ربحان رمضان *
تجمع أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا على أن كردستان الغربية الملحقة بالكيان السوري الحديث هي جزء من الإطار السوري العام ، وبالتالي فإنه يتوجب أن يكون الشريكان (العرب والأكراد) متساويان في الحقوق والواجبات .
وفي هذا الصدد فإن الأكراد يحملوّن مسؤولية الالحاق ها للإستعمار الأنكلو – فرنسي بالتعاون مع تركيا وبمباركة من القياصرة الروس عشية الثورة البلشفية .
وفي هذا الصدد فإن الأكراد يحملوّن مسؤولية الالحاق ها للإستعمار الأنكلو – فرنسي بالتعاون مع تركيا وبمباركة من القياصرة الروس عشية الثورة البلشفية .
فاليوم الوطني لبلادنا – سوريا – تحقق بفضل نضال وكفاح الجماهير السورية قاطبة خلال فترة عقدين من الزمن قدّم خلالها الشعب الكردي التضحيات الجسام ، وأبلى أبناؤه في معارك التحرير الوطنية كمعارك “الغوطة” و” الزور – الأولى ” و ” الثانية ” في محافظة دمشق – و ” بياندور” وحارم في شمال البلاد ، وبرز من صفوفه أبطال سجلوا صفحات من النضال كيوسف العظمة ومسلم وردة ، وحمو جمو الايزولي , و أبو دياب البرازي ، وأحمد الملا وعلي آغا زلفو ، وحسين آغا رمضان في دمشق ، وقائد الثورة السورية في الشمال البطل القائد ابراهيم هنانو..إضافة إلى الكثير غيرهم ممن قاتلوا الاستعمار الفرنسي بكل بسالة وبكل إخلاص .
في عام 1943 تشكلت اول حكومة وطنية أنجزت عملية التحرر الوطني وحققت جلاء القوات الفرنسية المستعمرة عن أرض سوريا في السابع عشر من نيسان عام /1945 واستمرت في الحكم حتى عام 1947 ، شاطرت بعدها قيادة البلاد مع حزب الشعب المؤيد للنظام الملكي في العراق والتابع آنئذ لبريطانيا حتى الثلاثين من آذار 1949 حيث قام الزعيم حسني الزعيم بأول انقلاب عسكري تبعته سلسلة من الانقلابات توالت خلالها حكومات عسكرية عديدة على كرسي الحكم في سوريا كان نصيب الشعب الكردي خلالها الاضطهاد وممارسة سياسة التمييز والاستعلاء القومي ، والتفنن في اصدار المراسيم والقوانين الاستثنائية بغية تعريبه ، وتذويبه في البوتقة العربية .
أولى تلك المراسيم كان مسودة الدستور – نشرتها الصحافة السورية في 12/ حزيران / 1953 في عهد الديكتاتور العقيد أديب الشيكلي الذي قام بانقلابه على حكم الزعيم في التاسع عشر من كانون الأول 1949 م .
لقد ورد في نص الدستور مايلي : ” ان الرئيس الذي ينتخبه الشعب بانتخاب سري متكافئ (؟!!) يجب أن يكون سوري المولد ، يساعده وزراء يعينهم يكونوا مسؤولين أمامه وليس أمام البرلمان (؟!!) .
وذكرت المادة الأولى بأن سوريا عربية ديمقراطية ذات سيادة * وقد حذف مايتعلق بالبرلمانية من نص الدستور وصدر في عهده سيل من المراسيم أمرت بإصباغ أسماء عربية صرفة على الفنادق والمقاهي ودور السينما ، وأمر أن تكون اللغة العربية هي اللغة المسموح بها في الاجتماعات والمهرجانات والاحتفالات .
توالت بعدها أيضا ً سيل من المراسيم والقوانين الاستثنائية في ظل الحكومات المتعاقبة حتى أصبحت تسمية الطفل الكردي (عندما يولد) خاضعة لقرارات أجهزة الأمن والمخابرات ، وكل ذلك بمراسيم وقوانين .
**
توالت بعدها أيضا ً سيل من المراسيم والقوانين الاستثنائية في ظل الحكومات المتعاقبة حتى أصبحت تسمية الطفل الكردي (عندما يولد) خاضعة لقرارات أجهزة الأمن والمخابرات ، وكل ذلك بمراسيم وقوانين .
**
الآن وبعد مرور ستة عقود ونيف على نيل استقلال بلادنا الوطني ، في مستهل القرن الواحد والعشرين ندعوا كافة القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية العربية إلى مراجعة الماضي والوقوف لإستجماع الذاكرة لرد ّ الجميل ، ليس لمشاركة الأكراد السوريين في معارك التحرر الوطني فحسب ، وإنما لمشاركة إخوتهم أكراد العراق في معارك العراقيين ضد الانكليز ، وأكراد لبنان ضد قوات المارينز .
