شــريف علي
الثورة السورية ومنذ بدايتها لم تلق الترحيب من جانب روسيا
بالنظر لما تربط النظام السوري وهذا البلد من علاقات تمتد لعقود من السنين وقائمة
على أساس الحفاظ على النظام وحمايته من السقوط مقابل إن يحفظ هذا الأخير على موطئ
قدم لروسيا حاليا وسابقا الإتحاد السوفيتي في المنطقة، وإذا كانت تلك الأهمية بالغة
أيام الحرب الباردة فإنها في الوقت الحالي وفي ظل تقلص النفوذ الروسي في المنطقة من
جهة، وما تحاوله البلدان الإقليمية لإيجاد دور لها في مستقبل المنطقة بارتياح ضمني
من جانب أوربا والإدارة الأمريكية، دفع بالإدارة الروسية إلى رفع مستوى مشاركتها في
الصراع الدائر في سوريا بين الشعب والنظام من الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية
وترجيح كفة النظام على كفة المعارضة على الدوام،
بالنظر لما تربط النظام السوري وهذا البلد من علاقات تمتد لعقود من السنين وقائمة
على أساس الحفاظ على النظام وحمايته من السقوط مقابل إن يحفظ هذا الأخير على موطئ
قدم لروسيا حاليا وسابقا الإتحاد السوفيتي في المنطقة، وإذا كانت تلك الأهمية بالغة
أيام الحرب الباردة فإنها في الوقت الحالي وفي ظل تقلص النفوذ الروسي في المنطقة من
جهة، وما تحاوله البلدان الإقليمية لإيجاد دور لها في مستقبل المنطقة بارتياح ضمني
من جانب أوربا والإدارة الأمريكية، دفع بالإدارة الروسية إلى رفع مستوى مشاركتها في
الصراع الدائر في سوريا بين الشعب والنظام من الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية
وترجيح كفة النظام على كفة المعارضة على الدوام،
وما رافق ذلك من الدعم اللامحدود للترسانة العسكرية للنظام ، إلى التدخل والمشاركة
المباشرة جهارا في العمليات العسكرية إلى جانب النظام لضرب الشعب السوري وإخماد
ثورته من أجل الحرية والكرامة من خلال إقامة قواعد عسكرية جوية وتحديث قواعده
البحرية في منطقة الساحل السوري المعقل الرئيسي للنظام كمؤشر على أن الروس لن
يتخلوا عن النظام القائم ولا بد من تثبيت شراكتهم في أي حل مطروح للأزمة السورية
خاصة إذا علمنا أن مفاتيح حل هذه الأزمة قد خرجت من أيدي السوريين أنفسهم إن كان
النظام أو كانت المعارضة ـ المشتتة أصلا ـ وباتت في أيدي قوى دولية الإقليمية منها
والعالمية، لكن هنا يطرح التساؤل التالي نفسه . هل جاء التدخل بمحض الإرادة الروسية
أم إنها جاءت تحت ضغوط وظروف فرضتها الإدارات الغربية للدفع بروسيا إلى المستنقع
السوري والسقوط في فخ أفغاني شرق أوسطي ؟
المباشرة جهارا في العمليات العسكرية إلى جانب النظام لضرب الشعب السوري وإخماد
ثورته من أجل الحرية والكرامة من خلال إقامة قواعد عسكرية جوية وتحديث قواعده
البحرية في منطقة الساحل السوري المعقل الرئيسي للنظام كمؤشر على أن الروس لن
يتخلوا عن النظام القائم ولا بد من تثبيت شراكتهم في أي حل مطروح للأزمة السورية
خاصة إذا علمنا أن مفاتيح حل هذه الأزمة قد خرجت من أيدي السوريين أنفسهم إن كان
النظام أو كانت المعارضة ـ المشتتة أصلا ـ وباتت في أيدي قوى دولية الإقليمية منها
والعالمية، لكن هنا يطرح التساؤل التالي نفسه . هل جاء التدخل بمحض الإرادة الروسية
أم إنها جاءت تحت ضغوط وظروف فرضتها الإدارات الغربية للدفع بروسيا إلى المستنقع
السوري والسقوط في فخ أفغاني شرق أوسطي ؟
لا شك أنه فيما إذا تم النظر إلى
الموضوع من ناحية الموقف الروسي وتمسكه بالنظام كما أسلفنا من بداية الثورة السورية
ووقوفه في مواجهة الرأي العام العالمي بشأن الثورة السورية وتسخير دبلوماسيته
للدفاع عن النظام السوري في المحافل الدولية تكون الإجابة بأن روسيا استنفذت مختلف
