مارك هذا الشاب الذي تعرفه ويكيبيديا كالتالي:

 

محمد قاسم “ابن الجزيرة”

 

 

((مارك
زوكربيرغ، (14 مايو 1984)، وايت بلينس، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية. رجل
أعمال ومبرمج أميركي. أشتهر بتأسيسه موقع الفيس بوك الاجتماعي، وهو أكبر موقع
إجتماعي في العالم،[1] أنشأ الموقع مع زملائه في قسم علوم الحاسب موسكوفيتش دستين
وكريس هيوز وهو في جامعة هارفارد. وهو بمثابة الرئيس التنفيذي لموقع
الفيسبوك.))
لا يتجاوز عمره الثلاثين.
صاحب اختراع الفيسبوك
البرنامج
الإلكتروني الذي يرتاده ….

 

ويوفر التواصل بينهم للتفاعل الإيجابي –او السلبي. فذلك يتوقف على التكوين الذهني
والسيكولوجي او لنقل (الثقافي) للشخصية.
علمت من وكالات أنباء ومنشورات هنا انه
رزق بابنة. وقد تبرع ((في يوم 2 ديسمبر 2015 أعلن مارك زوكربيرغ وزوجته بريسيلا
تشان تخليهم عن 99% من ثروتهم والتي تبلغ حوالي 45 مليار دولار، بعد أن رزقا ببنت
أسموها ماكس)).
انه فرح بابنة تخلده –ككل مولود يمثل استمرار وخلود الآباء.
وتملأ عليه حياته بشعور كونه “بابا” وزوج في نطاق أسرة هي في الغرب “عزيزة” نتيجة
ثقافة الفردية وتداعياتها ونتائجها. (لا نحكم هنا وانما نصف فحسب).
في كل
الأحوال هي مبادرة مذكورة وملفتة.
هذه الظاهرة تتكرر لدى أغنياء كبار في الغرب
وتتناولها وسائل الاعلام. فقد سبقه (بل غيتس)
هذه المبادرات موجودة في ظروف
أغنياء الشرق غالبا بدوافع دينية فهناك جمعيات خيرية، وهناك تبرعات قّلت او كثرت
…لكنها لا تبلغ هذا المدى من الاهتمام لقلة المبالغ قياسا لهذا المبلغ ولخاصة
شرقية هي تغلّب التوترات والانحيازيات في شعوبها مما يعيق وظيفة الاعلام.
الغرب
أثبت ذاته على مختلف الأصعدة. ومنها الإعلام ونظم ديمقراطية تداولية للحكم وتطورا
صناعيا تكنولوجيا …انعكست مفاهيم اجتماعية وسياسية في حياة أبنائه.
هل كان هذا
التطور ناتج ثقافة دينية؟ التاريخ يقول: فالكوارث في الحروب الدينية والسياسية
كثيرة. عد الى التاريخ. نذكر الحربين الكونيتين و”هيروشيما” و”ناغازاكي” وتجارة
الرقيق، وابادة الهنود الحمر…ولا ننسى الحروب الصليبية وما ارتكبت فيها من
الفظائع.!
ما السر إذا؟
– ربما كان لروح ديمقراطية عريقة في ثقافته منذ مجالس
الشيوخ اليونانية والرومانية دورها.
 – ربما لحرية البحث الفلسفي تأثيره في بنية
التفكير وتكريس روح منطقية فيها. ولجهود الباحثين والمفكرين … خاصة الفرنسيين
فأنتجت الثورة التي كانت فاتحة ولا تزال اشعاعاتها تضيء
– ربما لأن طبيعة التدين
لدى شعوبه كانت محرضة للبحث عن مخارج تعتقها من هيمنة زمنية من خلال الدين، فأدى في
النهاية الى الفصل بين الدين والدولة “ما لله لله وما لقيصر لقيصر”.
– ربما
تجاوز مشكلة العلاقة بين المرأة والرجل في جانب العلاقة الجنسية بتجلياته المتدرجة
والمختلفة. أتاح تجاوز توتر اجتماعي او حدده بشكل او آخر (أيضا نحن نصف لا
نقيّم).
– ربما تركت نتائج هذه الحروب الكارثية –الحربان الكونيتان خاصة-أثارا
محرضة على عمق أكثر في التفكير وفهم الحياة…الخ
مثل هذه المحاولات حصلت في
الشرق أيضا لكن ما أشرنا اليه من دور الديمقراطية والبحث الفلسفي حرر الفكر من قيود
