
فيها لأي مطلبٍ قومي للأمة الكوردية، بل إن العلم الذي تعشقه هذه الأمة ممنوع،
والكلام عن “كوردستان حرة ومستقلة” أصبح في نظرهم تخلفاً حضارياً، هم أنفسهم الذين
كانوا يعتبرون “الديموقراطية” افتراءً إمبريالياً للسيطرة من خلالها على العالم،
وهم “الديموقراطيون الحقيقيون!” بعد عدائهم التام لها، وإن “إداراتهم الذاتية”
ستصبح مثالاً يقتدى بها في العالم أجمع، مثلما كان التطبيل والتزمير للشيوعية من
قبلهم سابقاً، ولا يحق لأحدٍ تأسيس حزب أو جمعية تخالف لوائحهم التي لا تختلف عن
لوائح الطورانيين والبعثيين بصدد الكورد وكوردستان.
نعم، بقدر ما يشتد الكفاح
التحرري للأمة الكوردية تتعقد الأمور أكثر لأن المستعمرين رغم تناحرهم وتباغضهم
وتحاربهم متفقون فيما بينهم على ألا تقوم للكورد دولة، وعلى هذا يتفق العلمانيون مع
المتطرفين دينياً، بل مع الإرهابيين أيضاً، كما يتفق الأمميون مع القوميين والذين
يتدثرون ب”الديموقراطية”، من عربٍ وتركٍ وفرسٍ وسواهم، ممن له ثارات قديمة مع
الكورد أو يسعى للسيطرة على بلادنا وتراثنا الثقافي وحتى فلوكلورنا بكل السبل
الممكنة لإقامة كيان لهم عوضاً عن السماح لهذه الأمة العظيمة أن تتمتّع بحريتها على
أرض وطنها في يومٍ من الأيام.
التحرري للأمة الكوردية تتعقد الأمور أكثر لأن المستعمرين رغم تناحرهم وتباغضهم
وتحاربهم متفقون فيما بينهم على ألا تقوم للكورد دولة، وعلى هذا يتفق العلمانيون مع
المتطرفين دينياً، بل مع الإرهابيين أيضاً، كما يتفق الأمميون مع القوميين والذين
يتدثرون ب”الديموقراطية”، من عربٍ وتركٍ وفرسٍ وسواهم، ممن له ثارات قديمة مع
الكورد أو يسعى للسيطرة على بلادنا وتراثنا الثقافي وحتى فلوكلورنا بكل السبل
الممكنة لإقامة كيان لهم عوضاً عن السماح لهذه الأمة العظيمة أن تتمتّع بحريتها على
أرض وطنها في يومٍ من الأيام.
المؤامرة على كوردستان وأمة الكورد عظيمة،
والأشنع فيها هو محاولة بعضهم وضع برنامج حزبه وسياسات من وراء حزبه فوق إرادة هذه
الأمة بأسرها، فيرفض كل أشكال التمتع بحق تقرير المصير لها، ويصدر التصريحات
العلنية المتتالية التي تستهزأ بهذا الحق المنصوص عليه في الوثائق الدولية لكل
الشعوب والأمم دون استثناء، وينفذ ما يريده أعداؤنا على كافة المستويات، وكأنه مخول
ليقرر بالنيابة عن هذه الأمة مستقبلها ومصيرها وشكل حياتها، لمجرّد أنه يمتلك بعض
أسباب القوة العسكرية والمالية والإعلامية، ولكن علينا ألا ننسى أن بعض الناس كانوا
أقوى منهم فصاروا هباءً منثورا، ومنهم بيونشيت وفرانكو وموسوليني وهتلر وصدام حسين
وبول بوت وغيرهم ممن كانت لهم قوى عسكرية مرعبة وأحزاب كبيرة وإعلام مؤثر، فلن تدوم
الحال هكذا وسيسقط كل من يقف في وجه إرادة الأمة الكوردية، وسيرمى به إلى سلة
مهملات التاريخ، إذ لا أحد من هذه الأمة ولا أي حزبٍ من أحزابها مخوّل للتقرير وحده
بالنيابة عن الأمة، فدعوها تقرر من خلال أحزابها وتنظيماتها وجمعياتها وروابطها
ومثقفيها، ومن خلال صناديق الاقتراع والانتخاب، حسب الظروف السانحة لذلك، قبل أن
يلتهمكم طوفان الحرية الذي لن تتمكنوا من الثبات في وجهه…
والأشنع فيها هو محاولة بعضهم وضع برنامج حزبه وسياسات من وراء حزبه فوق إرادة هذه
الأمة بأسرها، فيرفض كل أشكال التمتع بحق تقرير المصير لها، ويصدر التصريحات
العلنية المتتالية التي تستهزأ بهذا الحق المنصوص عليه في الوثائق الدولية لكل
الشعوب والأمم دون استثناء، وينفذ ما يريده أعداؤنا على كافة المستويات، وكأنه مخول
ليقرر بالنيابة عن هذه الأمة مستقبلها ومصيرها وشكل حياتها، لمجرّد أنه يمتلك بعض
أسباب القوة العسكرية والمالية والإعلامية، ولكن علينا ألا ننسى أن بعض الناس كانوا
أقوى منهم فصاروا هباءً منثورا، ومنهم بيونشيت وفرانكو وموسوليني وهتلر وصدام حسين
وبول بوت وغيرهم ممن كانت لهم قوى عسكرية مرعبة وأحزاب كبيرة وإعلام مؤثر، فلن تدوم
الحال هكذا وسيسقط كل من يقف في وجه إرادة الأمة الكوردية، وسيرمى به إلى سلة
مهملات التاريخ، إذ لا أحد من هذه الأمة ولا أي حزبٍ من أحزابها مخوّل للتقرير وحده
بالنيابة عن الأمة، فدعوها تقرر من خلال أحزابها وتنظيماتها وجمعياتها وروابطها
ومثقفيها، ومن خلال صناديق الاقتراع والانتخاب، حسب الظروف السانحة لذلك، قبل أن
يلتهمكم طوفان الحرية الذي لن تتمكنوا من الثبات في وجهه…
وإن غداً لناظره
قريب.
قريب.