السبل في إثبات صواب خيارها بأن القاتل محق والضحية هي التي دفعت بالنظام إلى
انتهاج لغة القمع والقتل والتدمير الشامل والتشريد والتهجير من منطلق الدفاع عن
النفس ودرء المنطقة والعالم من مخاطر الحركات الإرهابية التي استهدفت سوريا،
وبالتالي لا بد من تقديم الدعم والمساندة له على مختلف الصعد،و يتوجب عليها
الاستمرار في دعمه، لكن التطورات الحاصلة على الأرض، وتداعيات ذلك الذي تراها روسيا
والمحور الداعم للنظام إجراءات دفاعية يتخذها النظام للحفاظ على سوريا كدولة ذات
سيادة وهياكل ومؤسسات هذه الدولة تعكس بوضوح لا لبس فيه أن ما يسعى إليه النظام هو
السلطة والتحكم بمقدرات الشعب السوري الذي عانى الويلات على يد هذا النظام طوال
عقود من الزمان وتوجت على الدوام بالمجازر والاعتقالات وعمليات التصفيات الجسدية
والمعتقلات ناهيك عن الفساد والنهب المستشري في كافة مفاصل الدولة وعلى رأسها
الاقتصادية التي باتت ملكا للمؤسسة العسكرية الأمنية الحاكمة ، وهذا ما استقطب
الرأي العام العالمي وتعاطفه مع محنة الشعب السوري هذا التعاطف الذي اتخذ أشكالا
عدة وأبعادا مختلفة في حين بقيت روسيا العقبة الأكبر أمام بلورة ذلك التعاطف ليتخذ
أشكالا أكثر عملية من شأنها إنقاذ الشعب السوري من محنته ومحاسبة المسؤولين على
الجرائم التي ارتكبت بحقه وارتقت إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، تلك العقبة التي
شكلت غطاءا دوليا لأجندات المحور الإقليمي المتمثل بطهران بغداد وحزب الله
اللبناني،إلى جانب النظام السوري ذاته بمؤسساته القمعية التدميرية والميليشيات التي
انبثقت من تلك المؤسسات والمتخذة أشكالا عدة من إسلامية وقومية وفئوية تقاسمت
النفوذ والسيطرة العسكرية على المناطق السورية بالشكل الذي رسم لها النظام ودعمه
لإدارات تلك المناطق بالوكالة عنه وتحت غطاء ثنائية الإرهاب والقوى المناهضة
للإرهاب ضمن خطة ممنهجة استهدفت تحريف مسار الثورة السورية وتشتيت طاقاتها.وهذا
دفع بالغرب لإعادة النظر في التعاطي مع العامل الروسي والإقليمي في المعادلة
السورية حيث كانت البداية التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران أتبعت بالعديد من
المواقف المتناغمة بين واشنطن وموسكو ومن ثم باريس ولندن وإسرائيل تخللها لقاءات
جمعت بين المسؤولين الروس وقيادة الائتلاف السوري، وأخرى روسية سعودية وتركية، أعطت
بمجملها دفعا لروسيا كي تظهر كلاعب أساسي في المنطقة وهذا ما يستدعي منها خطوتين
لا بد لها أن تخطوهما الأول أن تنبه حليفها النظام بوجود خطوط حمراء في السياسة
الدولية والتوازن الدولي لا يمكن المساس بها، والثانية أن تتقدم نحو ساحة العمليات
على متن المقاتلات المتطورة والدبابات البوارج الحربية لتضفي طابعا من القوة على
مواقفها السياسية.وإذا كانت الخطوة الأولى تمثلت بلجم موقف النظام المساند للقوى
المتمردة على الشرعية في الصراع اليمني،وقبوله بالدور الإقليمي المتميز للعربية
السعودية وتركيا في المنطقة أسوة بما يعطيه للدور الإيراني وحلفائها في المنطقة،
فإن الخطوة الثانية تمثلت في الانخراط العسكري المباشر في الصراع السوري من خلال
إقامة القواعد واستقدام المقاتلات والمروحيات وطائرات بدون طيار وأنظمة صواريخ
متطورة مع القيام بالمناورات البحرية قبالة السواحل السورية ،بالتنسيق الميداني مع
العامل الإيراني وحزب الله والأفواج المقاتلة من العراق، والتي توجت أخيرا وحسب
مصادر مسؤولة في موسكو بإقامة مركز عمليات مشتركة في بغداد تجمع كلا من روسيا
والعراق وإيران والنظام السوري على أرضية محاربة التنظيمات الإرهابية.