لم ينجح الشرق من التحرر منها، بسبب بنية التفكير الذي يقود الى الاستبداد. سواء في
نهج ممارسة الحكم، او في طبيعة ضبط التفكير في أطر دينية شكلت قيدا على حرية
التفكير والتعبير …فقد بقيت في سيكولوجية المتدين-عالما او تلميذا او مقلدا…
روح ذات طبيعة –او شعور – انانية تجعل منه يحكم على الاخرين، لا يرشدهم، ويعلمهم،
وينصحهم…  ضمن معنى (حق كل أحد ومسؤوليته عن نفسه في الاعتقاد).
وهذا ايحاء
سياسي أنتجته النظم الحاكمة منذ بدء الخلافة الاموية…واستشرت …ولم يوقف مدها
بعض انفتاح في مراحل من الخلافة العباسية.
ويبدو ان سيكولوجية وذهنية، ونجمعها
في مفهوم “ثقافة” ذات جذور صحراوية بدوية ظلت تؤثر على مسار التفكير في الجانب
المتأثر بالحكم خاصة. واستمرت حتى يومنا هذا. وهذا ما استثمره الغرب سياسيا، فشجع
هذا النزوع على يد “غير مسلمين” من العرب او مسلمين لديهم هوى عروبي –أيا كان
السبب: قناعة او ارتزاقا او انزلاقا الى فخاخ…فظل النزوع القومي العروبي يمارس
حضورا معززا بقوى غربية كانت الحصيلة، العمل على انهيار الخلافة العثمانية دون وجود
مشروع متكامل يملأ الفراغ، وهذا ما كان الغرب الاستعماري حينها يريده فقسم المنطقة
وأسس دولا ودويلات بحسب حاجته، وقدرته على التأثير عليها لمصلحته.
والأخطر ربما
هو تشكل ثقافة مهتزة تحكمت بمعظمها سياسات النظم، ووجهتها لمصلحة الغرب عبر
ممارساتها الموالية له تحت مسميات واشكال مختلفة؛ تقود جميعا الى تعزيز ثقافة مهتزة
مرتبكة تغذي التعصب والجهل وإثارة النزعات القبلية تحت عناوين الحزبية.
للأسف
انتقلت هذه الثقافة الى معظم الذين تصدروا المشهد السياسي الكوردي أيضا. واستطاعوا
بإيحاء مباشر او غير مباشر ان يزرعوها ثقافة في حياة الشعب الكوردي، فضلا عن
إجراءات النظم المحتلة التي تهدف في معظمها الى تغذية هذا النوع من الثقافة المربكة
للفكر المشترك.
ومن هذه الإجراءات تجهيل الشباب الكورد او اتاحة تعليم مشوّه
يسهّل إدارة العقول من خلالها
ومن هذه الإجراءات أيضا زرع التعصب في ثقافتهم بعد
حرمانهم من حقوقهم ليزدادوا انفعالا وردود أفعال… يمكن استغلالها بسهولة في
التأثير على الشباب والشرائح الجاهلة خاصة.
وان   اختراع “مارك” هذا –أي
الفيسبوك لهو عامل إيجابي يمكن ان يخدم الشعوب في تنمية القدرات الحوارية وفق منهج
عقلي واع يوفر فرصا لتجاوز الثغرات والفجوات في التفكير والرؤية والأطر …الخ.
والتي توصل إلى ” روح جامعة” تسهل التفاعل والتحاور والبحث عن المخارج
الأفضل…
كما انه عامل سلبي عندما ينزلق بعضهم الى التعبير عن تخلفه او سوء
اخلاقه او ارتهانه لقوى غريبة على حساب قضية مجتمعه وامته، او قد يكون غريبا لبس
لبوس انتماء اجتماعي ليمارس التهديم من الداخل فيما قد لا ينجح فيه من الخارج
–وربما لأن ذلك يوفر عليه جهودا وموارد واخطارا أيضا.
فالرجل –إذا-اخترع شيئا
عظيما، ويفترض بالإنسان أن يستثمر هذا الاختراع العظيم في ميدان إيجابي يعود على
البشرية بالخير.
وهو يستحق منا ان نشكره ونهنئه وندعو له بحياة سعيدة نأملها
عامرة بروح الخير مادام التبرع السخي الكبير يشير الى روح خير فيه.
ونقول للشباب
عموما ولشبا الكورد: الاقتداء بالناجحين خير من الانزلاق الى مهاوي المستغلين.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…