من «استقلال كوردستان» إلى «تحرير أوجلان»؟ (3)

جان كورد

 كان لاندلاع ثورة حزب العمال الكوردستاني في 15 آب 1984 دويّ هائل
بين الشعب الكوردي وتسبب بانهيار نفسي لا سابق له في مختلف القيادات السياسية
والعسكرية التركية التي اعتقدت أنها قد قضت على الحلم الكوردي في الثورة مرةً أخرى،
بعد ما ارتكبه الجيش التركي في ظل الصمت العالمي آنذاك ضد الشعب الكوردي على أثر
الثورات المتعاقبة (ثورة الشيخ سعيد بيراني في آمد في عام 1925) و(ثورة حركة خويبون
في جبل آغري في (1927-1930) و(ثورة الشيخ علي رضا في ديرسم في عام 1937)، فسارعت
الحكومة التركية إلى استخدام سائر الوسائل القمعية البوليسية والعسكرية وإرهاب
الدولة السرية لترويع الشعب الكوردي وإذلاله ومحاولة دق الإسفين بينه وبين الثورة
التي سرعان ما تحولت إلى مغناطيس جاذب للشباب الكوردي، وبخاصة في غرب كوردستان، حيث
كان الوعي القومي بين الكورد السوريين في ذروته، 
ولأن الحركة الوطنية الكوردية (السورية) ما كانت تفكّر يوماً في القيام بثورة قومية
في سوريا، فإن الشباب قد وجدوا ضالتهم في اندلاع الثورة التي اعتقدوا أنها من أجل
(الحرية والاستقلال) في جزء آخر من وطنهم. وتحولت المناطق الكوردية المتاخمة لإيران
والعراق وسوريا إلى معابر وخطوط إمداد للثورة التي لم يتم التحضير لها بشكلٍ جيّد
بين الشعب في شمال كوردستان، حيث لم تكن تضحيات كوادر وأعضاء حزب العمال
الكوردستاني في السجون والمعتقلات الرهيبة كافية لانتزاع الخوف من قلوب الملايين من
الكادحين الذين كانت ترتعد فصائلهم لرؤية بعض الجندرمة الترك القادمين إلى قراهم
بهدف التفتيش عن الثوار والناشطين الحزبيين. وأتذكّر أنني ذهبت مع صديقٍ عزيز من
شمال كوردستان في عام 1992م، أي بعد 8 سنوات من اندلاع الثورة، من مدينة (ماردين)
إلى مدينة (الجزيرة) عبر مدينة (ميديات) التي بت فيها ليلةً في دار أحد الشباب
المؤيدين للثورة ومن ثم عبر مدينة (هه زه خ)، ولمست عمق ارتسام الخوف على وجه
المواطنين بسبب قيامي بالتقاط صورةٍ ما أو بسبب طرحي سؤالاً عن موقفٍ أحدٍ منهم من
الثورة، وكم كان الخوف كبيراً في وسط مدينة (هه زه خ) بسبب معركةٍ صغيرة كانت قد
حدثت بين الثوار وقوات حماية المدينة! وكانت الصدمة لي قوية حقاً في مدينة
(الجزيرة) التي كانت على دوام التاريخ مركزاً هاماً من مراكز كفاح الشعب الكوردي،
عندما سمعت من معلم مدرسة يعشق أشعار ملايى جزيري وأحمد خانى وفقى ايران بأن
“الوطنيين الكورد من زملائه يخافون الثوار أكثر من العسكر التركي!” ذلك لأن حزب
العمال الكوردستاني قد وجد نفسه في قيادة الشعب كطليعةٍ لا منافس لها ولم يعد يأبه
بوجود أي معارضة كوردية لتصرفات رفاقه ومقاتليه في المدن التي لها ظروف مختلفة
بالتأكيد عن الجبال، ولا يستطيع الثوار إدراك الاختلاف بين تلك الظروف. 
في تلك
الأثناء، حاولت الحكومات التركية المتعاقبة القيام بعدة أعمال الهدف منها جميعاً
القضاء على الثورة المندلعة في (جنوب شرق الأناضول!)، في حين عجزت قيادة الثورة
الكوردية عن القيام بعدة أمور ٍضرورية لبقاء الثورة واستمرارها. 
قامت الحكومة
التركية في ظل الرئيس تورغوت أوزال (كوردي) بإظهار نفسها مستعدةً لتحقيق السلام،
وأبدى كل من رئيس الحزب الديموقراطي الكوردستاني، الأخ مسعود البارزاني، ورئيس
الاتحاد الوطني الكوردستاني، المام جلال الطالباني، استعدادهما التام للمساهمة في
تحقيق السلام والاتفاق بين الحكومة التركية وقيادة حزب العمال الكوردستاني، وكذلك
الاتفاق بين فصائل حركة التحرر الوطني الكوردية في شمال كوردستان، إلاّ أن الحزب
عجز كلياً عن الاستفادة من دور الرئيس تورغوت أوزال والمساعدة السياسية للإخوة من
جنوب كوردستان في وضع قاعدةٍ لبناء سلامٍ يضمن مستقبلاً حق الشعب الكوردي في إدارة
ذاته ضمن حدود الدولة التركية.
 