الموضوع من ناحية الموقف الروسي وتمسكه بالنظام كما أسلفنا من بداية الثورة السورية
ووقوفه في مواجهة الرأي العام العالمي بشأن الثورة السورية وتسخير دبلوماسيته
للدفاع عن النظام السوري في المحافل الدولية تكون الإجابة بأن روسيا استنفذت مختلف
السبل في إثبات صواب خيارها بأن القاتل محق والضحية هي التي دفعت بالنظام إلى
انتهاج لغة القمع والقتل والتدمير الشامل والتشريد والتهجير من منطلق الدفاع عن
النفس ودرء المنطقة والعالم من مخاطر الحركات الإرهابية التي استهدفت سوريا،
وبالتالي لا بد من تقديم الدعم والمساندة له على مختلف الصعد،و يتوجب عليها
الاستمرار في دعمه، لكن التطورات الحاصلة على الأرض، وتداعيات ذلك الذي تراها روسيا
والمحور الداعم للنظام إجراءات دفاعية يتخذها النظام للحفاظ على سوريا كدولة ذات
سيادة وهياكل ومؤسسات هذه الدولة تعكس بوضوح لا لبس فيه أن ما يسعى إليه النظام هو
السلطة والتحكم بمقدرات الشعب السوري الذي عانى الويلات على يد هذا النظام طوال
عقود من الزمان وتوجت على الدوام بالمجازر والاعتقالات وعمليات التصفيات الجسدية
والمعتقلات ناهيك عن الفساد والنهب المستشري في كافة مفاصل الدولة وعلى رأسها
الاقتصادية التي باتت ملكا للمؤسسة العسكرية الأمنية الحاكمة ، وهذا ما استقطب
الرأي العام العالمي وتعاطفه مع محنة الشعب السوري هذا التعاطف الذي اتخذ أشكالا
عدة وأبعادا مختلفة في حين بقيت روسيا العقبة الأكبر أمام بلورة ذلك التعاطف ليتخذ
أشكالا أكثر عملية من شأنها إنقاذ الشعب السوري من محنته ومحاسبة المسؤولين على
الجرائم التي ارتكبت بحقه وارتقت إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية، تلك العقبة التي
شكلت غطاءا دوليا لأجندات المحور الإقليمي المتمثل بطهران بغداد وحزب الله
اللبناني،إلى جانب النظام السوري ذاته بمؤسساته القمعية التدميرية والميليشيات التي
انبثقت من تلك المؤسسات والمتخذة أشكالا عدة من إسلامية وقومية وفئوية تقاسمت
النفوذ والسيطرة العسكرية على المناطق السورية بالشكل الذي رسم لها النظام ودعمه
لإدارات تلك المناطق بالوكالة عنه وتحت غطاء ثنائية الإرهاب والقوى المناهضة
للإرهاب ضمن خطة ممنهجة استهدفت تحريف مسار الثورة السورية وتشتيت طاقاتها.وهذا
دفع بالغرب لإعادة النظر في التعاطي مع العامل الروسي والإقليمي في المعادلة
السورية حيث كانت البداية التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران أتبعت بالعديد من
المواقف المتناغمة بين واشنطن وموسكو ومن ثم باريس ولندن وإسرائيل تخللها لقاءات
جمعت بين المسؤولين الروس وقيادة الائتلاف السوري، وأخرى روسية سعودية وتركية، أعطت
بمجملها دفعا لروسيا كي تظهر كلاعب أساسي في المنطقة وهذا ما يستدعي منها خطوتين