ليتذكروا ولو لمرّة واحدة شهيد الأخوة العربية – الكردية الشهيد البطل سليمان محمد أمين الملقب بسليمان الحلبي والذي حكم عليه بالاعدام (مخوزقا ً) بعد أن أقدم على اغتيال الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر في حديقة المنشية بالقاهرة أثناء الحملة الفرنسية على مصر .
أن دماء الشهداء الأكراد..
دماء خالد قره جولي ، والبرازي ، والياس شاهين ، واحسان عز الدين ، وعز الدين عنتر ، والرفيق خضر شانباز إضافة إلى خيرة من الكوادر في الحركة الكردية من بقية أجزاء كردستان المجبولة بتراب أرض كردستان وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر..
تدعوا العرب إلى الوقوف إلى جانب شعبنا المتواجد على أرضه منذ آلاف السنين والتحاور معه على الأقل للتفاهم على الحقوق القومية إسوة بكل شعوب العالم في زمن التطور الإجتماعي للإنسان على وجه الأرض .
دماء خالد قره جولي ، والبرازي ، والياس شاهين ، واحسان عز الدين ، وعز الدين عنتر ، والرفيق خضر شانباز إضافة إلى خيرة من الكوادر في الحركة الكردية من بقية أجزاء كردستان المجبولة بتراب أرض كردستان وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر..
تدعوا العرب إلى الوقوف إلى جانب شعبنا المتواجد على أرضه منذ آلاف السنين والتحاور معه على الأقل للتفاهم على الحقوق القومية إسوة بكل شعوب العالم في زمن التطور الإجتماعي للإنسان على وجه الأرض .
حري بإخوتنا العرب أن يقدروا موقف القائد الخالد لشعبنا المناضل مصطفى البارزاني أثناء العدوان الثلاثي على مصر ودعوته الحكومة العراقية وقف القتال في كردستان للتوجه لمقاتلة اسرائيل هذا الموقف الذي يعتز به الكرد يعتبر بحق دليلا ً واضحا ً على صدق شعبنا في طرحه لشعار الأخوة العربية – الكردية (وللأسف) من جانب واحد هو الجانب الكردي .
ولذلك واستنادا ً إلى المعطيات الآنفة الذكر فإنه ومن واجب العرب كأمة وكقيادة سياسية للمجتمع احترام نضالات وتضحيات الكرد في سبيل الشعار الذي تطرحه حركتهم التحررية الوطنية .
الشعار الذي آمنت به وتعمل من خلاله ، وتناضل من أجله (بعكس الكثير من الأقليات القومية المشابه وضعها لوضع الشعب الكردي) وذلك في أن يعترف بوجوده القومي ، وأن يثبت ذلك في دستور البلاد .
من الممكن إجراء استفتاء عام بين صفوف الشعب الكردي ، وبحث موضوع العلاقة الجدلية بين الشعبين العربي والكردي في إطار سوريا حرة – علمانية وديمقراطية ، ومن ثم تطبيق الدستور .
السابع عشر من نيسان اليوم الوطني للسوريين جميعا ً ، واننا إذ نحتفي بذكراه فلأنه عيدنا ولأنه يوم سوريا الوطني، نشدد فيه بحزم على التلاحم بين الحركتين التحرريتين الكردية والعربية على أساس الاعتراف بالآخر ..
وكاعترافنا بحقوق الآخرين نطالب الحركة التحررية العربية الاعتراف بشعبنا الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية منذ أمد بعيد ..
وليردد الجميع معي عاش يوم الجلاء ..
بورك يومه الأغر .
بورك يومه الأغر .
===========
* الصراع على سوريا – باتريك سيل .
** قرار صدر عن وزارة الداخلية بتاريخ 30/9/1992 ويحمل الرقم 121 خاص بمحافظة الحسكة والمحافظات الأخرى ذات الأغلبية الكردية يقصي بضرورة الحصول على موافقة الجهات الأمنية عند تسجيل الولادات في دوائر الأحوال المدنية .
ومنذ أكتوبر 1992 بقي الكثير من الأطفال دون تسمية بسبب رفض الجهات الرسمية في دائرة الأحوال المدنية تسجيل الأسماء الكردية ، وطلب الموافقة الأمنية .
ومنذ أكتوبر 1992 بقي الكثير من الأطفال دون تسمية بسبب رفض الجهات الرسمية في دائرة الأحوال المدنية تسجيل الأسماء الكردية ، وطلب الموافقة الأمنية .
——–
* عضو اللجنة المركزية لحزب الاتحاد الشعبي الكردي