دهام حسن
الحزب تنظيم سياسي، قوامه عديد من الأعضاء يجمعهم توجّه نضالي عبر
أسس وقواعد ضابطة في إطار خلايا تنظيمية، يرسمه ويحدده نظام داخلي ضابط كأسس وقواعد
يلتزم بها سائر أعضاء الحزب، ويقرّه عادة مؤتمرات الحزب، مع مزاولة أشكال نضالية
يفصل شكلها وطرائقها (برنامج الحزب) بحيث يهتدي به كافة الرفاق الأعضاء من خلال
مسيرتهم النضالية بحيث يأتي التنظيم مرتكزا على فكر نضالي، فالتنظيم بلا فكر هراء
بتعبير أحدهم، والتنظيم أيضا حالة نضالية واجبة وضرورية، وهو البنية الصالحة للنشاط
والتحرك وحسن التصرف (كيف تنظم فسوف تتصرف) كما يتوجب على الإنسان الحزبي أن يمتلك
قدرا من الثقافة السياسية، أي أن يكون على معرفة إزاء ما تمارسها السلطة الحزبية،
وما ينبغي عليها أن تفعل، بحيث لا يعتري العضو الحزبي أي جمود أو سكون،
أسس وقواعد ضابطة في إطار خلايا تنظيمية، يرسمه ويحدده نظام داخلي ضابط كأسس وقواعد
يلتزم بها سائر أعضاء الحزب، ويقرّه عادة مؤتمرات الحزب، مع مزاولة أشكال نضالية
يفصل شكلها وطرائقها (برنامج الحزب) بحيث يهتدي به كافة الرفاق الأعضاء من خلال
مسيرتهم النضالية بحيث يأتي التنظيم مرتكزا على فكر نضالي، فالتنظيم بلا فكر هراء
بتعبير أحدهم، والتنظيم أيضا حالة نضالية واجبة وضرورية، وهو البنية الصالحة للنشاط
والتحرك وحسن التصرف (كيف تنظم فسوف تتصرف) كما يتوجب على الإنسان الحزبي أن يمتلك
قدرا من الثقافة السياسية، أي أن يكون على معرفة إزاء ما تمارسها السلطة الحزبية،
وما ينبغي عليها أن تفعل، بحيث لا يعتري العضو الحزبي أي جمود أو سكون،
من الأهمية بمكان أن يتمتع الحزب، أيّ حزب كان بالاستقلالية في توجهاته وقراراته،
فلا يخضع لأي جهة كانت، ولا بأس من بناء علاقات جيدة متوازنة مع أطراف لها ماض
نضالي مشرف، دون أن ينسى استقلاليته، فالاستقلالية الحزبية ضرورية وواجبة، حتى لو
كانت الاستقلالية انبنت على أساس برنامج رديء، حسبما ينقله لينين عن إنجلز، لأنّ
الخشية من فيض المناصب الرابحة التي تدرّ على بعضهم بمكاسب، من هنا يتوجب الحذر،
والخشية من أن يصاب صاحبه (بعمى خاص سياسي) وقد تشهد في هكذا حالات تقاطر الأفراد
والانتهازيين على الحزب للانضمام، ليكونوا السباقين إلى المكاسب، فالذي يتوسل الحزب
كمطية لانتزاع مكاسب، أو للارتقاء لمنصب، أمثال هؤلاء أبدا لا ينعت واحدهم بالثوري،
بل ربما قيل في واحدهم بالمثقف الانتهازي، أو السياسي الوصولي، فثمة من يجهد نفسه
وربما قام بتقويض حزبه بغية الوصول إلى موقع في السلطة الحزبية التي تدرّ له بالجاه
والمال، دون أن يدور في خلده من إنجاز شيء ما لمصلحة مجتمعه الذي منحه الثقة،
وخوّله لمهمات نضالية، ومطالب هو تبناها حزبيا، وما عليه سوى أن يبرر ذلك التكليف
والثقة نضاليا، ويفي بما وعد به.. وفي هذا السياق يؤكد القائد الشيوعي فهد سلمان
مؤسس الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1944 حيث يقول: لابد من (تنظيم وطني يوجه الشعب
ويسيّر نضاله)..
