في اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 أيار 2015: الإعلاميون ضحايا النظام والجماعات المتطرفة في سوريا

1. مقدمة

يقوم المركز السوري للحريات الصحفية في
رابطة الصحفيين بمناسبة يوم الصحافة العالمي في 3 أيار/مايو 2015 بإصدار هذا
التقرير عن وضع الإعلام في سوريا، و ذلك لتقديم ملخص عن الإنتهاكات التي تجري ضد
الإعلاميين و الإعلاميات في البلاد، و التذكير بكل الذين ضحوا في سبيل نقل حقيقة ما
يجري فيها.
لقد أدرك النظام السوري خطورة نقل صورة ما يجري في سوريا من تظاهرات
سلمية بدأت منذ منتصف آذار 2011 فاستهدف الإعلام منذ البداية، و شن حملة واسعة على
الإعلاميين في سعي منه لمنع ذلك، كما توقف في وقت مبكر عن منح تراخيص دخول للصحفيين
المستقلين الذي يرغبون في تغطية المناطق التي كانت تشهد احتجاجات، و عندما لجأ
النظام إلى مواجهة التجمعات السلمية بالسلاح كان الإعلاميون على رأس أهدافه
المعلنة، و هو ما أدى إلى وقوع أعداد كبيرة قد تصل إلى الآلاف من الضحايا في صفوفهم
نظراً لصعوبة التمييز في البداية بين المواطنين الصحفيين و المتظاهرين
السلميين.
في مرحلة لاحقة انضمت فصائل مسلحة أُخرى إلى النظام في استهداف الإعلاميين في
المناطق التي خرجت عن سيطرته و ذلك بهدف طمس حقيقة ما يجري فيها، فأصبح الإعلامي
بذلك مستهدفاً بعدة أشكال، بشكلٍ مباشر من قبل النظام و الفصائل العسكرية المختلفة
من جهة، و بشكلٍ غير مباشر بإعتباره جزءاً من المشهد المدني العام في سوريا، الذي
تؤثر عليه العمليات العسكرية.
في الواقع يستحق كل من بذل جهداً لإيصال الحقيقة
أو تعرض لمضايقة مهما كانت صغيرة للحيلولة دون قيامه بذلك إلى ذكر اسمه في 
هذا
التقرير، و بالمقدار ذاته يتوجب ذكر كل الجهات التي وقفت عائقاً في وجه تأدية
الإعلاميين لرسالتهم،  لكن ضرورات الحال تقتضي المرور فقط على بعض الاسماء على سبيل
المثال.

2. مئات الإنتهاكات أكثرها عمليات
قتل

بلغ عدد الإنتهاكات التي تمكنت رابطة الصحفيين السوريين من توثيق
وقوعها ضد الإعلام في سوريا منذ بداية الثورة السورية 485 إنتهاكاً، كان منها 282
حالة قتل من بينها مقتل 3 صحفيات، و 111 حالة إعتقال أفضى 22 منها الى الموت نتيجة
التعذيب، هذا بالإضافة إلى الحالات التي كان يجري فيها إعتقال المواطنين الصحفيين
بإعتبارهم مشاركين في المظاهرات، كما كانت هناك 59 إصابة بجروح، منها ما كان بسبب
إطلاق النار أو عمليات قصف أو ضرب أدت إلى التسبب بايذاء جسدي، كما أُصيب بعض
الإعلاميين على حدود الدول المجاورة خلال دخولهم أراضي بعضها، في حين تم توثيق تعرض
31 مؤسسة أو وسيلة أو مركزاً إعلامياً لإعتداءات مختلفة من بينها عمليات اقتحام، تم
خلالها تدمير معدات بث و تصوير أو الإستيلاء عليها و مصادرتها، إضافةً إلى
استهدافها بقصف صاروخي أو بواسطة الطيران، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية مع إصابة
إعلاميين أحياناً كانوا متواجدين في المكان.


