نورمان ابراهيم خليفة، تلميذة مدرسة: «قالوا لها: رصاصة الـPKK هذه أفضل منك ! ثم قاموا بإطلاق الرصاصة في رأسها»

نورمان ابراهيم خليفة، مواليد الحسكة 2001 ، كانت تبلغ من العمر 13 عاماً
وتلميذةً في الصف التاسع، حينما اختطفها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وأخذها إلى
معسكر التدريب العسكري لحزب العمال الكُردستاني (PKK) في كُردستان العراق. هناك
سيتم تدريبها لتصبح مقاتلة (كريلا). لكنها تمكنت من الهروب بعد شهر ونصف . منذ
استلام حزب الاتحاد الديمقراطي للسلطة في كُردستان سوريا تتكرر عمليات تجنيد
القاصرين بدون رغبة ذويهم ويتم إرسالهم إلى جبهات القتال. نورمان ابراهيم خليفة هي
الضحية الأولى التي تتحدث إلى موقع كردووتش عن تجربتها. هي تعيش حالياً في مكان غير
معلن عنه في أوربا. 
– ما هو اسمك ومتى ولدت؟ 
* اسمي نورمان ابراهيم خليفة وتاريخ
ميلادي هو 1 كانون الثاني (يناير) 2001. 

– متى التحقتِ بحزب
الاتحاد الديمقراطي (
PYD) ؟ 
* قبل
أن أنهي الصف التاسع. 

– كيف حصل التّواصل بينك وبين حزب الاتحاد
الديمقراطي (
PYD) ؟ 
* عبر الأصدقاء
والمعلمين، كانوا يذهبون إلى اجتماعاتهم وهذا خلق لدي الرغبة للتعرّف على
الحزب. 

– هل كان هؤلاء المعلمون قد تمّ تعينهم حديثاً أم أنّهم
معلمون قدماء في المدرسة؟ 
* كانوا معلمين جدد، موظفين
جدد. 

– كم معلماً كانوا من أتباع حزب الاتحاد الديمقراطي
(
PYD) ؟ 
* حوالي 75% منهم
تقريباً. 

– معلمون ومعلمات؟ 
* نعم 


كيف اتخذتِ قرارك بالالتحاق بهم؟ هل بادروكم بالحديث وقالوا لكم، يجب أن تذهبوا إلى
معسكر  التدريب والتعلم على كيفية استخدام السلاح؟ 
* بصراحة حصلت لدي
الرغبة، للانضمام إليهم. ولكن كنت أرغب في الحقيقة فقط الذهاب إلى أحد اجتماعاتهم.
ولكنهم قاموا بوضعي في سيارة وأخذوني إلى ديرك (المالكية). 

– هل
كنت تريدين في الواقع فقط حضور أحد اجتماعاتهم وهم أخذوكِ إلى معسكر التدريب
؟ 
* نعم، لم يتم أخذي إلى الإجتماع وإنما تم أخذي إلى (ملا ميرزي)،
هناك يوجد معسكر تدريب عسكري سري. 

– ولكنهم أخبروكِ أنهم سيأخذونكِ
إلى معسكر تدريب أليس كذلك ؟ 
* لا، فيما بعد علمت أنّه تمّ أخذي إلى
معسكر للتدريب. في الطريق شاهدت شقيقي من نافذة السيارة التي أتواجد فيها، ناديته
وضربت نافذة السيارة. ولكن الكادر، وكانت امرأةً قالت [للسائق]: « زِد سرعة
السيارة، شقيقها قادم». وحينما استمريت في ضرب نافذة السيارة بيدي، قاموا بضرب
مؤخرة رأسي بقاعدة البندقية، وفقدت الوعي واستيقظت فشاهدت نفسي في معسكر
التدريب. 

