بـلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)

عقدت اللجنة المركزية لحزبنا،
الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) اجتماعها الاعتيادي أوائل شهر أيار ، حيث
تناولت مجمل الاوضاع السياسية على الساحة السورية والكردية والكردستانية والوضع
التنظيمي للحزب. 
على الصعيد التنظيمي رأى الاجتماع إن تمرد السكرتير
السابق للحزب السيد نصر الدين إبراهيم على قرارات الشرعية التنظيمية والمتمثلة
بقرارات اللجنة المركزية بأغلبية الأصوات التي أقرت بضرورة التوصل لحل الازمة
السياسية والتنظيمية في الحزب قبل عقد المؤتمر حيث لها الأولوية حفاظاً على نهج
الحزب ووحدته وعودته إلى موقعه الطبيعي في المجلس الوطني الكردي، وتوفير الظروف
الملائمة لعقد المؤتمر سياسياً وتنظيمياً. إلا أن أصراره على التفرد بأملاء
قراراته الفردية على الحزب ولجوئه إلى عقد مؤتمر منفرد وبمن حضر أحدث شرخاً
سياسياً وتنظيمياً في جسد البارتي في الوقت الذي يحتاج الشعب الكردي وحركته
السياسية إلى الوحدة والتكاتف لأجل تحقيق الحقوق القومية المشروعة شعبنا الكردي ،
والتصدي للهجمة الظلامية التي تقودها داعش وامثالها من القوى المتطرفة على شعبنا
الكردي وتطلعاته الديمقراطية. 
كما تطرق الاجتماع إلى الواقع التنظيمي للحزب وتم توجيه الرفاق وهيئات الحزب
التنظيمية على ضرورة المبادرة لرفع وتيرة العمل السياسي والتنظيمي لحين تهيئة
الظروف السياسية والتنظيمية لعقد مؤتمر حزبي ناجح يعتمد المبادئ الديمقراطية في
التحضير وإدراة أعماله للخروج بقرارات سياسية وتنظيمية تقوي نهج الحزب وتخطوا
بخطوات نحو حزب مؤسساتي منفتح نضالياً على التطورات السياسية في سوريا والكردستان
عامة.
كما تناول الاجتماع وضع الحركة الكردية سياسياً وتنظيمياً، ووضع المجلس
الوطني الكردي والسبل التي من شأنها الارتقاء بدوره، وادائه وفعاليته في الفترة
المقبلة لحين عقد مؤتمره الثالث بآليات تتناسب والظروف السياسية في سوريا وكردستان
سوريا، والعمل بفعالية وروح تشاركية والمسؤولية بغية تثبيت الحقوق القومية المشروعة
لشعبنا الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية ضمن إطار الاعتراف الدستوري بها،
وتوثيقها قانونياً ودستورياً، وتوثيق العلاقات مع كافة الأطر والمنظمات السياسية
الوطنية التي تؤمن بالممارسة الديمقراطية وتسعى إلى ترسيخها على انقاض النظام
السوري المستبد. 
كما اشار الاجتماع إلى ممارسات PYD على الأرض وتنصله من
الاتفاقيات المبرمة معه، والتعامل بفرض منطق الأمر الواقع دون المشاركة الحقيقية
للمجلس الوطني الكردي وفق اتفاقية دهوك يؤدي إلى ترسيخ الشرخ وتوسيع الهوة بين
الطرفين. لذا طالب الاجتماع إلى تفعيل الاتفاقية المبرمة برعاية كريمة من الرئيس
مسعود البارزاني، وعدم الاستئثار بالقرارات والممارسات من طرف واحد. كما نوه
الاجتماع الى أن طرح سياسات وافكار مبهمة بخصوص قضية شعبنا الكردي في سوريا سيكون
مصيرها الفشل لأن وجود الشعب الكردي على أرضه التاريخية، وحقوقه القومية هي فوق كل
اعتبار لأية إيدولوجية أو أفكار سياسية عابرة للفكرة القومية. وثمن الاجتماع صمود
كوباني وتحررها بفضل ابنائها القوات وٌالمقاتلين الكرد وقوى البشمركة ومساندة
التحالف الدولي الفعالة. واكد الرفاق على ضرورة الابتعاد عن الاجندات السياسية في
اعمار كوباني. أبناء كوباني يحتاجون إلى بث الطمأنية فيهم، وليس تحويل كوباني
المدينة بخرابها إلى متحف لا يقدم لها شيئاً. 
وناقش الاجتماع تطورات الثورة
السورية وتفاقم ازمتها على الصعيد السياسي والإنساني وأرجع مجمل تطورات الوضع إلى
اعتماد النظام الحل الأمني العسكري لمعالجة أزمة البلاد المتفاقمة مما أدى إلى
تنامي ظاهرة الإرهاب في كل منطقة. لقد أكد الاجتماع على ضرورة تعاون المجتمع الدولي
مع المعارضة السورية في إيجاد حل عادل وديمقراطي للقضية السورية التي استنزفت طاقات
سوريا بشرياً ومادياً. كما دعا الاجتماع إلى ضرورة تفعيل الإئتلاف الوطني لقوى
المعارضة السورية ليكون معبراً عن الثورة وبديلاً ديمقراطياً لسوريا
المستقبل. 
كما ثمن الاجتماع زيارة السيد الرئيس مسعود البارزاني الدبلوماسية
إلى الولايات المتحدة الأمريكية واوربا واهميتها من النواحي السياسية و العسكرية
ودعم ومساندة البيشمركة الابطال في ساحات القتال لدحر تنظيم داعش الارهابي من
جلولاء لكوباني المحررة، وسعيه الدؤوب من أجل التمهيد إلى مستقبل مشرق للشعب
الكردستاني. 
كذلك أدان الاجتماع ما اقترفه موظف الأمن الإيراني عند محاولته
التعدي على شرف الفتاة الكردية فريناز خسروي التي اختارت الانتحار حفاظاً على
شرفها. إن السياسة التي يمارسها نظام الملالي في طهران بحق الشعب الكردي في كردستان
إيران وإيران عامة وسعيها الدائم إلى خنق صوت الحرية من خلال اعواد المشانق لكل
ثائر يرفض الظلم ويطالب بحقوقه القومية المشروعة، لن تجدي نفعاً أمام نضال شعبنا
الكردي والقوميات الأخرى في إيران. إن إرادة الحرية ستنتصر عاجلا ام آجلاً في
إيران. 
وفي ختام الاجتماع تمنى الرفاق على المجلس الوطني الكردي العمل بروح
التشارك وتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه شعبه وقضيته القومية العادلة وتفعيل مبدأ
التقييم النقدي بين المؤتمرين بهدف الارتقاء بالمجلس وأدائه وافساح المجال امام
كافة المكونات السياسية والحراك الشبابي والمرأة ومنظمات المجتمع المدني . 
عاش
نضال البارتي من أجل حقوق شعبنا الكردي على الصعيدين القومي والوطني.
الحرية
لسورية ولكل المعتقلين السياسيين.
اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في
سوريا (البارتي)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…