(الصورة 1): أوجلان مع
الأخ مسعود البارزاني   –   (الصورة  2) : أوجلان  مع المام جلال الطالباني
 
السيد أوجلان الذي لم يكن ليلقى أي معارضة لأوامره من قبل رفاقه
الحزبيين ومن قبل مقاتليه، كان يعلم جيداً أن مشروع الرئيس (تورغوت أوزال) هام، وإن
كان مجرّد محاولة لكسب الوقت أو تكتيكاً سياسياً تركيا لخداع العالم الخارجي والشعب
الكوردي، وسيوفّر له ما يريده على مختلف المستويات الكوردستانية والإقليمية
والدولية كقائد ثورةٍ يجيد أساليب المناورة السياسية وفنون الدبلوماسية، إلاّ أن
الجدار الذي استند إليه، وهو الحلف السوري – الإيراني، لا ولن يوافق له على الاتفاق
مع الحكومة التركية ، إذ أن الحلف “الشيعي – العلوي” قد دعم “الثورة العمالية!” ليس
حباً بالشعب الكوردي وإنما لتحقيق أهدافٍ معينة لها، وإن أي اتفاق بين حزب العمال
الكوردستاني وأنقرة سينسف مشروع الحلف وسيخرج نظام الأسد من المولد بلا حمص كما
يقال.
وبرفض السيد أوجلان لمبادرة السيد تورغوت أوزال فقد مهّد الطريق لأن
تتخلّص الدولة السرية الطورانية من أوزال بدس السم له، وظهر أوجلان في الأوساط
الدولية كتابعٍ للأسد وملالي إيران ويضع مصالح حزبه وشخصه فوق مصلحة شعبه التي
تأكّد لأوجلان فيما بعد أنها كانت في السلام والحوار، وشهد على ذلك بنفسه مع
الأيام.
 