3. النظام السوري المسؤول
الأول عن الإنتهاكات

تصدر النظام قائمة مرتكبي الإنتهاكات ضد
الإعلاميين  بـ278 إنتهاكاً كان منها 237 عملية قتل نفذها بطرق مختلفة 20 منها تحت
التعذيب، و كان من ضحايا التعذيب الإعلامي والشاعر معاذ الخالد الذي سلمت السلطات
السورية جثته لأهله في آذار من عام 2014 بعد أن أمضى رحلة طويلة من التعذيب في
العديد من الأفرع المخابراتية فقد بنتيجته ذاكرته، لينتهي به المطاف في سجن عدرا
الذي غادره جثة هامدة، كما سلمت جثة الصحفي والمخرج بلال أحمد بلال لأهله في الشهر
التالي من سجن صيدنايا بعد 30 شهراً من الاعتقال، كما أعلمت السلطات السورية ذوي
الصحفي محمد عمر حامد الخطيب بمقتله في نهاية حزيران من العام ذاته، و ذلك بعد 18
شهراً من التعذيب في سجن صيدنايا، بالإضافة إلى العديد من حالات الإعدام الميداني
كان من بينها إعدام قوات الأمن السورية للمواطن الصحفي المصور خالد محمد قبيشو في
نيسان 2012 و ذلك بعد اعتقاله من منزله في إدلب، لتقوم دبابة تابعة لجيش النظام
بدهس رأسه فيما بعد. اضافة الى ذلك فقد تحمل النظام مسؤولية المئات من حالات
الإعتقال بسبب قيام قواته بالقبض على كل من يحمل أداة بسيطة للاتصال أو التصوير، و
17 حالة إصابة بجروح نتيجة عمليات عسكرية.
في الحقيقة يصعب تحديد عدد الصحفيين و
المواطنين الصحفيين المعتقلين لدى النظام حالياً نظراً إلى حالة الإنكار التي يلجأ
إليها، و كون الإعتقال كان يجري لمجرد حمل الشخص أداة تصوير، و لدخول جهات مجهولة
على خط الإعتقالات و صعوبة تحديد هويتها و الجهة التي تتبع لها، و يمكن الإشارة هنا
إلى حالة الصحفي مازن درويش مدير المركز السوري للإعلام و حرية التعبير، و الذي
يحاكم مع زميليه عضوي المركز حسين غرير و هاني الزيتاني و ذلك كحالة لا يستطيع
إنكارها، لكن يجري التضييق على أعضاء المركز رغم ذلك بطرق كثيرة منها تأجيل النطق
بالحكم في قضية الإرهاب التي يحاكمون بموجبها ثماني مرات حتى الآن، و نقل مديره من
سجن دمشق المركزي إلى سجن حماة المركزي.


4. تنظيم الدولة الإسلامية يجفف
منابع الإعلام، و جهات مجهولة تواصل استهدافهم

ارتكب تنظيم الدولة
الإسلامية “داعش” 33 إنتهاكاً 23 منها خلال عام 2014 لوحده، و يستخدم “داعش” خطف
الإعلاميين و قتلهم سلاحاً لتخويفهم و إرسال رسائل للرأي العام من أجل التأثير
عليه، و كان أكبر  التي ارتكبها هي قيامه بإرتكاب مجزرة قتل خلالها خمسين شخصاً من
بينهم أربعة إعلاميين هم: أمين أبو محمد، سلطان الشامي، قتيبة أبو يونس و محمد
قرانية في مقره الكائن بمشفى العيون التخصصي في حي قاضي عسكر بحلب قبيل إنسحابه منه
على عجل، و كان هؤلاء قد خُطفوا من مكتب شدا الحرية بحي الكلاسة قبل حوالي أسبوعين
من ذلك.
في دير الزورالتي وقع فيها 25 إنتهاكاً ضد الإعلاميين إزدادت الصورة
قتامةً مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من المدينة إلى جانب
النظام السوري، حيث اشترط “داعش” على الإعلاميين مبايعته كشرط مسبق للعمل، بالإضافة
إلى ضرورة قيامهم بإخضاع المواد الإعلامية لرقابته قبل نشرها، في حين شهدت الرقة،
التي وقع فيها 16 إنتهاكاً تعتيماً إعلامياً باستثاء ما يبثه “داعش” من مواد
دعائية.
لكن جهات مجهولة احتلت المرتبة الثانية بعدد الإنتهاكات بعد النظام
السوري من خلال إرتكابها 62 إنتهاكاً في عموم سوريا، و قد جاء الكثير منها عبر
كمائن أو عمليات خطف أو رصد كما حدث للمواطن الصحفي المصور إحسان البني الذي كمنت
له مجموعة مسلحة مجهولة الهوية في شهر كانون الأول 2012، فقامت بإغتياله أثناء
توجهه إلى عمله في داريا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.