– هل كنتِ الوحيدة في ذلك اليوم التي أرادت حضور
الإجتماع، أم كان هناك آخرون معك؟ 
* نحن كنّا نريد بعد الحصة الدراسية
الذهاب سويةً مع معلمينا إلى الإجتماع. قالوا لنا أنّهم سيذهبون إلى اجتماعٍ وأنا
قلت حسناً سأذهب معكم. ولكن لم أشارك في الإجتماع وإنّما تم أخذي إلى ديرك
(المالكية). 

– كم تلميذاً كُنتُم أنتم؟ هل تمّ أخذكم في سيارة أم
حافلة (باص) إلى هناك؟ 
* في سيارة عادية. كنت لوحدي. حينما كنت في
ديرك، التقيت مجدداً بأصدقائي. سألتهم، ماذا تفعلون هنا، فأجابوني: «نحن قمنا
بالإنضمام إليهم. » 

– هل قيل لهم أيضاً أنّه سيتم أخذهم إلى
الاجتماع؟ 
* لا، هم كانوا قد إتخذوا قرارهم بذلك. 


كم المدة التي مكثتم فيها في ديرك؟ 
* ليس في ديرك، وإنّما في (ملا
ميرزي) بقينا هناك خمس أيام. 

– ماذا فعلتم في هذه الأيام الخمسة
هناك؟ 
* كنّا نستيقظ الساعة 03:30 صباحاً. من الساعة 03:30 وحتى 07:00
نقوم بالتمارين الرياضية. في 07:00 نقوم بالإفطار، وبعدها كانت الدروس حتى الساعة
09:00 مساءً يتخللها نصف ساعة استراحة. 

– ماذا كانوا يعلّمونكم في
الدروس؟ 
* في هذا الأسبوع كان يعطينا الدروس كل من جمعة، و رشيد
وآخرون. أنا لا أستطيع تذكّر ماذا كان يعطى في تلك الدّروس
بالضبط. 

– قيل أنّه كان يتم في الدروس التي تتلقونها تصوير
الوالدين بشكل سيء حتّى لا يحاول الشباب التواصل معهم. هل كُنتُم تتلقون هكذا
دروس؟ 
* حينما وصلت أنا إلى هناك قيل لي، «انسي عائلتكِ». حينما
يقولون شيئاً كهذا، فهذا يعني أنّهم حزب غير جيد. 

– ماذا كُنتُم
تأكلون هناك؟ 
* كان يقدم لنا على الإفطار الزيتون وكانت المدة
المسموحة للإفطار هي فقط أربع دقائق. وجبة الظهيرة كانت تقدم لنا وجبة برغل وكانت
المدة المسموح فيها تناول الوجبة أيضا أربع دقائق. في المساء كان يُقدم لنا
المعكرونة ولكن معنا فقط دقيقتان لتناولها. 

– هل كنتم تشبعون من
الأكل خلال الأربع دقائق أو الدقيقتين؟ 
* بالطبع لا ولكن كنّا مجبرين
على ذلك. 

– كيف كان الأسبوع الأول؟ هل تلقيتم تدريبات عسكرية أيضاً
أم تثقيفا سياسياً فقط؟ 
* في البداية كنّا نتلقى فقط تثقيفاً سياسياً،
ولكن حينما كانت العائلة تتوقف عن السؤال عن أبنائها حينها كان يتم البدء بتدريب
الشخص عسكرياً. 

– كيف كان المكان الذي كنتم تقيمون فيه وتقومون
بممارسة الرياضة فيه؟ 
* كان يتم فصل الرجال عن النساء، والرياضة كنّا
نقوم بها في الخارج. 

– ماذا كنتم تقومون به أثناء
الرياضة؟ 
* المشي لثلاث أو أربع ساعات. 

– كم تلميذ
مدرسة كانوا في المعسكر العسكري، وكم منهم كانوا في عمرك؟ 
* في عمري
كان هناك حوالي عشر تلاميذ، و كان هناك بشكل إجمالي حوالي خمسين
شخصاً. 

