ابراهيم محمود
لا تردّدوا معي، إن تكرمتم، إنما آمل
المتابعة قليلاً: أول أول البارحة كنا آمد
ومهاباد، وأول البارحة كنا حلبجه وقامشلو وعامودا، كنا معشوق الخزنوي ومشعل التمو، والبارحة كنا شنكال
وكوباني، واليوم فريناز خسرواني.. وغداً، لا نعلم من سنكون، سوى أننا لن نكون إلا
من سيكون شهيداً هو المكان، أو جريحاً مطعوناً هو المعمّر فيه، وشهيداً هو الكردي،
فمن نكون ؟
في مفردة ” كلّنا ” تغريدة
فيسبوكية، أو هتاف معَد له، أو عفوية في الصراخ أو الاحتجاج المتحشرج. في ”
كلنا ” تمتد المسافة الهائلة بين أقصى المأهول بكردية محرَّرة من شعاراتها
المصفّية للكل، لا ترجو مديحاً، أو لقطة تلفزيونية، كما يعمد إلى ذلك من يخبّر
عشيرته، وطائفته، وجماعته، وعصبته، زوجته، أو أولاده، من المعنيين بتصريف ”
الكل ” خارج الكل على الشاشة البيضاء،
وأقصى الساعي إلى انتظار من يودى به على غفلة،
أو يقدِم على موت معتبَر عن وعي، أو ينخرط في مجابهة الموت إبعاداً له عن أهله
وبلده كردياً، موضوعاً دسماً، يتلمظ إذ يتهجاه كتابة أو أمام فئته المتكتلة،
ليسجّل ما تقدم باسم حزب، أو عقيدة تفت في عضد الوطن عامة، فتلك لحظته في إيصال
صوته.
أو يقدِم على موت معتبَر عن وعي، أو ينخرط في مجابهة الموت إبعاداً له عن أهله
وبلده كردياً، موضوعاً دسماً، يتلمظ إذ يتهجاه كتابة أو أمام فئته المتكتلة،
ليسجّل ما تقدم باسم حزب، أو عقيدة تفت في عضد الوطن عامة، فتلك لحظته في إيصال
صوته.
في ” كلنا ” تتراءى مزَق من
الأصوات الكردية إجمالاً. تُرى ، أي طريق، أو طرق وعرة في استقدام ” كلنا
” والكل كَل ” تعب/ إرهاق/ إعياء “؟ من الذي ابتدع صيغة الكل
باندفاع ثوري ” ثُوري ” على الطريقة الكردية التي تبقي رافع شارة الكل عموماً،
ويمنّي نفسه بالمزيد من الضحايا، الشهداء: الشهداء الضحايا، بانتظار المزيد، خارج
منظومته العقيدية المؤطرة ورفاقه المحسوبين عليه جداً كردياً؟ وليس في المكاشفة
القريبة والمباشرة أي أثر لهذا ” الكل “، سوى حطام إرادات لمخلصين
عيائين بؤساء دراويش، يصومون على الكل ولا يفطرون إلا على وعد بمنجَز يثمره الكل،
وليس من وعد إلا بما يستنزف الكل الكردي .
الأصوات الكردية إجمالاً. تُرى ، أي طريق، أو طرق وعرة في استقدام ” كلنا
” والكل كَل ” تعب/ إرهاق/ إعياء “؟ من الذي ابتدع صيغة الكل
باندفاع ثوري ” ثُوري ” على الطريقة الكردية التي تبقي رافع شارة الكل عموماً،
ويمنّي نفسه بالمزيد من الضحايا، الشهداء: الشهداء الضحايا، بانتظار المزيد، خارج
منظومته العقيدية المؤطرة ورفاقه المحسوبين عليه جداً كردياً؟ وليس في المكاشفة
القريبة والمباشرة أي أثر لهذا ” الكل “، سوى حطام إرادات لمخلصين
عيائين بؤساء دراويش، يصومون على الكل ولا يفطرون إلا على وعد بمنجَز يثمره الكل،
وليس من وعد إلا بما يستنزف الكل الكردي .
في شمولية ” الكل ” أثر نفيس ومرعب
من كليانية العقيدة المتحزبة الضاربة في انشطار المتحزب الكردي قبل كل سواه، كما
هو الدرس التاريخي الكردي الذي يتجنبه المعني الأول بالكل، تقديراً بيولوجياً منه
أنه ” توتر عال “، فلا يكون سوى الابتعاد أو التجاهل أو الاستغباء/
التغابي/ التحامق/ المخاتلة، وهو في رهان مستدام على الكل، إذ دونه لا يكون مما
يعِد به جمهوره الكردي الخاص من المنتظَر منذ عقود وعقود زمنية.. في شمولية ”
الكل ” تلك الآفة الكليانية لأنظمة لما تزل قائمة، مستهجنة، سوى أنها أكثر من
كونها مستعارة، ومتبناة في الرفع أو النصب أو الكسر أو التسكين كردياً لكل ما يجري
تبعاً لمعيار مشيخية ممدينة، مفرَّغة من كل معنى يستحق التسمية ولو لبعض من الوقت،
سوى أن التنافس الكلي من قبل كل هؤلاء الذين يعتبرون ” كلنا ” شرفة
تاريخية تطل بهم على ما يريدون ويستمرون به ..
