د. محمود عباس
الملائكة، أرقى الأمثلة في النقاء، يحلم به الإنسان بمطلقه،
تجاوزاً، وهو ما لا يمكن بلوغه في الواقع البشري. فمطالبة شريحة من المعارضة
السورية، منظمات وشخصيات، من بعض القوى الكردية في غربي كردستان، بأن يكونوا ملائكة
في حرب تستهدف وجودهم، وضمن معارك غايتها العدم، ومع جحافل التكفيريين المتغاضين
عنهم معظم المعارضة السورية، نابعة من: إما السذاجة الفكرية، أو أنه ترويج ممنهج
للمنظمات التكفيرية من جهة ومعاداة الشعب الكردي خلال حزب يدعي الأممية دون القومية
من جهة أخرى.
تجاوزاً، وهو ما لا يمكن بلوغه في الواقع البشري. فمطالبة شريحة من المعارضة
السورية، منظمات وشخصيات، من بعض القوى الكردية في غربي كردستان، بأن يكونوا ملائكة
في حرب تستهدف وجودهم، وضمن معارك غايتها العدم، ومع جحافل التكفيريين المتغاضين
عنهم معظم المعارضة السورية، نابعة من: إما السذاجة الفكرية، أو أنه ترويج ممنهج
للمنظمات التكفيرية من جهة ومعاداة الشعب الكردي خلال حزب يدعي الأممية دون القومية
من جهة أخرى.
ويتناسون أنهم بهذه الثقافة وطرق التعامل يصبحون أبعد خلق الله عن المثالية، وأوسع
الشرائح عبثاً بالأخلاقيات والمفاهيم البشرية في الواقع الجاري، ينافقون على الذات
قبل الأخرين، ومطلبهم نابع إما رضوخ لأجندات إقليمية أو لطغيان ثقافة البعث
الموبوءة. ورغم مرور أربع أعوام على عمر الثورة، لا يزالون يستخدمون أدوات سلطة
بشار الأسد ذاتها في التعامل مع الشعب الكردي.
الشرائح عبثاً بالأخلاقيات والمفاهيم البشرية في الواقع الجاري، ينافقون على الذات
قبل الأخرين، ومطلبهم نابع إما رضوخ لأجندات إقليمية أو لطغيان ثقافة البعث
الموبوءة. ورغم مرور أربع أعوام على عمر الثورة، لا يزالون يستخدمون أدوات سلطة
بشار الأسد ذاتها في التعامل مع الشعب الكردي.
الهجمة وللأسف، ورائها غايات
مؤذية لكلية المجتمع السوري، لأن هذه الشريحة من المعارضة، لا ترى إلا ذاتها
المتشابهة مع مفاهيم سلطة بشار الأسد، حتى ولو اختلفوا في طرق تطبيقها، ولا يتعرفون
على قوانين الله على الأرض، إلا من خلال رؤيتهم وتأويلاتهم، ولا يؤمنون بمنطق
الحكماء من البشر، إلا ما يغنيهم ويفيدهم. ومن السهولة لهم في خضم هذا الصراع
المتلاطم اتهام الشعب الكردي بكامله، والذي يواجه شذوذ المنظمات السادية في
المنطقة، وأقرب تلك الاتهامات هي الخيانة، أو التكفير من المنطق الإسلامي، بدون
تحديد جهة التخوين، لمن وعلى من؟ وأبعدها تلبيسه عباءة السلطات الشمولية، ومحاولة
فتح صفحة في التاريخ الكردي كشعب معتدي.
مؤذية لكلية المجتمع السوري، لأن هذه الشريحة من المعارضة، لا ترى إلا ذاتها
المتشابهة مع مفاهيم سلطة بشار الأسد، حتى ولو اختلفوا في طرق تطبيقها، ولا يتعرفون
على قوانين الله على الأرض، إلا من خلال رؤيتهم وتأويلاتهم، ولا يؤمنون بمنطق
الحكماء من البشر، إلا ما يغنيهم ويفيدهم. ومن السهولة لهم في خضم هذا الصراع
المتلاطم اتهام الشعب الكردي بكامله، والذي يواجه شذوذ المنظمات السادية في
المنطقة، وأقرب تلك الاتهامات هي الخيانة، أو التكفير من المنطق الإسلامي، بدون
تحديد جهة التخوين، لمن وعلى من؟ وأبعدها تلبيسه عباءة السلطات الشمولية، ومحاولة
فتح صفحة في التاريخ الكردي كشعب معتدي.