5. إعلام حلب الأكثر تضرراً
و مجزرة ضحاياها 5 إعلاميين في ريف دمشق

ارتبطت حركة الإنتهاكات في
سوريا مع العمليات العسكرية صعوداً و هبوطاً بعد أن كانت ترتبط بحركة الاحتجاجات، و
قد تصدرت حلب قائمة المحافظات السورية بعدد الإنتهاكات بمجموع قدره 119 إنتهاكاً
وقع منها 41 في عام 2014، أما حمص فقد سجل فيها عام 2011 أعلى معدل للإنتهاكات فبلغ
7، و في العام التالي قد وقع في حمص 24 إنتهاكاً مقابل 37 في محافظة حلب، و ذلك
بسبب وجود صراع كبير بين النظام و فصائل عديدة أُخرى بدأت بالظهور و خاصةً في الريف
الحلبي الواسع، و كان الصحفي و المخرج تامر العوام قد قتل أثناء تغطيته الأحداث في
مدينة حلب في 9 أيلول 2012 متأثراً بجراح أُصيب بها، العوام كان قد أنجز العديد من
الأفلام التسجيلية الخاصة بالثورة السورية كان آخرها فلم تسجيلي عن أحداث إدلب، و
قد أُضطر عشرات الإعلاميين في حلب إلى التخفي أو المغادرة إلى خارج البلاد بسبب
عمليات الاستهداف المنظم من قبل “داعش” بشكل خاص في نهاية عام 2013.
سجل ريف
دمشق الذي خرجت مناطق واسعة منه عن سيطرة النظام وقوع 72 إنتهاكاً، و قد ارتكب
النظام في تشرين الثاني 2013 مجزرة في منطقة الجربا بالغوطة الشرقية ذهب ضحيتها 5
إعلاميين هم: عمار طباجو “محمد السعيد، حسن هارون “محمد الطيب”، أكرم السليك “صالح
عبد الرحمن”، عمار خيتي “أبو قتادة” و ياسين هارون “أبو بشير”، و ذلك عندما
استهدفهم قناصته أثناء توجههم لتغطية المعارك الجارية في الجبهة الشرقية للغوطة،
أما محافظة دمشق فقد شهدت وقوع 47 إنتهاكاً، و الملاحظ هنا أن حوالي نصف تلك
الإنتهاكات تتعلق بإعلاميين من خارج المحافظة قام النظام بالقبض عليهم خلال تواجدهم
فيها أو أحضرهم من مناطق اقامتهم في المحافظات الأخرى إلى سجون العاصمة و معتقلات
أفرع المخابرات فيها ليقوم بإحتجازهم هناك و تعذيبهم.


6. إستمرار سقوط
ضحايا في درعا

شهدت درعا التي دخلت مبكراً في الإحتجاجات السلمية ضد
نظام الأسد وقوع 42 إنتهاكاً ضد الإعلام، و كان أكثر الإنتهاكات دموية هو المجزرة
التي وقعت في 8 كانون الأول 2014، و التي فقد فيها طاقم الأورينت المكون من
المراسلين يوسف الدوس و رامي العاسمي و المصور سالم خليل لحياتهم أثناء توجههم إلى
مدينة الشيخ مسكين لتغطية المعارك الدائرة فيها بين الجيش الحر وجيش نظام الأسد، و
قد استهدف قوات النظام  السيارة التي كان يستقلها الفريق الإعلامي من مسافة قريبة
بصاروخ حراري موجه مخصص للمدرعات وهو ما أدى الى مقتلهم جميعاً، بعد يومين من ذلك
قتل مراسل موقع الجزيرة نت مهران بشير الديري على طريق الشيخ مسكين ـ إبطع أثناء
توجهه لتغطية المعارك في المنطقة ذاتها، وذلك عندما اصطدمت السيارة التي كان
يستقلها بسيارة تابعة لاحدى كتائب الجيش الحر بعد قيامه بإطفاء أنوار سيارته تجنباً
لنيران قوات نظام الأسد. و كان العديد من إعلاميي منطقة حوران قد فقدوا حياتهم في
المشافي الأُردنية بعد نقلهم إليها نتيجة إصاباتهم بجروح في العمليات العسكرية داخل
الأراضي السورية، و قد لقي بعضهم صعوبات أحياناً خلال محاولتهم دخول الأردن، و هو
ما حدث مع الإعلاميين السوريين في الحدود الشمالية لسوريا أيضاَ، كما تعرض عدد من
هؤلاء لإعتداءات بالضرب من قبل قوات الحدود التركية خلال عبورهم الحدود الدولية
السورية التركية لحضور نشاطات إعلامية هناك، هذا و قد وثق المركز وقوع عدد من
الإنتهاكات ضد إعلاميين سوريين في بلدان مثل الأردن، لبنان، تونس و تركيا بلغ
مجموعها 15 إنتهاكاً.


