ولاتي مه – شفيق جانكير: بمناسبة يوم الصحافة الكوردية والذي يتزامن مع ذكرى اصدار أول جريدة كوردية (كردستان) في القاهرة في (22) نيسان من عام 1898م , نظمت لجنة النشاطات الثقافية الكوردية في قامشلو أمسية حوارية نوعية بهذه المناسبة, حيث استضافت أربع محاضرين كورد وهم كل من السادة: (عبد الكريم بافي كوفان, فيصل يوسف , صالح بافي هوزان, عدنان بشير) وبحضور نوعي ومتميز من قبل الكتاب والمثقفين الكورد والمهتمين ومن الجنسين.
واليكم أهم الأسئلة الموجهة ومختصر اجابات المحاضرين:
ايجاز تاريخ الصحافة الوردية ؟
عبد الكريم بافي كوفان: يعتبر يوم 22/ نيسان من عام 1898 م تاريخ ولادة الصحافة الكوردية, بصدور جريدة (كوردستان) في العاصمة المصرية القاهرة على يد مقداد مدحت بدرخان , وكانت اللبنة الأساسية في بناء الصحافة القومية, والتي استمرت الى 14 / نيسان عام 1902 .
امكانية تقسيم تاريخ الصحافة الكوردية الى مراحل ومحطات أساسية؟
صالح بافي هوزان: يمكن تقسيم تاريخ الصحافة الكوردية الى ثلاثة محطات أساسية: الأولى تبدأ من مقداد بدرخان باصداره نشرة كوردستان وتنتهي في عام 1902, المحطة الثانية تبدأ – بعد فترة توقف- من عام 1932 باصدار مجلة هاوار من قبل جلادت بدرخان الى عام 1943, لتبدأ بعدها المحطة الثالثة والتي تستمر الى وقتنا الحاضر.
وضع الصحافة والاعلام الكوردي في ظل قانون الطوارىء والأحكام العرفية.
فيصل يوسف: كان من الأفضل ان يتم توجيه السؤال على الشكل التالي: ان لم يكن قانون الطورىء والأحكام العرفية قائما هل كان بامكان الصحافة الكردية أن تقوم بدورها ؟ وللاجابة أقول: لا , وكثيرا ما نخطأ في هذا الجانب ..
ان تاريخ المظالم والاضطهاد ضد الشعب الكردي لا يبدأ من عام 1963 حين تم تطبيق قانون الطورىء والأحكام العرفية في البلاد , بل ان سياسات التمييز العنصري والاضطهاد القومي مورست تجاه الشعب الكردي وبالأخص ضد الذين حاولوا أن يكونوا لسان حال الشعب الكردي وان يناضلوا في سبيل قضيته واعلامه بدأت منذ عام 1958, والأسوء من الأحكام العرفية كان الفكر القومجي العروبي الشوفيني, الذي توحد مع الفكر العفلقي, وشكلا معا اكبر عقبة في وجه الفكر والاعلام الحر وفي وجه كل ذي رأي حر.
في زمن التطور المتسارع للاعلام لماذا الاعلام الكوردي يتقدم ببطء ؟
عبد الكريم بافي كوفان: ان منطلق الاعلام هو المجتمع والشعب والتاريخ ..
ان الاعلام بحاجة الى مساحة من الحرية والاستقلال..
والسبب الأساسي للبطىء في الاعلام الكوردي هو الوضع السياسي العام وضعف الامكانات المادية وقلة الكوادر المتخصصة وكذلك عدم وجود ما يدفع عجلة تقدم الاعلام الكوردي نحو الأمام..
عدنان بشير: استطيع أن اسجل عدد من السلبيات والايجابيات لدى الحركة الكوردية تجاه الاعلام الكوردي.
أما أهم الايجابيات فهي: الاستمرار في اصدار النشرات منذ تأسيسها 1957 لغاية اليوم رغم المصاعب والعراقيل, ومساهمتها في نشر الثقافة الديمقراطية وترسيخ مبدأ الاعتدال والموضوعية والابتعاد عن التطرف والتشنج والتزمت والتعصب القومي.