عملت الحكومات التركية المتعاقبة على كسب عشرات الألوف من
المواطنين الكورد وتجنيدهم ك”حماة القرى – كوي قوروجى) ودفهم للقتال ضد حزب العمال
الكوردستاني، في حين عمل حزب العمال على الاستفراد بالثورة ورفض أي تعاون وتنسيق مع
القوى والأحزاب والشخصيات الكوردية التي لا تقبل بأن تكون جزءاً منه أو تابعاً له،
تماماً مثلما فعل الماويون في الصين الشيوعية، ومواقف الحزب العمالي من
الديموقراطيين الكورد من أمثال السياسي الديموقراطي العريق، الأستاذ المرحوم
(حَمرَش رشو)، والأستاذ الاشتراكي – الديموقراطي  كمال بورقاي، ليست خافية عن
الناشطين الكورد، وصحيح أن الحزب العمالي قد تقدّم لمختلف الأحزاب الوطنية الكوردية
في شمال كوردستان في وقتٍ لاحق بمشروع جبهة وطنية واسعة، إلاّ أن المشروع بدأ
هزيلاً وظل هزيلاً لأن الحزب العمالي لم يتخلَّ عن فكرة (الحزب الطليعي في الثورة
والمجتمع)، وبذلك فقد تأييد غالبية الشعب الكوردي، ولم يتمكّن من الاستمرار في
تفعيل وتثبيت ما سماه ب”حكومة بوتان” في شمال كوردستان وما سماه ب”جمهورية الزاب”
في جنوب كوردستان، وبدا الحزب وحيداً في حربه ضد ثاني أكبر جيشٍ في حلف الناتو، فلا
تحضير كان قد تم بين الشعب الكوردي قبل البدء بالثورة، ولا الاستمرار في محاولة
جادة للسلام ولاجبهة وطنية شاملة تدعم الثورة، في حين أن تركيا سعت بمختلف الوسائل
المشروعة وغير المشروعة على عزل الحزب العمالي، ليس بين الشرائح السياسية التركية
فحسب، وإنما على الصعيد الدولي، ومن ثم أقنعت تركيا الدول الأوروبية والولايات
المتحدة الأمريكية بضرورة وضع اسم حزب العمال الكوردستاني في “لائحة المنظمات
الإرهابية”، وذلك لأن مسؤولي الحزب في أوروبا قد قاموا بكل ما هو غير “قانوني” لفرض
إرادتهم على الجاليات الكوردية، ومن ذلك فرض الأتاوات بالقوة على المحلات التجارية
والمنتجين، ضرب وإهانة وجرح المعارضين لسياسات الحزب، الهجوم على مؤتمرات الأحزاب
الكوردية المنافسة و حفلات الفنانين غير السائرين في فلك الحزب العمالي، عقد
محاكمات “صورية” لمحاسبة المنشقين في أوروبا ومن ثم تصفيتهم سياسياً أو جسدياً…
وعقد العلاقة مع أشد المنظمات الأوروبية تطرفاً يسارياً والممنوعة قانونياً، وقطع
شرايين الحياة الاقتصادية في بعض الأحيان (الأوتوسترادات) وحرق المحلات التركية
التي لها تأمينات أوروبية أو تركية، وانتحار بعض رفاقه ورفيقاته حرقاً بالنار أمام
الكاميرات، وتصفية بعض القياديين المنافسين للسيد أوجلان والمهمين للحزب في وضح
النهار، وما إلى هنالك من تصرفات من شأنها وصم حزب العمال الكوردستاني ب”الإرهابي”
في دول الاتحاد الأوروبي، وبقاء هذه الصفة حتى اليوم، على الرغم من أن تركيا قد
فقدت صداقة الأوروبيين والأمريكان إلى حدٍ كبير، وعلى الرغم من أن حزب العمال يقف
الآن عملياً في الصف الاوّل المعادي لما يسميه الأوروبيون والأمريكان ب”الإرهاب”
وهو إرهاب خطير للعالم كله، ووضع اسم الحزب العمالي في القائمة السوداء كان لطمةً
قويةً لسياسة السيد عبد الله أوجلان، الذي بدا وكأنه كان يسخر من “الإمبريالية
والصهيونية والرجعية” في تصريحاته الإعلامية ويستهين بقواها ويحلم بأن تأتي القوى
العالمية القوية للركوع بين يديه في المستقبل القريب، وعندما وجد أن وضع اسم حزبه
في قائمة “الإرهاب” مضرّ له ولرفاقه كثيراً شرع في التبرؤ مما حدث باسمه في أوروبا،
ومن ذلك تهمة “اغتيال رئيس الوزراء السويدي أولوف بالمه” التي لاحقت الحزب فترةً
هامة من التحقيقات التي جرت حول ذلك، بل أكّد السيد أوجلان بأن المندسين في تنظيمه
من قبل المخابرات التركية هم الذين سوّدوا وجه الحزب أمام الرأي العام العالمي،
وقال في إحدى مقابلاته الشهيرة مع إحدى أهم الجرائد الألمانية بأنه شخصياً مثل
النبي عيسى (عليه السلام) رجل مسالم ولا يريد سوى السلام، وهذا ما زاد في تأليب
الرأي العام الأوروبي عليه لأن هذا التشبيه في نظر أوروبا المسيحية غير مقبول من
أيّ كان.
ومما زاد الطين بلّة، مساهمة الحزب العمالي في تأجيج النزاعات المسلحة
في جنوب كوردستان، والمشاركة مع حزب كوردستاني ضد حزبٍ كوردستاني آخر في القتال،
ومحاولة فرض نفسه على الطرفين كقوة طليعية لكل الكورد، وهذا ما أضرّ به ودفع بالقوى
الكوردية  عموماً لاتخاذ مواقف تتسم بالشدة والحذر منه، كما حاول فرض نفسه على
الشعب الكوردي وحركته الوطنية في غرب كوردستان، الذي تحوّل في نظره إلى بقرةٍ حلوب،
تمده بالغذاء والسلاح والمال وبالشباب من الجنسين، ليس بالمئات وانما بالآلاف، ولكن
أكبر خطأٍ اقترفه السيد أوجلان في هذا المجال هو “إنكار الوجود القومي للشعب
الكوردي” في سوريا، وإعلانه عن خطته ل”إعادة هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم الأصلي في
شمال كوردستان” (في مقابلته الشهيرة مع نبيل الملحم: سبعة أيام مع القائد آبو)،
فهذا ما أحبط مشاعر الوطنيين والديموقراطيين وشرع الكورد السوريون ينشقون أفراداً
وجماعات من صفوف المقاتلين، ومنهم من سعى لبناء تنظيماتٍ مستقلة عن الحزب العمالي،
فتعرّض بعضهم إلى الاغتيال بعد إلصاق تهم الخيانة بهم كالعادة، ومنهم المناضل
العريق كمال شاهين كمثال صارخ، حيث نعلم أنه كان من العناصر الشجاعة والهامة في
القتال ورفض أن يتم التضحية بشعبه في غرب كوردستان من أجل مصلحة الحزب أو قيادة
الحزب. 
عندما أضطر السيد أوجلان إلى مغادرة سوريا، بعد 14 عاماً من اندلاع
الثورة، كان السؤال المطروح من قبل بعض المراقبين هو: “لماذا لم يذهب السيد أوجلان
طوال هذه المدة إلى ذرى جبال كوردستان حيث مقاتلوه بالآلاف ونوابه ورفاقه
القياديون؟ إن كان ذلك مسموحاً له من قبل حلفائه، في حين أنه كان مستعداً للذهاب
إلى أي دولة تمنحه حق اللجوء السياسي؟”
 منذ أن فشل الحزب العمالي في السيطرة
على جنوب كوردستان وفشله في إنجاز “جمهورية الزاب” و”حكومة بوتان”، أدرك السيد
أوجلان أن حلمه في الانتصار على الدولة التركية دون دعمٍ خارجي كبير من سابع
المستحيلات، فبدأ بالتراجع عن الشعارات الكبيرة، وشرع يطالب ب”الحل السلمي
الديموقراطي” و “رفض الدولة القومية الكوردية” و”التحوّل من القتال إلى الحوار”،
إلاّ أن موقف الحكومة التركية ازداد تصلباً في عهد رئيس الوزراء بولند أجاويد، الذي
هاجم شمال قبرص من قبل وشكّل هناك دويلة تركية، والذي وجد أمامه حزباً كوردياً
آيديولوجياً فقد الحاضن الشيوعي العالمي من ورائه ولم يكسب دولة واحدة صديقة من بين
كل دول العالم إلى جانبه، ولا يملك جبهة واسعة من قوى شعبه، وعمقه الكوردستاني
محدود بسبب سياساته الخاطئة حيال القوى الكوردية، فهذا أسهل عليه من انتزاع جزءٍ من
قبرص، فشرع بالضغط على سوريا والتهديد بغزوها إن لم يتم طرد السيد أوجلان ورفاقه
منها، وراحت تلك الحكومة تطالب بالقضاء المبرم على الثورة من خلال تصفية رئيس الحزب
لأنه حوّل قيادات الحزب في أعوام الثورة التي منحته الكثير من الصلاحيات إلى مجرّد
مقاتلين بلا لون، ولا يستطيع أحدٌ منهم القيام بشيءٍ من دونه، فالقضاء على أوجلان
هو قضاء على ثورته، ولربما على طموحات شعبه، ومقابل شدة الحكومة كانت حلقات مسلسل
التنازل عن المطالب الأساسية وعن فكر الثورة في الجانب الكوردي قد اكتملت يوم
اختطاف السيد أوجلان في كينيا الأفريقية قبل نهاية القرن الماضي بفترة وجيزة،
لتتحوّل القيادة التي فقدت رأسها من بعد ذلك من متابعة الكفاح التحرري الوطني
الكوردي من أجل “الحرية والاستقلال” إلى المطالبة ب”تحرير السيد الرئيس”، الذي
“لاحياة من دونه”!!!
وعليه يمكن القول بأن تضحيات الشباب الكوردي العظيمة، سواءً
في المعتقلات التركية الرهيبة أو في ساحات القتال، كانت ستأتي بنتائج أفضل مما نراه
اليوم أمام أعيننا في شمال كوردستان، لو أن قيادة الحزب العمالي كانت قد قامت بعدة
مهام خلال سنوات الثورة، ومنها:
السعي لكسب جماهير الشعب الكوردي من خلال ممارسة
سياسة اجتذاب وليس تنفير الناس من الثورة
الاهتمام الزائد بكسب الأصدقاء من
العالم الخارجي والرأي العام العالمي
عدم التدخل في شؤون أقاليم كوردستان سوى
شمال كوردستان
السعي لكسب أطراف الحركة الوطنية الكوردية جميعاً وليس ممارسة
التحزّب والمساهمة في صراعاتها
إنشاء اللجان والهيئات الشعبية في المناطق
المحررة إن وجدت بالتعاون مع الأحزاب الكوردية 
فرض الديموقراطية داخل المؤسسات
الحزبية والتابعة للحزب ورفض النزعة الدكتاتورية للبعض فيها.
وضع حد لممارسات
ومواقف الزعيم الذي يبدو أنه كان مستعداً للتعامل التام مع مؤسسات الدولة التركية
منذ لحظة اختطافه، وهذا ما بدا منذ بدء محاكمته بصورة فاضحة.
 