فمن يتعمق في كلمات هؤلاء المهاجمين
من المعارضة العروبية السورية، كالسيد كمال اللبواني وبسام جعارة وغيرهما سابقاً،
يتأكد على أن هناك عدم توازن في المفاهيم التي يطلقونها، وأعمالهم تنزاح بشكل سادي
لخلق الصراع الكردي العربي، ولا يقدمون على أفعال يؤمل منها الخير لسوريا كوطن جامع
للكل، وهذا ما تعمل عليه سلطة بشار الأسد ذاتها منذ عقود. وبقراءة سريعة على بعض ما
قاله السيد كمال اللبواني مؤخرا (كفى بيع وطنيات كلام الكورد معنا وسيوفهم في
رقابنا….) سيجد القارئ، أولاً، بأنه لا يفصل بين قوى سياسية كردية والشعب الكردي،
وثانيا: سينتبه أن الوطنية غائبة في كلمته، وذكرها عرضت جزافا، لأنها صادرة من منطق
ملكيته للقضية السورية دون الأخرين، وبأنه مالك الأرض بكليته، والكرد تابعين، فعند
ذكره كلمة (معنا) من يعني بها؟ المعارضة أم العرب، الشعب السوري أم السلطة
القادمة؟ وأين هي مكانة الكرد كشعب هنا؟ وهل هم حقا أصحاب الثورة ويمثلونها بهذا
المنطق وهذه المفاهيم؟ وللأسف، تصريحاتهم تعكس منطق السلطات السورية الشمولية
السابقة، حيث مفاهيم السيادة والموالي، خاصة عندما يفرز بين العرب وبين الكرد، في
البعد اللاشعوري للكلمة، فبها يلغي منطق الوطني الجامع للمعارضة، ويفرض منطق الذات
العليا في البعد الآخر ويطالب الكردي بالتبعية.
من المعارضة العروبية السورية، كالسيد كمال اللبواني وبسام جعارة وغيرهما سابقاً،
يتأكد على أن هناك عدم توازن في المفاهيم التي يطلقونها، وأعمالهم تنزاح بشكل سادي
لخلق الصراع الكردي العربي، ولا يقدمون على أفعال يؤمل منها الخير لسوريا كوطن جامع
للكل، وهذا ما تعمل عليه سلطة بشار الأسد ذاتها منذ عقود. وبقراءة سريعة على بعض ما
قاله السيد كمال اللبواني مؤخرا (كفى بيع وطنيات كلام الكورد معنا وسيوفهم في
رقابنا….) سيجد القارئ، أولاً، بأنه لا يفصل بين قوى سياسية كردية والشعب الكردي،
وثانيا: سينتبه أن الوطنية غائبة في كلمته، وذكرها عرضت جزافا، لأنها صادرة من منطق
ملكيته للقضية السورية دون الأخرين، وبأنه مالك الأرض بكليته، والكرد تابعين، فعند
ذكره كلمة (معنا) من يعني بها؟ المعارضة أم العرب، الشعب السوري أم السلطة
القادمة؟ وأين هي مكانة الكرد كشعب هنا؟ وهل هم حقا أصحاب الثورة ويمثلونها بهذا
المنطق وهذه المفاهيم؟ وللأسف، تصريحاتهم تعكس منطق السلطات السورية الشمولية
السابقة، حيث مفاهيم السيادة والموالي، خاصة عندما يفرز بين العرب وبين الكرد، في
البعد اللاشعوري للكلمة، فبها يلغي منطق الوطني الجامع للمعارضة، ويفرض منطق الذات
العليا في البعد الآخر ويطالب الكردي بالتبعية.