– كنتم هناك معزولين عن الرجال؟ 
* لا، كنّا
نتناول الطعام، و نمارس الرياضة ونأخذ الدروس سويةً. كنّا فقط ننام مفصولين عن
بَعضنَا البعض. 

– متى كنتم تذهبون إلى النوم؟ 
* عند
الساعة العاشرة ليلاً. في الليل كنّا بالطبع نقوم بالحراسة أيضاً. بشكل متناوب ليلة
نقوم بالحراسة لمدة ساعة والليلة التي تليها لساعتين وهكذا. 

– هذا
يعني أنكم كنتم تنامون في اليوم مابين 3-4 ساعات فقط؟ 
* أنا لم أقم
بحسابها ولكن هكذا كان تقريباً. 

– هل كان يتم إيقاظكم في الساعة
الثالثة و النصف من صباح كل يوم؟ 
* نعم، الرفيقة الكادر كانت تأتي
وتنادي (صباح الخير) والذي لا ينهض سيتم معاقبته. 

– ماذا كانت
العقوبة؟ 
* العقوبة كانت منعك من الحديث مع أي شخص أو كان يجبر على
عمل جسدي. أو كان يمنع من الأكل أو يجبر على غسل الأواني. هكذا كانت
العقوبات. 

– كم المدة التي كان يمنع فيها الطعام
عنه؟ 
* يوم أو يومين وفي أقصى الحالات ثلاث أيام. 


ماذا كان يقال للأطفال الذين يشتاقون إلى والديهم ويرغبون بالعودة
إليهم؟ 
* أنا كنت أحد هؤلاء حيث أردت فقط الحديث مع عائلتي. كنت أريد
معرفة أحوالهم. لم يُسمح لي بذلك وقاموا بإرسالي ليومين إلى ديرك (المالكية)، وبعد
ذلك أخذونا عبر النهر باتجاه كُردستان العراق إلى جبل (حافتانين)، وهناك
بقينا. 

– ماذا علّموكم في الدّروس بعد الأسبوع
الأول؟ 
* عادةً يحدّثوننا عن القائد، والشعب والمجتمع. ولكنهم لم
يقوموا بفعله هنا بالمطلق. حدّثونا عن قصّة النساء فقط. 

– هل قمتم
بأداء قسم أو ما شابه ذلك؟ 
* نعم، أقسمنا ثلاث مرّات أنّنا سنضحي
بأنفسنا في سبيل حرّية القائد، حرّية كُردستان وهكذا. 

– كيف كنتم
تتناولون الطَّعَام؟ 
* عادةً كانت هناك طاولةً طويلةً، وكنّا نتناول
الطعام عليها ونحن واقفون. ولكن أحياناً كان يتم وضع الطعام على الأرض وهنا أيضاً
كان يجب أن نتناول الطعام ونحن واقفون. 

– هذا يعني كان يجب عليكم
دوماً أن تنحنوا أثناء تناول الطعام؟ 
* نعم. 

– لماذا
كانوا يقومون بفعل هذا؟ 
* كي يتم تعليمنا حسب
سياستهم. 

– كيف كان وضعكم في كُردستان العراق؟ كم شخصاً
كنتم؟ 
* كنّا تقريباً 140 شاباً و 50 فتاةً. 

– هل تم
نقل جميع الذين كانوا معكِ في المعسكر في سوريا إلى كُردستان العراق؟ 

لا، [جميع الذين تمّ نقلهم إلى كُردستان العراق] تمّ جمعنا على النهر.
كانوا حوالي 60 شخصاً الذين هم تقريباً في عمري وحوالي 40 طفلاً أصغر مني عمراً.
جميعنا عبرنا النهر سويةً باتجاه كُردستان العراق. 

