دقات الساعة تشير الى الخامسة صباحا..!

 

م.عاصم عمر

 

كتب
السفير الأمريكي السابق الى سوريا السيد “روبرت فورد”من معهد دراسات الشرق
الأوسط.واشنطن.! تحليلا رائعا حول الوضع السوري(بعنوان…….) تتميز الدراسة
بمصداقية الشعور والوجدان والكثير من الواقعية,ولكن في باب السيناريوهات المحتملة
في سوريا وبخصوص رؤيته  حول التقسيم  المحتمل لسوريا الى ستة مناطق حسب المكونات
والتركيبة السكانية,هنا اريد ان أخالفه الرأي  فيه من حيث الواقع والرؤية: وذلك لأن
” الأسد هو امتداد حقيقي لأيران “.
قد يطيب لقارىء ان يقرأ بأن  الوحدات
الكردية  تسيطر على مساحات شاسعة من الشمال السوري…..ويحكمها بذريعة أقامة دولة
كردية…أو اقليم كردي ذو حكم ذاتي…….؟ دون الخوض في حقيقة الأمر…والتي تخالف
كل ما يمكن توقعه…… فهو حكم أمني بالنيابة  عن النظام ومن أجل تحييد الأكراد في
الثورة السورية حصرا اذا صح التعبير!

 