فلا يخضع لأي جهة كانت، ولا بأس من بناء علاقات جيدة متوازنة مع أطراف لها ماض
نضالي مشرف، دون أن ينسى استقلاليته، فالاستقلالية الحزبية ضرورية وواجبة، حتى لو
كانت الاستقلالية انبنت على أساس برنامج رديء، حسبما ينقله لينين عن إنجلز، لأنّ
الخشية من فيض المناصب الرابحة التي تدرّ على بعضهم بمكاسب، من هنا يتوجب الحذر،
والخشية من أن يصاب صاحبه (بعمى خاص سياسي) وقد تشهد في هكذا حالات تقاطر الأفراد
والانتهازيين على الحزب للانضمام، ليكونوا السباقين إلى المكاسب، فالذي يتوسل الحزب
كمطية لانتزاع مكاسب، أو للارتقاء لمنصب، أمثال هؤلاء أبدا لا ينعت واحدهم بالثوري،
بل ربما قيل في واحدهم بالمثقف الانتهازي، أو السياسي الوصولي، فثمة من يجهد نفسه
وربما قام بتقويض حزبه بغية الوصول إلى موقع في السلطة الحزبية التي تدرّ له بالجاه
والمال، دون أن يدور في خلده من إنجاز شيء ما لمصلحة مجتمعه الذي منحه الثقة،
وخوّله لمهمات نضالية، ومطالب هو تبناها حزبيا، وما عليه سوى أن يبرر ذلك التكليف
والثقة نضاليا، ويفي بما وعد به.. وفي هذا السياق يؤكد القائد الشيوعي فهد سلمان
مؤسس الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1944 حيث يقول: لابد من (تنظيم وطني يوجه الشعب
ويسيّر نضاله)..
إنّ الخطاب القومي الكوردي خطاب إشكالي، فهو من جانب لا يطرح
حلولا مرضية، أو لا تتوفر هكذا حلول راهنا، لهذا فعلى السياسي الكوردي ألا يسرح مع
الخيال فينسج واقعا يحوكه خياله الطفولي القاصر، بحيث لا يتعدّى واقعه الذهني
الشارد الذي لا يستقر على قرار، فمهما جاء اعترافنا أو قرارنا بالحقوق القومية
لشعبنا الكوردي، تبقى قراءة الواقع الكوردي القومي والسياسي بمنطق سليم، واستيعابه
ليكون بالتالي هو البوصلة والمنطلق نحو أية وجهة نضالية، وتحديد المهام الراهنة
والمستقبلية في ضوء ذلك، حتى تكون قراءتنا للحالة صحيحة، وخيارنا لطرائق النضال
مرضيا محبذا.. إن هذه البعثرة والتفتت في ساحة الواقع السياسي الكوردي لا يبعث على
التفاؤل، وهذا التشتت والتشرذم والتوالد غير الشرعي أمر يبعث على الخيبة ويثير
الشكّ والريبة، حيث ترى واحدهم مسؤولا راعيا لمكتب الحزب في (روجافا) وأحد أفراد
أسرته بصلاحيات مماثلة في (روج هلات) ترى من أين جاءت لأسرهم هذه النخوة النضالية،
فدافعهم الحزبي ليس نضالهم البائس، بل ليس سوى المال الحزبي الذي يدرّ عليهم من
الإقليم حصرا للأسف.! مع هذه البعثرة، هل ثمة توجّه وحدوي.؟ طبعا لا.! لأن في
الوحدة خسارة الجاه والمال، حيث تتبعثر في الوحدة المكاسب، ثم يقاسمه الفريق الآخر
فيما لو أراد التوحّد معه.! لا أبدا ليس ثمة فريق واحد منتفع وينشد الوحدة مع فريق
آخر إذا ما تبين أن الأخير سيقاسمه المكاسب، فثمة من قرروا أن يلازموا بيوتهم
ويتقاعدوا بل قل يتقاعسوا عن النضال، لكن سحر الدولار جذبهم، وأيقظهم من وهدتهم،
ليبرزوا فجاءة كمناضلين أشدّاء لا تلين لهم قناة، فلو درت الجهة المانحة مدى خسارة
وضرر هذا الشكل من العطاء، ربما كفّوا عن مدهم بما يسبب لهم لجما نضاليا، سبق لي أن
تطرقت لهذا الموضوع في مقالة سابقة قلت لابأس لو جاء حصر تلك العطاءات تلك المنح
على أشكال النضال الحزبي والسياسي، كأن تنفق كآجار المكاتب، ومنح المكافآت للقائمين
على عقد ندوات ثقافية، أو إلقاء محاضرات، ولا بأس مدّهم بما يمكنهم من النشاطات
الثقافية، كما ينبغي لهذه المنح التي تعطى أن تخصص لشراء آلات الكومبيوتر والنسخ
والطباعة ومواعين ورق النسخ، وما تكلفه طباعة الصحف مثلا، ولا بأس من مدّهم بثمن