ومن الأغرب أن السيد كمال
اللبواني، يهاجم القوى المسلحة كلها تحت صفة المليشيات، والمعارضة السورية السياسية
كالائتلاف وبأقذر الكلمات، ويعزل ذاته عنهم، كمعارضة واعية ذات رؤية منطقية لمستقبل
سوريا. ولسنا هنا بصدد الدفاع عن أحدهم، فلهم إعلامهم للرد عليه، وتفنيد ما يستند
إليه الدكتور، لكن عندما يتمادى في البعد الكردي كشعب بقوله(…فقد فقدت القضية
الكردية بعدها الإنساني والحضاري والأخلاقي …) متناسيا وبقصد، أن قضية الأمة لا
ترتبط بأعمال قوى حزبية معينة، فمن غير المنطقي ولا الأخلاقي ولا الحضاري أن يحكم
الفرد على أمة بكاملها وأخلاقياتها من خلال استراتيجية أو تكتيك حزب سياسي، وإلا
فبإمكاننا في هذا السياق الكلامي، أن نحكم على الأمة العربية وضمنهم الدكتور كمال
اللبواني أيضا باللاأخلاقية والإجرام وكل الموبقات التي يمكن أن يطلقه الفرد من
خلال مسيرة بشار الأسد أو صدام حسين وغيرهم من طغاة العرب، أو أن نحكم على العرب
والمسلمون من خلال ما يقوم به داعش من الجرائم التي تندى لها جبين الإنسانية.
وبالتأكيد لا وجه شبه أو مساواة بين الأحزاب الكردية الخارجة من معاناة عقود من
الزمن وطغاة العرب وداعش.
اللبواني، يهاجم القوى المسلحة كلها تحت صفة المليشيات، والمعارضة السورية السياسية
كالائتلاف وبأقذر الكلمات، ويعزل ذاته عنهم، كمعارضة واعية ذات رؤية منطقية لمستقبل
سوريا. ولسنا هنا بصدد الدفاع عن أحدهم، فلهم إعلامهم للرد عليه، وتفنيد ما يستند
إليه الدكتور، لكن عندما يتمادى في البعد الكردي كشعب بقوله(…فقد فقدت القضية
الكردية بعدها الإنساني والحضاري والأخلاقي …) متناسيا وبقصد، أن قضية الأمة لا
ترتبط بأعمال قوى حزبية معينة، فمن غير المنطقي ولا الأخلاقي ولا الحضاري أن يحكم
الفرد على أمة بكاملها وأخلاقياتها من خلال استراتيجية أو تكتيك حزب سياسي، وإلا
فبإمكاننا في هذا السياق الكلامي، أن نحكم على الأمة العربية وضمنهم الدكتور كمال
اللبواني أيضا باللاأخلاقية والإجرام وكل الموبقات التي يمكن أن يطلقه الفرد من
خلال مسيرة بشار الأسد أو صدام حسين وغيرهم من طغاة العرب، أو أن نحكم على العرب
والمسلمون من خلال ما يقوم به داعش من الجرائم التي تندى لها جبين الإنسانية.
وبالتأكيد لا وجه شبه أو مساواة بين الأحزاب الكردية الخارجة من معاناة عقود من
الزمن وطغاة العرب وداعش.
