بيان صحفي من المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية في سوريا

تزداد الأوضاع الكارثية في سورية تدهوراً على كافة الأصعدة، على الصعيد
الإنساني تستمر هجرة أبنائنا إلى الخارج هروباً من أعمال القتل والتدمير والاعتقال،
وكذلك موجات النزوح المستمرة خوفاً من وحشية داعش وأخواتها، وخوفاً من التدمير الذي
تلحقه عمليات القصف الجوي والمدفعي على المدن والمناطق السكنية، ليقع المتبقي من
أبناء شعبنا في المناطق “الآمنة” فريسة للجوع والعوز الناتج عن الغلاء الفاحش
المتصاعد والذي تسببه عمليات النهب المنظم للمافيا في جانبي الصراع.
وبعد أن عجز
النظام عن الحسم العسكري انتقل إلى استجداء دول العالم لمناصرته في حربه على
الإرهاب، في الوقت الذي يزداد تمدد خطر التطرف والعنف ليصل بعد السيطرة على إدلب
وبصرى الشام ومعبر نصيب، إلى الحي الجنوبي في دمشق (مخيم اليرموك).
ولأن الهيئة تدرك بأن لا حسم عسكري للصراع، وأن محاربة الإرهاب لا يتم بواسطة القصف
الجوي لقوات التحالف، ولا بادعاءات النظام واستعراضاته، وأنه لا بد من حل سياسي
يعيد للشعب لحمته ويخلق المناخ المناسب لتضافر كافة القوى السياسية والمجتمعية
للتصدي لهذا الخطر الظلامي، كما يؤمن دعم دول الإقليم والعالم لجهود الشعب المسؤول
الأول عن محاربة الإرهاب على أرضه، لذلك حرصت الهيئة على عدم تضييع أي فرصة قد
تساعد للوصول إلى حل سياسي و تحقق شيئاً لتخفيف معاناة الشعب السوري، كما عملت على
توحيد جهود المعارضة بشكل جدي ومثابر بدءاً من اللقاء التمهيدي في القاهرة وما نتج
عنه. 
وفي الاجتماع الأخير للمكتب التنفيذي بتاريخ 14/4/2015 تدارس أعضاء المكتب
الأوضاع وخلص إلى ما يلي: 
1.   يثني المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية
لقوى التغيير الديمقراطي على الجهود التي بذلها وفد الهيئة المشارك في منتدى موسكو
2 (6-9/4/2015) ويؤكد على الإيجابيات التي حصلت في هذا المنتدى ومنها ورقة التوافق
التي أجمعت عليها جميع القوى والشخصيات المعارضة وممثلي منظمات المجتمع المدني
المجتمعة في موسكو والتي أودعت لدى الحكومة الروسية عن طريق ميسّر اللقاء إضافة إلى
النداء الموجه إلى السيد بان كيمون الأمين العام للأمم المتحدة الذي تطلب فيه
العديد من القوى والشخصيات المعارضة الدعوة إلى مؤتمر جنيف على أساس بيان جنيف
1.
2.   كما يرى المكتب التنفيذي عند مراجعته لمنتدى موسكو التشاوري الثاني بأنه
لم يكن ناجحاً بسبب تعنت النظام ورفضه بحث إجراءات بناء الثقة والقضايا الإنسانية.
وفي هذا الصدد يعتبر المكتب التنفيذي أن أي أوراق عدا المذكورة أعلاه في لقاء موسكو
التشاوري الثاني تعتبر لاغية وكأنها لم تكن كما صرح بذلك المنسق العام للهيئة
الأستاذ حسن عبد العظيم، وهنا يؤكد المكتب التنفيذي على أن مكان ونتائج التفاوض حول
الأوضاع في سورية هو في جنيف 3 وعلى أساس بيان جنيف 1 وليس في أي مكان
آخر.”
3.   الهدف من مؤتمر القاهرة هو توحيد رؤى وجهود أوسع طيف من المعارضة
السورية المؤمنة بالحل السياسي التفاوضي والتغيير الديمقراطي الجذري والشامل وليس
العمل لإنتاج جسم أو هيكل أو كيان سياسي جديد
4.   وبالنظر إلى فكرة تجميد
القتال في سوريا، يؤكد المكتب التنفيذي تأييده لجهود المبعوث الأممي الخاص لسورية
السيد ديمستورا على صعيد تجميد الصراع في حلب على أن يشمل بقية المناطق وكذلك على
صعيد دعوة المجتمع الدولي للإسراع بالدعوة لعودة العملية التفاوضية في جنيف
3.
إن هيئة التنسيق الوطنية تحذر من استمرار النظام في نهجه، التعطيلي لأية
مساعي للتخفيف من معاناة السوريين والوصول إلى حل سياسي، والذي ابتدأه بتعطيل
مبادرة الجامعة العربية مروراً بإفشال جنيف 2 وصولاً إلى إفشال موسكو 2، وما سينتج
عن ذلك من فقدان الأمل بإمكانية الحل السياسي مما يمهد الطريق لتدخل عسكري خارجي
يقضي على ما تبقى من بلدنا. 

المكتب
التنفيذي

 لهيئة التنسيق الوطنية في
سوريا

19/4/201


شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…