هل ان الاعلام الكوردي في سوريا هو اعلام مقروء فقط ؟
عبد الكريم بافي كوفان: نعم يمكن القول بان الاعلام الكوردي في سوريا, المقروء فقط , منذ تاريخ صدور أول صحيفة كوردية (كردستان), وبما اننا نفتقر نحن الكورد الى وسائل الاعلام الجماعية الأخرى كـ الاذاعة والتلفزيون والسينما فقد استطعنا خلق سياسة دفاعية والمتمثلة بالأمسيات الحاصلة في المدن الكوردية وغيرها والتي يمكن وضعها في خانة الاعلام المسموع والذي لقي صدى أكثر من الاعلام المقروء, بالاضافة الى ظهور البالتوك في الآونة الأخيرة.
هل بامكان الصحافة الكوردية مواكبة وسائل الاعلام السريعة في نقل الخبر في عصر الانترنيت والبالتوك والصمود امامها, ام انها ستتحول الى التخصص لنشر الدراسات والبحوث فقط ؟
فيصل يوسف : لا يمكن ان نتحدث عن الصحافة والاعلام الحر في ظل الانظمة الشمولية, وبالتالي لا يمكن مقارنتها مع البلدان التي فيها الاعلام الحر, فالصحافة والاعلام عندما لا تكون حرا من الطبيعي ان لا تستطيع مواكبة التطورات الحاصلة في وسائل الاعلام, اما بالنسبة الى العولمة والانترنيت فاستطيع ان اقول بان الاعلام الكردي يتقدم في هذا المجال على الأخوة العرب وحتى على الأخوة الأشوريين, وكمثال على ذلك حين تم دعوة بعض الأخوة العرب الى ندوة على البالتوك لم يكن لديهم اية معلومات عنها, فذهب بعض الشباب الكورد لتنزيل البرامج لديهم.
اسباب عدم وجود للصحافة المستقلة ؟
عدنان بشير: بسبب عدم وجود اتحاد للكتاب والصحفيين الكورد, وعدم وجود دار نشر وطباعة أو أية مؤسسة ثقافية, وعدم وجود آلية للنشر , وقلة الكوادر وضعف الامكانات المادية وانتشار الأمية والجهل باللغة الكوردية حتى بين أوساط حاملي الشهادات.
هل استطاع الاعلام الكوردي تشخيص مكامن الضعف في الشخصية الكوردية وبالتالي استطاع وصف الدواء لها ؟
صالح بافي هوزان : لقد عالجت كثيراً هذه المسألة في كتاباتي, واستطيع القول باننا كأحزاب وكمثقفين لم نتعرف جيدا على شخصية الانسان الكوردي و سيكيلوجيته لاعطائه حقه, والاعلام يمكن ان نشببه بالبضاعة, فالبضاعة كي تستطيع ان تسوقه بين الجماهير يجب ان تلبي تلك البضاعة رغبات تلك الجماهير.
أهمية افتتاح محطة تلفزيون أو اذاعة , وكيف تنظرون الى الصحافة الالكترونية والبالتوك ؟
عدنان بشير: هناك امكانية لفتح قناة فضائية من قبل الأحزاب بالتعاون مع الجالية الكوردية ورجال الأعمال الكورد المنتشرين في العالم وكذلك هناك امكانية أخذ ساعات محددة من البث من الفضائيات العربية والأجنبية وكذلك يمكن التعاون على الأقل مع فضائيات كوردستان ايران التي ازدادت في الأونة الأخيرة والتي ليس لديها ما يمنع من التعاون مع الحركة الكوردية في سوريا.
أما بالنسبة الى مواقع الانترنيت فأرى ان المواقع المستقلة أكثر تطورا من مواقع الأحزاب وبامكان الأحزاب ان تقوم بدور الأفراد الذين يديرون المواقع الالكترونية وغرف البالتوك, وتنظيمها وعدم فسح المجال أمام الأفكار المتطرفة.
اقتراحات لتطوير الاعلام الكوردي:
فيصل يوسف: من اجل تطوير الاعلام الكوردي اقترح بتاسيس مراكزاعلامية خاصة ومستقلة ودعمها بالامكانات الضرورية, و يمكن الاستفادة من الانترنيت, وكذلك يمكن الاستفادة من الاعلام الكوردستاني في طرح قضايانا الى حين يتم تأمين اعلام خاص بنا.