فانه على المستوى المادي النظام موجود  بقوة في المراكز الرئيسية والمحصنة من
القامشلي والحسكة المدينتين الرئيسيتين في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا والتي
من الممكن تسميتها تجاوزا بالمنطقة الكردية, مثل(الثكنة العسكرية – المربع الأمني
مراكز الاستخبارات للفروع الأربعة-المجمعات الحكومية-مواقع السجون- مساكن الضباط –
مواقع الشرطة العسكرية والقضاء العسكري – مراكز التجنيد- المراكز الادارية
والمؤسسات الهامة – وفي القامشلي يضاف اليهم المطار الدولي بكافة امكانياته وفرع
المخابرات الجوية والتحكم بالتنقل من والى المحافظة  المحاصرة – الفوج العسكري
“جرمز”جنوب القامشلي والذي يحوي على نحو # 1000-2000عسكري وبكامل عتاده – فصائل أمن
المناطق والنواحي في محطة قطار القامشلي)وهذه المؤسسات لاتزال تعمل بكامل كادرها
الاداري والفني والمالي,حيث يتم شراء موسم الحبوب بكامله من الفلاحين وتسويقه الى
مناطق الداخل ضمن تفاهمات معقدة, وكذلك تزويد النظام بكميات من الغاز المسال.اضافة
الى وجود ممثل الرئيس الأسد (وراء الكواليس)اللواء محمد منصورة في مركز المخابرات
العسكرية في القامشلي,حيث يشرف على ادارة كافة شؤون المحافظة السياسية العسكرية
والمالية.(اذا فلايزال النظام يحافظ على مساحات واسعة من البلاد عمليا).
ولو
عدنا بذاكرتنا قليلا الى الوراء,لرأينا أن العلاقة بين الطرفين ليست بوليدة اليوم
حيث السيد”عبد الله أوجلان” تربى  وربما من منظار طائفي كعلوي في حضن الأمن السوري
وبرعاية كريمة من الأسد نفسه,وبين أفراد أسرته وبحماية كبار ضباط أمن القصر لدى
قدومه 980- وحتى مغادرته998 وعن طريقه تم تقديمه للنظام الأيراني ك jokey  محتمل
في المستقبل وخاصة انه يعمل ضد الدولة التركية وجميع الفصائل الكردستانية,وكما انه
كان يعمل على نقل أكراد سوريا الى تركيا ,بمعنى ان الأكراد هم مهاجرين الى سوريا
وهم ليسوا مواطنين أصلاء لذلك ” كان يقول بان الأكراد في سوريا هم ضيوف منذ عام
1925 على سوريا “اثر فشل ثورة الشيخ سعيد بيران ضد الدولة التركية,”ويقول في
مجلة”الأوج”وكتيب “قائد وشعب”لقد أوقفنا هجرة الجنوب وبدأنا الآن بالهجرة نحو
الشمال _نحن راضون عن ذلك وكذالك الدولة السورية وشكرا لضيافتكم لنا. ,وكما انه كان
كثيرا ما يصرح بان البارزاني  قبلي ,رجعي وعميل ويقول بأنه في حال تشكلت دويلة
كردية في شمال العراق فانه خنجر في خاصرتنا أي ال “PKK ” وخطر على شمال الوطن
العربي وأيران- وفي الفترة الأخيرة من عام 2010 بدأ من سجنه في “امرالي”  2010 ينصح
البارزاني نفسه بتصليح علاقاته السياسية مع طهران  أسوة بما يفعله السيد الطالباني
للمساعدة في انجاز الهلال التقدمي الذي سيخلص الشرق الأوسط من الهيمنة الأمركية على
حد تعبيره .وخلال وجوده  في سوريا على رأس حزبه وبحماية ودعم الأسد الأب  حصلت
مواجهات وصراعات فظيعة بين انصاره  وأنصارالأحزاب السياسية القومية الكردية السورية
لكن على مستويات فردية وحصل بنتيجته العديد من الاغتيالات لناشطين أكراد قوميين
سجلت ضد مجهول- يشتبه في قيامهم هم بها وبتغطية من النظام نفسه.
ربما كان هناك
معاهدة شرف مبرمة بين الجانبين ,ال PYD-والنظام كما يظهر من النظام الداخلي للحزب
2013 يؤكد فيها شكره  على تعاون الماضي والعمل على استعادته  بين الطرفين استمرارا
للذي كان بين السيد أوجلان  والأسد.وهم يعملون ضمن أجندة اقليمية ذرائعية –أصحاب
الخط الثالث المحايد-الأمة الديمقراطية-وهم لا يؤمنون بكل ماهو قومي مستمدين
أفكارهم من مبادىء عبد الله أوجلان وفلسفة غرامشي الشيوعية_وربما لذلك فهم راضين
على بقاء تمثاله كما هو منذ عشرات السنين في ساحة السبع بحرات في القامشلي.اعترافا
واحتراما لذاك التراث.
منذ انطلاقة الثورة السورية تم تسليم قيادات ال
YPDالمؤسسات ,مراكز العمل,العتاد والمعدات واستخدام المرافق بتعاون تام من قبل
السلطات الى قيادات ال YPG حيث واجهت هذه بدورها المظاهرات السلمية للأكراد
السوريين ضد النظام بدراية ومرونة  وبتعاون واضح مع الأجهزة الأمنية للنظام
وبمبررات ذرائعية وبالتدريج مستغلين الظروف الموضوعية حتى تمام الامساك بزمام
الأمور,والتمكن من افراغ محتوى الأحزاب القومية الكردية ونضالها السياسي والتي كانت
بالاساس ولا تزال تعاني من شحة الموارد المالية والتعاون الاقليمي ,بما فيها حليفهم
البارزاني الذي كان ولا يزال  غير قادر على تقديم الدعم لهم بسبب الضغوطات التي
تمارسها أيران حيال ذلك.
من خلا عملهم  ال PYD  تمكنوا من تحييد الحركة الكردية
عن مسار الثورة  وأصبح عمليا لصالح الأسد,بل وتابعت أجندتها من متابعة المخطط
القديم,اخلاء الساحة السورية من الأكراد,وبمتابعة اسلوب النظام الأمني..وأعمال
الاغتيالات المشبوهة للنشطاء الكرد,ممارسة الضغوطات الاقتصادية ,المعيشية,والسياسية
, كبح حرية التعبير ,وفقدان التعليم في المناطق الكردية دفعت بالكرد الى الهجرة الى
خارج البلاد اضافة لأسباب أخرى,حيث يقدر ان نسبة السكان الكرد الذين غادروا بلادهم
بشكل خاص من العناصر الشابة 40% من نسبتهم البالغة 65% في الجزيرة  أي الى ما يعادل
35% من سكان المحافظة مقابل تزايد المغمورين (العرب الوافدين من مناطق الرقة
وحلب)الى الضعف.ومازال  PYD مصرين على تمسكهم بتوجههم السياسي المراوغ لصالح النظام
وطهران الامبريالي.
من بالغ الظلم تسمية الYPD بالفصائل الكردية أو بقوات
الحماية الكردية ,في الوقت الذي يرفض الحزب نفسه هذه التسمية وكما انه لايوجد بند
واحد في مبادئه النظرية يدل على هويته القومية, الكردية بل العكس من ذلك فهم يخجلون
من تسميتهم هذه بل وأحيانا يهينون الرموز الكردستانية اضافة الى محاربتهم لكل
التطلعات الكردستانية, ويرفضون أية اتفاقات مع الأطراف السياسية الكردية ,لذى
أستغرب ان يقوم الاعلام وكذلك الحكومات بتسميتهم بقوات الحماية الكردية ان لم يكن
وراء ذلك دوافع ومصالح سياسية .
البحث يتبع…

 

* نقطة غيث
Dilopek Baran
  زاوية يكتبها م. عاصم عمر لـ
«موقع
ولاتي
»

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…