مطبعة أو اكثر، أما أن يعطى لهذا وآخر كون واحدهم عضوا في مركز متقدم في القيادة
فهذا ما يجعل الجميع ذوي المناصب ينوخون برؤوسهم إلى الأسفل لينال واحدهم قسمته كلّ
آخر الشهر، وبالتالي يقص لسانه عن الكلام وما يقتضيه وسائل النضال العديدة وقد
يصارع أصحاب الكفاءات على المنصب المدرار بالمال والجاه، وهنا تبرز حالة التكتل
والشللية واللامبدئية والاستزلام والانتهازية، كل هذا ينعكس بالسلب على الحزب ككيان
واحد، ولأجل هذا فالمستفيد من كل هذا لا يريد الوحدة مع أي فصيل كان، ويسكت عن
الخطأ حتى في داخل حزبه، ويصمت عن الانسحابات الجماعية من الحزب، لأنه بهذا لن يخسر
شيئا بما يدرّ في جيبه، وإذا ما حركته قليلا النخوة، فكيف به أن يزعل المسؤول الذي
أوصله لهذا الموقع تكتلا ليكون من (أزلامه)، لأنه حتما هو الآخر سيخسر باب رزقه كما
أسلفنا، لهذا تراه يماشي مع ما يقثضيه الواقع، ليمتثل بالتالي قول المعري: (ولما أن
يعاندني مرامي جريت مع الزمان كما أرادا) أجل هؤلاء الأغراب الانتهازيون سيلفظهم
شعبنا، وقريبا ستكتشف عوراتهم، وأدعو كافة الأقلام الناطقة بالحق ألا يهادنوهم،
هؤلاء يعملون ليل نهار دون قناعة أو تسليم بحق شعبنا المنكوب والمبتلي بهؤلاء
الأقزام، لا أخفيكم ثمة مناضلون شرفاء لكنهم ضائعون وسط هذا الكم الهائل من الحطام،
عشرات الأحزاب في مدينة كمدينة القامشلي وحدها هل هي ظاهرة صحية، أم حالة مرضية أم
فلتان حزبي.؟ من منا بقادر أن يسمي أو يعدد هذه الأحزاب بأسمائها، السكرتير الأول
هو أبجدية أيّ حزب ما، ودونه لا يوجد حزب، أيّ حزب من هذه الأحزاب التي لا يرى إلا
بالمجهر يبتغي الوحدة مع فصيل آخر طالما يعرف أنه سيخسر مجدا ونقدا.! والانتهازي لا
موقف له، فهو اليوم معك وغدا ضدك، لأنهم أسيرو ذواتهم ونزواتهم المتطلعة دوما وأبدا
إلى تلك الأكسية المزركشة بالبطلان، وذاتياتهم الناطقة بالزور والبهتان، والملفعة
برداء الخزي والانكسار، والذي لا يجلب لصاحبه غير العار ثم العار..! وأقول لهؤلاء
الانتهزيين ألا يتطاولوا في مضافاتهم الحزبية على الشرفاء، لأننا قلنا فيهم بأنهم
غير جديرين بالمرحلة، بل جاؤوا بالتكتل المناطقي، والانتهزية وروح الاستزلام ومدّ
الأيدي كـ(شحاذ سليمانية) فلا تدّعوا شرف النضال، ففيكم وفي أمثالكم يقول الحطيئة:
(دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فأنك أنت الطاعم الكاسي)
حلولا مرضية، أو لا تتوفر هكذا حلول راهنا، لهذا فعلى السياسي الكوردي ألا يسرح مع
الخيال فينسج واقعا يحوكه خياله الطفولي القاصر، بحيث لا يتعدّى واقعه الذهني
الشارد الذي لا يستقر على قرار، فمهما جاء اعترافنا أو قرارنا بالحقوق القومية
لشعبنا الكوردي، تبقى قراءة الواقع الكوردي القومي والسياسي بمنطق سليم، واستيعابه
ليكون بالتالي هو البوصلة والمنطلق نحو أية وجهة نضالية، وتحديد المهام الراهنة
والمستقبلية في ضوء ذلك، حتى تكون قراءتنا للحالة صحيحة، وخيارنا لطرائق النضال
مرضيا محبذا.. إن هذه البعثرة والتفتت في ساحة الواقع السياسي الكوردي لا يبعث على
التفاؤل، وهذا التشتت والتشرذم والتوالد غير الشرعي أمر يبعث على الخيبة ويثير
الشكّ والريبة، حيث ترى واحدهم مسؤولا راعيا لمكتب الحزب في (روجافا) وأحد أفراد
أسرته بصلاحيات مماثلة في (روج هلات) ترى من أين جاءت لأسرهم هذه النخوة النضالية،
فدافعهم الحزبي ليس نضالهم البائس، بل ليس سوى المال الحزبي الذي يدرّ عليهم من