– أنا أتصور
أنّه كان صعباً جداً للكثير من الأطفال الانفصال عن والديهم فجأةً. هل كانوا يقولون
أنّهم مشتاقون إلى والديهم؟ 
نحن لم نكن نملك الكثير من الفرص
للحديث مع بَعضُنَا البعض بسبب الدّروس الكثيرة والتمارين الكثيرة. ولكن البعض كان
يحدّثنا أنّه تمّ إجباره على الذهاب معهم ، وأنّه يشتاق إلى والديه ويريد العودة
إليهم. 

– ألم تكونو تستطيعون الحديث مع بعضكم البعض في الليل
أيضاً؟ كم كان عددكم في الغرفة الواحدة؟ 
في الأسبوع الأول كنّا ستة
عشر شخصا في الغرفة الواحدة. الحديث كان ممنوعاً. حينما كنّا ننام كان هناك حرس في
الغرفة كي لا نتحدث إلى بَعضنَا البعض. 

– هل بقيت المجموعة التي
عبرت النهر سويةً باتجاه كُردستان العراق مع بعضها أم تمّ فصلهم فيما بعد عن بعضهم
البعض؟ 
نحن توجّهنا سويةً إلى كُردستان الجنوبية وذهبنا إلى الجبل
الأبيض، ثلثنا بقي هناك والآخرون أكملوا إلى (متين) مستمرين بعد ذلك إلى (حافتانين)
ومرةً أخرة ذهب البعض الآخر إلى آرارات. 

– حينما عبرتم النهر ألم
يكن هناك أي أحد من البيشمركة؟ 
نحن عبرنا إلى الجانب الآخر بشكل
غير قانوني ، و لم يكن هناك أي بيشمركة . 

– هل عبرتم النهر بشكل
جماعي أم بشكل فردي؟ 
كل ست أشخاص في قارب عبروا
النهر. 

– هل عبرتم النهر في النهار أم الليل؟ 
في
الليل قبل آذان الفجر. 

– هل تمّ إخباركم أنّه سيتم أخذكم إلى
كُردستان العراق؟ 
لا، أنا كنت أعلم أنّ حزب العمال الكُردستاني
(PKK) يفعل عكس ما يرديه المرء. [حينما كنت في ملا ميرزا]، قلت لهم أريد الذهاب إلى
قنديل. كنت أريد البقاء في ذلك المكان الذين كنّا فيه [ملا ميرزا] لأنّه من هنا كنت
سأتمكن من الهرب والعودة إلى عائلتي. 

– كيف كنتم تعيشون في المعسكر
في كُردستان العراق؟ 
لم يتغيّر شيء، على العكس هنا قاموا بالضغط
علينا أكثر. 

– ماذا يعني ضغطوا عليكم؟ 
لماذا يجب
على فتاةٍ في عمري حمل أكياس من البطاطا وأسطوانات الماء؟ كان يجب علينا الذهاب
مسافاتٍ طويلةٍ إلى مغارات المياه في الجبال وحمل أسطوانات ثقيلة من الماء على
الظهر. 

– هل كانت هذه عقوبةً؟ 
لا، كان يجب علينا
جلب الماء لمعسكرنا. المياه كانت بعيدةً جداً. كان يجب يومياً إحضار
الماء. 

– ألم يكن يوجد ماء في المعسكر؟ 
لا، في
البداية كان معسكرنا قريباً من نبع ماء، ولكن حينما قلت لصديقتين لي دعونا نهرب،
قامت إحداهما بالإخبار عنّا. هنا قاموا بفصلي عن الآخرين. قاموا بنقلي أنا وصديقتي
الأخرى إلى معسكر آخر، وهذا المعسكر الآخر كان يبعد كثيراً عن نبع
الماء. 

– كم شخصاً كنتم في المعسكر؟ 
في سلسلة جبال
(غومله) كان هناك 14 قاعدة، في كل قاعدة كان يتواجد حوالي 140 شخصاً
وأكثر. 

– من كان يقوم بتحضير الطعام؟ 
كل يوم كان
يتم تكليف شخصين منّا بذلك، دائماً فتاة وشاب. 