7. القتل هو سمة إنتهاكات إدلب، والإعتقال
المؤقت سمة إنتهاكات الحسكة

وثقت رابطة الصحفيين السوريين وقوع 36
إنتهاكاً في إدلب كان منها 16 حالة قتل لإعلاميين منهم صحفي أجنبي، فقد قتل الصحفي
الفرنسي المستقل اولييفيه فوازان في شباط 2013 متأثراً بإصابته بشظايا قذيفة أثناء
تغطيته عمليات عسكرية للجيش الحر، كما قام حاجز لجيش النظام السوري في جبل الزاوية
بإعتقال عضو شبكة أخبار إدلب محمود صدقي سخيطة و معه لابتوب و كاميرا، حيث تم
التحقيق معه و تعذيبه و تصفيته و رميه جثته التي تركت عدة أيام في العراء. و كانت
جبهة النصرة المسؤولة عن معظم عمليات الإعتقال التي طالت إعلاميين خلال عام 2015، و
تحملت في المحصلة مسؤولية 14 إنتهاكاً قد أقدمت على قتل مراسل شبكة حلب نيوز وليد
القاسم في شهر كانون الثاني الماضي، حيث أصدرت دار القضاء التابعة للجبهة بياناً
حول الموضوع قالت فيه بأن القاسم، الذي كان محتجزاً لدى دار القضاء بعد عودته من
تغطية الأخبار على احدى جبهات القتال قتل من قبل من اسمتهم “مجموعة على الأرض” و
بأنها ستقوم بما سمته “بالإجراء المناسب” دون أن يتحرك الملف منذ ذلك الوقت.
أما
في الحسكة فقد غلب الإعتقال على الإنتهاكات التي وقعت ضد الإعلاميين فيها، ففي هذه
المحافظة التي تسيطر عليها قوات حماية الشعب و الآسايش التابعتين للإدارة الذاتية،
و التي يتمتع فيها حزب الإتحاد الديمقراطي بنفوذ كبير تم تسجيل وقوع 27 إنتهاكاً
كان معظمها عمليات إعتقال إنتهى الكثير منها بعد أيام، إلا أنهُ تم تسجيل عملية نفي
لإعلاميين هما بيشوا بهلوي و رودي إبراهيم إلى إقليم كُردستان العراق بعد عملية خطف
نفذتها في شهر نيسان 2014 مجموعة تطلق على نفسها مؤسسة عوائل شهداء وحدات حماية
الشعب، كما سجلت حالة قتل واحدة في شهر تشرين الثاني 2012 طالت الإعلامي هوزان أبو
زيد على حاجز لتلك القوات في مدينة الدرباسية، لكن تنظيم “داعش” قام بخطف
الإعلاميين في قناة روداو، المراسل فرهاد حمو و المصور مسعود عقيل من منطقة ريف
القامشلي في المحافظة في منتصف شهر كانون الأول 2014، و لا يزال مصيرهما
مجهولاً.

8. إعتداءات على مركز إعلامية
شملت حرق صحف و منعها من التداول

وثقت لجنة الحريات و المركز
السوري للحريات الصحفية في رابطة الصحفيين وقوع 32 إنتهاكاً ضد مراكز إعلامية تدرجت
بين إستهدافها بقوة نارية كبيرة كما حدث لمكتب حلب نيوز الرئيسي في المنطقة
الصناعية في حلب الذي تعرض لصاروخ فراغي، و مكتب وكالة سوريا برس للأنباء في دوما
بريف دمشق الذي تعرض لصاروخ موجه، أو عمليات إقتحام مثل ذلك الذي نفذته جبهة النصرة
في كفر نبل بريف إدلب حين أقدم عناصرها على إقتحام المركز الإعلامي فيها بعد خلع
بابه بتاريخ 20 كانون الثاني 2015، و الإعتداء بالضرب على الإعلامي هادي العبدلله
الذي كان متواجداً هناك، أو اقتحام قوات الآسايش مقر إذاعة آرتا
اف ام في مدينة عين العرب/ كوباني و إيقافها عن العمل بعد أيام قليلة من بثها
التجريبي، كما تم تسجيل مهاجمة بعض المجموعات المسلحة مكاتب إعلامية حيث جرى في بعض
الحالات احراق بعضها أو نهب محتوياتها أو تحطيمها.
و لعل من أبرز الإنتهاكات ضد
وسائل الإعلام هو ذلك الذي قامت خلاله شعبة المعلومات، وهي جهاز أمني تابع لكتائب
إسلامية في حلب بحرق العدد الأخير من صحف سوريتنا، عنب بلدي، صدى الشام وتمدن في
كانون الثاني 2015 بعد اتهامها بتأييد صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية، و إصدار منع
بتوزيعها في سوريا، بالإضافة إلى اعتقال الإعلامي جمعة موسى لمدة يومين بتهمة
توزيعها.