الإقليم حصرا للأسف.! مع هذه البعثرة، هل ثمة توجّه وحدوي.؟ طبعا لا.! لأن في
الوحدة خسارة الجاه والمال، حيث تتبعثر في الوحدة المكاسب، ثم يقاسمه الفريق الآخر
فيما لو أراد التوحّد معه.! لا أبدا ليس ثمة فريق واحد منتفع وينشد الوحدة مع فريق
آخر إذا ما تبين أن الأخير سيقاسمه المكاسب، فثمة من قرروا أن يلازموا بيوتهم
ويتقاعدوا بل قل يتقاعسوا عن النضال، لكن سحر الدولار جذبهم، وأيقظهم من وهدتهم،
ليبرزوا فجاءة كمناضلين أشدّاء لا تلين لهم قناة، فلو درت الجهة المانحة مدى خسارة
وضرر هذا الشكل من العطاء، ربما كفّوا عن مدهم بما يسبب لهم لجما نضاليا، سبق لي أن
تطرقت لهذا الموضوع في مقالة سابقة قلت لابأس لو جاء حصر تلك العطاءات تلك المنح
على أشكال النضال الحزبي والسياسي، كأن تنفق كآجار المكاتب، ومنح المكافآت للقائمين
على عقد ندوات ثقافية، أو إلقاء محاضرات، ولا بأس مدّهم بما يمكنهم من النشاطات
الثقافية، كما ينبغي لهذه المنح التي تعطى أن تخصص لشراء آلات الكومبيوتر والنسخ
والطباعة ومواعين ورق النسخ، وما تكلفه طباعة الصحف مثلا، ولا بأس من مدّهم بثمن
مطبعة أو اكثر، أما أن يعطى لهذا وآخر كون واحدهم عضوا في مركز متقدم في القيادة
فهذا ما يجعل الجميع ذوي المناصب ينوخون برؤوسهم إلى الأسفل لينال واحدهم قسمته كلّ
آخر الشهر، وبالتالي يقص لسانه عن الكلام وما يقتضيه وسائل النضال العديدة وقد
يصارع أصحاب الكفاءات على المنصب المدرار بالمال والجاه، وهنا تبرز حالة التكتل
والشللية واللامبدئية والاستزلام والانتهازية، كل هذا ينعكس بالسلب على الحزب ككيان
واحد، ولأجل هذا فالمستفيد من كل هذا لا يريد الوحدة مع أي فصيل كان، ويسكت عن
الخطأ حتى في داخل حزبه، ويصمت عن الانسحابات الجماعية من الحزب، لأنه بهذا لن يخسر
شيئا بما يدرّ في جيبه، وإذا ما حركته قليلا النخوة، فكيف به أن يزعل المسؤول الذي
أوصله لهذا الموقع تكتلا ليكون من (أزلامه)، لأنه حتما هو الآخر سيخسر باب رزقه كما
أسلفنا، لهذا تراه يماشي مع ما يقثضيه الواقع، ليمتثل بالتالي قول المعري: (ولما أن
يعاندني مرامي جريت مع الزمان كما أرادا) أجل هؤلاء الأغراب الانتهازيون سيلفظهم
شعبنا، وقريبا ستكتشف عوراتهم، وأدعو كافة الأقلام الناطقة بالحق ألا يهادنوهم،
هؤلاء يعملون ليل نهار دون قناعة أو تسليم بحق شعبنا المنكوب والمبتلي بهؤلاء
الأقزام، لا أخفيكم ثمة مناضلون شرفاء لكنهم ضائعون وسط هذا الكم الهائل من الحطام،
عشرات الأحزاب في مدينة كمدينة القامشلي وحدها هل هي ظاهرة صحية، أم حالة مرضية أم
فلتان حزبي.؟ من منا بقادر أن يسمي أو يعدد هذه الأحزاب بأسمائها، السكرتير الأول
هو أبجدية أيّ حزب ما، ودونه لا يوجد حزب، أيّ حزب من هذه الأحزاب التي لا يرى إلا
بالمجهر يبتغي الوحدة مع فصيل آخر طالما يعرف أنه سيخسر مجدا ونقدا.! والانتهازي لا
موقف له، فهو اليوم معك وغدا ضدك، لأنهم أسيرو ذواتهم ونزواتهم المتطلعة دوما وأبدا
إلى تلك الأكسية المزركشة بالبطلان، وذاتياتهم الناطقة بالزور والبهتان، والملفعة
برداء الخزي والانكسار، والذي لا يجلب لصاحبه غير العار ثم العار..! وأقول لهؤلاء
الانتهزيين ألا يتطاولوا في مضافاتهم الحزبية على الشرفاء، لأننا قلنا فيهم بأنهم
غير جديرين بالمرحلة، بل جاؤوا بالتكتل المناطقي، والانتهزية وروح الاستزلام ومدّ
الأيدي كـ(شحاذ سليمانية) فلا تدّعوا شرف النضال، ففيكم وفي أمثالكم يقول الحطيئة:
(دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فأنك أنت الطاعم الكاسي)