– هل كنتم تجيدون
الطبخ؟ 
لا على الإطلاق، ولكننا كنّا نأكل كل ما يتم تقديمه
لنا. 

– ماذا كنتم تأكلون؟ 
في الجبال كان يقدم لنا
الزيتون في الصباح، أيضاً هنا كان يسمح لنا فقط تناولها خلال أربع دقائق
فقط. 

– الزيتون مع الخبز؟ 
بدون
خبز. 

– فقط زيتون؟ 
نعم. 

– هكذا لم
تكونوا تستطيعون أن تشبعو! 
بالتأكيد لم نكن نشبع، وحينما لم يكن
هناك زيتون كنّا نتناول البطاطا الغير مطبوخة. 

– ماذا كانوا يقدمون
لكم على الغداء؟ 
يومياً البرغل. 

– فقط البرغل ،
بدون أي شيء آخر؟ 
لاشيء آخر معه. 

– هل كان الحال
هكذا في ديرك (المالكية) أيضاً؟ 
نعم في ديرك
أيضاً. 

– هل كان يقدم مع الطعام الماء أيضاً؟ 
لا،
كان يجب علينا المشي مسافة كيلومتر إلى نبع الماء من أجل الحصول على كأس من
الماء. 

– ماذا كان يقدم لكم على العشاء؟ 

المعكرونة. 

– ماذا كان على المعكرونة؟ 
لا
شيء. 

– معكرونة بالملح؟ 
بدون ملح
أيضاً. 

– هل كان يوجد خبز؟ 
كنّا نقوم بخبز الخبز
مرةً واحدةً في الشهر وكان يجب أن يكفينا هذا. كنّا نتناول الخبز بدون أي شيء آخر.
في الصبح حينما لم يكن هناك زيتون، كان يُقدّم لنا فقط الخبز. 

– هل
كان يتم تعذيبكم؟ 
في ذلك المساء في المرّة الأولى حينما حاولت أنا
وصديقتي الهرب، قاموا باعتقالنا وأدخلونا السجن. أنا بقيت فقط يومين في السجن، ولكن
صديقتي ظلت أربع أيام في السجن، وحينما خرجت من السجن كانت هناك جروح على جسدها.
لقد تمّ ضربها، قاموا بضربها بالأحزمة والكابلات. 

– كم كان عمر
صديقتكِ؟ 
كانت في عمري، ثلاثة عشر عاماً. 

– هل
تلقيتم تدريبات عسكرياً أيضاً؟ 
*  
تلقينا تدريبات نظرية على السلاح.
فيما بعد تلقينا تدريبات على السلاح. 

– هل كان يتم تدريبكم عسكرياً
بشكل يومي؟ 
في أول أسبوعين لم يكن هناك تدريب عسكري. بعد ذلك
يومياً بعد الإفطار وحتى الساعة 11 صباحاً كان هناك تدريب عسكري، بعدها كان موعد
الغداء. 

– في الفترة التي كنتِ فيها عند حزب
ال
PYD هل كان هناك أحدٌ غيرك حاول الهرب
أيضاً؟ 
قبل هروبنا بيومين، ساعدنا أنا وصديقتي سبعة أشخاص على
الهرب، كان لديهم حراسة وبعدهم كان دورنا في الحراسة. قلنا لهم الآن بإمكانكم الهرب
ونحن سنقوم بالحراسة. هم هربوا وفيما بعد جاءت مناوبة الحراسة التي بعدنا. بعد ذلك
في الصباح تمّ افتقاد وجودهم. لم يقولوا لنا أنّهم هربوا بل ادّعوا أنّه تمّ نقلهم
إلى مركز آخر. 

– هل حاول كثيرون الهرب؟ وهل هناك أشخاص تمّ
اعتقالهم؟ 
حينما وصلت للجبال كانت هناك فتاةٌ حاولت سبع مرات
الهرب. وفي المرة الثامنة تمّ اعتقالها مجدّداً. تمّ جمعنا جميعاً، وتمّ عقد إجتماع
في كامل المساء، ووضعوها على مسرح أمامنا وقالوا لها: أنت لا تستحقين رصاصة PKK
هذه، وأطلقوا عليها الرصاص وقتلوها ثم رموها في النهر. 