من كليانية العقيدة المتحزبة الضاربة في انشطار المتحزب الكردي قبل كل سواه، كما
هو الدرس التاريخي الكردي الذي يتجنبه المعني الأول بالكل، تقديراً بيولوجياً منه
أنه ” توتر عال “، فلا يكون سوى الابتعاد أو التجاهل أو الاستغباء/
التغابي/ التحامق/ المخاتلة، وهو في رهان مستدام على الكل، إذ دونه لا يكون مما
يعِد به جمهوره الكردي الخاص من المنتظَر منذ عقود وعقود زمنية.. في شمولية ”
الكل ” تلك الآفة الكليانية لأنظمة لما تزل قائمة، مستهجنة، سوى أنها أكثر من
كونها مستعارة، ومتبناة في الرفع أو النصب أو الكسر أو التسكين كردياً لكل ما يجري
تبعاً لمعيار مشيخية ممدينة، مفرَّغة من كل معنى يستحق التسمية ولو لبعض من الوقت،
سوى أن التنافس الكلي من قبل كل هؤلاء الذين يعتبرون ” كلنا ” شرفة
تاريخية تطل بهم على ما يريدون ويستمرون به ..
وفي ” كلنا فريناز خسرواني ”
استعادة ميكانيكية آلمة ومؤلمة للمسلك المعدي ذاته، إذ في اللحظة ذاتها يدرك
الهاتف بالكل والرافع ليافطة الكل والمتشدد على جاذبية الكل أنه بمنجى من دفع أي ضريبة
مقلقة له تصله بالكل ..
استعادة ميكانيكية آلمة ومؤلمة للمسلك المعدي ذاته، إذ في اللحظة ذاتها يدرك
الهاتف بالكل والرافع ليافطة الكل والمتشدد على جاذبية الكل أنه بمنجى من دفع أي ضريبة
مقلقة له تصله بالكل ..
فريناز شهيدة موقفها الكردي وليس باسم أي
كان، وشنكال دفع ضريبته، وليس في وسع أي كان أن يعيد الحياة المهدورة في جسده
إليه، وكوباني تداعت جغرافيا وأهلاً، وليس في وسع أي كان أن يسوّي وضعها الحيوي..
ومشعل التمو كان شهيد مبدأه، كما كان معشوق الخزنوي..ودون تعميم، يبقى المراهنون
على هذا ” الكل ” في ثلثي أثلاثهم على الأقل خارج هذا الكل الملوَّح به،
وإلا لما كان هذا الهدر في الكل الكردي، لما كان هذا السفك الذاتي في الذاكرة
الكردية ..
كان، وشنكال دفع ضريبته، وليس في وسع أي كان أن يعيد الحياة المهدورة في جسده
إليه، وكوباني تداعت جغرافيا وأهلاً، وليس في وسع أي كان أن يسوّي وضعها الحيوي..
ومشعل التمو كان شهيد مبدأه، كما كان معشوق الخزنوي..ودون تعميم، يبقى المراهنون
على هذا ” الكل ” في ثلثي أثلاثهم على الأقل خارج هذا الكل الملوَّح به،
وإلا لما كان هذا الهدر في الكل الكردي، لما كان هذا السفك الذاتي في الذاكرة
الكردية ..
كلنا فريناز خسرواني ! ليس الحال في المقال
إلا من محال المعطى الكردي تأليباً وتعدياً على جغرافية الكردي والتاريخ المنتظَر
اسمه الجدير به..فريناز الوجه الأنثوي الكردي الذي يتعالى على وجوه جل الذين
يهرولون حباً بالصفوف الأولى من مناسبة معتادة أو مستحدثة، والتفقه في الوضع
الكردي، والحق الكردي، والدم الكردي ، ولو كان لدى هذا المتشدد على وحدة الكرد فيه
ومنذ عقود زمنية، لنزع عن وجهه كل الأقنعة التي تخفي وجهه الفعلي المدمَّل،
المنخور، مسلّماً إياه للرؤية المباشرة والهواء الطلق.. فهلا تركتم ” كلنا
” يا كرد ” كلنا ” جانباً، لنحسن تقاسم ما كان وما سيكون؟ أي ليبقى
ما يبقينا منتشرين في الجهات الأربع ونحن على علم بما يعنينا كلنا، أما تُرى ” القالب غالب “، وكلنا في بؤس
محصّلة ” كلنا ” إلى إشعار آخر وآخر وآخـ.. ؟
إلا من محال المعطى الكردي تأليباً وتعدياً على جغرافية الكردي والتاريخ المنتظَر
اسمه الجدير به..فريناز الوجه الأنثوي الكردي الذي يتعالى على وجوه جل الذين
يهرولون حباً بالصفوف الأولى من مناسبة معتادة أو مستحدثة، والتفقه في الوضع
الكردي، والحق الكردي، والدم الكردي ، ولو كان لدى هذا المتشدد على وحدة الكرد فيه
ومنذ عقود زمنية، لنزع عن وجهه كل الأقنعة التي تخفي وجهه الفعلي المدمَّل،
المنخور، مسلّماً إياه للرؤية المباشرة والهواء الطلق.. فهلا تركتم ” كلنا
” يا كرد ” كلنا ” جانباً، لنحسن تقاسم ما كان وما سيكون؟ أي ليبقى
ما يبقينا منتشرين في الجهات الأربع ونحن على علم بما يعنينا كلنا، أما تُرى ” القالب غالب “، وكلنا في بؤس
محصّلة ” كلنا ” إلى إشعار آخر وآخر وآخـ.. ؟
دهوك