9. مقتل 15 صحفياً أجنبياً وفقدان آثار 5 منهم و وجود صحفي 1
وضعه يثير القلق

شهدت سوريا وقوع 32 إنتهاك ضد صحفيين أجانب منذ آذار
2011، منها 12 خلال عام 2012 وحده، و كان من بينها 7 عمليات قتل، و قد وصلت حصيلة
القتلى من الصحفيين الأجانب حتى الآن إلى 15، فقد قتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه، و
هو أول صحفي أجنبي يقتل في سوريا في كانون الثاني 2012 داخل مدينة حمص، كما قتل
مواطنه ريمي اوشليك و الأمريكية ماري كولفن في الشهر التالي في قصف نفذه جيش النظام
على حي بابا عمر داخل المدينة ذاتها طال مكان تواجدهما، إضافةً إلى ذلك فقد قتلت
اليابانية ميكا ياماموتو في حلب بتاريخ آب2012، أما الفرنسي ايف ديباي فقد قتل
برصاص قناص أطلق عليه النار من سطح مبني السجن المركزي الذي كان يسيطر عليه النظام
في تشرين الثاني2013، كما قتل الصحفي الكندي المستقل علي مصطفى في انفجار برميل
متفجر ألقته طائرات النظام على حي الحضري في حلب في آذار 2013 عندما كان يقوم
بالتصوير.
من جهته أقدم تنظيم الدولة الإسلامية على قتل 4 صحفيين أجانب كان قد
اختطفهم في وقت سابق، فقد أقدم “داعش” على إعدام الصحفي العراقي المصور ياسر
الجميلي في كانون الأول 2013 في إدلب، كما قام التنظيم بقتل الصحفيين، الأمريكيين
جيمس فولي في آب و ستيفن سوتولوف في أيلول 2014 و الياباني كينجي غوتو في كانون
الثاني2015 و قام بعرض أشرطة فيديو لعملياته.
هذا و لا يزال الغموض يكتنف مصير 5
صحفيين أجانب اختفت آثارهم في مناطق مختلفة من البلاد، و الصحفيين هم: الفلسطيني ـ
النرويجي مهيب النواتي دخل سوريا قبل بدء الثورة و تتوفر دلائل قوية على وجوده في
سجون النظام السوري، الفلسطيني ـ الأردني بشار فهمي القدومي الذي تقول عائلته بأنه
معتقل لدى نظام الأسد، طاقم سكاي نيوز عربي المكون من الموريتاني إسحاق مختار و
زميله اللبناني سمير كساب، و الأمريكي أوستن تايس، لكن تنظيم “داعش” الذي كان قد
اختطف الأمريكي جون كانتلي في العام ذاته لا يزال يظهره بين الفينة و الأخرى في
أشرطة فيديو دعائية لمصلحته.


10. خاتمة

يدين المركز
السوري للحريات الصحفيين في رابطة الصحفيين السوريين بشدة الانتهاكات ضد الإعلاميين
و الاعلاميات السوريين و الأجانب، و يدعو إلى الالتزام بقرار
الأمم المتحدة 1738
لعام 2006 الداعي إلى وقف جميع الهجمات ضد الصحفيين و موظفي
وسائل الإعلام و الأفراد المرتبطين بهم، و اعتبارهم أشخاصاً مدنيين يجب احترامهم و
حمايتهم بصفتهم هذه، و إلى إعتبار المعدات و المنشآت الخاصة أعياناً مدنية لا يجوز
أن تكون هدفاً لأي هجمات أو أعمال إنتقامية، كما يدعو المركز إلى احترام العمل
الإعلامي و الكشف عن مصير عشرات الصحفيين والمواطنين الصحفيين الذين يحتفظ باسماء
الكثيرين منهم، و اطلاق سراح الموقوفين منهم لدى مختلف الجهات، و محاكمة جميع
المسؤولين عن الإنتهاكات ضد الإعلاميين.
* التقرير السنوي للإنتهاكات ضد
الإعلاميين في سوريا 2014:

المركز
السوري للحريات الصحفية
رابطة الصحفيين السوريين
3 أيار 2015


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…