– كم كان
عمرها؟ 
ثمانية عشر أو تسعة عشر عاماً. 

– كم المدة
الزمنية التي بقيت فيها في الجبال؟ 
وصلت إلى الجبال في 5 تشرين
الثاني (نوفمبر) 2014 وفي تاريخ 24 كانون الأول (ديسمبر) 2014 تركتهم
وهربت.

– كيف هربت ؟ 
صراحةً لم أكن أملك الجرأة على
الهرب. صديقتي ساعدتني. في المرة الأولى تمّ اعتقالنا وتم وضعنا في السجن. ليومين
بقيت في السجن بدون أكل وشرب. في المرة الثانية سألنا أحد الشباب إذا كان يريد
الهرب معنا، وذلك لأننا كفتيات لن ننجح في التمكن من الهرب لوحدنا، ولكن هو أيضاً
خاننا وأبلغ عنا. كان من المفروض أن يتم نقل صديقتي إلى مكانٍ آخر، ولكن في الليلة
التالية كانت صديقتي تقوم بنوبة الحراسة، وقامت بإيقاظي. قامت قبل ذلك بإلهاء
الشباب، الذين كانت نوبة حراستهم تلي نوبتها. وبعد ذلك نزلنا من الجبال في الليل،
مشينا حوالي 10 كيلومترات حتى وصلنا إلى إحدى القرى وهناك كان يوجد فقط منزلان
مأهولان. دخلنا إلى أحدهما، حيث كانت تسكن إمرأةٌ كبيرةٌ في السّن. استقبلتنا
الامرأة في منزلها حتى صباح اليوم التالي حيث تمّ تسليمنا إلى الحزب الديمقراطي
الكُردستاني (KDP). 

– كيف استقبلكم
KDP ؟ 
كانوا لطيفين جداً، ونحن
مدينون لهم بالشكر طوال حياتنا. 

– هل قاموا باستجوابكم؟ 

قاموا بتوجيه الكثير من الأسئلة لنا، كانوا يريدون معرفة كل
شيء. 

– أنت قلتِ كانت هناك فتاة تمّ قتلها، من أين كانت
الفتاة؟
من عفرين، اسمها الحزبي كان بريتان تولهيلدان. 

– هل
تعرفين اسمها الحقيقي؟ 
لا 

– تمّ إطلاق
الرصاص عليها وقتلها أمام أعينكم؟ كم شخص كان يجب عليهم مشاهدة هذا المشهد؟ 

كامل مجموعتنا، كنّا حوالي 140 شخصاً. قاموا بعقد الإجتماع لنا فقط بهدف
إعدامها بالرصاص. 

– من قام بإطلاق الرصاص عليها؟ 

أحد الكوادر، إمرأة كانت أعلى رتبة عسكرية في جبل حافتانين. اسمها برفين
آكري، كُردية من كُردستان تركيا من بوطان.

– هل كانت منذ زمن طويل
مع ال
PKK ؟ 
منذ حوالي ثلاثين
عاماً. 

– هل قالت الفتاة شيئاً ما قبل أن يتمّ قتلها؟ 

لا، لم تقل أي شيء. هم قالوا لها فقط: « رصاصة الـPKK هذه أفضل منك ! »
ومن ثم أطلقوا الرصاصة في رأسها. كانت فتاةً هادئةً جداً، لم تكن تملك الثقة
الكافية بنفسها ولذلك كان يتم الإمساك بها في كل محاولة هروب كانت تقوم بها، في
المرة الثامنة التي أمسكوها قاموا بقتلها. نحن كنّا نريد تسليم الجثة لوالديها ولكن
تمّ رفض ذلك. أنا وصديقتي قلنا لهم سنخبر أهلها أنّها قُتلت في المعارك، ولكنّ
[برفين آكري] نظرت إلينا بغضب وقالت لنا: «لا شأن لكم في هذا. » 


وغير ذلك لم يقل أحدٌ آخر شيئاً؟ 
لم يتجرّأ أحدٌ على قول شَيء. أحد
المرّات اشتكى أحدهم وقام بالشتم، فقامت [برفين آكري] بوضع البندقية في رأسه قائلةً
له، أنّها ستفعل ذات الشيء معه. 