وعلى الأغلب أن الدكتور لم يطلع على أدبيات الحزب
المتهم بالعنصرية للقومية الكردية، وهو الحزب الكردي الوحيد الرافض في معظم أدبياته
ذكر كلمة الكردي أو الكردستاني أمام أسمه، مدعيا الأممية، والأمة الديمقراطية،
والمسيطر على المنطقة بمفهوم الشراكة الأممية، فيتناقض مع نفسه عندما يحذرهم بأن
البشرية تمر ب (… عصر تجاوز القوميات …) ولا يدرك أنه يشترك جدلاً معهم في
الإيديولوجية نفسها، لكن في الواقع العملي حزب ب ي د أصدق لمبادئه الأممية من
الدكتور، قولا وعملاً، فكان عليه وعلى المتفقين معه عند مهاجمة الكرد من هذا
المنطق، عدم وضع كلمة (العربية) بين كلمتي (الجمهورية السورية) لتبيان مصداقيتهم في
البعد الوطني قبل مطالبة الكرد بها، لكنه وفي دفاعه عن ثلاثية الاسم يثبت أنه يخدع
ذاته، وهو غارق في التعصب العنصري للقومية العربية، فلا داعي لبيع الوطنيات. وكيف
يمكن لسياسي، يريد أن يمثل الثورة، ويصبح معارض وطني يقنع ويقتنع به الآخرين، وهو
في عمقه يتبنى المفاهيم العنصرية، وتصريحاته الممتلئة بالأفكار السادية تجاه شعب
بكامله، تبين الحقيقة. ولا شك، أن الشخص الذي يحمل هذا الكم من الحقد المبان، والتي
سنعرضها في الفقرة القادمة، تجاه الكرد، لمجرد أنه يتناقض وأحد أحزبهم السياسية
(… والشعب الكردي الذي يريد انتزاع اسمه كشعب، عليه واجب التصرف كشعب وليس
كعصابات إجرام، تثبت مرة بعد مرة أنه لم يتعرف على الحضارة …) لا يستطيع ولا يؤمل
منه أن يقدم أي شيء إيجابي لسوريا القادمة وشعبها، فإذا لم يكن الكرد شعب، ويريد
اليوم انتزاع هذه الصفة من أحضان المعارضة السورية، فبؤس المعرفة والثقافة التي لم
ترقى بعد إلى سوية معرفة مكونات الشعوب. وبودنا هنا أن نسأل تجاوزا، ومعذرة من
الإخوة العرب، هل العرب شعب أم شعوب؟ أم لا يزالوا في طور التكوين يا دكتور؟ فمن
السذاجة المناقشة في مثل هذه القضية، خاصة وإنها تطرح على مبدأ سلطة الأسد
الشمولية؟
المتهم بالعنصرية للقومية الكردية، وهو الحزب الكردي الوحيد الرافض في معظم أدبياته
ذكر كلمة الكردي أو الكردستاني أمام أسمه، مدعيا الأممية، والأمة الديمقراطية،
والمسيطر على المنطقة بمفهوم الشراكة الأممية، فيتناقض مع نفسه عندما يحذرهم بأن
البشرية تمر ب (… عصر تجاوز القوميات …) ولا يدرك أنه يشترك جدلاً معهم في
الإيديولوجية نفسها، لكن في الواقع العملي حزب ب ي د أصدق لمبادئه الأممية من
الدكتور، قولا وعملاً، فكان عليه وعلى المتفقين معه عند مهاجمة الكرد من هذا
المنطق، عدم وضع كلمة (العربية) بين كلمتي (الجمهورية السورية) لتبيان مصداقيتهم في
البعد الوطني قبل مطالبة الكرد بها، لكنه وفي دفاعه عن ثلاثية الاسم يثبت أنه يخدع
ذاته، وهو غارق في التعصب العنصري للقومية العربية، فلا داعي لبيع الوطنيات. وكيف
يمكن لسياسي، يريد أن يمثل الثورة، ويصبح معارض وطني يقنع ويقتنع به الآخرين، وهو
في عمقه يتبنى المفاهيم العنصرية، وتصريحاته الممتلئة بالأفكار السادية تجاه شعب
بكامله، تبين الحقيقة. ولا شك، أن الشخص الذي يحمل هذا الكم من الحقد المبان، والتي
سنعرضها في الفقرة القادمة، تجاه الكرد، لمجرد أنه يتناقض وأحد أحزبهم السياسية
(… والشعب الكردي الذي يريد انتزاع اسمه كشعب، عليه واجب التصرف كشعب وليس
كعصابات إجرام، تثبت مرة بعد مرة أنه لم يتعرف على الحضارة …) لا يستطيع ولا يؤمل
منه أن يقدم أي شيء إيجابي لسوريا القادمة وشعبها، فإذا لم يكن الكرد شعب، ويريد
اليوم انتزاع هذه الصفة من أحضان المعارضة السورية، فبؤس المعرفة والثقافة التي لم
ترقى بعد إلى سوية معرفة مكونات الشعوب. وبودنا هنا أن نسأل تجاوزا، ومعذرة من
الإخوة العرب، هل العرب شعب أم شعوب؟ أم لا يزالوا في طور التكوين يا دكتور؟ فمن
السذاجة المناقشة في مثل هذه القضية، خاصة وإنها تطرح على مبدأ سلطة الأسد
الشمولية؟
وللأسف، يتبدى من خلال تصريحات هذه الشريحة من شخصيات المعارضة
السورية، أن المعارضة مهزوزة ومخترقة، وضحلة في فهمها لمبادئ الثورة السورية، ولم
تعمل يوما على تفعيلها، ولا يمكن للكلمات البذيئة أن تبين العكس، ولن تغطي على
النيات العنصرية، وتعطي شهادة حسن السلوك الثوري، ولا يمكن الحصول على الشهادة
الوطنية من على عتبة مهاجمة الأخرين وبتلك السادية.