طبعاً، نحن مع فكرة أن الثورات قاطرات التاريخ، ولكن أن تتحوّل
ثورة عن أهداف الحرية والاستقلال إلى هدف “الإفراج عن رئيس الحزب”، فهذا يجب
التفكير فيه ملياً، فإن الشعب الكوردي لن يسمح لأحد التضحية بمصلحته وهدفه القومي
من أجل تكتيكات حزبية غير مضمونة النتائج، فماذا يمكن للسيد أوجلان القيام به بعد
الآن، سواءً أكان داخل السجن أو خارجه؟ وهل السياسة التركية حمقاء لهذه الدرجة أن
تقتنع بأن الكورد لا يطالبون سوى بالإفراج عن زعيم حزبٍ من أحزابهم وببعض مطالب
بسيطة للغاية مثل “الإدارة الذاتية الديموقراطية!” 
لابد من سياسة كوردستانية
واضحة تقنع الصديق والعدو بأن أحزاب الكورد تمثّل الشعب الكوردي وتلتزم بأهدافه
القومية الواضحة، وهذا واجب يقع على عاتق كل الأحزاب الكوردية، ومن بينها الحزب
العمالي أيضاً، وإلاّ فإن ضرر ما سميناه ب”الثورة” يوماً سيكون كبيراً لشعبنا في
المستقبل.
 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف تعود سوريا اليوم إلى واجهة الصراعات الإقليمية والدولية كأرض مستباحة وميدان لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى والإقليمية. هذه الصراعات لم تقتصر على الخارج فقط، بل امتدت داخليًا حيث تتشابك المصالح والأجندات للفصائل العسكرية التي أسستها أطراف مختلفة، وأخرى تعمل كأذرع لدول مثل تركيا، التي أسست مجموعات كان هدفها الأساسي مواجهة وجود الشعب الكردي، خارج حدود تركيا،…