– ما هي أسماء الأشخاص الذين كانوا
يقومون بتدريبكم؟ 
الرفيقة برفين والرفيق عاكف كانوا عندنا،
والمسؤول عن كامل جبل حافتانين كانوا ريزان، و زوزان ، وبرفين. 


كم طفلاً كانوا في مجموعتكِ؟ 
مجموعتي كانت مؤلّفةً من 140 شخصاً،
ستة عشر منهم كانوا أطفالاً. في المجموعات الأخرى كان هناك حوالي أربعين
طفلاً. 

– هل كان أولئك الذين تمّ تدريبهم، سعيدين؟ 

في الحقيقة لم يكن هناك أي شخص سعيد، ولكنّهم كانوا يتظاهرون بالضحك، فقط
كي لا ينكشف أنّهم غير راضين أو سعيدين. 

5 آذار (مارس) 2015
المصدر:
كردووتش

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماجد ع محمد بعد أن كرَّر الوالدُ تلاوة قصة الخريطة المرسومة على الجريدة لأولاده، شارحاً لهم كيف أعادَ الطفلُ بكل سهولة تشكيل الصورة الممزقة، وبما أن مشاهِدَ القصف والتدمير والتدخلات الدولية واستقدام المرتزقة من دول العالم ومجيء الجيوش الأجنبية والاقليمية كانت كفيلة بتعريف أولاده وكل أبناء وبنات البلد بالمناطق النائية والمنسية من بلدهم وكأنَّهم في درسٍ دائمٍ لمادة الجغرافيا، وبما…

صلاح بدرالدين لاتحتاج الحالة الكردية السورية الراهنة الى إضفاء المزيد من التعقيدات اليها ، ولاتتحمل هذا الكم الهائل من الاخذ والرد اللذان لايستندان الى القراءة العلمية الموضوعية ، بل يعتمد بعضها نوعا من السخرية الهزلية وكأن الموضوع لايتعلق بمصير شعب بكامله ، وبقدسية قضية مشروعة ، فالخيارات واضحة وضوح الشمس ، ولن تمر بعد اليوم وبعبارة أوضح بعد سقوط الاستبداد…

المهندس باسل قس نصر الله أتكلم عن سورية .. عن مزهرية جميلة تضمُّ أنواعاً من الزهور فياسمين السنّة، ونرجس المسيحية، وليلكة الدروز، وأقحوان الإسماعيلية، وحبَق العلوية، ووردة اليزيدية، وفلّ الزرادشتية، وغيرها مزهرية تضم أطيافاً من الأكراد والآشوريين والعرب والأرمن والمكوِّنات الأخرى مزهرية كانت تضم الكثير من الحب اليوم تغيّر المشهد والمخرج والممثلون .. وبقي المسرح والمشاهدون. أصبح للوزراء لِحى…

د. آمال موسى أغلب الظن أن التاريخ لن يتمكن من طي هذه السنة بسهولة. هي سنة ستكون مرتبطة بالسنوات القادمة، الأمر الذي يجعل استحضارها مستمراً. في هذه السنة التي نستعد لتوديعها خلال بضعة أيام لأن كان هناك ازدحام من الأحداث المصيرية المؤدية لتحول عميق في المنطقة العربية والإسلامية. بالتأكيد لم تكن سنة عادية ولن يمر عليها التاريخ والمؤرخون مرور الكرام،…