واذا استطعنا التعامل جيدا مع هذه الاهداف الثلاثة , حينذاك سنتمكن من دفع اعلامنا الى الامام.
وعلينا العمل لانشاء مركز اعلامي او مطبعة في كوردستان المحررة, ومحاولة خلق الكوادر المتخصصة وتامين الدعم المالي اللازم .
مختصر مداخلات الحضور :
بافي هزار : الندوة فيها جانب ايجابي وجانب سلبي , الجانب الايجابي لأول مرة أجد ندوة مميزة غير تقليدية, فقد تعودنا أن يأتي أحد المحاضرين ليتكلم قليلاً و نصفق له ثم تنتهي كل شيىء , ولكن هذه المرة اديرت باسلوب حضاري ممتاز, ولكن الجانب السلبي فيها هو التأخير في بدء الندوة وكذلك اطالة مدتها, واتمنى ان يتم مراعاة ظروف الحاضرين في المرات القادمة.
وأشكر الأستاذ فيصل يوسف الذي استطاع أن يشرح لنا باختصار وضع الصحافة الكوردية في سوريا , وأن يميز بين الاعلام والصحافة..
واستغرب من الأستاذ صالح عندما يقول لا يوجد في سوريا اعلام..
وأقول: يوجد في سوريا اعلام وبجميع أقسامه ولكن قد لا يكون هذا الاعلام حراً وهذه مسالة أخرى..
ولا اتفق مع ابو كاميران عندما يقترح بأن تقوم الأحزاب بمهمة الأفراد المستقلين الذين يديرون المواقع الالكترونية وغرف البالتوك بحجة قطع الطريق على الأفكار المتطرفة..
لان كل حزب سوف يقوم بادارتها حسب رأي حزبها, وسينسف فسحة الحرية فيها.
ونتذكر جيدا عندما كان يضطر شبابنا لكتابة أفكارهم على شكل همسات في جرائد السلطة الثورة وتشرين وغيرها, حين سدت أبواب الصحافة الكوردية في وجوههم, والآن الانترنيت لا تخضع لسلطة الأحكام العرفية لماذا لا تستغلوها حتى الآن؟؟
الخ ..
اننا نعيش في مجتمع ثقافته تقول الجنة تحت ظلال السيوف” و”طعميني اليوم اذبحني باجر” علينا أن نقيم الاعلام في ظل هذه الثقافة..
والى اين سيوصلنا هذه الثقافة ..
لقد جئنا نقيم الاعلام الكوردي وكاننا نعيش في دولة ديمقراطية كالسويد , ولدينا مؤسسات اعلامية ولدينا هيئات متخصصة ولدينا اكادميات ومعاهد تخصصية وجئنا لنعدد نواقصنا وسلبياتنا ..
يجب ان نعرف باننا شعب نعيش في مجتمع متخلف في بلدان تعد من العالم الثالث..
ان أي تقييم خارج هذا الواقع يعتبر تجنيا على الاعلام الكوردي والمثقفين الكورد.
هناك مشكلة بنيوية في الاعلام الكوردي وازدواجية في خطابها السياسي, فحين نتجه كوردستانيا ننعزل سوريا و عندما نتجه سوريا نلقى الانحسار من الجماهير..
وأي خطاب نختاره يجب ان نأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار..
وعلينا تأمين الكادر المتفرغ كي يستطيع العمل في المجال الاعلامي بعيدا عن هموم المعيشة والاحتياجات اليومية .
لانهم لا يفهمون معاني أغلب الكلمات الكوردية لان هناك فرق بين لغة الشارع واللغة التي تكتب بها الجريدة أو المجلة, وهذا يعود الى عدم وجود مؤسسات تعليمية باللغة الكوردية …
علينا ان نبني جسور الثقة بين المثقف والسياسي ويجب ان يعرف كل طرف ما هو مطلوب منه وكل في مجال عمله ..
علينا ان نبني اعلاما قويا, وأن لا نتحجج بالوضع الصعب, لان كوردستان تركيا وكوردستان ايران يمرون بنفس الظروف ولكن لديهم اعلامهم ..
علينا استغلال الساحة الاوربية في هذا المجال, وبامكاننا ان نستغلها, والأمر متعلق فينا..