روني آل خليل   إن الواقع السوري المعقد الذي أفرزته سنوات الحرب والصراعات الداخلية أظهر بشكل جلي أن هناك إشكاليات بنيوية عميقة في التركيبة الاجتماعية والسياسية للبلاد. سوريا ليست مجرد دولة ذات حدود جغرافية مرسومة؛ بل هي نسيج متشابك من الهويات القومية والدينية والطائفية. هذا التنوع الذي كان يُفترض أن يكون مصدر قوة، تحوّل للأسف إلى وقود للصراع بسبب…

خالد حسو الواقع الجميل الذي نفتخر به جميعًا هو أن سوريا تشكّلت وتطوّرت عبر تاريخها بأيدٍ مشتركة ومساهمات متنوعة، لتصبح أشبه ببستان يزدهر بألوانه وأريجه. هذه الأرض جمعت الكرد والعرب والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسيحيين والأيزيديين والآشوريين والسريان وغيرهم، ليبنوا معًا وطنًا غنيًا بتنوعه الثقافي والديني والإنساني. الحفاظ على هذا الإرث يتطلب من العقلاء والأوفياء تعزيز المساواة الحقيقية وصون كرامة…

إلى أبناء شعبنا الكُردي وجميع السوريين الأحرار، والقوى الوطنية والديمقراطية في الداخل والخارج، من منطلق مسؤولياتنا تجاه شعبنا الكُردي، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا على كافة الأصعدة، نعلن بكل فخر عن تحولنا من إطار المجتمع المدني إلى إطار سياسي تحت اسم “التجمع الوطني لبناء عفرين”. لقد عملنا سابقاً ضمن المجتمع المدني لدعم صمود أهلنا في وجه المعاناة الإنسانية والاجتماعية…