السورية، أن المعارضة مهزوزة ومخترقة، وضحلة في فهمها لمبادئ الثورة السورية، ولم
تعمل يوما على تفعيلها، ولا يمكن للكلمات البذيئة أن تبين العكس، ولن تغطي على
النيات العنصرية، وتعطي شهادة حسن السلوك الثوري، ولا يمكن الحصول على الشهادة
الوطنية من على عتبة مهاجمة الأخرين وبتلك السادية.
ولا شك ما جرى ويجير،
وما تكمن فيه المعارضة السورية من التخبط الفكري والسياسي، تؤلمنا، على بعدين،
أولها: سوية اللغة التي يتحدثون بها، والمؤدية إلى تشتتهم بين بعضهم وأمام سلطة
بشار الأسد. والثانية: عدم قدرتهم التحكم بذاتهم، وتظهرهم بعريهم العنصري، وتلغي
صفة المعارضة الوطنية عنهم، وأنهم ليسوا سوى أدوات بيد الغير، وهو ما تستفيد منه
السلطة الشمولية والمنظمات التكفيرية المتشاركتين في تدمير الثورة، من داعش إلى
النصرة. فما يقدمونه من تصريحات من خلال الحرص على العروبة، ليست سوى تغطية على
انتهازيتهم ضمن المعارضة، وخداعهم للمجتمع وتبعيتهم للقوى الإقليمية، وعبوديتهم
لمفاهيم البعث التي لم يتحرروا منها حتى اللحظة، فلو لم تكن حجة التهجير المفتعلة،
والمضخمة إلى حد التطهير العرقي، لمهاجمة الكرد، لخلقوا حجج أخرى لإثارة الصراع بين
المعارضة العربية والكرد، فهناك قوى تدفعهم إلى ما يقومون به، وسوف يحاسبهم الشعب
السوري يوما على ما فعلوه بالثورة ومفاهيمها وغايتها.
وما تكمن فيه المعارضة السورية من التخبط الفكري والسياسي، تؤلمنا، على بعدين،
أولها: سوية اللغة التي يتحدثون بها، والمؤدية إلى تشتتهم بين بعضهم وأمام سلطة
بشار الأسد. والثانية: عدم قدرتهم التحكم بذاتهم، وتظهرهم بعريهم العنصري، وتلغي
صفة المعارضة الوطنية عنهم، وأنهم ليسوا سوى أدوات بيد الغير، وهو ما تستفيد منه
السلطة الشمولية والمنظمات التكفيرية المتشاركتين في تدمير الثورة، من داعش إلى
النصرة. فما يقدمونه من تصريحات من خلال الحرص على العروبة، ليست سوى تغطية على
انتهازيتهم ضمن المعارضة، وخداعهم للمجتمع وتبعيتهم للقوى الإقليمية، وعبوديتهم
لمفاهيم البعث التي لم يتحرروا منها حتى اللحظة، فلو لم تكن حجة التهجير المفتعلة،
والمضخمة إلى حد التطهير العرقي، لمهاجمة الكرد، لخلقوا حجج أخرى لإثارة الصراع بين
المعارضة العربية والكرد، فهناك قوى تدفعهم إلى ما يقومون به، وسوف يحاسبهم الشعب
السوري يوما على ما فعلوه بالثورة ومفاهيمها وغايتها.
د. محمود
عباس
عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
2162015