لا بد لها أن تخطوهما الأول أن تنبه حليفها النظام بوجود خطوط حمراء في السياسة
الدولية والتوازن الدولي لا يمكن المساس بها، والثانية أن تتقدم نحو ساحة العمليات
على متن المقاتلات المتطورة والدبابات البوارج الحربية لتضفي طابعا من القوة على
مواقفها السياسية.وإذا كانت الخطوة الأولى تمثلت بلجم موقف النظام المساند للقوى
المتمردة على الشرعية في الصراع اليمني،وقبوله بالدور الإقليمي المتميز للعربية
السعودية وتركيا في المنطقة أسوة بما يعطيه للدور الإيراني وحلفائها في المنطقة،
فإن الخطوة الثانية تمثلت في الانخراط العسكري المباشر في الصراع السوري من خلال
إقامة القواعد واستقدام المقاتلات والمروحيات وطائرات بدون طيار وأنظمة صواريخ
متطورة مع القيام بالمناورات البحرية قبالة السواحل السورية ،بالتنسيق الميداني مع
العامل الإيراني وحزب الله والأفواج المقاتلة من العراق، والتي توجت أخيرا وحسب
مصادر مسؤولة في موسكو بإقامة مركز عمليات مشتركة في بغداد تجمع كلا من روسيا
والعراق وإيران والنظام السوري على أرضية محاربة التنظيمات الإرهابية.
لكن
من كان جزءا من المشكلة وطرفا في الصراع الداخلي السوري لا يمكن أن يكون حكما لأي
حل مستقبلي، هكذا يبدو أن روسيا لم تأتي بمحض إرادتها وإنما الظروف التي هيأتها لها
الغرب والإدارة الأمريكية هي التي دفعت بها للوقوع في المستنقع السوري بمعنى أن
روسيا سقطت في الزجاجة السورية التي لا يمكن أن تخرج منها إلا بالآلية التي ترسم في
أروقة الإدارات الغربية والأمريكية منها تحديدا، والتي باتت واثقة من أنه لا بد من
إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وفق ما تقتضيه المصالح الأمريكية للقرن القادم وهذا
ما يلتقي مع المصالح القومية العليا لشعوب المنطقة بعيدا عن مصالح الدكتاتوريات
والحكومات الشمولية، والهيمنة القومية أو المذهبية التي أفرزتها مرحلة الحرب
الباردة .
من كان جزءا من المشكلة وطرفا في الصراع الداخلي السوري لا يمكن أن يكون حكما لأي
حل مستقبلي، هكذا يبدو أن روسيا لم تأتي بمحض إرادتها وإنما الظروف التي هيأتها لها
الغرب والإدارة الأمريكية هي التي دفعت بها للوقوع في المستنقع السوري بمعنى أن
روسيا سقطت في الزجاجة السورية التي لا يمكن أن تخرج منها إلا بالآلية التي ترسم في
أروقة الإدارات الغربية والأمريكية منها تحديدا، والتي باتت واثقة من أنه لا بد من
إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وفق ما تقتضيه المصالح الأمريكية للقرن القادم وهذا
ما يلتقي مع المصالح القومية العليا لشعوب المنطقة بعيدا عن مصالح الدكتاتوريات
والحكومات الشمولية، والهيمنة القومية أو المذهبية التي أفرزتها مرحلة الحرب
الباردة .
بيركاكوسَكا: 25 /9 / 2015